|
ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج3
مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 21:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج3
----------------- (يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com ) -----------------
ويواصل عصيد: "وقد زاد من تأزّم الوضع بشكل كبير إنتشار ظاهرة الإرهاب المسلّح وظهور تنظيم «القاعدة» وفروعه، ممّا جعل الإسلام مرتبطا في وجدان الإنسان الغربي بالعنف والدّم، خاصّة بعد أن تكاثرت الحوادث والوقائع الدّمويّة التي أبطالها ملتحون إسلاميّون وسلفيون في كل من مالي والجزائر وليبيا وتونس ومصر والعراق واليمن والصومال وكينيا ونيجيريا وأفغانستان وباكستان وغيرها من البلدان. دون ذكر التفجيرات في البلدان الغربية نفسها وعلى رأسها واقعة 11 سبتمبر التي كانت فيصلا بين زمنين فيما يخصّ هذا الموضوع، وهو ما أدّى إلى بروز ظواهر جديدة ذات خطورة في قارات أخرى مثل ما حدث في أنقولا مؤخرا حيث تمّ حظر الإسلام رسميّا وهدم مساجد الأقلية المسلمة." يربط عصيد هنا إنتشار ظاهرة الإرهاب المسلّح بظهور تنظيم القاعدة وفروعه، وهذه مغالطة أخرى. فالإرهاب الإسلامي قديم قِدَمَ الإسلام. وما الغزوات التي قام بها محمّد إلاّ نوعا من الإرهاب (تحت إسم منافق هو "الجهاد") يستهدف قبائل عربيّة أو يهوديّة كلّ ذنبها أنّها لم تصدّق خرافات محمّد ولم تعتنق دينه الجديد. يقول القرطبي: "الغزو غزوان غزو فرض وغزو نافلة والغرض في الجهاد ينقسم أيضا قسمين أحدهما فرض عام متعين على كل أحد ممن يستطيع المدافعة والقتال وحمل السلاح من البالغين الأحرار وذلك ان يحل العدو بدار الإسلام محاربا لهم فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار ان ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقالا وشبابا وشيوخا ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج (..) حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضا الخروج إليه والقسم الثاني من واجب الجهاد فرض أيضا على الإمام إغزاء طائفة إلى العدو وكل سنة مرة يخرج معهم بنفسه أو يخرج من يثق به ليدعوهم إلى الإسلام ويرغبهم ويكفّ أذاهم ويطهر دين الله عليهم ويقاتلهم حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية فان أعطوها قبلها منهم وإن أبوا قاتلهم وفرض على الناس بأموالهم وأنفسهم الخروج المذكور حتى يعلم أن في الخارجين من فيه كفاية بالعدو وقيام به فإذا كان ذلك سقط الفرض عن الباقين وكان الفضل للقائمين على القاعدين أجرا عظيما وليس عليهم ان ينفروا كافة وأما النافلة من الجهاد فإخراج طائفة بعد طائفة وبعث السرايا في أوقات العزة وعند إمكان الفرصة والأرصاد لهم بالرباط في مواضع الخوف" (الكافي في فقه أهل المدينة، كتاب الجهاد، باب واجب الجهاد ونافلته) فالغزو إرهاب وترهيب وسبي وسرقة وإستيلاء على أملاك الآخرين وقتل للآخر المخالف في العقيدة لا ينجو منه إلاّ إذا دخل الإسلام أو دفع الجزية صاغرا ذليلا، في حالة أهل الكتاب. وما الإستعمار الإسلامي إلاّ إستكمال لرحلة غزو العالم. وما القاعدة وبقية الجماعات الإرهابيّة الموجودة الآن إلاّ أناس يقتدون بسيرة محمّد بن آمنة وبالقرآن والأحاديث... فالمشكلة في الإسلام وليست في الغرب. وينهي عصيد مقاله بقوله: "كما أنّ تخلّف الدّول الإسلامية وفشلها في بناء ديمقراطيات ناجحة وفي تنمية مجتمعاتها وإفراطها في إستعمال الدّين في إضطهاد أبنائها وعرقلة تطوّر بلدانها رسّخ لدى الغربيّين فكرة إرتباط الإسلام بالإستبداد والقهر والظّلم." هنا، يعترف أحمد عصيد، وإن جزئيّا، بمسؤوليّة المسلمين عن ترسيخ الإسلاموفوبيا في الغرب. ولتأكيد ذلك سنأخذ مثالا سهلا وبسيطا. الإنسان بطبعه ينفر من الرّوائح النّتنة المتعفّنة ويكرهها، أليس كذلك؟ فهل يمكن أن نتّهم إنسانا يمرّ بجانب حاوية فضلات متعفّنة فيسدّ أنفه لكي لا يشمّ روائحها، هل يمكن أن نتّهمه بأنّه يكره الفضلات دون سبب؟ أو أنّ كراهيته للفضلات تنمّ عن عقدة نفسيّة متأصّلة فيه؟ أو أنّها نتيجة عيب في حواسّه؟ بالطبع، لا. لنضع الإسلام مكان حاوية الفضلات ولنضع شخصا يحسّ بالخوف والكراهية تجاه الإسلام ومظاهر التّخلّف والقهر والإستبداد والظّلم والإستعمار والإضطهاد وإنعدام الأخلاق التي نجدها في كلّ كتبه بداية من القرآن وتفاسيره وكتب الأحاديث والفقه والسّيرة وفي تصرّفات المسلمين الذين لا يمانعون في التّمتّع بخيرات الغرب ولكنّهم في نفس الوقت يشعرون بالكراهية تجاهه ويحرّضون عليه ويصفونه بالإنحلال والفسق والعهر والكفر ويريدون غزوه وتحطيمه وتطبيق شريعتهم الإسلاميّة المبنيّة على قطع الأيدي والأرجل والرّؤوس والرّجم وتحريم التّمتّع بالحياة وطمس الحرّيّات ودفن النّساء في أكياس قمامة سوداء وختان البنات وإغتصاب القاصرات أسوة بنكاح محمّد بن آمنة لعائشة وهي بنت تسع سنوات... هل إذا كرهنا الإسلام يكون العيب فينا نحن، أم في الإسلام نفسه؟ هل العيب في كاره الإسلام أم في النّماذج التي يراها كلّ يوم تحمل مكانس تحت وجوهها وتحرّض على قتل المرتدّ وقتل الكافر...؟ خلاصة القول هي أنّ الإسلام في حقيقته مثل حاوية الفضلات النّتنة المتعفّنة، وهو الوحيد المسؤول عن مشاعر النّفور والخوف والكراهية التي يرسّخها عند المتلقّي. فقبل إتّهام الآخرين بمعاداة وكراهية الإسلام، قفوا قليلا وإطرحوا على أنفسكم هذا السّؤال: ماهي الأشياء التي في الإسلام والتي تجعل الغرب يكرهه؟ فعلى هذه الإجابة تتوقّف كلّ الأجوبة الأخرى.
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خرافة الإسلام التّونسي الزّيتوني الوسطي: الطاهر بن عاشور أنم
...
-
خواطر لمن يعقلون - ج14
-
رسالة مفتوحة إلى عبد الجليل التميمي: متى يعتذر العرب المسلمو
...
-
خواطر لمن يعقلون - ج13
-
خواطر لمن يعقلون - ج12
-
خواطر لمن يعقلون - ج11
-
الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3
-
الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج2
-
الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج1
-
كلّ عام وأنت الهوى
-
سمفونيّة
-
الحاكمون بأمر الشّبح
-
لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي
...
-
لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي
...
-
لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي
...
-
فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
-
فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان
-
خواطر لمن يعقلون - ج10
-
خواطر لمن يعقلون - ج9
-
هل يستطيع جمال أبو لاشين تطبيق المقياس الذي يستعمله مع إسرائ
...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|