أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أحد أسباب أزمتنا المالية














المزيد.....


أحد أسباب أزمتنا المالية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأتُ في صحيفة " النهار " قبل يومَين .. أن الحكومة الألمانية ، تقومُ منذ فترة ، بالتحقيق في أوضاع العديد ، من اللاجئين الذين لايقومون بأي عمل ، ومع هذا ( يصرفون الأموال بِبَذَخ ) .. وهُنا لا يعنيني قسم من اللاجئين الأتراك أو الأفغان او الأفريقيين .. بل أتحدث تحديداً ، عن بعض اللاجئين من كُرد العراق . العائشين منذ سنين طويلة ، على " المعونة " .. وبالطبع ، فأن هذه المعونة ، محسوبةٌ بِدقة ، بحيث تَسُدُ بالكاد ، الحاجات الضرورية حسب المقاييس الأوروبية .. وحتى لو قامَ اللاجئُ ( الذي لايعمل ) ، بالتقتير ، ولم يصرف مبلغ المعونةِ على عائلتهِ بالشكل الصحيح .. فأنه على الأغلب ، لن يتمكنَ من شراء مطعم مثلاً ، او محل تجاري ، ولا أن يرتاد النوادي الغالية ، بإنتظام ، ولا أن يقوم مع عائلته ، كُل ثلاثة أشهر ، برحلات سياحية مُكلِفة .
ولكن برزتْ ظاهرة غريبة ، بعد 2003 ، ولا سيما لدى بعض اللاجئين الكرد ، في العديد من البلدان الأوربية ، في ألمانيا والسويد وهولندا وغيرها .. فبعدَ تَدّفُق الأموال النفطية ، على الأقليم ، وسَعي الأحزاب الحاكمة ، الى كسب شعبية وتأييد بأي ثَمَن ، فلقد قامتْ بتعيين عشرات الآلاف في وظائف " شكلية " وليستْ هنالك حاجة حقيقية لها ، وأحالتْ على التَقاعُد الآلاف غيرهم ، وإحتسبتْ لهم سنوات خدمة كثيرة غير صحيحة أو درجات وظيفية او رُتب عسكرية زائفة .. طبعاً الغالبية من هؤلاء ، مُقيمين في الأقليم .. لكن جزءاً منهم ، من اللاجئين في الدول الأوروبية .. وأدناه بعض الأمثلة ، عن هؤلاء وعن أولئك :
* موظف ، هارب من الخدمة العسكرية ، إلتحقَ بالثورة في الثمانينيات ، وبَقِيَ بضعة أشهُر يتسكع في القُرى بدون المُشاركة في أي عملٍ مُسَلَح أو حتى نشاطٍ فكري او ثقافي ، ثم غادرَ الى طهران ومنها الى أوربا .. فحصلَ على اللجوء بسُرعة ( بعد ان روى للجهات المَعْنِية ) حكايةً خيالية ، عن مُعاناته العجيبة وبطولاته المزعومة ! .. وبعد أن إلتحقَتْ بهِ عائلته ، عاشَ في المهجَر ، عيشةً جيدة . وبعد 2005 ، جاء الى الأقليم ، فإحتسبوا له جميع سنوات الغُربة " خدمةً جهادية " ، وأحالوهُ على التقاعُد براتبٍ مُحتَرَم ، وإستلمَ قُطعة أرض ممتازة ، لأنه يعرف بعض المسؤولين الكِبار . باع قطعة الأرض بالشئ الفُلاني ، وإستلمَ رواتبه التقاعدية " المتراكمة " ، وعاد الى مهجره المُريح .. ليصبح ثَرياً .. أما ما يستلمه من " معونة " من الحكومة الألمانية ، فأصبحَ يصرفه أحياناً في سهرةٍ واحدة ! . إشترى مطعماً ، وإشترى أسهُما في محطة وقود ، بأسماء أولاده ، من غير أن يدفع ضريبة . لكن الحكومة الألمانية ، كما يبدو ، تُحّقِق الآن ، في مَصدَر أموالهِ ، ورُبما ستحاسبه ، على كُل يورو إستلمه كمعونة ! .
هذه الحالة ، ليستْ نادرة .. فهنالك العديد على هذه الشاكلة ، في الكثير من بُلدان المَهجر الأوروبية وغيرها . أنهم هؤلاء النوع من البشر المنافقين ، الذين إستغلوا سوء الإدارة في الأقليم ، فحصلوا على إمتيازات لايستحقونها .. وإستغلوا إنسانية قوانين دول المهجَر ، فإستولوا على معونات لايستحقونها ! .
* إلتَحَقَ شابٌ صغير ، نهاية السبعينيات ، بالثورة الكردستانية المُسلحة .. وبعدَ سنواتٍ ألْقَتْ السُلطات البعثية ، القبض على إبن عَمٍ لهُ ووضعته في السجن ، كترجمة " معكوسة " ل ( لا تَزِروا وازرةً وِزرَ أُخرى ) .. كجزءٍ من ضغط الحكومة ، على الثُوار ( علماً ان المقبوض عليهِ ، كان بعيداً كُل البُعد عن توجهات إبن عمه البيشمركة وكان محسوباً على الجهات الأمنية ، بل ان المُعتقلين كانوا لايثقون به حتى وهو في السجن معهم ! ) . وبقيَ في السجن أشهُر قليلة ، ثم اُطلِقَ سراحهُ لشموله بإحدى قرارات العفو التي يطلقها صدام في بعض المناسبات . عاد صاحبنا الى وظيفتهِ حسب الأصول .. ثم ترك الوظيفة وإشتغل في الأعمال الحُرة ، ولغاية إنتفاضة 1991 ، كانَ من المتعاونين مع الجهات الأمنية . على أية حال .. بعد 2003 ، كان من أوائل المُستفيدين من إمتيازات " السُجناء السياسيين " ، بل حصل أيضاً على قطعَتي أرض جيدتَين ، في حين ان العديد من السجناء السياسيين الحقيقيين ، والمتعرضين لأصناف التعذيب أبان حُكم البعث الفاشي ، لم يحصلوا لحد الآن على شئٍ يُذكَر . وفوق ذلك ، رّتبَ صاحبنا ، لنفسهِ ، من خلال علاقاتهِ مع المسؤولين ، تقاعداً مُعتبراً ، بعد إحتساب السنين السابقة ، خدمة جهادية له ! . المُفارَقة ، ان صاحبنا المُنافِق العريق .. إستحوذ على إمتيازات ومكاسب ، أكثر كثيراً ، من إبن عّمه البيشمركة العتيق ! .
* هكذا .. أدارَ الحزبان الحاكمان في الأقليم ، الحكومة والمُجتمع .. طيلة اكثر من عشرين سنة .. بعقلية المكاسب الحزبية الضيقة والغايات الإنتخابية وإحتكار السُلطة .. فأهدروا الكثير من المال العام ، في رشوة قطاعات من الناس ، بالتعيين بدون ضرورة ، والتقاعُد غير المُستَحَق ، والإمتيازات غير المعقولة .. وأكثرها ، مَبنِية على التزوير والتزييف ولَوي عُنق الحقائق .. فلا غرابة .. أن نمُرَ اليوم في هذه الأزمة المالية المُتصاعدة .
.......................................
الحكومات الأوروبية ، المُستندة على حُكم القانون ... تُحّقِق في مصدر أموال بعض اللاجئين ، من الذين تَشُك في مُخالفتهم للقوانين .
هل ستقوم حكومتنا المُقبلة ، إذا تشكلتْ أخيراً ، بتصحيح الأوضاع ، ووضعِ حَدٍ لهدر المال العام ، وإلغاء الوظائف الوهمية والتقاعدات الزائفة ؟



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
- لا حَميرَ في أقليم كُردستان
- أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
- قَبْلَ ... وبَعدَ
- الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
- على هامش الأزمة المالية في الأقليم
- همومٌ كُردستانية
- أوضاعنا المُتأزمة
- مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
- - لعبة - تشكيل حكومة الأقليم
- - حركة التغيير - بحاجة الى بعض التغيير
- أينَ حّقي ؟
- هل هنالك أمل ؟
- بين هَورامي والشهرستاني ، ضاعتْ الأماني
- الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل
- حَج أنقرة وعُمْرة طهران
- المواطن العادي .. ومَلف النفط
- إحذروا من -داعش- يا أهلنا في الموصل
- في دهوك : علامات وشواخِص
- حركة التغيير .. في الفَخ


المزيد.....




- إعلام: الاتحاد الأوروبي سيضطر إلى دفع ثمن ذخيرة كييف حتى وفا ...
- نيويورك.. إخلاء مبنى كلية برنارد في جامعة كولومبيا بسبب تهدي ...
- بعد حذف بيان وزارة العدل عن هانيبال القذافي.. الحكومة الليبي ...
- الفلبين: كنيسة باكلاران في مانيلا تستقبل المصلين للاحتفال ب ...
- البيت الأبيض: الولايات المتحدة تجري مفاوضات مباشرة مع حماس
- هولندا تعتزم تخصيص 3.5 مليار يورو لأوكرانيا
- السعودية تستضيف اجتماعات خليجية مع مصر وسوريا والمغرب والأرد ...
- نيويورك.. متظاهرون يقتحمون مكتبة جامعة كولومبيا ويسمونها -من ...
- واشنطن تكسر -المحظور- الدبلوماسي وتتحاور مع حماس بشأن الرهائ ...
- حكومة غزة ترد على تهديدات ترامب: لسنا المشكلة وإنما الاحتلال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أحد أسباب أزمتنا المالية