أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الصورة والأصل














المزيد.....

الصورة والأصل


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 04:18
المحور: الادب والفن
    


تناولت الدراسات النقدية، المعمَّقة، منذ بداياتها موضوع العلاقة بين ثنائية الصورة والأصل، في العمل الأدبي، وهو ما يحيل-وعلى النحو نفسه- وربما، بشكل أوضح، إلى مثل هذه العلاقة في العمل الفني، فيما إذا فصلنا، جوازاً، مابين الفن والأدب، لداع مخبري، تشريحي، ليس إلا، وقد طرح عددمن الدارسين والباحثين، جملة أسئلة، تتعلق بالوشائج التي تربط بين طرفي هذه الثنائية، وما الشروط المتوجب توافرها في الصورة، كي تدل على الأصل، وهل على الصورة أن تكون نسخاً لأصلها، أم نسخاً لها، وما الدرجة الدنيا التي يجب أن توافر في التالية، كي تحيل إلى أرومتها، وهي أسئلة اختلفت فيها، الآراء، بحسب، طبيعة المدرسة التي ينتمي إليها هذا الرأي أو ذاك.

وفيما إذا كنا، عبر هذه المقدمة، نتناول العلاقة بين طرفي ثنائية، جد شاسعة الإطار، إلى تلك الدرجة التي تخلق فضاء واسعاً، لانهاية له، فإنه يمكن أن نعطي للموضوع بعداً رمزياً، خارج إطار اللعبة الفنية، كيف لا، وحياتنا ملأى بمثل ذين الطرفين، بل إنه يمكن الإشارة إلى أن عالمنا-برمته- ليس إلا مجرد صور، وأصول، ليس أكثر.

و بدهي، في مثل هذه الحالة، أن ننطلق من حقيقة، واضحة، وهي أن كل ما هو مرئي، أو محسوس، أو مسموع، إنما هو أصل، بشكل، أو بآخر، بيد أن هذا الأصل، يظل فضاؤه، أضيق من صوره، اللامتناهية، ومن هنا، فإن شجرة واحدة، من الممكن أن تكون لها ما لانهاية له من صور، بيد أن الصور التي تذكر بها، جد قليلة، ما يجعلنا نقر بمسألة، أن الخلاف على شجرية الشجرة، يكون محدوداً، فيما إذا قورن بالبون الخلافي الكبير، حول شجرية كل صورها، حيث منها، مالا يمت إليها، بصلة، ومنها ما يكاد يكون البديل عنها.

والمسافة بين الصورة والأصل، لا يمكن أن تذوبها، إلا عنصر الصدق في تناول الواقع، بالإضافة إلى أنه في إمكان المخيال، تذويب المسافة، انطلاقاً إلى ذريعة رؤيوية، أو فنية. وهنا، ثمة حقيقة تظهر، وهي ليس كل أرومة متناولة، تكون-بالضرورة- أفضل من صورتها، لأن هذه الأخيرة تفتح المجال، أوسع. بل إنه رب صورة تزين مرجعيتها، وجذورها، بل إنها قادرة على تطويره، والتأثير فيه، وفي هذا ما يظهر الصورة في الفن والأدب، بأنها تمتلك قوة وسحراً، يمكنهما، من إعادة النظر، في إعادة تشكيل أصله، وتجاوزه، فيما إذا كان فيه ما يشوب جمالية الحياة والواقع.

إن تناول هذه العلاقة، من خلال هذا المنظور، يجعلنا-بدورنا- أمام آفاق متجددة، للصورة، حيث يمكننا محاكمة أية صورة، من خلال ما ينعكس عنها، في مرايا الإبداع. بل إن أي إبداع، تكون دعاماته من عوالم مثل هذه الثنائية، فهو ملتصق بالواقع، ومؤثر فيه، الأمر الذي يجعل الناقد، الضالع، المتبحر، المتمكن من أدواته المعرفية، قادراً على أداء أكثر من دور جمالي، معرفي، في مختبره النقدي، و هو ما يمضي برسالة الأدب والفن، نحو أمداء جديدة، واسعة، باستمرار.

ورغم كل هذا وذاك، فإن مشروعية الصورة، حتى وإن كانت جد دقيقة، متقنة، موظفة، على نحو جاد، لا تتأتى، إلا من خلال مهادها الذي انطلقت منه، وفي هذا ما يدل، على أسبقية الواقع على الإبداع،من جهة، بل إنه يعيدنا إلى قلب المفهوم، ذاته، في ما لو اعتبرنا-الأصل- ليس إلا مجرد صورة، من جهة أخرى، و هو ما يؤكد فكرة التفاعل، بين طرفي هذه الثنائية، التي هي محور الفكرة، والفن، كما هي محور الحياة، كل الحياة..

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة الكتاب: عشرسنوات على التأسيس -شهادة ذاتية-
- ماذا وراء تحطيم مراقد الشيوخ الخزنويين الكرد
- كرد وعرب عشية الذكرى العاشرة الانتفاضة آذار:
- زلة الشاعر
- الرصاصة
- المثقف في أدواره: ماله وماعليه..!
- المثقف: ماله وماعليه:
- سقوط أداة الحوار:
- موت شجرة الأكاسيا
- صناعة المثقف
- جنيف2 وانعدام الأفق
- في حضرة الشعرالمحكي
- اللغة الصحفية
- الكرد وأكاديمية الثورة العليا
- الكرد والائتلاف افتراضات أولى
- بوابة جنيف2: انتبه منزلق خطير إجباري....!
- فوضى المنهج
- حيادية أدوات النص الأدبي:
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الصورة والأصل