ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 19:44
المحور:
الادب والفن
مصائر البشر ليست قدرية ومحتومة.فأختيار مختلف يقود لحياة اخرى مغايرة.ولكن ماحدث حدث،وماوقع هو الواقع القار ولاراد له ولن يتغير،فقط في خيال افتراضي يكون ممكنا.فلازمة(لو)الاعتراضية على القدر تفتح ابواب الاحتمالات على مصراعيها!و(لو)رغبة عقيمة بالنسبة للماضي ولاجدوى منها،ولكنها مفتوحة الامكان ومتعددة المسالك،وتملك القدرة على التغيير في الاهداف والمصائر بالنسبة للحاضر والمستقبل.لهذا السبب نجد الفكر الديني يرفض(لو)لانها اعتراض على الاقدار الماورائية،وتفتح بابا للشيطان!!!...
لو كنت ايوب
لتمردت
وللصبر رفضت
وتهورت
وكفرت
معلنا غضبي
...
لو كنت لقمان
لنتفت لحيتي
ومزقت ثوبي
وخرجت الى الشارع عاريا
ساخرا
من حكمتي ولبي
...
لو كنت من اهل الكهف
لبقيت راقدا لدهور
وطوبتني الكنيسة قديسا
ورضى عني ربي
...
لو كنت سليمان
لاصابني العي
حتى مع الاطفال
وعجزت عن فهم لغة الحرب
والحب
...
لو كنت الحجاج
لانزويت بركن المسجد
وتسامت ساديتي
بتلاوة قران
ونظم شعر
وخطب
...
لو كنت الغزالي
لتمسكت بشكي
رافضا يقين الحمقى
متأملا خارج الجب
...
لو كنت سقراط
لانشغلت بالزرع
وتركت لغو الفلسفة
وترهات السفسطة
وتعب القلب
...
لو كنت ماركو بولو
لالقيت رحالي
وعشت في مملكة السماء
واغلقت دربي
...
لو كنت ماركس
لعملت استاذا في جامعة برلين
وتركت جيش البروليتاريا
يغوص ويغرق
بوحل الرأسمال
والنهب
...
لو كنت فرويد
لمارست التجارة
وهجرت الوسواس القهري
والليبيدو
لاتشغلني نوازع الهستيريا
والسلب
...
لو كنت ستالين
لواظبت على الدرس
في معهد اللاهوت
واصبحت قسا في قريتي
اخدر فقراء القوقاز
لا اتعاطى السياسة
ولا انتمي لحزب
...
لو كنت هتلر
لتفرغت للفن والتسكع
وتركت العالم يتغير بدوني
فلا العن
معصوما من السب
...
لو كنت غاندي
لزاولت مهنة المحاماة في لندن
وتركت الهند
بسيخها وهندوسها ومسلميها
تحترق بنار التعصب
واللهب
...
لو كنت عبد الكريم قاسم
لما اقدمت على ثورة
وعشت حياة بسيطة كمدرس
لايقتل دون ذنب
...
لو كنت نبيا
لتخليت عن رسالتي
وصارحت التابعين:
انا دجال..محتال
اتيتكم بكذب
فانبذوني وارفضوني
فأنا لاعلى الرحب
...
لو كنت المطلق
لاخترت ان اكون وحيدا
لاملائكة ولاعبيدا
لااخلق لااصنع
لااعرف لاافرق
ابليسا من رب!!...
..............................
وعلى الاخاء نلتقي...
...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟