أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (39)














المزيد.....

منزلنا الريفي (39)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 22:08
المحور: الادب والفن
    


حانوت ماندولة

كانت الظهيرة، وكانت الشمس حارقة، وكانت الحافلة مسرعة، تلجها صفرة قاتمة، ويحلق على مرآتها دخان أسود يثير الغثيان، توقفت لحظة، ثم واصلت سيرها تاركة خلفها الغبار ؛ لفظت امرأة تحمل فوق ظهرها طفلا صغيرا، ومن ملامحها أنها امرأة ريفية يكسو وجهها لون أحمر تتوسطه تجاعيد مبكرة على مشارف خدودها، تمتد عند حدود عينيها الصغيرتين، وترتدي جلبابا أخضرا، وفي يديها حقيبة محملة بقنينة لبن، كان في عينيها حزن، وفي رأسها وخز، فهي لا تدري ماذا ينتظر صغيرها المريض، فهو نجمها المتلألئ في السماء، وكنزها الساطع في الأرض .
تقترب من حانوت ماندولة، وتغير وجهتها نحو اليسار، فتقتحم لجة طريق طويلة يكتنفها طلح مديد، كان المرض يسري في كيانه، بينما حزنها يرسم شحوبا في خارطة جسدها، تجلس لحظة من هول العياء، وتبكي لحظة من مغبة الآلام .
يتعرق رأس الطفل، ويحمر وجهه، ويطلق صفير بكاء، يتألم جسده، بينما يسود في عينيها الذبول، لقد تركت قريتها، و مضت بعيدا من أجل حلم واقع، وواقع حلم اسمه أنطولوجيا الحب، وحب الأنطولوجيا .....
مايو 1994 – تمارة

عقل مغيب

لماذا خلق الله رأسي في الأعلى، بينما الأجدر به وضعه بين القدمين ؟

المحافظة

من فرط محافظتي، انفجر مكبوتي، " منزلنا الريفي " تعبير عن كبت، وعن هوامات منسية، وعن أحلام مجهضة .

المرأة 1

موضوع أسراري، وطموحاتي الضائعة، وأنطولوجيتي المفتقدة، وشطري المفصول عني .

منزلنا الريفي

هو عقلي العميق لقشوري المدينية المتهدمة .

البكاء

من فرط بكائي أصبحت أضحك .

الذبابة

من فرط نشداني للمعرفة، أصبحت ذبابة .

الإبداع

الإبداع يبدأ من كسري لمعنى الإبداع .

الكتابة 1

المرأة هي التي دفعتني للكتابة، وفعل الكتابة هزيمة أمام عظمتها وجلالها .

المرأة 2

من فرط الحديث عنها، أصبحت ورقة ذابلة كأوراق الخريف .

الكتابة 2

أكتب، لأحجب المرأة، لأقزم دورها، لأنتصر على هزيمتي محققا وجدي، ورعشتي الغائبة المنكسرة أمام ملكوتها .

القلم

مهمازي السميك، وسلاحي الوحيد، الذي يكسر التقاليد، ينسف جذر المرأة الخبيء، ويحرك المستكين، ويخلخل المتماسك المتين، ويبث الفوضى والبعثرة في الغور العميق .

المرأة 3

مجرد صباغة ومنديل ومكياج، يلتمع على الأظافر والشفاه، إنها علكة تتفرقع كالمنطاد، لا ثقل لا إحساس، غير كلمات خشبية ينطق بها اللسان، ومؤخرة مكتنزة تأبى الهزيمة وتأبى الانتصار، وجسد ميت عماده الخواء، وفاقد لكل شيء غير الخضوع والامتهان، لا يؤمن إلا بالمال، عندها يحق لك أن تخترقه كما تخترق السرداب، تلجه لجا كما تلج الآبار، ألست صاحب المال والمقام، وقيامتك تقوم على من لا حيز لهم ولا مكان .

أفكاري

أفكاري ظل وظلام، عليك أن تهتدي إلى مصباح، لتخترق المسكوت عنه الذي ينطمر خلف الكلام .

الموسيقى

يتشظى جسدي، تهيم روحي، فأحس بالخلود والتملك . الموسيقى امرأة

ع ع / السبت 08 مارس 2014 / واد زم – وسط المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي (38)
- منزلنا الريفي (37)
- عيد ميلادي
- منزلنا الريفي (36)
- المستنقعات
- منزلنا الريفي (35)
- المتاهة
- هزيمتي
- منزلنا الريفي (34)
- منزلنا الريفي (33)
- متاهات
- قبلة من الوادي
- منزلنا الريفي ( 32 )
- منزلنا الريفي (31)
- نحو رؤية هادئة للتملق
- منزلنا الريفي ( 30 )
- عائد إلى القرية
- حمى الاستسلام
- دروب التيه
- نشيج الكلمات


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (39)