ضرورة الأمانة العلمية في التحليل العقائدي التاريخي

احمد الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قد يرد سؤال في ذهن البعض وهو: ما حاجة الأمانة العلمية في قضية أو حادثة أو واقعة تاريخية عقائدية؟ رغم أنها تحتاج فقط إلى النقل والسرد بدون أي تعمق أو تحليل ولا تحتاج لهذين الأمرين ؟؟.
وهنا نحتاج لمراجعة التاريخ والعودة بالزمن قليلا لكي نعرف مدى أهمية وضرورة الأمانة العلمية والتحليل والحيادية في نقل الأحداث والوقائع التاريخية, فالتاريخ الإسلامي يحوي في طياته الكثير من الوقائع التي مرت على الأمة الإسلامية, منها تعاقب الدول التي حكمت المسلمين كالدولة الأموية والدولة العباسية وما عقبها من دويلات أخرى, كذلك حدوث متغيرات وأحداث داخل كل دولة من تلك الدول التي حكمت المسلمين, كالانقلابات والثورات التي يقودها أشخاص يسعون إلى السلطة والجاه والمنصب والدنيا بكل زينتها.
وهذه الأحداث والمتغيرات رافقها أمرين الأول إتلاف كبير للمورث الإسلامي من كتب تحكي وتتكلم عن الإسلام وشخصياته وزعاماته, والأمر الثاني هو وقوع الدس والتحريف والتزوير وبشكل كبير وبسبب تعاقب السلطات والحكام كما أوردنا, فكل حاكم كان يجبر المؤرخين على تحسين صورته ومدحه وجعله رمزا من رموز الإسلام العظماء, بالإضافة إلى وجود وعاظ السلاطين من أصحاب الأقلام الرخيصة التي باعت المبدأ والعقيدة والدين لقاء حفنة من الدنانير.
الأمر الذي أدى بان يكون التاريخ الإسلامي وبشكل عام عبارة عن كتب ممتلئة بالتحريف والتزوير والدس وكثرة الروايات التي تزين وتنمق وتزوق صورة الشخصية الفلانية, وتعتم وتغيب وتشوه صورة الشخصية الفلانية, الأمر الذي انعكس سلبا على عقائد المسلمين ووصل إلى لب تلك العقائد فتأسست العقائد المنحرفة والضالة, وزرعت الفتنة والشقاق بين صفوف المسلمين وصاروا طرائق قددا, فالطائفة الفلانية تكفر غيرها من الطوائف المسلمة وتبيح دمها, حتى سفكت الدماء وأصبحت أنهر تجري بالدم, استبيحت الأعراض وانتهكت الحرمات وأخذ المسلم يُحل قتل أخيه المسلم, والسبب في ذلك هو الدس والتزوير والتحريف الحاصل في التاريخ, وما يعيشه العالم العربي عموما والعراقي خصوصا من تناحر وصراع طائفي إلا خير شاهد على ذلك الأمر .
وهنا يأتي دور العلماء والمحققين والمتصدين للزعامة من مرجعيات دينية في كشف الحقائق وبكل حيادية وأمانة علمية, دون الركون إلى المذهبية والطائفية في النقل التاريخي, وكذلك البحث بصورة معمقة بعيدة عن السطحية في تناول المعلومة التاريخية, الحيادية والدقة في التشخيص, عدم الهيبة أو الخوف من السلطة الحاكمة, الابتعاد عن الرغبات والنزوات الدنيوية في حب الجاه والمنصب والمال, الابتعاد عن هوى النفس والتزلف وطلب القربى من الحاكم أو السلطان في التعاطي من التاريخ بل يجب نقل الأحداث التاريخية كما هي بدون زيادة أو نقصان.
وهذا ما وجدناه في المرجع الديني السيد الصرخي الحسني الذي طالما تعامل مع كل الأمور التاريخية وغيرها بكل حيادية ودقة وأمانة وبصورة معمقة, وما قضية المختار الثقفي وثورته ومبادئها, إلا خير شاهد على ذلك , فتلك الشخصية التاريخية التي أثارت اهتمام غالبية الوسط المسلم, حيث تناول السيد الصرخي الحسني تاريخ تلك الشخصية بكل حيادية وأمانة في النقل والتعامل مع ماذكرته كتب التاريخ عنها واعتمد في النقل التاريخي على أبي مخنف الذي ينقل عنه السنة والشيعة.
كما استعرض السيد الصرخي الحسني أراء الكثير من العلماء والمحققين وسجل إشكالات ونقض على أرائهم التي تخص المختار الثقفي في (سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ) وذكرهم بالأسماء, دون أن يدفعوا أي إشكال أو نقض!! حتى إنهم اتخذوا جانب الصمت والسكوت ولم يدافعوا عن أرائهم؟؟!! فأين العلم وأين زكاة العلم ؟ وأين ضرورة الأمانة في النقل ؟ ولماذا الاعتماد على شخص واحد وهو ابن نما الحلي في النقل بدون استخدام أي مبدأ أصولي ؟؟ أكتفوا بالنقل فقط دون تدقيق أو الرجوع إلى علم الرجال ولم يدققوا في سند ماذكره من روايات, ولم يرجعوا إلى سيرة المتشرعة, وكأنهم مراجع إخباريين وليس مراجع أصوليين كما يدعون !!!.
والغريب في الأمر أن هؤلاء المتصدين معروف عنهم إنهم يقلدون السيد الصرخي الحسني في كل شيء ويستغلون سطوتهم نفوذهم الإعلامي وما يملكونه من أموال لكي ينسبون ما نسخوه من السيد الصرخي الحسني لأنفسهم!! لكنهم عجزوا عن تقليده في جانب مهم وهو الجانب العلمي الذي تفرد وتميز به عليهم, لان العلم لا يخضع لأي سطوة مادية أو وسيلة إعلامية بل انه حليف من يثابر عليه بصدق وإخلاص.
لذا نجد إن السيد الصرخي الحسني قد تعامل مع المعلومة التاريخية بكل حيادية وموضوعية وأمانة علمية, وبشكل بعيد عن النفس الطائفي بل ركز على كل ما هو متفق عليه عند الطرفين " سنة وشيعة " وأخذ يحلل المعلومات التاريخية بصورة توحد الصف المسلم وتكشف حقائق كانت مخفية وجرت الكثير من الناس إلى الاعتقاد الخاطئ, لكي يصحح ما وقع به الناس من انحراف بسبب اعتقادهم بثورات وشخصيات هي بعيدة كل البعد عن الحق والصواب والنهج الرسالي المحمدي, حتى إنهم اخذوا الشرعية في طائفيتهم من تلك الثورات والشخصيات التي زينتها المدسوسات والتحريفات والتزوير الحاصل في التاريخ.
ومن هنا تتضح ضرورة وأهمية الأمانة العلمية في التحليل العقائدي التاريخي, ولمن يريد أن يوسع مداركه ومعارفه ويثري معلوماته التاريخية ويصححها من كتاب وباحثين ومحققين وأساتذة وتدريسيين, أضع روابط البث المباشر للمحاضرات العقائدية التاريخية التي يلقيها السيد الصرخي الحسني في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع ....
رابط البث الصوتي المباشر
http://mixlr.com/alhasany
رابط البث الفديوي المباشر
http://www.youtube.com/user/2alhasany

الكاتب :: احمد الملا

#احمد_الملا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات