أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - غسان العزة - -بيرزيت .. قطاف الزيتون والشهداء-














المزيد.....


-بيرزيت .. قطاف الزيتون والشهداء-


غسان العزة

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 18:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



لقد كانت المرة الأولى التي ترجلت فيها أرض تلك البلدة الطاهرة، كي أفهم أن لروح الأرض مغزاها، نزلت من المركبة وتسارعت عيناي كما قدماي إلى عمقها، بدأت أنظر إلى تفاصيلها شرهاً بجمالها، أتفحصها من دون كلل أو ملل تقول لي عيناي أصابنا العطش فتمحصها أكثر وأكثر، لسيميائها تركيبة شادهة تصول في ذهني أنظر إلى أشجارها أراها تميل على بيوت البلدة كمن تحتضنها لتحمي حجارة بيوتها العتيقة حتى من قطرات المطر، يتكاتف التوت البري على أسوارها متشابكاً بقوة ذو مظهر خلاب ولكن في طياته رسالة تقول أنا أسلاك هذه البلدة الشائكة أحميها منذ زمن طويل، أنظر إلى من بعيد إلى حقول زيتونها المتجذر منذ عقود في ترابها، لم أشعر يوماً أن ذاك المتجذر زيتوناً كنت أراه دوماً تشكيلاً عسكرياً جيشاً يتسمر مستعداً لخوض غمار الحرب يصطف متراصاً كما أرتال الجنود المعلنة للنفير، إلى جانب بيوتها العتيقة التي تحمل رصات حجارتها ثقل المهمة في الصمود وعدم التخلخل والتهلهل وتفوح من أبوابها رائحة الوطن، تُساند تلك البيوت بعضها البعض كما المتاريس العسكرية أعدت نفسها لصد كل عدوان على الذكريات.
كلما مشيت في أزقتها تحسست أشجارها أو سُردت علي حكايات أهاليها أسمع صوتاً للدفء يسري في بدني ويتدفق إلى رئتاي هواء مفعم بالإقدام، كمن تقول تلك البلدة لكل المارين فيها لست أقل من إسبارطة في شيء فتجهزوا وعسكروا وتجذروا لنقاتل.

لسيميائها توأمة عيترون وعيتا الشعب وبنت جبيل وهانوي وجبال الجزائر، ولذلك يخجل كل من دخلها وارتوى بمعسكر تضاريسها أن لا يكون مقداماً، منذ دخلتها أول مرة عرفت لماذا لم يصبح "يحيى عياش" الذي غفت عيناه كثيراً تحت ضوء قمرها مهندساً يعمل في بقالة من بقالات أوسلو وتيقنت جيداً السبب الذي جعل منه مهندساً للغضب.
وها قد فهمت جيداً لماذا يسبق قطاف زيتونها ويعقبه قطافاً للشهداء، عرفت جيداً سر العناق ما بين أهلها وطلبتها وزوارها وزيتونها، عرفت أن للرصاص كما الزيتون قطاف، لقد كان الزيتون يتلوا عليهم الخطة ليُسموا باسم تراب فلسطين وينطلقوا، ولهذا السبب أيضاً أصبحت بيرزيت أماً وجامعة للشهداء.

تلك الأرض، تمترس البيوت العتيقة، عسكرة الأشجار، أسيجة التوت البري، تلك الجاهزية الدائمة لروح الأرض، فتحت أذرعها و وقالت كلمتها الفصل، أنا أحميك تقدم، وإن لم أقدر سأحتضنك في جوفي كما باقي من سبقوك على الدرب، وليضيء سراج التحرير بدلاً من زيت الزيتون دماً، فحلق النسر الفلسطيني "معتز وشحة" اليوم تنفيذاً للمهمة التي أوكلته بها الأرض مضيئاً للسراج كمن سبقوه، بانتظار قطافاً أخر للزيتون والشهداء.



#غسان_العزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من المفارقة الطبقية إلى استكمال المفارقة-
- لكي لا ينسى المخيم -جَميلة-
- اليسار الفلسطيني اليوم وموقعه من اليسار.. يسار اليمين ام يمي ...


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - غسان العزة - -بيرزيت .. قطاف الزيتون والشهداء-