أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الرواية و المعنى














المزيد.....

الرواية و المعنى


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


لا أستطيع القول تحفظا أننا أسسنا ما يمكن نعته بالرواية المغربية,فالأمر
يتطلب إثباتات عميقة,تؤكد التمايز الخاص للرواية المغربية,من حيث الشكل
أولا,أما المضمون فعابر,يتمثل بإضافات لا نهائية,فالحديث عن الكلاسيكي,و
الحديث استعارة هيجلية,غايتها تمجيد الجديد بغية إنهاك القديم و حتى
الإجهاز عليه,كما أن القدم و الجدة,مفاهيم لها فعالية في مجال الفكر و
ربما حتى السياسة,أما مجالات الفن و الأدب و الرواية بشكل خاص,فلا يمكن
افتعال تجاوزات بدون المرور من مراحل,يستحيل أن ينجزها روائي واحد مهما
عظمت عبقريته,و متنت لغته,و اتضحت صور بلاغاته و تعمقت,فكيف يمكن تمثل
هذه المراحل,و بأية طريقة,و هل يسمح الأدب الروائي بتحقيبات تنبني على
تحديد توصيفات لكل جماعة روائية؟؟؟؟
1الرواية و المعنى
تنصت الرواية للمختلج في صيرورات المجتمعات,لا تقتلعه,بل تواكبه,بوعي
خاص,يعيد تركيب الزمن ليتسع مداه للرؤية,تلك التي تقرب القراء من المعاني
التي طالما تعالت بالفكر عن الناس,فمنهم من لاحقها بتعلمه,و منهم من
انفلتت منه,فتباعدت الترابطات بينهما,الرواية تعيد المعاني للناس,لإدراك
ما غاب منها في زحمة الصراعات الواعية و حتى اللاواعية,و هي هنا لا تلجأ
لحكيه أو صياغته أدبيا,بل تفاجئ بالمنسي منه,ليصير حاضرا بتناقضات طمرت
خوفا أو تهربا,الرواية تكسب المعاني شرعية الوجود,لا كما أريد لها أن
تفهم,بل كما فهمت حينها أو سوف تفهم مستقبلا,باختصار,الرواية في هذه
المرحلة,تنحت لنفسها درب التأكيد على أن الدلالات,لا أحد يتملكها باسم
الفكر و لا التاريخ و لا لا السياسة و لا الإيديولوجيا,فكيف يفارق المعنى
كل هذه التيارات و التموجات بدون أن ينجذب نحو بعضها أو يقترب؟
هنا براعة الروائي و أصالته و إبداعيته,بحيث يحرر المعاني برواياته,إذ
تصير حائزة على قابلية تعدد التأويلات,و لا يستطيع هو نفسه التحكم فيها
و إن رغب في ذلك,
2تجديد المعنى
كل تجديد للمعنى في الرواية يمر حتما بكيفيات التعبير عن القضايا,التي
تؤثر حتما على شخوص الرواية و أزمانها,فهناك عادات في التلقي,ترسخت بعقود
و ربما بقرون,و جعلت العقل الأدبي يستبق الروايات,و يرسم دلالات
الشخوص,بل يتخيل مساراتها بفعل القراءات,و أنماط الحكي,و يحتاج هذا
المنطق لرجات,تكسب العبارات و بها معاني جديدة,ترغم المتلقي على الحذر من
تلك العوالم التي شيدها أثناء قراءته,لدرجة أن الرواية أو الروايات
المجددة للمعاني,تجعله يسخر من نفسه و فهمه لما فهم,لكأنها
تطالبه,بالرحيل مما اعتقد أنه فهمه إلى ما لم يفهمه,فهناك تختفي مفاتيح
لعبة المعاني,دون أن تنحصر بالضرورة,بحيث يدرك بعد إعادات القراءة,أنه
نسي ما لا يجب عليه نسيانه,فيؤجل متعة النهاية ببدايات مسايرة لسوء فهمه
العظيم لرواية تطالبه,بالشك في كل ما فهم,لأنها جددت معاني لطالما حازت
إجماعات بفعل القراءات و التشابهات و حتى سلطة المعتاد في اللغة و كيفيات
التعبير عن الأحاسيس و التناقضات في العواطف و حتى التأملات.
3ترميز الجديد
يعتبر هيجل الرمز علامة,بحيث هو تمثل لفكرة بفكرة أخرى,غير أن الرمز
يتميز عن العلامة,بتعددية دلالاته,غير أن الحضارات البشرية,في تجاربها و
نظم القول و الكتابة لديها,تتبادل الرموز,كما تبادلت الأساطير بمسمسميات
مختلفة,لكن الرموز دينامية فنية تقتات من الرسم كتشكيل و حتى الإيقاعات
الموسيقية و الرقص,و الرواية,هنا تجد نفسها لتحصل نجاحها,مرغمة على ضمان
استمرارية الجديد إلى أن يستنفد قدرته على الوجود,بإعادة ترميزه,و بعبارة
أوضح تصير الرواية في هذه الحالةكشفا عن مدى الجديد و طاقاته,فتوجهها
بإغناء اللغة بما يصير عبارات و رموز جديدة,تعبر عن أصالة البناء ,كما
أصالتها في التفتيت,إنها لا تسمح للجديد بأن يصير مبتذلا,فيفقد جدته,بل
تغنيه برموز في التعبير,لتغتني بالشعري,و إيقاعاته الداخلية للغة,دون أن
تحتل مكانه,و تعود للدفين في التاريخ,لغة لا أحداثا,لتنهل مما تجوهل أو
أقصي منه.
خلاصات
هذه القيم الثلاث,ليست مراحل أو حقب,و لا توصيفات نقدية,و لكنها تمايزات
غير مرتبة,و مداخل مفتوحة لبيت الإبداعية في مجال الرواية,التي حققت بها
الكتابات العربية علوا أدبيا,.سمح بترجمة الكثير منها لمعظم لغات
العالم,و بها أيضا فهمت الكثير من أنماط التفكير العربية و حتى
السلوكية,فنشطت الكتابات الروائية العربية و الشمال أفريقية,و أخذت
تتجاور من رهانات الإضافات الفنية,تباعدا عن الغربي منه أو تقاربا.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العربي و رهان التحديث
- الساسة و البطولة في المغرب
- الثقافة والمثقفون في المغرب
- حزبية الديني في المغرب
- العدالة و التنمية و النقابات في المغرب
- المعارضة و الحكومة في المغرب
- فكر التكفير
- سياسة الإضمار و سياسة الإعلان
- المثقفون المغاربة الجدد
- اللغة و اللهجة المغربية
- العدالة و التنمية,سياسية الديني
- سياسية المتدين
- الصراع الديني اندحار
- الديمقراطية و الديموسلامية
- أين الإقتصاد الإسلامي؟؟
- المدرسة المغربية و العنف
- المدرس و جودة التعلمات
- السلفية و حداثية الحزب
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الرواية و المعنى