علي الكاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 22:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"بطانيةٌ" ثمنها العراق
علي الكاتب
مع اقتراب العد التنازلي لانطلاق فعاليات الانتخابات التشريعية على مسرح الجماهير في الخارطة السياسية العراقية بنسختها الثالثة من الانتخابات التشريعية لعام 2014, نجد ان انواع الاسلحة المستخدمة في الحملات الانتخابية داخل حراك المشهد العراقي تتنوع شيئا فشيئا , وتزداد قسوة في الاستهداف والتصويب , دون الالتفات الى نواميس التنافس ومعايير الانتماء الوطني الواجب توافرها في ادنى مستويات العمل السياسي , وهي ماتدل على ان التربة التي قام عليها المشروع العراقي تحتاج الى معاول حرث حتى تستطيع ان تتعافى ثمارها مجددا,وليس غريبا او مستغربا البحث عن صناعة وطن من تحت مظلة حزبية , فما يحدث الان هو نتاج لثقافات تأسيسية طارئة كتبت بقاموس الطوارئ خلال المرحلة الانتقالية من المغلق التام الى الانفتاح الفاقد للكنترول وبطريقة الجرعة المفرطة, والتي اخرجت لنا كابينة سياسية اتسمت في الكثير من عناوينها بالإعاقة السياسية والأمية المؤسساتية,ولذا نجد إننا وبعد ست ممارسات انتخابية نفتقر الى خزين يشفع لنا باجتياز تجربة واحدة.!!
ما يطفوا الان على السطح يمكن اختزاله في تجريد العراق من مضمون المفردة الديمقراطية وافراغ صناديقها من ارادة الناخب, عبر تشويه الحقائق وتزليف الخطوط الثابتة عن مواضع قدسيتها باستخدام تقنيات الاحتيال والتسويق البخس في التأثير على قرار الفرد العراقي باقتناء واعتناق عناوين سياسية معينة, لاتملك من الارشيف سوى افتعال الازمات والاعتياش في الظل والعزف بأوتار المذهب والطائفة بغية الحصول على تأشيرة سلطوية صالحة التداول والتناول لاربع سنوات قادمة, مما يجعل معطيات المرحلة الحالية بما افرزت من معادلات , متشابهة التضاريس مع ما حدث في الماضي الانتخابي العراقي, في اعتماد جميع البطاقات وحرقها انتخابيا , فتارة تكون المواجهات المصيرية , انعاش وانتعاش للارصدة , وتارة تكون ثقافة "البطانية" غطاءا لموارة فشلهم , ومرة تجد ان البعض يسعى الى المعالجة بطريقة سحب الملفات من الادراج , في مسعى لاخذ دور الذئب في افتراس يوسف, وحقيقة مما يتضح ان تكرار السيناريوهات المتشابه يؤكد رهان الطبقة السياسية على الذكاء الجمعي العراقي في ان يعثر ويتعثر في نفس الحجر مرتين وثلاثة وعشرة, مما يدفع بتسأول في خاتمة الاسطر , هل ان العلل والامراض الابتلائية التي اعتلت الجسد العراقي متأتية من اصل التركيبة السياسية ام ان هنالك ذاكرة مثقوبة تقرأ الحاضر بتجرد بعيدا عن الوقوف عند معطيات الماضي؟؟؟.
#علي_الكاتب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟