صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 12:07
المحور:
الادب والفن
***
قمّة النسور
***
هُنالك على مقربةٍ مِن أديمِ السّماءِ
في أعلى قمّةٍ يُسافرُ عَبْرَها الغمامُ
يحطُّ على هامِها النجمُ تارةً
وتارةً تؤمُها النُّسورُ
هُنالك حيثُ يلتقي الرّفاقُ أحياناً
يتسامرون وطويلاً يُثرثرون
ومِنِ التبوغِ الرديئةِ كثيراً يُدخنون
هُنالك حيثُ كانوا يحلمون بالخُمورِ والنساء
هُنالك حيثُ تجتمعُ الرّياحُ القادمةُ مِن اتجاهاتٍ شتّى
وتَلتقي كما يَلتقي الرفاقُ بحميميةٍ
هُنالك حيثُ نحلمُ بالسفرِ على أجنحةِ الحِدآن
نُحاكي أشكالَها
ومثلَها نطيرُ
هُنالكَ حيثُ كان الرفاقُ الثوريون
يمتشقون الرّشاشاتِ الطبقيةَ
ونحوَ المجهولِ يُصوّبون
هنالك حيثُ كان الأعداءُ يسرحون
الأعداءُ المُدججون بالغفلةِ
الأعداءُ الطيبونُ
أخوانُنا في الغالبِ
ينعتوننا بالعصاةِ مرّةً وبالمُخربين مرّةً
هنالك حيثُ كان الأصدقاءُ
علينا يُطلقون أسماءً وبنا يحتفون
هنالك حيث لا نجدُ ملاذاً غيرَ الصخورِ والكهوفِ
هنالك
هنالك
حيثُ أقفُ وحيداً مثلَ رايةٍ
تُطاردُ الرّياحَ
هنالك
هنالك
حيثُ ضيّعتُ بعضَ أعوامِ شبابي هدراً
هنالك
خلف تلك القممِ التي لا تعرفُني الآن
ولم أنتمِ إليها يوماً
هنالك
نزفتُ على وجهِ الصخورِ دماءً
هنالك
بكيتُ ندماً
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟