|
قراءة تحليلية .. في الأنتخابات القادمة
ياسين الياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 15:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن والأنتخابات على موعد قريب ، وقد إشتد إوار المنافسات بين مرشحين جلّهم من الطبقة الحاكمة نفسها أو من هم حاشية الطبقة وبطانتها من المتنفّذين ، ومن وكلاء وزارات لهم سطوة السلاطين وقوّة هتلر في القرار ، وهؤلاء هم وحدهم وليس غيرهم من إنتهك حرمات القوانين وأخلاقيات الألتزام بالموعد الرسمي المحدد لبدء الحملات الأنتخابية من قبل مفوّضية الأنتخابات ، وقد إلتزم منهم فقط من هم ليسوا بحاشية ومعاذ الله أن يكونوا كذلك ، وهم مازالوا إلى يومنا هذا يمسكون أنفسهم في بيوتهم ، ولم يجرؤوا حتى على أنفسهم بالحديث عن الأنتخابات أو التصريح بها لدى أحبابهم وأنصارهم ومريديهم لأنهم يعرفون بقرارة أنفسهم ووعيهم العالي أن القوانين العراقية بعد التغيير آلت إلى الأزدواجية ، فهي تطبّق بحزم وصرامة مع المواطنين الصالحين والأسوياء من الناس ، وتغض الطرف عن الأقوياء منهم من أذناب السلطة والقرار في الدولة ، ونحن نرى بأم عيوننا كيف تتعامل الدولة مع الفاسدين منهم والمرتشين ، وربما أسهبنا في مقدمتنا عن صلب موضوعتنا في تحليل قراءاتي لماهيّة الأنتخابات وكنه العملية الأنتخابية التي سيخوضها أبطال البيعتين من أبناء شعبنا ، وللأسف نقول أن شعبنا ولازال مموّهاً عليه ومخدوعاً ومازال بتأثير لاهوتيات الماضي وقد لاحت في الأفق تباشير تدخل المرجعيات الدينية حيث بدأت إحداها بأتجاه الأذكاء في أن العراقيين يجب عليهم أن لايفوّتوا الفرصة على عدوّهم ، وأن ينتخبوا من هم أهل المذهب والتأكيد على جهات معيّنة ، وهنا أمر فصل في أن هل بات العراقي فيما لوكان واعياً حقاً أن يميّز بين من هو العدو ومن هو الصديق ؟ والجواب هنا متفرع وذو شجون لايمكن حصره ، ولكن مانريد قوله أن أصحاب السلطة والقرار في دولتنا ماضون ماضون وقد إستنفذوا في الحكم وإستحكموا في السلطة ، فلن ولم يبرحوا أماكنهم ولن ولم يعطوا أمر قيادها لمن هم دون إراداتهم إلاّ لعبيد أهوائهم والمنتفعين منهم في أحسن الأحوال ليأمنوا في الآخر على أنفسهم من العقاب ، وأمام هذا الواقع المر من خلال تجارب السنين والخضوع الشعبي الأعمى للحاكم ، فلنا مع شعبنا أكثر من حدث بل أحداث توالت إبتداءاً من تأريخ العراق الحديث أي مابعد الحرب العالمية الأولى وإلى يومنا هذا لم يكن لشعبنا معلماً ولو صغيراً في الأستفادة من تجارب شعوب سواءاً كانت صديقة أو عدوّة في النهوض بنفسها إلى مراقي تحسد عليها بين الأمم ، وللأسف شعبنا يتفرّد في كيف سيقضي يومه وحسب ، وينام ليله وكرشه ممتليء ، ويدع يوم غده لربه ، وشعباً بهذا المقدار من حس إنساني هابط هو أقرب وللأسف إلى ( ..............) فما يهمّه هو كيف يوفّر قوت يومه ولو بالكد والأستكداء ، ولم نر منه بادرة في كيفية صنع أسباب لحياة حرة كريمة بتضحيات بسيطة ليعيش أبناؤه بهناء أبد الدهر كما فعلت بقية الشعوب على الأرض ، وتراه خانعاً خاضعاً قابعاً تحت مظلّة مرجعياته بحجة ( ذبهه براس عالم واطلع منهه سالم ) وهذا خنوع أشبه بالكفر لأن الأتكال على الله وحده وإرادة الأنسان سبب لذلك ، وليس على العالم وهو بشر سوي مثله مثل الآخر يخطأ ويصيب ، وهو ليس إلاّ مرشداً دينياً وليس له بمقدرات حياة الآخرين ، ولنا من التجارب بحكم قربنا الكبير من بعضهم تجارب مرّة جداً ولانستطيع البوح فيها لكي لاندخل في خانة الهتك والتقليل من الشأن ، وشعباً بهذا المستوى لايرتجى منه خيراً في القريب العاجل على مستوى التغيير وتحقيق أمنيات العيش الحر الكريم ، فماذا ننتظر من شعب يبيع بطاقته الأنتخابية بثمن بخس تسيل له لعابه وهو يعلم ماذا باع ، ويعلم جيداً أنه لم يبع كرامته وبعده الوطني بل باع شرفه لأنهم سيمزّقون تلك البطاقة ويتلفونها لأغراض دنيئة تبقيه في الشارع متسكعاً ومن ثم ستزداد أعداد أولائك الذين يضايقونك في الشارع بأعدادهم التي تزيد كل يوم ، وهو يستجديك عطاءاً وأنت تتحرّج لأنك ربما أحوج منه ، فمدخوله اليومي لاشك أكبر من مدخولك المسروق لحساب حرامية مجلس الغيّاب العراقي ، ولكل هذه الأسباب والمقدّمات لانرجوا خيراً في إنتخاباتنا القادمة على الأقل ، وسيبقى الداء نفسه داءنا القاتل لبساطة المواطن وقوة الأشاعة وسطوة التضليل عليه ، ولاننتظر سوى معجزة سماوية كتلك التي أطاحت بطاغية العراق ومن ألد خصام العراق والعروبة وهي الولايات المتحدة الأمريكية ، وإلاّ فنقرأ السلام ولنا من السلام السلام ، وقد رأينا كيف أن سيارات رجال في السلطة والبرلمان تخترق القاعدة الأنتخابية وتجوب الشوارع وهي محمّلة بصناديق وحقائب الذل والمهانة للعراقيين من الضعفاء ومن الذين تسيل لعابهم لفتاة حرامية ولصوص ، ولهم الحق أيضاً فهم لم يقبلوا بذلك إلاّ جراء ماعانوا من بؤس وشقاء وجوع وفقر وفاقة ، ومن يدري فربما تعطيل البرلمان المتعمّد لكل مشاريع البنى التحتية وكل المشاريع الأخرى التي تصب في خانة المواطن هو لسبب ديمومة بقائهم في السلطة ليتسنى لهم التكرّم والتفضّل على شعبهم بالعطاء السخي قبيل كل إنتخابات ليعيدوا الكرة عليهم بأنتخابهم من جديد بأعتبار أن كرمهم وجودهم لاحد له والله أعلم ( ومن لحم ثوره واطعمه ) .
#ياسين_الياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة .. والسلوك الثقافي بين أتون وترّهات المتثيقفين
-
العلمانية .. بين أن تكون مستبدة ، أو مصلحة وبنّاءة
-
بعبع التغيير .. بين الحقيقة والواقع
-
للأسف .. مازال شعبنا مسكيناً
-
كيف .. صار الجلاد مجاهداً
-
لماذا .. نريدها دولة مدنية
-
كيف .. للحاكم أن يكون عادلاً
-
الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً
-
سياسيّوا الغلس ... والغلاسة
-
قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة
-
العراق .. بين إزمة القيادة ......... وقيادة الأزمة
-
العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة
-
ماذا نحن فاعلون ... وشعبنا يستغيث وهو يعيش ميّتاً
-
لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور
-
الطبقية ... ومعاييرها في المجتمع
-
الطرش ... مرض جديد يصيب النواب العراقيين
-
تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين
-
ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..
-
تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
-
البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
المزيد.....
-
منها النفط والغاز.. الصين تفرض رسوما جمركية على واردات أمريك
...
-
القناة -14-: ارتفاع عدد إصابات عملية تياسيير إلى 8 بينها حا
...
-
بينها -طعام لداعش- في سوريا.. البيت الأبيض ينشر قائمة بنفقا
...
-
لافروف: شعار -الولايات المتحدة أولا- يتناغم مع شعارات هتلر
-
كيف تعمل النقطة الزرقاء الصغيرة في دماغك على تنظيم نومك؟
-
أ ب: الصين تعلن فرض رسوم إضافية على العديد من المنتجات الأمر
...
-
روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن لبحث أزمة أوكرانيا
-
-كان- عن مسؤولين إسرائيليين: مستعدون للقبول ببقاء -حماس- لكن
...
-
وسائل إعلام أوكرانية تبلغ عن انفجارات في كييف
-
حرب الغواصات.. كانوا ذئابا في البحر وسكارى في البر!
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|