أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - إِلامَ ترنو المرأة السورية في عيدها العالمي..؟















المزيد.....

إِلامَ ترنو المرأة السورية في عيدها العالمي..؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 23:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أيام قليلة تفصلنا عن الثامن من آذار- عيد المرأة العالمي- والذي يعود هذا العام وما زال الدم السوري مُستباحاً، والدمار شاملاً، والجوع والفقر مستفحلاً.
يعود هذا العام والمرأة السورية ما زالت تحاول لملمة أشلاءها المبعثرة ما بين الواقع المُفجِع والحياة المريرة في ظل حرب شارفت على عامها الرابع بلا رحمة أو شفقة، ولا أمل يلوح في الأفق بإمكانية انتهائها.
يعود يوم المرأة العالمي على السوريات وهنّ يتشحن السواد والحزن والقهر، على أبناء لهن، وإخوة وآباء وأزواج كانوا وقوداً لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. وكم من بيوت صارت أثراً بعد عين، ليغدو النزوح والتشرد والتهجير مصيراً محتوماً مغلّفاً بالذلّ والهوان، مُترعاً بالجوع والمرض الذي لا يجد له في السوق دواء.
يحلُّ هذا العيد الذي تحتفي فيه البشرية بصانعة الحياة، ومربيّة الأجيال وقد أنهكها السعي في سوريا للوصول إلى أمنٍ وأمانٍ سرقتهما الحرب، فساد الخوف على مصير الأبناء الذين هجروا طفولتهم باكراً مثلما هجروا مدارسهم وألعابهم، ليكونوا في بعض المناطق جنوداً اغتال السلاح براءتهم وألقى بهم في مهاوي العنف والكراهية ربما لجيرانٍ وأصدقاء كانوا بالأمس رفاق الحي والمدرسة، وآخرين ابتلعتهم الشوارع بلا رحمة بما تحويه من مخاطر الانحراف والتشوّه النفسي والأخلاقي.
يحلُّ العيد وكثير من النساء يفترشن الدروب والساحات والأنفاق مع أطفالهن لأجل بضع ليرات في اليوم علّها تسد رمق جوعهم، وأخريات يسعين للرزق في كل اتجاه علّهنَّ يُنقذن ما تبقى لهنّ من كرامة أهدرتها الحرب والمتحاربون.
فكيف لنساء سورية أن يستقبلن عيدهن بعد كل هذا القهر والحزن والضياع..؟ وكيف للعيد أن يحمل لهنّ وردة حمراء ربما ارتوت من دماء الشهداء..؟
لكن، رغم كل هذا الوجع والأنين، ورغم ما جرى ويجري، تبقى نساء سوريا شامخات في وجه كل ما يُعيق الحياة، ويُعرقل مسار آمالهن في مستقبل خالٍ من الحروب وويلاتها، مستقبل خالٍ من العنف والاضطهاد والتمييز عبر دستور وطني يلتزم جهاراً بالاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات ذات الصلة بحقوق الإنسان والمرأة والطفل والتي صادقت عليها سورية، دستور يقوم فعلاً على أساس المساواة بين المواطنين(نساءً ورجالاً) – المادة/33/- دون أن يناقض تلك المساواة كما في مادته /84/ الفقرة/4/ التي تقول أن لا يكون رئيس الجمهورية متزوجاً من غير سورية، وهنا يبدو واضحاً منع المرأة السورية من ممارسة هذا الحق بتحديد زوجة الرئيس، لا زوج رئيس الجمهورية، فهذه المادة تنطوي على تمييز وتناقض مع المادة/33/ من الدستور ذاته، تمييز قائم على أساس الجنس يتناقض أيضاً مع المادة/23/ التي تنص على أن توفر الدولة للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعمل على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع، فما هو المقصود بالمساهمة الفعّالة والكاملة في الحياة السياسية و....... الخ في ظلّ هذا التناقض والتمييز الفاضح؟
يأتي العيد والمرأة السورية ما زالت ترنو لقوانين وتشريعات تنصفها وتُساويها مع الرجل في الحقوق والواجبات، قوانين حضارية تُشرّع استناداً إلى ما وصلت إليه هذه المرأة من مستويات تعليمية وثقافية وعملية أهّلتها لمناصب ومكانة أثبتت من خلالها أنها جديرة فعلاً بها، وليس بقوانين وتشريعات متخلّفة سُنَّت منذ قرون ولم تعد تتوافق وروح العصر كقانون الأحوال الشخصية الذي لا يرى في المرأة سوى موطوءة وتابعة في الولاية لرجال القبيلة مهما صغُر شأنهم وعمرهم وهي التي جالت في جميع ميادين العلم والعمل.
يأتي العيد، وما زالت نساء سورية تتطلّع إلى تغييرات جذرية وحقيقية وصادقة في تلك القوانين من خلال ما ستسفر عنه أعمال ومقترحات لجنة تعديل القوانين التمييزية التي ننتظر أن ترى النور وقد عملت على تلبية جميع الطموحات، ابتداءً من قانون أحوال شخصية مدنية يكون اختيارياً في المرحلة الراهنة، أو قانون أسرة يواكب المتغيّرات التي طالت هذه الخلية بكل مكوناتها وأساليب حياتهم وأدوارهم في المجتمع، وصولاً إلى قانون جنسية يساوي بين المرأة والرجل بكل مناحي هذا القانون، كي يصل العديد من أبناء السوريات المتزوجات من غير سوري إلى بر الأمان والاستقرار بعد زمنٍ من التشتت والضياع ما بين الجنسية والإقامة والانتماء لبلدٍ ربما ما عرفوا سواه. كما تتطلّع جميع السوريات إلى قانون عقوبات يساويهنّ مع الرجال، وضرورة إلغاء المادة/548/ المتعلّقة بجرائم الشرف والتي تمنح الرجل العذّر المُحِل بينما تمنعه عن المرأة التي يتمُّ ذبحها لغايات ومآرب بعيدة عن الشرف في غالب الأحيان، وعدم الاكتفاء بما جاء في المادة/192/ التي يوجد فيها دافع الشرف والتي تسمح للقاضي في تقدير الجرم بدافع الشرف لمنح أسباب مخففة، بل يجب تحديد ماهية هذا الشرف المُلقى فقط على أكتاف النساء دون الرجال، والمساواة بينهم جميعاً في الحفاظ على هذا الشرف الرفيع من الأذى. وكذلك شمول الاغتصاب الزوجي بالمادة/489/ من قانون العقوبات والتي تنص على:
1- من أكره غير زوجه بالعنف أو التهديد على الجماع عوقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر سنة على الأقل.
2- ولا تنقص العقوبة عن إحدى وعشرين سنة إذا كان المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشر من عمره.
إذ يتضح من هذه المادة استثناء الاغتصاب الزوجي الذي تُعانيه معظم النساء، وذلك في محاباة واضحة لقانون الأحوال الشخصية من جهة، وللموروث الديني والقيمي الاجتماعي الذي يفرض على الزوجة واجب إرضاء شهوات الزوج من دون رضاها حتى ولو كانت طفلة لا تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، ألم ينظر المشرّع إلى زواج الأطفال الذي يُعتبر بحدّ ذاته جريمة يُعاقب عليها القانون، مُضافاً لها جرم الاغتصاب الزوجي وخاصة لطفلات لم يعين بعد ماهية الزواج ومسؤولياته ليأتي واقع الاغتصاب النفسي والزوجي الذي يُعتبر الأشدُّ وقعاً وألماً في نفس المرأة صغيرة كانت أم كبيرة لأنه يأتي من أقرب الناس الذي عليه منحها الأمان والمحبة.
هذا غيضٌ من فيضِ ما ترنو إليه نساء سورية وهنّ يستقبلن عيدهن رغم أنهنَّ متشحاتٍ بالحزن والسواد من جهة، لكنهنّ من جهة أخرى عاقدات العزم والأمل على تعديل وتغيير كل ما يعوق تقدمهنّ في الحياة والمجتمع.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع المرأة في العمل السياسي
- الزواج والطلاق العرفيان يسودان مناطق التوتر
- أهمية وضرورة الصحة الإنجابية
- الأزمة السورية... ويلات وكوارث لم يشهدها التاريخ.
- من لجّة الموت والدمار.. السوريون يصرخون كفى
- أطفال سوريا في مواجهة عواصف متعددة
- ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب
- المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف
- قذائف بعيدة المدى لسوريا وأطفالها
- الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية
- المرأة العربية في الدين والمجتمع
- طلاب وتلاميذ سوريا في مهب الريح
- هل بات العنف سمة المجتمع السوري اليوم.؟
- المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات ...
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - إِلامَ ترنو المرأة السورية في عيدها العالمي..؟