أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسام الرشدي - يوتيوبيا حمودي














المزيد.....


يوتيوبيا حمودي


محمد حسام الرشدي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 19:40
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كتب الفيلسوف اليوناني "أفلاطون" كتابه الشهير "الجمهورية" وتكلم فيه عن الدولة الفاضلة لم يكن يخطر ببالهِ أن تقوم بعد ٢-;---;--٦-;---;-- قرناً من وفاته دولة تشكلت على غرار مدينته ولكن بعد قراءة وصفه للمدينة الفاضلة من خلال المرآة – حيث تنعكس الصور فيكون اليسار يميناً واليمين يسار.
هذهِ الدولة التي سأحاول أن أتناولها في هذهِ العاجلة -وساسميها دولة حمودي- هي دولة حقيقية، حيث يمكن لأي إنسان أن يصل إليها، بل يمكن لأي إنسان أن يعيش بها كمواطن من الدرجة الأولى دون أن يملك لأثبات أنتمائهِ سوى عدداً من الأوراق الخضراء التي تحتوي صورةً للقديس الأصلع- بنيامين فرانكلين.
هي دولة ذاتُ نهرين عظيمين خلدهما الكتاب المقدس في أكثر من سفر -وهذا لا يهمنا لأن أغلب سكان هذهِ الدولة ينظرون إلى الكتاب المقدس نظرة عنصرية بغيضة. ما يهمنا هنا إن هذين النهرين جعلا هذي الدولة من أهم الدول الزراعية في العالم، رغم إن سكنها يستوردون حتى الفجل والبطاطا بل حتى التمر رغم شهرتها بوجود النخيل. وهي دولة صناعية بمصانع لا تعمل وبكوادر فنية ذات كفائة عالية بفنون النوم. وهي من أهم الدول المنتجة للنفط رغم إن شعبها غالباً ما يثرثر بأمورٍ غير مفهومة عن غلاء البنزين وشحة النفط الأبيض وما شابه.
في دولة حمودي يوجد دستور يحكم البلد، وهذا قد يكون مؤشراً جيداً لولا إن هذا الدستور لا يفهمه حتى من كتبه، فغالباً ما نرى نقاشاتٍ واختلافات بين النخب الحاكمة حول هل القانون الفلاني دستوري أم مخالف للدستور؟ وهل هذا القرار ينتهك الدستور أم لا؟ هذهِ النقاشات وغيرها ولدت لدى المواطن أنطباعاً إن "الدستور حمال أوجه" وأنه يحوي على محكمٍ ومتشابه، ومتشابهه لا يعرف تأويله إلا الراسخون في الحكم.
في دولة حمودي رئيس الجمهورية غائب غيبةً كبرى، وهناك اعتقادٌ بين انصاره إنه سيعود في نهاية الدورة الإنتخابية ليملئ البرلمان قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئ ظلماً وجوراً. كما إن نائبه الأول هارب بعد ثبات تورطه بقضايا الإرهاب ونائبه الثاني مستقيل.
في دولة حمودي هناك تقديس كبير للتخصص، فلكي تكون وزيراً للتخطيط عليك أن تجلب شهادة خبرة بأمور الخيرة وقراءة الطالع ومعرفة القرين، ولكي تكون وزيراً للمالية عليك أن تثبت إنك تجيد عدّ النقود. صحيح إن هناك بعض التسهيلات في الوظائف المهمة ولكن لنكن منصفين فهناك تشدد لوظائف أخرى فلا يمكن أن تكون عامل نظافة -على سبيل المثال- دون أن تجلب ألف تزكية من ألف حزب إسلامي كبير- صحيح إن الأحزاب في دولة حمودي غير شرعية لعدم وجود قانون أحزاب، ولكن دولة حمودي لا تعترف بهذهِ البيروقراطية عديمة الفائدة، فجميع النخب الحاكمة أولاً وأخيراً هم أخوة في حزب الله- ألا إن حزب الله هم الغالبون.
في دولة حمودي يمكن لأي تافه أن يكون أكثر تأثيراً من جميع المثقفين في البلد، ويمكن لأي جاهل أن يشعل حرباً بين الناس لا يقوى على زخمادها أحد- أرجوكم لا تؤلوا كلامي وتوقولون أني أسيء لباسم الكربلائي أو عبد الحميد المهاجر أو طه الدليمي أو أحمد العلواني..
في دولة حمودي يوجد برنامج كوميدي على غرار الـ(Delay Show) يقدمه رئيس الوزراء في كل أربعاء ويحاول من خلاله أن يزرع الابتسامة على وجوه أبناء شعبه السعيد، وقد حاول أحد معرضيه أن يقلده فأنشأ برنامجاً شبيهاً أسماه "الملتقى الثقافي" ولكن تبقى الأصالة والسبق للسيد رئيس الوزراء.
هنا سأكتفي -يا صديقي- عن الكلام حول دولة حمودي مرجحاً إنكَ عرفتها، وحددت مشاكلها وخطورة بقائها على هذا الحال، وربما قد تكون فكرت بحلولٍ جذرية ستنقذ هذا البلد العزيز من حالة الضياع التي يعيشها الآن، وكل ما أرجوه أن يستفيق أبناء هذا البلد ليغيروا الوضع المأساوي الذي يعيشونه خصوصاً وأنهم يملكون فرصة ذهبية للتغيير حيث يشهد بلدهم أنتخابات قد تكون أخر فرصة لينهضوا من هذهِ الغيبوبة التي يعيشونها.



#محمد_حسام_الرشدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغريب: نبيٌ وملعون


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسام الرشدي - يوتيوبيا حمودي