الطيب محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما كنت طفل فقير كنت اكره الهدايا لا اعرف لماذا لربما كانت تأتيني بطريقة لا أُحبذها . لكنني كنت أطلب من أمي بعض الطلبات كأن تكون ألعاباً آو أكلات أو حتى فواكه كالموز الكبير الذي أراه بالسوق . في زمن الحصار كان , الفقر دائم مثل الطغاة . كنت اطلب ألعاباً أحيانا لكنها كانت تمارس معي عملية التسقيط بشكل ذكي , تسقيط الألعاب بذكر مساوئها وعدم فائدتها. لكنني لم أكن اقتنع أبدا.وكأي طفل لحوح , أبدء بالملحة ..وتبدأ هي بالوعود الكاذبة , وعلى هذا الجرة نستمر لأيام , إلى أن أنسى المبتغى , و أمله أو أكرهه.. بسبب المساوئ الكثيرة التي تجدها . نعم أيها السادة فكرة التسقيط فكرة ذكية نوعا ما ..ذكرني تسقيط أمي بالتسقيط الانتخابي الذي أشهده هذه الأيام , إعلامياُ وسياسيا . فكلٌّ يسقط على ليلاه , يسقط خصومه بأي طريقة ممكنة .. بكل بكل الطرق التي تثير القرف والتقزز . لكأنَّ السياسيون هذه الأيام عبارة عن مجموعة قرود يتراشقون بالموز أمامنا . لا ضير فنحن نستأنس بالتفرج على عالم الحيوان . وخاصةً إذا كانوا الأبطال قروداً أو ضفادع . لكن المصيبة أن أولاء القرود غدا أو بعد غد سوف يعودون ويتحكمون بمصائرنا وأموالنا ولسوف يأكلون الموز وهم فوق الغصون العالية ويرموننا بالقشور ..ماذا نفعل بهذه الحالة ؟ إلى متى سوف نبقى نتفرج على تلكم المسرحية
القذرة ؟
نعم هي نفس مسرحية التسقيط التي كانت تمارسها أمي بحقي. لكن الفرق أن أمي كانت تلعبها بطريقة لطيفة وذكية , أما هؤلاء فطريقتهم مقرفة وغبية .
#الطيب_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟