بوجمع خرج
الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 02:44
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
اعتقد أن الليبرالية أصبحت لها قناعة لأن تتواصل مع الاشتراكية نظرا لوقوفها عند محدوديتها بعد محاولتها احتواء المجتمع المدني لجعله ممرا آمنا لحركيات جماهيرية شاملة تطبع مواطني العالم مع الوضع القائم من خلال إدماجهم أفقيا وخلق المنافسة في سوق نخاسة طوعية جديدة.
هناك أزمة حقيقية تعني الجميع نظرا للترابطات التي عرفتها الدول بفعل الحاجة والضرورة للحفاظ على التوازنات داخل عولمة فرضتها طبيعة المنافسة والتفتح على الأسواق لتنويع الإنتاج بما يحدثه من حراك تنموي.
وللإشارة لقد أكد السيد برزيزانسكي المفكر الأمريكي أن الولايات المتحدة مطالبة لأن تأخذ بجد الإمكانيات التي منحت للصين الشعبية نجاحا متميزا مطالبا قادة بلاده لأن يفكروا في التعاون وقد أصدر مقالات في هذا الشأن.
وشخصيا يتبين لي على أن المنطق التاريخي يحتاج إلى الانتقال من صراع إثبات الذات إلى خلق شروط العمل على توفير وتقديم أدوات اشتراكية قادرة على الإنتاج ومحاورة المحيط.
إنها فرصة تاريخية على الاشتراكية أن تنخرط فيها لتقديم بديل قادر على أن يفرض نفسه كحاجة لاستقرار المجتمع وذلك بتمكينه من قدرات الإدماج الذاتي في مسلسل التنمية بما يليق وتحديثه وتنميته وخلق أطياف مستقلة تجعل الحرية والحقوقية والقانون والمساواة أحد حاجياتها التمدنية الضرورية.
ربما هي فرصة أيضا تليق بالاشتراكية لأن تقدم نفسها كفكر وكفاءات قادرة على وضع حدا لتبدد القيمة الإنسانية التي بها ألف شخصيته الحضارية منذ فجر الإنسان الذكي الذي تنحدر منه البشرية الحالية.
فالمجتمعات اليوم تعرف حالة من "الهدم" الذي اعتقدت الليبرالية أنه سيكون بناء معتمدة على مفكرين كــ "ليو سترواس ..." بتوظيف مبادئ فزياء الكم, إلا أنها وقعت في مأزق تكاد تنفلت فيه الأمور إلى كارثة بشرية لا يستحقها في ما قام به من مجهود لتوفير إمكانيات هائلة تليق ببلورة أفعال إنسانية أكثر تمدن وتحضر.
وكأن الأمر فيه دعوة إلى تصحيح المتجهة التاريخية وفق إزاحة تتم عبر إسقاط التفكير الاشتراكي في انجازات قابلة للقياس ليتسنى اعتمادها كأداة للفاعل و وكدرع للمتعاطف الاشتراكي.
وفي هذا الصدد يمكن القول على ان الوضعية الحالية بالمملكة المغربية تمنح فرصة ثمينة ولو على بساطة الحال يما هو فيه المغرب بين باقي دول العالم نظرا لمحاصرة المؤسسات وتمييع الحكامة واستنزاف ثروات البلاد بما يخدم قلة واستفحال الهشاشة بكل ألوانها...
لذلك على اليساريين أن يفكروا في كيفية التفاعل سواء بالمنطق الفيدرالي أو بأي تكتل يليق لتقديم نموذج للمواطن المغربي يجعله يتجاوز العقم الذي سقطت فيه الاشتراكية كونها لم تقدم ما يستند إليه الناخب.
وهنا أضم صوتي للرفيقة منيب حينما قالت : " وما يهمني ليس أن أكون رئيسة حكومة، بل أن يحدث التغيير اليمقراطي العميق، وأن يتم إرساء الحقوق والحريات والمساواة بين رجال ونساء هذا الوطن."
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371356
#بوجمع_خرج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟