فريد جلّو
الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 04:17
المحور:
كتابات ساخرة
من كثرة ما أشيع من أقاصيص عن الشيخ جحا اليكم واحدة منها: انه أراد أن يبيع حمارة لديه فذهب إلى السوق واختار رقم عشرة دنانير كسعر لها وبدأ ينادي بسعر حمارته ولكن لا احد قلب بضاعته فجاء شاهبندر التجار ( تجارة النخاسة والسياسة ) فهي ضمن الإطار ، سأل جحا :ما لك يا جحا ؟ ماذا تريد ؟ أجابه جحا السديد انه فقط يريد أن يبيع حمارته تلك ( ويبدو إن هناك شيئا من الصديد كان يعلو جبهتها ) فأمر له الشاهبندر بأفخر سماسرته باعتراف كل التجار وبدأ يعلن عن مناقصات ومزايدات مرة لبيع الحمارة ومرة لشراء الحمارة وكان من ضمن ما يسوق له ذلك السمسار إن الحمارة تلك حامل والله اعرف بحملها وهي لا تطلب من الكلأ إلا النزر اليسير، فبلغت حماسة جحا في تلك اللحظة فعاد واشتراها بعد أن بيعت واشتريت عدة مرات ولكنه اشتراها بثمن غالي لا يقدر على دفعه وبشق الأنفس وبمساعدة الآخرين تم تدبيره . وفي مساء ذلك اليوم وجحا في قيلولته جاء من يطلب أن يكون في حضرته، فخرج على القوم ولا يعلم مبتغاهم، بادروه بطلب يد ابنته وما كان له إلا أن يستحضر تلك البيعة لحمارته التي استردها وهنا بادر القوم الطالبون القرب منه بابنته المصون وقال: إن ابنتي يوما على السجية وآخر يحق لها برجاحة عقلها أن تتبوأ منصب راعي الرعية هذا إذا لم اقل لكم أيضا إنها حامل في شهرها الأخير وتنتظر مولودا منحه لها الله الرب قبل العبد واليكم القرار أو الفرار، فما كان من الزوار إلا الفرار. وهكذا نعود إلى بداية الأحجية اقترحوا على جحا أن يغير اسمه كي ينساه الناس بعد هنية وإذا به يختار بين ابن الحجية أو شيخ تهامة صاحب القضية وهكذا تموت أحجية الاحجيات بعد موت راويها ومصدقها .
#فريد_جلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟