أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3














المزيد.....


اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 .. 3

الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة 16 ك2 .. كان الجو باردا وقد غلف الضباب مدينتي .. اعلن بوش الحرب .. قال بالحرف الواحد : طائراتنا تقصف الان بغداد!! في تلك اللحظة خيل إلينا او كانت السماء فعلا ترسل لأسماعنا هريرا متواصلا .. إذن تلك كانت البداية التي لن تكتب لها نهاية ولحد هذه اللحظة التي اخط بها هذه السطور...
سوف تعقبها صفحات متعددة ل ( ربيعات) !! ورقص على ما تبقى من ارض الانبياء والرسل وأجنحتها الممتدة من مضيق طارق حتى اطراف الديلم !
دمرت بغداد ودمرت معها البنى التحتية لدولة عمرها سبعون عاما والأهم اهتز فيها للمرة الأولى بعد ثورة العشرين عامل الخوف من سطوة السلطة .. بل خيل للناس ان تلك السلطة لم يكن أفرادها من السباع بل كانت مجرد مجموعة من الضباع ...!!!
في الساعة الثامنة مساء من ليلة 28 شباط نقل لنا الراديو صوته المهتز عبر إذاعة كانت تحتضر ..لقد أكمل الجيش العراقي انسحابه من الكويت وادعى ان  بوش قد أعلن ( من طرف واحد !! وقف اطلاق النار) ... ترى هل قلد الاعداء صوته ؟! هكذا تسائلنا !! .. 
أجابت حشود جيشنا المهزوم وهي تصل المدينة مشيا على الأقدام ، أجابت على تساؤلانا ودهشتنا ...
قال بوش في معرض خطاب الانتصار : على الشعب العراقي ان يثور على حكامه .. 
تناقل الناس بصوت مسموع خبر انتفاضة حدثت في مدينة البصرة ..لا زالت طوابير افراد جيشنا المنسحب تصل راجلة  الى مدينة العمارة .. اختفى الحزبيون ببدلاتهم الزيتونية  من شوارع المدينة .. 
كنت اقف في باب عيادتي في شارع المعارف .. كان الجنود يجوبون الشوارع والأزقة بلا هدف .. تفترش البعض واستلقائه نائما وجلس البعض الاخر على الارض وهم في حيرة وقد هدهم اليأس والتعب .. خلا الكاراج الموحد من السيارات وأخذ الجنود يغرون سائقي سيارات الحمل الكبيرة باسعار لا يحلمون بها وامتنع الآخرون خوفا من الغدر في الطريق.. ضاعت رموز الدولة من المحافظ الى أصغر مسؤول حزبي .. توارى المسؤولون  الكبار واختفوا بصلافة في بيوتهم التي لم تطفأ انوارها وهي تغذى بالمولدات الضخمة في الوقت الذي كان العامة يستقتلون من اجل الحصول على لتر من النفط ...
لن انسى ماحييت منظر ذلك الضابط الذي كان يسير متعبا مع البعض من جنوده وقد طالت لحيته المطرزة بالشعر الابيض وكان رأسه عاريا من البيرية وقد تناثر شعره .. كانت كتفه اليسرى لا زالت محتفظة برتبته المكونة من نسر ونجمتين يجاورهم شريط الأركان الأحمر .. اما كتفه الأيسر فقد كان يخلو من الرتبة وقد فقد زراره وتدلى بذلة وأهمال على ذراعه الأيسر!! . لفت انتباهي حذائه الأيسر  ذو اللون الجوزي وقد فقد هو الاخر شريطه وبان مدخله فاغرا ..!! عبرت الشارع مسرعا وسلمت عليه ثم أمسكت بيده واصطحبته الى عيادتي ..! انقاد بسهولة وبلا مقاومة وبدون ان يسأل وكانه كان مخدرا..سقيته وجنديين رافقاه ماء ثم ناولته سيجارة تقبلها ببساطة .. وبعد ان سحب نفسا طويلا منها ، سأل ببرود: هل تعرفني !؟ أجبته نعم انت ضابط عراقي!! 
 



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة انتفاضة آذار 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991
- بلا عنوان
- اسرار
- حمام الدوح
- حلم ..
- صح ... غلط
- اوراق على رصيف الذاكرة .. عريف عباس
- اوراق على رصيف الذاكرة .. حرب الكويت
- تضامن
- بين سبيلك و ميركه سور 1 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)
- عواء الكلاب
- لو كان الزعيم عضوا في البرلمان !!!
- مطر الثريا ...
- 9 شباط... اغتيال الزعيم
- ذكرى ا
- ذكرى انقلاب 8 شباط الأسود
- جم حمام ..9..( أوراق على رصيف الذاكرة )
- جم حمام ..8 ..( اوراق على رصيف الذاكرة )
- جم حمام ..7 ..( اوراق على رصيف الذاكره)


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3