مقتطفات فلسفية

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 18:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مقتطفات فلسفية

الأعتناء الحقيقي يقوى المناط العقلي وتنمية النظام العملياتي للعقل يستوجب على الإنسان الكثير من الأمور الضرورية , ليست القراءة إلا واحدة من تلك الوسائل ,عليه أن ينمي قابلية التدبر والتفكر وأن يهتم بكثير من الجدية لواقع الأفراز والتصنيف والترتيب والأرشفة ,وأن يتعلم حرفيات الإبداع أي توظيف الوسائل من أجل خلق معرفة جديدة إيجابية قابلة للتطور والتضخم , والأهم من كل ذلك جعلها قابلة للأنتشار أو يسعى لأنتشارها ليس كحقائق نهائية بل موضوعات وأفكار قابلة لتجدد والزيادة والتنوع.
أركان المعرفة هي نفسها أركان الحياة {وجود , وعي , تنمية , تجريب , أستخلاص , أستثمار} , ومن لا يعرف قوانين المعرفة أساسا لا يعرف معاني الوجود ,لذا فــ{ التعلم والتعليم والتطبيق والملاحظة والتسجيل والمقارنة والفرز والتصنيف والترميز} كل هذه الأدوات هي ذاتها حتمية الوجوب في فهم الوجود وفهم المعرفة , عندما تتطابق المعاني والوسائل تتوحد الأهداف وتتناسق الروى ويصبح الوجود والمعرفة على نسق واحد من السيرورة والصيرورة , لذا فلا غرابة أن نقرا الشعار (( كل متعرف موجود , وكل موجود سائر , الحباة والوجود والمعرفة عناصر لا تتوقف)).
هناك حقائق , وهناك أشباهها , والأخطر أن نكتشف أن هناك مشبهات الحقائق التي لا هي حقيقة فنسلم بها ولا هي شبهة تامة فنتقيها , فقط وجهها وجه الحقيقة وجوهرها غامض , إن سايرتها لا تعرف أين تصل بك وإن تجاهلتها قد تندم يوما لأنك لم تأخذها مأخذ الجد , مشبهات الحقائق ممتحنات العقل السليم عندها يكشف الأبيض من الأسود والصحيح من السليم.وحتى في الأحتمالات الثلاث هناك ما هو أبعد منها أولا لا يمكن الجزم بأننا محيطين بما في كل الكون حتى نصنفه على هذه الاحتمالات الثلاث , ثانيا قد نختار قاعدة منطقية اخرى تسمح بأنتاج اكثر من هذه الاحتمالات ,أو قد نفتح إدراكاتنا ومدركاتنا لما هو خارج الواقع المألوف لنرى إمكانية تجاوز هذه الأحتمالات , المشكلة اننا ننضبط بمنطق يريدنا ان ندور في فلكه لا يسمح لنا بالخروج من منطق المنطق إلى لا منطق اللا منطق.
للخروج من المسبقات السلفية والحاجة الماسة لأبتداع قواعد منطقية تخرجنا من سلفية الفلسفة والتفكير الفلسفي التقليدي ,علينا ان نتمكن من بسط قاعدة أو قواعد منطقية خارجة عن التحديد المسبق .كقاعدة أنتاج وقاعدة كشف عذه القاعدة هي التي تنتج التصنيفات وهذه هي مهمة الفلسفة البعدية فلسفة ما بعد الفلسفة ,. كمثال عندما يقرر سائح ان يضع منهج صارم لرحلته يتقيد به لا يمكنه ان يرى اكثر مما حدد سابقا ولأنه يعلم بما يريد ,اما لو ترك المنهج مفتوح للاكتشاف سيرى الجانب الذي في ذهنه اولا ومن المؤكد سيكتشف معالم لا علم له بها سابقا هذا المكسب الأضافي جاء محانا وفوق المعتاد وتحصيب حاصل للحرية في التوصبف , إن بناء قاعدة افتراضية مسبقة بحدود معلومة ومؤشرة تعطينا نتائج متوقعة سلفا بحدودها ومميزاتها ولا يمكن أن تنتج أكثر مما هو واقع تحت تحديد القاعدة ذاتها , المهمة الأساسية بناء قاعدة حرة ومتحركة ومرنه تعطينا نتائج غير متوقعة جديدة ومتجددة هي التي تضيف كم معرفي وتزيد في غنى التجربة.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات