جواد كاظم البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 00:22
المحور:
الادب والفن
مشــــــــــهد طارئ .. قصة قصيرة جدا
جواد البياتي
كعادته .. كان ابو سعديه يلعب الدومينو مع اصدقائه في مقهى السوق ، وسط ضجيج ضحكاته المتندرة بهزيمة مقابله ، تجاهل سؤال احدهم عن هوبي الذي ابعده الموت من اللعب معهم في انفجار سيارة مفخخة قبل ثلاثة ايام وهو في طريقه الى المقهى للعب معهم .
ـــ ( ليرحمه الله .. كان يزاغل .) .. قالها ابو سعديه دون ان يرفع نظره عن الدومينو .
عادوا للعب ولم ينتبهوا الى ضجيج من في المقهى وصراخ باعة الخضار في المحلات التي تحيط بالمقهى . هزّ المكان دوي انفجار هائل في بداية السوق ، تناثرت قطع الدومينو وتطايرت قطع الزجاج بفعل العصف ، امتلأ المكان بالغبار والدخان الكثيف وارتفع صراخ النسوة وصوت الرجال : الله اكبر .. الله اكبر .
انطلقت اصوات سيارات الاسعاف والشرطة .. واصوات بعض الرصاص لأبعاد من تجمهر بسرعة .. تم نقل الموتى بسرعة الى دائرة الطب العدلى ، والجرحى للمستشفيات القريبة ، بعدما اخمدت النيران في الأماكن التي طالتها من قبل رجال الاطفاء والدفاع المدني ، آليات البلدية سارعت برفع ماتبقى من حطام السيارة المتفجرة ثم قامت فرق اخرى بغسل المكان من الدماء وازالة ماتناثر من الاوصال في المكان .
انتهى الامر .. اصلح ابا سعدية حاله مع اصحابه ، جمعوا احجار الدومينو المبعثرة واعادو ترتيب المنضدة ثم بدأوا اللعب من جديد .
#جواد_كاظم_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟