أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم الدين؟














المزيد.....

كيف نفهم الدين؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 10:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:...........

هناك عدة اجوبة لهذا السؤال:
قال علماء الكلام: الدين هوالعلم بالعقائد(كالتوحيد والنبوة والمعاد وتفريعاتها), وفهم الدين يتم من خلال التفكر العقلي بالعقائد الدينية,والمنهج لذلك هوالبرهان.
وقال الفقهاء:الدين هوفهم النص في القران والسنة, والمنهج المتبع هو البيان.
وقال العرفاء: الدين هو معرفة الحقائق الغيبية, وفهم الدين يتم من خلال تهذيب النفس,والمنهج لهذه المعرفة هو الكشف.

اقول: هنا نحن امام ثلاث مفردات: العلم, الفهم, المعرفة...العلم يتعلق بالامور الخارجية كأن تقول:اعلم بان الارض كروية او أعلم ان الساعة الان كذا او اعلم بالتاريخ او الطب او الفلك وامثال ذلك ولا تقول افهم او اعرف بان الارض كروية او افهم ان السماء ممطرة..وكأن علماء الكلام تصوروا ان المعتقدات كالله وصفاته والنبوة و..كلها حقائق علمية وخارجية فلهذا قرروا ان الدين يساوق العلم بالعقائد.
اما الفهم, فيستعمل في موارد يكون لها عمق فتقول:أفهم كلامك,او فهمت قصدك,ولا تقول:اعلم او علمت كلامك..وبما ان الفقهاء ينظرون الى الدين بمعنى التدين ويهتمون بتكاليف الناس العملية والشرعية,ولا يتيسر ذلك الا من خلال استنباط الاحكام من القران والسنة,فان فهم الدين عندهم يرتبط بفهم النص الديني.

اما المعرفة,فمضافا الى العمق, تحتاج الى ممارسة ومدة كما في المهارات حيث تقول:انا اعرف السباحة او الرسم او السياقة ولا تقول:اعلم او افهم السباحة او الرسم, اي ان هذه المعرفة تندمج مع روح الانسان ونفسه وتكون جزء منه ,وهنا ندرك مقصود العرفاء, فالحقائق الدينية كالله وصفاته يجب ان تتحول من علم وفهم ذهني الى معرفة قلبية وتندك بروح الانسان حتى تسمى معرفة حقيقية لا ذهنية فقط,فلكي نفهم الدين لابد من معرفة الله ,فما لم نعرف الله لا يصح عبادته لانها قد تكون عبادة للشيطان كما هو حال التكفيريين,وفي ذلك قال الامام علي(وكيف اعبد ربا لم اره)اي العبادة لا تقع صحيحة مالم يعرف الانسان ربه اولا,ولكي نعرف الله ونعبده لابد من معرفة الانسان اولآ كما قال شهيد العرفاء سقراط(اعرف نفسك) ويقول الامام علي(من عرف نفسه فقد عرف ربه) وهكذا يبدأ العرفاء من الانسان بينما يبدأ علماء الكلام من الله خالق الكائنات اي من خارج الانسان,ويبدأ الفقهاء من القران والسنة وكلها تصادر انسانية الانسان وحريته وكيانه لحساب شئ اخر غير ذاته مما يؤدي الى غربة الانسان عن ذاته وتعرضه للمسخ النفسي والعقلي .
اما العرفاء فيفهمون الدين من خلال فهم الانسان فيكون الله ذاته وانسانيته فيتم توكيد شخصية الانسان وحريته بهذا الفهم للدين,وتكون الدعوة للتوبة والانابة الى الله دعوة للعودة الى الذات والوجدان والتصالح معها....
وكذلك نفهم صفات الله البشرية كالرحمة والغضب والمحبة و.. فهذا الله في داخل الانسان هو الذي يتصف بها بعد ان يكون ذاته ووجدانه لا الله المطلق خالق الكون والكائنات...
وكذلك نفهم الوحي للنبي بانه حديث وجدانه معه وانكشاف الله له في قلبه ,اي ان القران من كلام الله المتأنسن في وجدان النبي وقلبه(هو الذي نزله على قلبك) وهو اله محمد فقط وكل انسان له الهه الخاص به ويجب عليه اكتشافه والتحرك في الحياة تبعا له. اي يكون كل انسان نبي نفسه..
وبهذه الحالة فقط ينال الانسان حريته الحقيقية ويسلك طريق الكمال والمعنوية بما يملي عليه عقله ووجدانه بعيدا عن العبودية للنصوص والفقهاء والفتاوى المتعارضة مع العقل والوجدان في كثير من الاحيان..
وبهذا فقط يكون الانسان هو الغاية والهدف لا وسيلة لتحقيق غايات اخرى,ويترتب على ذلك ان كل انسان يجب ان يخلق الهدف من حياته بما ينسجم مع قابلياته ووجدانه ويحقق بذلك انسانيته لا ان الهدف مرسوم مسبقا وهو الحصول على الجنة والنجاة من النار...
.................. وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة الثانية
- بين الفتح الاسلامي ومشروعية التدخل العسكري
- المباني الفكرية للارهاب
- كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة
- الفرقة الناجية
- بين الشريعة والقانون


المزيد.....




- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم الدين؟