يحيى رمضان الحميداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 23:49
المحور:
كتابات ساخرة
سيدة التنك ....مازال بخورك يعطر الأضرحة ومازلتِ سيدة الوجع
بماذا أفطرتي أيتها العظيمة .....
جدتي ...أمي ...جارتنا أم الزين ....فارغة موائد الأيتام ومعتقة جراحهم
سيدة التنك نبيا للصراخ واللوعة أنتِ .
سيدتي الشامخة الراسخة في ذاكرتي النازفة ,بيني وبينكِ حبلا سري مازال يغذي ملامحي السمراء خطوط الحزن ويعطي وجعي نكهة المنتصر .
سيدة التنك عليكِ مني سلاما وأنت تمنحين البكاء نكهة وتعصرين السنين العجاف لتورق سنبلة فيفيض الغراف لميلأ راحتيكِ ويتلو مردوخ حكمته وهو يلعق لسانك الرطب ليكتب (نواعيك) .
الشمس التي تزور مضجعك الذي يحاول السراق العبث بطهارته وهم يستجدون فقرك لكي تمنحي صوت الضياع ويختفي (كوسر بيت الطين والتنك) أنهم واهمون أيتها العظيمة لقد بان الزيف ( وطلعت الشمس على الحراميةَ ), مملكة التنك وأبنائها المعدان الذين أرهقوا الأزمنة بعنادهم لن يتركوا هؤلاء المزيفون يلعقون الجراح ويذروا ملح المواجع , نتعلم منكِ أن القادم تصنعه الأصابع ولابد لنا من صحوة نمسح فيها من أزقة الوطن ملامح الخوف والجوع والدماء , ونرسم شيء من الفرح لأبنائنا ,
أمي تذكرتكِ وأنت ( تفرعين وتندعين ) وشعركِ الأبيض يغازل السماء وكأن خصلاته ملائكة تعرج مع كل كلمة ترف بأجنحتها سكينة وأمان , تذكرتكِ ( فرفحت وأندعيت) وأنا أرى أيتام مدينتي يبحثون في النفايات عن شبع لبطون تستصرخ الشرف . سيدة التنك مازال التنك ومازالت ( المزابل) مرتع لأيدينا نبحث ونبحث ويستمر البحث إلى أن نصحو من الأغفائة التي نحن عليها ! متى نصحو ؟ يعرفون كيف يصنعون شباك يصطادون بها قلوبنا الرقيقة ( تذكرين لما كلتي , ليس هناك أطيب من العراقي ) يعزفون على أوتارهم القذرة فنموت كي يأخذون أنفاسنا وحياتنا , نحن طيبون أيتها الكبيرة وطيبتنا مدعاة فخرا لنا لأننا نحمل الإنسانية ,ولكن لن تكون طيبتنا سببا لشقائنا .
سيدة التنك أيتها العظيمة لن نخذل وجعك السومري وصوتك المقدس ,سنعيدهم كما كانوا يستجدون المحطات ويصرخون طلبا للعودة حيث حاناتهم وأماكن زيفهم عراة حفاة ,وأنت ونحن ومردوخ معنا نرسم قبلات على جبين الوطن .
#يحيى_رمضان_الحميداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟