أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - علاج الالم النفسي














المزيد.....

علاج الالم النفسي


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 17:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.............علاج الالم النفسي

قبل الحديث عن اي علاج لابد من معرفة سبب الالم كيما نتعرف على طريقة علاجه, ونستعرض هنا بعض المذاهب:
1- ذهبت المسيحية الى ان سبب الالم والاصل في جميع الالام النفسية والروحية هو الخطيئة الاولى حيث طرد بسببها ادم من الجنة وسقط الى هذه الحياة وابتعد عن الرب, وعلاج هذه الحالة والالم الناشئ منها هو بالعودة الى الفردوس الالهي والخلاص من الخطيئة ولكن الانسان لا يستطيع ذلك لوحده الا بواسطة المسيح.

2-وقالت البوذية: ان سبب الالم يكمن في الرغبات الكثيرة التي يعيشها الانسان منها ماهو قابل للتحقق ومنها غير قابل,وكل رغبة او حاجة نفسية تقترن بالم نفسي يدفع بالانسان الى اشباعها وبما ان الرغبات لا متناهية فالالم يبقى دائما,فالرغبة هي سبب الالم والعلاج يكمن في القضاء على السبب وهي كل رغبة وهذا لا يتيسر الا من خلال رياضات كثيرة الى ان يصل الانسان الى مرتبة النيرفانا ليحصل على الخلاص من الالم وينال الاستقرار النفسي والهدوء الروحي.

3-وقال علماء النفس(المدرسة التحليلية):ان سبب الالم يكمن في عالم اللاشعور حيث توجد الرغبات المكبوتة منذ الطفولة وتضغط على صاحبها لاشباعها وبخاصة الرغبة الجنسية،وعلماء الغرب بشكل عام يرون منشأ الالم يتمثل في الحاجات البدنية والنفسية والاجتماعية وعلى الانسان للخلاص من الالم اشباع تلك الحاجات كل حسب طريقها،اي عكس البوذية.
4-وقال الاسلام:ان سبب الالم يكمن في الذنب والمعصية في حياة الانسان والاشباع الخاطي للغرائز والشهوات(والذين يتبعون الشهوات فسوف يلقون غيا) وبالتالي الابتعاد عن الله ورحمته.وعلاج ذلك بالتوبة والانابة الى الله وجبران الخطايا والذنوب بالاستغفار والاعمال الصالحة.
.........................................................................
أقول: ترى المدرسة الوجدانية(وتبعا لمدرسة العرفان)ان الالم لابد منه في الحياة وهو ضروري لحركة الانسان من النقص الى الكمال فالالم ناتج من توتر بدني او نفسي او روحي يدفع الانسان لاشباع حاجة معينة حتى يزول الالم.غاية الامر يجب على الانسان التمييز بين نوعين من الالم تبعا لوجود نوعين من الذات والانا في الانسان,ذات وهمية وذهنية وقشرية وهي ما يطلق عليها كل شخص كلمة أنا,وهناك ذات حقيقية في واقع الانسان وباطنه تمثل ذاته الحقيقية والانسانية كما في الثمرة الواحدة التي تتكون من قشر ولب او البيضة من قشرة ونطفة,وهما متعارضتان فالاهتمام بالقشرية والعمل على اشباعها من شأنه تقويتها وخنق النطفة او الفرخة بعنى انه يثير الالم في الذات الحقيقية والعكس بالعكس.(وقد تحدثنا كثيرا عن هذا الاصل).
ان الاهتمام بالانا على حساب الذات الحقيقية ربما يكسب الفرد مكاسب فردية او اجتماعية وقد ينال لذات متنوعة ولكن كل ذلك على حساب التضحية بذاته الانسانية والالهية,اي الاغتراب عن ذاته حسب هيجل,وفي ذات الوقت فالاهتمام بذاته الحقيقية قد يؤدي به الى الاغتراب عن مجتمعه ويخسر الكثير من مكتسبات الانا الفردية والاجتماعية ويعيش في وحدة قاسية وتفرد مؤلم ولكنه مع ذلك يشعر بالرضا والبهجة في اعماق نفسه ولا يصبح الانسان انسانا حقيقة الا بأن يتحرر من الانا القشرية ويحقق لنفسه وجوده الحقيقي والانساني,لان تلك الانا صنيعة المجتمع وتهتم بكسب رضا الاخرين والانسان معها عبد للاخرين ويتحرك وفق مرادهم في تقاليدهم ودينهم واخلاقهم وو..ومع تحقيق الانسان لذاته الحقيقية سوف تضاف لالامه الام اخرى نتيجة اهتمامه بخدمة الاخرين وتخفيف معاناتهم فالانسان الوجداني لا يستطيع ان يبقى متفرجا على معاناة الناس ومشاكلهم لانهم اصبحوا يمثلون جزءا من ذاته وانسانيته ويشعر بثقل الواجب الوجداني تجاههم.
ومما تقدم تتبين حقيقة مهمة فيما يتعلق بالدين والاخلاق حيث يكون لدينا نوعان من الدين والاخلاق,دين حق ودين مزيف,او دين انساني ودين شيطاني,دين متحضر ودين متوحش وكذلك لدينا اخلاق انسانية او وجدانية واخلاق شيطانية او مزيفة,فالدين الحق هو الذي يقوي في الانسان ذاته الحقيقية ويخلصه من ذاته المزيفة لا الذي يقضي على الامه النفسية لانه ربما يكون كالمخدر ويتحول الى اداة بيد الانا المزيفة عندما يتحد بها فيرى انه على حق دون ان يتخلص من ذاته القشرية.
وهذا يعني ان المسيحية قد تكون على حق فيما لو دفعت الانسان باتجاه الخلاص من الانا والاتحاد مع المسيح القابع في قلبه ويمثل نفسه الحقيقية وانسانيته لا المسيح الذي صلب قبل الفي عام,...وقد تكون البوذية دين حق فيما لو استطاعت ان تقضي على الرغبات الموهومة للانا القشرية من حب الرئاسة والمال والفخر والكبر وامثال ذالك لا ان تقضي على رغبات الذات الحقيقية في الانسان من حب الخير للناس والايثار والكمال المعنوي ومواساة المحرومين والتصدي للظالمين,...وقد يكون الاسلام دين حق اذا استطاع ان يخلص الانسان ليس من الذنوب فقط بل من سبب الذنوب والانحراف وهي نفسه الامارة بالسوء اي الانا فيه لا الاسلام الذي يمثل هويته ومعتقداته الذهنية لان العقيدة ربما تلتصق بالانا بحيث يصعب التفكيك بينهما وتقوم الانا بمصادرة الدين والعقيدة لصالحها وتتقنع بهما وتتخذهما صنما يعبده الانسان من دون الله فيتجمد الانسان عن الحركة صوب ذاته الحقيقية ويتحقق الاغتراب عن انسانيته .بل ان الدين المزيف يساعد الانسان في الهروب من ذاته ويمنحه اجوبة جاهزة وافكارا مسكنة تمنحه الراحة والكسل والرضا عن نفسه بعيدا عن حقيقة وجوده ولا يشعر بالحاجة الى الرجوع لوجدانه واعماق نفسه.......وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة
- الفرقة الناجية
- بين الشريعة والقانون
- اجماع الامة
- هل اليقين فضيلة؟
- مصداقية القران
- المتعة,,حلال ام حرام؟
- الرب يستعرض عضلاته
- ايهما الاصل ,الاسلام ام الانسان؟
- الشريعة,,نعمة ام نقمة ؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - علاج الالم النفسي