أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - دحلانيون مجنحون














المزيد.....

دحلانيون مجنحون


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 16:13
المحور: كتابات ساخرة
    


ابتسمتُ وأنا أسمع صوتَ مسؤولٍ فتحوي في إحدى الإذاعات يُسمي أنصار السيد، محمد دحلان (الجانحين)، لا، لأن استخدام التعبير في حركة فتح شيء جديد، بل لأن هذا التعبير منحوتٌ حزبيٌ جديد، يستحق البحث والاستقصاء.
فتعبير الجنوح في اللغة العربية،تعبير يشير إلى معانٍ عديدة، فالجنوح قد يكون بمعنى التوقف عن السير، أو عدم قدرة الطيور على الطيران ، عندما تُكسَرُ أجنحتها، أي أنها تصل إلى مرحلة العجز، فالسُفنُ الجانحةُ هي التي تعلقُ بالرمل واليابسة، ويستخدم الجنوح للإنسان أيضا إذا فقد قدرته على المشي!
فهل يقصد مستخدمو مصطلح (الجنوح) المعنى السلبي في القانون، أي (الجُنحة) هي مخالفةُ قانونية، تستوجب العقاب؟!
أم يقصدون الجنوح المَرَضي في علم النفس، هو المرض النفسي( Delinquency) وهو يُطلقُ على مَن يخالفون السائد من الشباب المراهقين؟!
ولا أظنُّ أن أكثر مستخدمي هذا المصطلح يعلمون بأن العرب قد أسموْا طائفةً شيعية باسم (الجانحين)، لأنها كانت تُنسب إلى قائدها، وهو ،ذو الجناحين، عبد الله بن معاوية،!
أما القرآن فقد أورد الأجنحةَ بمعانٍ أخرى في الآيات (( الحمدُ لله فاطرِ السماوات والأرض، جاعلِ الملائكةِ رُسُلا أولي (أجنحةٍ) مثنى وثلاث ورباع))! (( وإن (جنحوا) للسلم، فاجنح لها)) (( واخفض لهما (جناح) الذل من الرحمة))فقد قسَّم القرآنُ الملائكةَ غيرَ المرئية، التي تملك قدراتٍ وقوىً خارقةً، بحسب أجنحتها إلى ثلاثة أقسام، واستعمل القرآنُ معنىً إيجابيا آخر للجنوح ، وهو (الجنوح للسلام)، وكذلك استخدم تعبير خفض الجناح للوالدين، بمعنى تقديرهما واحترامهما !
أما مدلولات استخدام هذا المصطلح كمصطلح حزبي جديد في حركة فتح فإنها تُشير إلى نحت جديد، بعد غياب تطبيق القانون الأساسي للحركة عن المشهد،وابتعاد الحركة عن الفكر والتثقيف، واقتراب فكرها وثقافتها من حالة الهرم والعجز. لا بسبب جمود مبادئها، بل بسبب غياب التنظير والفكر ، فالعيبُ ليس في الحركة نفسها ، بل في كثيرين من منتسبيها ومدبري أمورها!
أليس ذلك مؤشرا بطرفٍ خفي إلى أنَّ بعضَ مَن يستخدمون هذا التعبير عاجزون عن تحديد التهم للمتهمين،فيتركون باب التهم مفتوحا على مصراعيه للخيال؟!!
أم أنه يشير إلى أن مستعملي مصطلح الجانحين يرغبون في أن يتركوا الباب مواربا، وغير موصدٍ، مع الدحلانيين، تمهيدا للانضمام إليهم في المستقبل، وهؤلاء المتأرجحون سيكونون مستعدين لتبرير التسمية بمعناها الإيجابي ،وليس بمعناها السلبي المَرَضيَّ،
وسيقولون إذا -انتصر الدحلانيون المجنحون-:
لو كنا نودُّ قطعَ الحبال معكم، فإننا كنا سنسميكم (المنشقين)وكانت هذه التهمةُ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي جريمةً وخيانةً!!
هؤلاء من فئةِ اللاعبين على حبال المتصارعين، تركوا السامعين يتخيلون بأن للدحلانيين صفاتِ الملائكة المُجنَّحين،التي وردت في القرآن، من ذوي القدرات فائقة القوة، وهم أيضا دعاة سلام، مطيعون لآبائهم السالفين !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعواتكم بسلامة أوكرانيا
- من هو الرئيس الكهل الذي تنبأ بالنانو؟
- التوحيدية كارثة ثقافية
- البصاق ليس مطرا من السماء
- جيش يهودي لغزو أسبانيا
- أسباب شيخوخة الأحزاب
- اتقوا عدوى الإحباط
- رياح التسونامي الاقتصادي تضرب إسرائيل
- من هم فرق الرعب في غزة؟
- لماذا تجسس إسحق بيرغيل على إسرائيل؟
- الناس على دين إعلامهم
- فضيحة عاشق من شرطة إسرائيل
- تصفية اللاجئين خطة رقم 2
- تصفية المخزون النضالي الفلسطيني في اليرموك
- رسالة خاصة إلى العوليم ليبرمان
- من هو القائد الذي هزم شارون؟
- من هو حاخام الإكس ري؟
- مؤتمر مستقبل جيش إسرائيل
- الفنانة نجوى كرم لاسامية
- ملفات جاسوسية إسرائيلية جديدة


المزيد.....




- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - دحلانيون مجنحون