|
يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء التاسع
بدل فقير حجي
الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 08:28
المحور:
الادب والفن
منذ اكثر من عشرة سنوات مضت وانا اعمل فيها بصفة سائق تاكسي في المانيا و بالتحديد في مدينة أولدنبورك و التي هي مركز لأحدى المحافظات الثلاث التابعة لولاية نيدرزاكسن و مركز عاصمتها هي هانوفر ، تقع اولدنبورك في الشمال الغربي من المانيا و على مقربة من الحدود الهولندية. 1.سائق تاكسي ثمل زبون الماني في العقد السابع من عمره ، قال لي كنت اسكن قبل الان في مدينة ترير ، وفي احدى المرات استقليت سيارة تاكسي وكان سائقها سكرانا وثملا الى درجة انه كان شاربا للكحول اكثر من عشرة رجال من الروس ، سألني الى اين تريد الذهاب ، فأجبته الى مركز الشرطة الفلاني القريب من ذلك المكان ، ولم يعلم هو سبب اختياري لذلك العنوان ، بعد الوصول وجدت شرطيا امام المركز فقلت له اقبض على هذا السائق فورا كونه ثملا ، بالفعل القي القبض عليه وتم اختبار وفحص درجة سكره ، فتبين انها 3,5 درجة ، بعدها قررت المحكمة سحب رخصة سياقة التاكسي وكذلك الرخصة الاعتيادية للسيارة منه لمدى الحياة . قلت لزبوني انك قارنت وقست كمية تناول شرب ذلك السائق للكحول بمدى تعاطي وتناول اكثر من عشرة رجال من الروس للكحول ، هل لأنك تعلم بأن الروس معروفين بشرب كميات كبيرة من الخمر وخاصة الفودكا ؟ اجاب : بل ان ذلك الوصف هو قول شعبي الماني يضرب به المثل لأولئك الشاربين والمتناولين لكميات كبيرة من الكحول . 2.دي .جي .راينر كنت الاول في مقدمة صف التاكسي في وسط المدينة ، توجه رجل ثمل نحوي ، ولأنه وجد شخصان اخران بالقرب مني ، فظن للوهلة الاولى بأنهما يريدان ايضا ان يستقلا التاكسي ، ومع ذلك الوضع والحالة الغير اعتيادية لذلك الرجل فأنه ابدى احترامه للاخرين كجنتلمان واشار لهما بأن يتقدماه ، لكنهما لم يباليا لأمره فتقدم هو حينها اكثر وصعد للتاكسي ، ذكر لي عنوانه ، وفي الطريق قال لي لقد كبرت وتقدمت في السن ، اذ بلغت 58 سنة و انا الان ثمل جدا ، ارجو ان لاتنزعج مني . اجبته لن انزعج منك ، انت محترم ولم تكبر بالسن ايضا ، ويمكنك قول ذلك ربما بعد عشرين سنة من الان . كان الرجل سمينا ويتنفس بصعوبة نتيجة تناوله المفرط للكحول . قال بعدها انا الان متقاعد ، قلت له ذلك يعني انك احيلت على التقاعد المبكر ، قال نعم فأنا مريض ، بل كنت ميتا ولكن الاطباء اجروا لي عدة عمليات في ( رأسي وقلبي وزرعوا في جسمي عدة اجهزة لضخ الدم وتنظيم عمل القلب و الدماغ ) ، ثم قال انا استلم راتبي التقاعدي الشهري البالغ 220 يورو فقط ، ادفع منه مائتا يورو لأجرة الشقة ويبقى لي عشرون يورو فقط ! اجبته كيف ذلك ؟ الا تستلم تكملة راتبك من دائرة العمل او الرعاية الاجتماعية او غيرها من الدوائر المختصة ، لأن ما تقوله غير معقول ولا يصدق ، اجاب صدقني هذا هو حالي ، قلت له اذن كيف تتناول الخمر وتستقل التاكسي وتأكل وتشرب وغيرها من الامور ؟ قال انا دي . جي . راينر الشهير والمعروف ، الا تعرفني ، او لم تسمع اغانيّ ؟ قلت بصراحة كلا . قال انا مغني ومطرب الماني شهير وكبير وخاصة أبان فترة الثمانينات ، و لدي الالاف من المعارف والاصدقاء و المعجبين وهم يساعدونني كثيرا من الناحيتين المعنوية والمادية ايضا . 3.غرامة زميل الماني قال : مرة كنت واقفا في (السرة ) امام محطة قطارات المدينة ، اتاني زبون وطلب مني ان انقله الى نقطة في وسط المدينة تبعد حوالي 700 متر فقط ، فقلت له انا هنا حوالي الساعتين ، وبعدما اوصلك سأعود الى هنا ثانية وربما سأنتظر ساعة او ساعتين اخرتين لكي احصل على زبون اخر ، وهذا يعني ان اجور عملي في الساعة الواحدة ستكون حوالي يورو واحد فقط ، لذلك ارجوك اذهب الى اخر تاكسي في الصف ، وفي هذه الحالة لايترتب على ذلك الزميل ان ينتظر طويلا وسيكون سعيدا بذلك ، وربما سأحصل انا على زبون لمسافة بعيدة وسيكون ذلك افضل لأجوري ويوميتي . اجاب الزبون كلا سوف لن اذهب الى اخر تاكسي في السرة ويتوجب عليك ان توصلني الى عنواني كون ذلك قانون وهو من صلب واجبك وعملك و انت ملزم به ، وبعد مجادلة كلامية ورفضي القيام بذلك اخرج ذلك الزبون هويته وقال انا موظف من الدائرة الرقابية و التفتيشية الخاصة بالتاكسيات في الولاية هذه وسوف اسجل عليك مخالفة وستدفع ثمنها غاليا . عندها اعتذرت منه واوصلته الى عنوانه ولكن مع ذلك سجل المعطيات والمعلومات الخاصة بأسمي وشركتي وبعدها استدعتني المحكمة وقررت تغريمي بمبلغ 2500 الفان وخمسمائة يورو كعقوبة على رفضي للاستجابة على طلب ايصال الزبون الى العنوان والهدف الذي ابتغاه بالشكل والصورة الاصولية والقانونية والطبيعية ، وكذلك لثبوت سوء تعاملي وتصرفي معه . 4.اخر اسبوع في حياة زبون قال احد الزملاء الكورد ، قمت قبل فترة بأيصال شاب الماني عمره 23 سنة الى احدى الحانات الليلية وقال انه مصاب بالسرطان ، ثم اضاف قائلا حسب تشخيص الاطباء فأنا اعيش في اخر اسبوع من حياتي . 5.معلمة مدرسة خاصة عندنا زبونة دائمية تستقل التاكسي في تنقلاتها كثيرا ، وحسب قولها فانها معلمة مدرسة خاصة ، والمدرسة الخاصة هنا تعني بها تلك المدرسة التي تستقبل اؤلئك (التلاميذ والتلميذات ) اللواتي والذين يكون فيها مستوى ذكائهم اقل من الاعتيادي ، او الذين يعانون صعوبات ومشاكل في استيعاب وفهم المواد والدروس ، وحسب قولها ايضا فانها متميزة ايجابا في التعامل مع التلاميذ وخاصة ابناء وبنات الجالية الاجنبية المقيمة في المانيا وانها تتقن اكثر من اربعة لغات عالمية بطلاقة . مع جل احترامي وتقديري لتلك المعلمة الطيبة الزبونة ، فأن شكلها وهيئتها لايعطيان انطباعا للناظر اليها بانها انسانة طبيعية ، فهي لاتهتم بهندامها ومظهرها على الاطلاق ، وفي اكثر الاحيان انها تستقل التاكسي وتذهب الى اقرب محطة تعبئة وقود ، وبعد ان تتبضع بعض حاجياتها فأنها تأخذ المفتاح من المحطة وتذهب الى دورة المياه لقضاء حاجتها ويستغرق ذلك كله وقتا وبالتالي يتوجب عليها دفع كلفة وثمن الانتظار ايضا ، فوق ذلك انها كريمة وتدفع مكافأة جيدة (بقشيش) لسائق التاكسي ايضا . السؤال هنا لماذا لاتقضي حاجتها في منزلها وهي خارجة منه للتو ؟ ومن ثم لماذا لاتذهب للتبضع في المحلات و الاسواق القريبة الاخرى ذات الاسعار المناسبة والاقل تكلفة من بضائع محطات الوقود ؟! ومن ثم مادامت هي معلمة فلماذا لاتهتم ولو قليلا بمظهرها الخارجي مثلما تفعله كل السيدات و الانسات المعلمات والموظفات وكذلك ربات البيوت الاخريات؟ من باب المزحة اقول : بما ان تلك المعلمة تقضي معظم اوقاتها مع اطفال ذوو مستوى وذكاء ضعيفين لذلك فأن ماتبدو عليها من مظهر وسلوك هو تحصيل حاصل ونتيجة متوقعة ولاتستوجب الاستغراب ! 6.عدم تجديد رخصة زميل الماني عمره 73 سنة تكلمنا عنه في جزء سابق من يومياتنا وقلنا بانه يعمل ستة ليالي في الاسبوع بمعدل عشرة ساعات في الليلة الواحدة و أنه يرتدي قميص نصف ردن طوال السنة ، وفقط عندما تنخفض درجات الحرارة الى ماتحت الصفر فأنه يرتدي بلوزا خفيفا ، انقطع ذلك الزميل عن العمل ليس لأنه لم يرغب في الاستمرار و المواصلة على ذلك ، بل لأن الجهات الصحية المسؤولة لم تمدد رخصته لقيادة التاكسي . 7.نقد وتقييم ليومياتي سألت احد اصدقائي الادباء عن رأيه وتقيمه لليوميات التي اكتبها ، فقال المهم في الادب هو الاسلوب ، وبصراحة الاسلوب الذي تقدمه بها يومياتك ضعيف وحاول ان تقدمها بأسلوب ادبي قصصي ارقى واجمل وحينها سيكون تأثيرها وصداها اكثر وابلغ ، ثم اردف قائلا اما بصدد الافكار والاراء والاحداث والمعلومات التي تسردها وترسلها وتوصفها فهي جميلة وهادفة وممتعة . شكرته على تقيمه ونقده وقلت له انا لست بأديب ، لذلك من الطبيعي ان يكون الاسلوب والمستوى الادبي ليومياتي ضعيفا ، والمهم بالنسبة لي هو الشق الثاني من الموضوع . 8.طبيب جراح بعد ان استلمت طلبية ، ذهبت الى العنوان المحدد ، صعد الزبون للتاكسي وقال اوصلني الى البنك الفلاني وانتظرني لدقائق فسأرجع الى عنواني الاول ثانية ، وبعد ان خرج من البنك اعطاني اجرتي مع مكافأة جيدة ، من لهجته ولكنته كان يبدو انه ليس المانيا فسألته من اين انت ؟ قال ابي روسي وام المانية وانا طبيب جراح وعشت لبضعة سنوات في روسيا ، وانا اسهر مع مجموعة من الزملاء الاطباء الاخرين في هذه الليلة مع بعض بائعات الهوى الروسيات في هذا المنزل الخاص بهن ، ولقد عملنا طيلة الاسبوع المنصرم بشكل مفرط ولابد لنا من الاستمتاع مع بعض الجميلات الحسناوات لكي يزال منا التعب والتوتر والضغط النفسي ، ونحن نسكن في الجنوب ولكننا حاليا في دورة وزيارة علمية لمستشفيات هذه المدينة . قلت له ذلك شأن خاص بكم . سألني من اين انت ؟ اجبت انا كوردي من العراق ، ثم اضفت وقلت احد اصدقائي درس الطب في روسيا وهو الان طبيب اختصاص نسائية في المانيا . أجاب ذلك شيء جميل ورائع ولكن بالنسبة لي ذلك حالة مقلقة ومزعجة فلو كنت اعمل في ذلك الاختصاص لما كنت سأستطيع الان ولا في غيرها من الحالات الاستمتاع بالجنس . 9.ابناء اعمامي ثلاثة من ابناء اعمامي يعملون هم الاخرين بصفة سواق للتاكسي ، الكبير منهم يعمل في النهار بمدينة هانوفر ، في حديث له ذكر لي مايلي : في احدى ايام نهاية الاسبوع ذهبت في الصباح الباكر الى العمل ووقفت عند مدخل احدى النوادي والمراقص الليلية ، وكان اخر الزبائن الثملين والسكارى يخرجون منها للتوجه الى بيوتهم ، فتح احدهم باب التاكسي للسفر معي ، فقلت في قرارة نفسي ربما بعث لي الله في هذا الصباح الباكر رزقا جيدا ، وبعد ان امعنت النظر في وجهه للسؤال عن العنوان الذي يبتغيه ؟ و هو الاخر نظر اليّ لكي يذكر لي عنوانه ، فتبين ان الزبون كان أبني فلان ، وما أن رأني فتح الباب بسرعة وهرب . بعد مضي بضعة سنوات اصبح ذلك الابن عاقلا وانهى مدرسته المهنية ومن ثم تزوج واصبح الان طالبا جامعيا ، وزوجته هي الاخرى طالبة جامعية ، كما انه تمكن من اصدار رخصة خاصة لأمتلاك سيارة تاكسي ، و اخيرا اشترى اباه سيارة تاكسي وسجلها على اسمه . 10.زوجة شالي كان لنا زميل اسمه شالي (الزميل الطفل ) تكلمنا عنه في اثنان من اليوميات السابقة ، ذلك فقد عقله وترك العمل ، وهنالك شالي اخر يعما في مركز التاكسي على جهاز الراديو او اللاسلكي ، هو الاخر اصاب مرة بجلطة ولكنه مازال مستمرا على العمل ، كما ان هنالك شالي ثالث يعمل كسائق للتاكسي ، هو ايضا عازف للموسيقى ، زوجته كانت تعمل ايضا كسائقة للتاكسي وكانت دائمة الاكتئاب وتدخن بأفراط وكان جسمها يبدو وكأنه واقف على عودان رفيعان ومؤخرتها كانت شبه معدومة ، قبل بضع اشهر توفيت تلك الزميلة ، وبالطبع الكل يحزن على كل الزميلات والزملاء الذين نفتقدهم . 11.سائق تاكسي مليونير زميل كوردي من تركيا ، قتل اباه غدرا وهو لايزال طفلا واخاه كان لايزال جنينا في بطن امه ، ومع ذلك فأنه تمكن مع والدته من ادارة شؤون عائلته ، لجأ الى المانيا قبل اكثر من 35 سنة وبالرغم من انه لم ينهي سوى المرحلة الابتدائية من المدرسة في تركيا فأنه يجيد اللغتان التركية وكذلك الالمانية الى درجة لابأس بهما ، حيث أنه يدير كل أموره بنفسه وبالرغم من تعرضه لبعض النكبات و الكبوات والعثرات فيما بعد ، فأنه استطاع الصمود والوقوف على رجليه ثانية وهو الان صاحب مجموعة من الشقق السكنية وله بيته الخاص اضافة الى ان اولاده وبناته يملكون كلهم سياراتهم الفارهة ، كما ان اخاه رئيس مركز ثقافي واجتماعي وعمل هو الاخر معنا لفترة من الزمن كسائق للتاكسي ووضعه المادي ايضا جيد جدا ، كلا الاخوين يتمتعان بذكاء عاليين ولهما خبرة في عدة مجالات كأدارة المطاعم وكذلك في بناء البيوت والشقق وغيرها من المجالات ، اولادهم وبناتهم ايضا متفوقين في مجالات الدراسة والعمل ، زميلنا المذكور يقوم بنفسه بصيانة وترميم وتصليح العديد من الاشياء واللوازم لشققه السكنية ومن ثم يأتي لمزاولة عمله كسائق للتاكسي ايضا ، وهو جريء ولايخشى احدا . 12.سفرات ومسيرات الملفوف الاخضر هو تقليد شعبي تراثي له طقوس ومراسيم خاصة ، تقتصر ادائه في مدينة اولدنبورك والمناطق القريبة منها ، كما ان تقاليد مشابهة لها تجري في مدينتي بريمن وهامبورك والمناطق المجاورة لهما ايضا ، الاختلاف الموجود في التقليد بين المدن المذكورة هو مثلا في لون وطعم الملفوف واسم المسيرة وربما اختلافات اخرى بسيطة . حوالي الساعة الثانية او الثالثة بعد الظهر تلتقي مجاميع الناس في نقطة معينة ، افراد تلك المجاميع اما هم اقارب واصدقاء او اهل قرية ومحلة محددة او هم زملاء في شركة اواعضاء لنادي وجمعية وحزب اوغيرها من الروابط التي تجمعهم ، كل مجموعة تمتلك عربة صغيرة بها يتم جرها يدويا ويضعون فيها احتياجاتهم وخاصة الكحول والخمر بمختلف انواعها ، المجموعة تنطلق وتسير في الطرق الخارجية وكذلك الداخلية للمشاة وهم يتمتعون بالاحاديث وشرب الكحول وبالطبيعة وقد تطول الرحلة او المسيرة لمسافة عشرة كيلومترات ومن ثم يدخلون الى قاعة لأحدى النوادي او الفنادق ويبدأون بتناول الملفوف الاخضر ، وتبدأ هنالك مراسيم اختيار ملك وملكة الملفوف الاخضر ، ومن ثم تبدأ الحفلة الليلية مع الموسيقى والرقص وتنتهي حوالي الساعة الواحدة ما بعد منتصف الليل . طقوس ومراسيم سفرات ومسيرات الملفوف الاخضر تجري عادة في يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع وتستمر حوالي الثلاثة اشهر ، تبدأ في كانون الثاني وتنتهي في شهر اذار من كل سنة . بسبب تلك الحفلات فأن عمل التاكسي في منطقتنا يتحسن ويزداد وخاصة في الوجبة الليلية كون اكثرية اؤلئك الناس يستخدمون ويستقلون التاكسيات للعودة الى منازلهم . 13.مقارنة بين منتجات العراق وايران بعد ان انتهي من العمل في التاكسي اذهب الى البيت واتناول ماموجود من الاكل وبعض الحلويات والفاكهة ومن ثم اشرب شايا اوبيرة اوغيرها من المشروبات ، بعدها اتفرج على التلفزيون لبعض الوقت ، مرة وفي احدى القنوات الفضائية العراقية استمعت وشاهدت ضيفا محترما لآحدى البرامج تطرق في جانب من حديثه الى مقارنة بين العراق وايران كونهما دولتان جارتان لهما عمق تأريخي وحضاري عريقين ، ومن ثم قارن بين وضع الدولتين في الوقت الحاضر والراهن مشيرا الى الفارق الكبير بينهما من كافة النواحي ، حيث التطور والبناء والانتاج والمؤسسات والبنية التحتية القوية في ايران ويقابلها في العراق الخراب والدمار والفساد والحرب والتفكك والاقتصاد الريعي الاستهلاكي ، ولتوضيح ذلك الفارق الكبير بين الدولتين قال الضيف لمقدم البرنامج مايلي : ياسيدي ايران تنتج سجادا يصل قيمة و سعر الواحدة منها الى اكثر من مائة الف دولار ، بينما العراق لايزال ينتج الحصيرة التي لايتجاوز قيمتها 300ــ 400 فلس او البضعة دراهم ( اعتقد انه كان يقصد بها ان قيمة الحصيرة العراقية لاتتجاوز الاربعة و الخمسة دولارات فقط) ناهيك عن الفارق الكبيروالعظيم بين القيمة الفنية والتقنية بين السجادة الايرانية والحصيرة العراقية . 14.مشغل كران زبون الماني طيب للغاية ، يعمل كسائق ومشغل للكران وهو في العقد الخامس من عمره ، يعطي للسواق مكافئة جيدة دائما ويقول انا راتبي جيد جدا يكفيني ويزيد لذا يجب ان اعطي للسواق ايضا مكافئتهم ، هو غير متزوج ويقول الزواج مشكلة ، فمثلا اخي كان متزوجا وعنده اطفال وها هي زوجته قد خانته فوجب عليه طلاقها واعطائها نصفا من ماله الذي كونه خلال عشرين سنة وقد تزوج من امرأة اخرى . ثم قال انا عندي الان ثلاثة صديقات ، والنساء عالم غريب ، فمثلا احداهن تطلب مني ممارسة فعلة غير اعتيادية معها والامر ذلك غريب بالنسبة لي ولا احبذه ، فهمت ما كان يقصده ، مع ذلك مزحت معه قائلا له : ما هو الغير اعتيادي التي تريد صديقتك تلك ان تفعل معها ؟ ! اجاب يارجل هي تريد ذلك الشيء مني وانا اكره ذلك الطلب و لااحبذه ، افهمها يارجل ! يتم حاليا انشاء بناية ضخمة في وسط المدينة بجانب موقف التاكسي ، وحسب قول احد الزملاء ان زبوننا ذلك هو المشرف الرئيسي على عمل الكران ( الرافعة ) في ذلك الموضع . قبل الان كان توجد بناية اخرى في ذلك المكان ، وكانت متكونة من عدة طوابق وفيها عدة محلات ، افرغوها وقالوا ستزال هذه البناية وسيشيد بدلا عنها بناية اخرى ، ولكن ذلك استغرق اكثر من خمسة سنوات وحسبما سمعت من احد الاصدقاء ان ذلك التأخير كله كان بسبب وجود خلافات بين الاحزاب الحاكمة و المعرضة في بلدية المدينة بصدد موضوع ذلك المكان ، تم ازالة البناية القديمة منذ اكثر من سنة وتم العثور على اثار في اسفل اعماق البناية ، عولج الموضوع والعمل جار الان لوضع اساسات البناية الجديدة . بقي ان اذكر ان لذلك الزبون اي سائق الكران كلام دائم : اذ يقول انا اعطي دائما بقشيشا جيدا للسواق ولكن لاتخيبوا املي فيكم اذا لم يكن معي يوما نقودا ، اذ يجب عليكم حينها ان توصلوني الى البيت بدون مقابل . 15.طمع الاغنياء والاثرياء يتم تنظيم واقامة حفلة وسهرة ل ليلة واحدة فقط من كل سنة في قاعة احدى مطاعم مدينة اولدنبورك الكبيرة ، وتسمى تلك الليلة او الحفلة ب (كيلده ابند) وهي خاصة بأصحاب الشركات والمعامل والمصانع والمحلات والمطاعم والمعارض والتجار واصحاب البنوك وبقية رجال الاعمال في اولدنبورك وكذلك المناطق القريبة منها . يبدأ اؤلئك الناس بالذهاب الى بيوتهم ما بعد الثانية عشرة ليلا والى حوالي الساعة الرابعة صباحا مستقلين سيارات التاكسي لذلك الغرض . جدير بالذكر ان اصحاب الدخل المتوسط وكذلك الدخل المحدود على طول السنة وفي كل الاحوال والمناسبات يدفعون لسواق التاكسي مكافأت (بقشيش ) اكثر نسبيا من اؤلئك الاثرياء الذين يتواجدون في تلك الحفلة والسهرة .
#بدل_فقير_حجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء الثامن
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء السابع
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء السادس
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا الجزء الخامس
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا الجزء الرابع
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا الجزء الثالث
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا . الجزء الثاني
-
يوميات سائق تاكسي في المانيا
-
اسنان الرئيس بارزاني
-
ما بعد رحيل الرئيس جلال الطالباني
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|