أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - صراع الرهانات ..














المزيد.....


صراع الرهانات ..


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إذا كانت الدولة مجموعة عوامل جامعة، فالأكيد أنها ترث من سالفاتها الموقع الجغرافي والتركيبة الشعبية وموروثها الحضاري والديني، وكذلك طوحاتها التاريخية .
والصحيح أنه كلما ازدادت مساحة الدول وصاعدت قوتها الاقتصادية، كلما تضاعفت أطماعها وكلما رددت على مسامع العالم مصطلحات أيديولوجية، تحت مسمى استراتيجية والحفاظ على المصالح .

نعم .. تتغير بعض التفاصيل والرتوش وكذلك الأدوات، لكن النظرة إلى الجار خاصة والآخر عامة تبقى أسيرة للمصالح والنوايا التوسعية، والقدرة على الابتلاع والهيمنة .

فموسكو عادت إلى أوثودوكسيتها بعد بولشفيتها،وطهران إلى شيعيتها بعد علمانيتها، والسعودية إلى الاسلام المعتدل السمح بعد وهابيتها، أما قطر فهي تحاول المزج بين أخونة الدولة والرقص في مسارح البرودوي في الآن ذاته .
استانبول أبقت على هويتها العلمانية مع تغيير في أدواتها، حاولت التقرب من ليبيا ما بعد القذافي عبر الاسلام السياسي، و تبني حزب الأخوان المصري، واحتضان الأخوان السوري، تحالفت مع قطر لاعادة الهوية الاسلامية لمناطق النزاع، بغية الظفر بالمرجعية مقلدة ما تقوم به طهران كمركز القرار بكل أتباع المذهب الشيعي .
مصر العسكرية المثقلة اليوم بمشاكل اقتصادية طاحنة، والمألومة لانسحابها من الساحة العربية والدولية، ستحاول عبر جيشها إعادة بعض الهيبة الداخلية والخارجية، لكن الجيش الجرار لم ينقذ موسكو الحمراء من قدرها الأسود، فالتوسعات التي تهدف إليها الدول الكبرى تجلب أيضاً بذرة الفناء للطامحين بها، هكذا بذر أدولف هتلر بقوة ألمانيا الهائلة وطفرتها الاقتصادية، وكان السبب في احتلالها وتقسيمها،، نابليون كذلك، احتلال فيتنام كان وبالاً على الأميركيين، وأفغانستان على السوفييت .. والأمثلة كثيرة .
في حين أن اليابان شقت طريقها عبر العمل والاقتصاد، وهي الدولة الفقيرة بالموارد الطبيعية والمحاصرة بالماء من كل اتجاه .
لقد أثبت التاريخ أن كل الدول التي راهنت على غير العنصر البشري المكون لها خسرت في نهاية المطاف، وكل الطامحين الكبار من القادة ممن آمنوا بقدرتهم على استعباد الشعوب والظفر بالقوة والهيبة كلفوا شعوبهم ما لا طاقة لهم باحتماله، وكانوا وبالاً عليهم .
الثورات بدورها تقوم في مبادئها على الذات الانسانية، على التعاضد والتلاحم لأجل تحقيق العدالة والحرية والمساواة المفقودة، وكلما التصقت بمبادئها التي نجمع بين القائمين عليها، اختصرت الأثمان وحولت الثورات إلى واقع معاش بسلاسة وتلقائية .
الأسد أدرك أن التجمعات الجماهيرية قادرة على القضاء عليه خلال فترة وجيزة فقضى عليها عبر البطش، حاول في البداية إستيعاب الشارع المنتفض، لكنه كان أغبى من أن يقنعه، فالأسد لم يتجرأ يوماً على قبول فكرة تنحيه عن السلطة، بات كل من ينادي بتداولها أو حتى تقنين الصلاحيات عدواً له، لأن نرجسيته كانت أكبر وبكثير من منطقه الهش .
الأسد راهن على قتل الانسان، على بهيميته، وحول الكثيرين من أنصاره إلى مصاصي دماء، وهذا يتنافى مع جوهر الانسانية ومجد الدول والحضارات، حشر نفسه أمام رهان البقاء مع عطاء الآخرين صلاحيات لم يحلموا بها، ولو خير اليوم الأسد بين رحيله وتفتيت سوريا واقتتالها لمئة سنة وإبادة أغلب سكانها، لاختار بلا تردد الخيار الثاني، لذلك روج شعار الأسد أو نحرق البلد .

مجد الانسان هو عنصر نجاح أي ثورة، هذا هو رهانها الأبرز رفعة المواطن السوري ... على التقدير والغيرية لكافة مكونات الشعب، وإذا كان الأصدقاء يلجؤون هنا إلى شتيمة الآخر ونعته بأبشع أنواع النعوت، فهم ومن حيث لا يدركون يساعدون نظاماً قام على الكراهية.
لقد انتصر غاندي وآخرون عبر إشاعة الحب والتضامن بين أبناء الشعب الواحد، مدركين أنه بالحب وحدة يمكن أن تقام الدول وتنمو الحضارات .
وإذا كنا عازمين على النصر وتلقين الأسد وبائعي الأحقاد درساً، علينا أن نطور في خطابنا هنا، بأن نستوعب الجميع، لأن المراهنة على السوريين هو مفتاح النصر .
لقد كتبت في الشهر للأول للثورة، علينا أن نقنع شعبنا بمبادئنا والصورة التي نرسمها لوطن يستوعب الجميع كما يساوي بين الجميع، إن علينا أن نقنع آل الأسد أنفسهم ..

لقد شطحت بعيداً في أحلامي، لكني ما زلت مصرة من أن الانتصار ومجد الأمم لا يكون إلا عبر بناء الإنسان .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منصب الرئاسة
- في مقارعة الثورة السورية
- البحث عن الاستقلال قبل الوحدة
- بين البيت الأبيض وقصر الشعب
- لعنة الأقليات - ج1
- لعنة الأقليات - ج 2
- لا لهدر الطاقات والفرص
- الأسد القاتل
- إضاءات على مقال مخطط تقسيم المنطقة
- مخطط تقسيم المنطقة
- الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!
- آل الأسد كظاهرة
- بشار الأسد بلمحة سريعة
- مسؤولية الحرية
- إلى الأخ البطل العقيد عبد الجبار العقيدي :
- فرصة الأكراد التاريخية
- أوباما وإسرائيل ومستقبل المنطقة .
- الديمقراطية والأكشن
- لن أكون السبب !!
- تحديات النانو


المزيد.....




- محمد دياب يكشف سرا عن مسلسل -أشغال شقَة-
- ترامب يوجه -تحذيرا أخيرا- لـ-حماس- بشأن الرهائن
- قيادي حوثي: إدخال المواد إلى غزة لدينا أهم من مواد قرار التص ...
- زاخاروفا تعلق على تصريحات ماكرون
- أول رد من أبو تريكة على مهاجمته بعد إعلان تلفزيوني: -لن تعلم ...
- -لن يفتقده أحد-.. مدفيديف يرد على كلام ماكرون بشأن -التهديد ...
- زامير يجري تعديلات بقادة الجيش الإسرائيلي ويعلن 2025 عام حرب ...
- ماكرون يتحدث عن دفاع فرنسي نووي عن أوروبا واستغناء عن أميركا ...
- روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا ...
- رومانيا تطرد الملحق العسكري الروسي ونائبه


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - صراع الرهانات ..