أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟















المزيد.....

هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1244 - 2005 / 6 / 30 - 07:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟
علاء اللامي
توفر الشهادة المكتوبة التي قدمها الشيخ عصام طاهر البرقاوي والمعروف باسم " أبو محمد المقدسي "وهو الذي تتلمذ على يديه المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي مناسبة مفيدة ونادرة لتسليط الضوء على الفكر الذي يتبناه هذا الأخير مقارنة بفكر شيخه .
وردت هذه الشهادة في كتاب " الزرقاوي .. الجيل الثاني للقاعدة " للكاتب فؤاد حسين الذي نشر على حلقات في يومية " القدس العربي "اللندنية .وقبل أن نلخص وجهات نظر البرقاوي لا بأس من ذكر مفاجأة أخرى أدلى بها أحد زملاء الزرقاوي في العمل المسلح والسجن وهو محمد أبو المنتصر في الكتاب ذاته مفادها أن الزرقاوي كان يعارض العمليات التي شرعت حركة "حماس " بالقيام بها والتي اصطلح على تسميتها " القنابل البشرية " فبعد أن استفتى الزرقاوي شيخه البرقاوي عن تلك العلميات أفتاه البرقاوي بأنها انتحار ، والانتحار حرام قطعا ، وقد دافع الزرقاوي عن هذه الفتوى طويلا ولكنه عدَّل رأيه فيما بعد كما يروي أبو المنتصر ليكون جوابه على جواز أو حرمة عمليات حماس هو "لعم " والتي يشرحها أبو المنتصر بالقول " هي ليست بلا وليست بنعم ". نلاحظ من خلال هذه الشهادة التدرج في تبني الفكر المتشدد والتكفيري الذي بلغ ذروته في رسالة الزرقاوي التي تبيح قتل من أسماهم " المتمترسين مع العدو "حتى لو كانوا أبرياء واعتبارهم شهداء إن قتلوا مع الأعداء على أساس مقولة "دفع المفسدة الأكبر" بمفسدة أصغر . والمعنى : أن قتل المدنيين الأبرياء أو بعبارات الإسلاميين "قتل المسلم معصوم الدم " يعتبر مفسدة ولكنها مفسدة جائزة إذا كان القصد منها دفع مفسدة أكبر هي "الاحتلال الكافر " وهذا منطق متهافت وتكفيري ولا يحترم الدم البشري والروح الإنساني الذي كرمه القرآن في الآية التي تقول " ولقد كرمنا بني آدم ... " وعبارة "بني آدم " عامة وشاملة وغير مخصوصة بالمسلم أو حتى الموحد .سنقدم الدليل الآن على أن شيخ ومعلم الزرقاوي ذاته يرفض رفضا قاطعا مقولة الزرقاوي المبيحة لدماء الأبرياء لدفع المفسدة الأكبر .
تحت عنوان "مناصرة ومناصحة ..آمال وآلام " كتب البرقاوي نصا مؤرخا في شهر أيلول / سبتمبر من السنة الماضية . ونفهم من النص أن الشيخ يعتبر نفسه بمثابة المناصر والناصح للزرقاوي بل إنه يقول بأنه لم يفاجأ حين اتخذ الزرقاوي اسم " جماعة التوحيد والجهاد " ( مضاهاة والتصاقا ) بموقعه على الانترنيت الذي يحمل الاسم ذاته ولكنه ، مع ذلك ، لا يخفي قلقه بل وامتعاضه الضمني من أمور كثيرة لن نتوقف عندها جميعا لضيق المقام بل سنقدم بعض الأفكار التي ستعيننا على معرفة موقع الزرقاوي مما يسمى "الفكر الجهادي الحركي " مفترضين مقدما أنه أبعد ما يكون عن هذا الفكر حتى في أشد صوره تشددا وإفراطا وأبعد كثيرا حتى عما يقدمه شيخه ومعلمه ذاته أي البرقاوي :
يفرق البرقاوي بين "دار الكفر الأصلية" أي بلدان غير المسلمين وجمهور أهلها "كفار " ومثالها بلدان أوروبا الغربية وغيرها وبين "دار الكفر الاصطلاحية الحادثة " وهي التي يكون جمهور أهلها من المنتسبين إلى الإسلام ومثالها اليوم العراق وأفغانستان ويطالب تلميذه الزرقاوي بوجوب مراعاة الفروق بين الدارين . ففي "دار الكفر الاصطلاحية" -يقول الشيخ البرقاوي - ينبغي أن تكون دماء وأعراض وأموال المسلمين وغير المسلمين حتى ولو كانوا عصاة أو فجارا معصومة ، وإن الخطأ وسفك دماء المعصومين ورطة من الورطات الكبرى . ويختم بالقول ( وقد درَسنا ودرَّسنا في أبواب الاعتقاد أن استباحة دماء المسلمين خطر عظيم والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك قطرات من دم مسلم واحد ) . وحين نضع هذا الكلام بإزاء الكلام والممارسات والعمليات الدموية التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء العراقيين و المنسوبة إلى الزرقاوي ومنظمته أو تلك التي تبنتها المنظمة وافتخرت وفاخرت بها سنجد أن الزرقاوي في الخندق المناقض تماما لشيخه والخارج صراحة على تعاليمه . إنه لا يختلف معه في الفروع بل في الجواهر والأصول . ومع أن البرقاوي قال كلامه قبل تسعة أشهر تقريبا من الآن ولكنه كلام ليس قديما أو خارج السياق ، فقد حدثت عمليات تفجير إجرامية آنذاك ، ولا بد إن البرقاوي قد علم بها ويمكننا تلمس ذلك من قلقه الشخصي البيِّن ، صحيح إنه يطري ويمتدح الزرقاوي ولكنه يكرر بأن على هذا الأخير ( التشدد في التحرز من سفك دماء المسلمين ولو كانوا فجارا أو عصاة ..) أكثر من هذا وذاك إن الشيخ البرقاوي يستعمل شهادته المكتوبة كقناة لتوصيل معلومات وتعليمات ونواهٍ إلى تلميذه ومن معه فهو يعتبر بعض الممارسات والأساليب مدانة و" تشوه الجهاد " ومن ذلك يذكر الشيخ بعض الممارسات سنقتبسها بشكل شبه حرفي :
- إنه يرفض عمليات الخطف والقتل بدعوى العمل عند الكفار أعمالا لا تصل إلى درجة المناصرة على الكفر أو المظاهرة على المسلمين .
- ووضع العبوات الناسفة في الطرقات ، وقذف قذائف الهاون ونحوها في الشوارع والأسواق .
- وقتل نساء وأطفال الأعداء لأن لهم عصمة الإسلام إن كانوا مسلمين أو عصمة الأنوثة والطفولة إن كانوا غير ذلك .
- استهداف غير المقاتلين من أبناء الشعب ولو كانوا كفارا أو من النصارى .
- استهداف الكنائس وأماكن العبادة .
- استهداف عموم الشيعة وحرف المعركة عن المحتل وأذنابه وصرفها إلى مساجد الشيعة ونحوهم .ويلخص البرقاوي كلامه خير تلخيص بالقول ( إن إعلان الحرب على هذه الطوائف المحسوبة على الإسلام والمسلمين في ظل احتلال صليبي مجرم لا يفرق بين سني وشيعي ليس من السياسة الشرعية في شيء ) .
إن العبارة الأخيرة والتي تقول " ليس من السياسة الشرعية في شيء " تعني في لغة الإسلاميين إنها ليست مشروعة فقهيا أو إنها مرفوضة شرعا ودينا ويمكن القول أن أقوى حكم يمكن أن يطلق على الفعل السياسي والعسكري هو القول بأنه "ليس من السياسية الشرعية في شيء" فهو قول يخرج الفاعل من دائرة الشرع الديني ويلقي به في دائرة الاجتهاد الشخصي الخاطئ تماما والمبيح لدماء المعصومين وتلك جريمة كبرى في عرف الإسلاميين متشددين وغير متشددين !
لقد تنوعت الآراء بين العراقيين أنفسهم حول ظاهرة الزرقاوي إلى درجة التنافر التام وبلغت أن بعض الأطراف تنفي وجود شخص كهذا وبهذا الاسم والصفات في العراق وتزعم إنه مجرد شبح أو شخصية وهمية " تصريحات آية الله محمد الحسني البغدادي مثلا " شخصية اخترعتها المخابرات الأمريكية لتلقي عليها الجرائم التي ترتكبها هي . معلوم أن هذا الكلام يقال لنوايا طيبة وشريفة حرصا على سمعة المقاومة العراقية التي تستهدف الاحتلال مع إن شخصية أخرى مناهضة للاحتلال هو السيد مثنى حارث الضاري لم يذهب بعيدا هذا المذهب المنكر لوجود الزرقاوي بل هو أقرَّ بوجوده وصرح لجريدة المستقبل اللبنانية في عددها 1824 بتاريخ 4/2/2005 بأنه " لا يشكك في إخلاص الزرقاوي ..." في حين تحاول الأطراف السياسية المتعاونة مع الاحتلال والتي ترفض انسحاب المحتلين إلقاء تبعات كل ما يحدث في العراق من مجازر دموية على عاتق الزرقاوي ومنظمته ، إن هذه الأطراف في مسعاها هذا تبغي تحقيق جملة أهداف منها : نفي الهوية العراقية عن المقاومة وتلطيخ سمعة المقاومة بجرائم التفجيرات التي تستهدف المدنيين الأبرياء وتحاول تبرير الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال والمليشيات المحلية المساندة لها وخنق المقاومة جماهيريا وقد حققت هذه الاستراتيجة - للأسف - نجاحا لا ينكر وحشرت المقاومة جغرافيا في الشمال الغربي وسياسيا في دائرة أطماع بقايا النظام المطاح به للعودة إلى السلطة ، وأخلاقيا في تداعيات تلك العمليات المناقضة جوهريا للمنظومة الأخلاقية المورثة في المجتمع العراق .
وثمة وجهة نظر أخرى طرحت مبكرا ونسبت إلى مَن يُتهمون دائما بسيطرة عقلية المؤامرة على تفكيرهم وتقول بإمكانية أن يكون الزرقاوي ومنظمته مخترقا من قبل الأمريكان أو الإسرائيليين أو في أحسن الأحوال قد يكون مدفوعا وموظفا توظيفا غير مباشر للقيام بهذا الدور الدموي الذي يقوم به الآن . جل ما يمكن قوله وقد بينا التناقض الجوهري بين فكر الزرقاوي وبين فكر شيخه عصام البرقاوي والخلاف الفقهي والسياسي بينهما يسمح للمراقب بالنظر إلى احتمال الاختراق والتوظيف غير المباشر كوجهة نظر جعلتها شهادة البرقاوي قابلة للنقاش والأخذ بجدية .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التصريحات الطائفية المشؤومة للملا عبد العزيز الحكيم !
- هل يمكن توحيد -يسار- يرى في الإمبريالية محررا مع -يسار- يرى ...
- متى كان الحزب الشيوعي ضد خيار الحرب والاحتلال والمحاصصة الطا ...
- المسفر والأفندي وهارون و الغزو - الشعوبي الصفوي - للعراق
- السيستاني يفتي حول الكهرباء، والدوري يريد إعادة صدام إلى الر ...
- هيئة العلماء المسلمين وقضية كتابة الدستور العراقي الدائم .
- لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة ...
- تقنيات السرد المتداخل والبنية الزمنية في رواية - غرفة البرتق ...
- مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !
- الإرهاب والتهديد بالانفصال وجهان لعملة الاحتلال الواحدة
- الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض
- تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا ...
- تصاعد التفجيرات الإجرامية وواجب المقاومة العراقية الجديد .
- الانتخابات العراقية بين استراتيجيتي بوش والسيستاني
- مجزرة الخميس الدامي وسياقات اتفاق السيستاني الصدر .
- أياد علاوي تلميذ نجيب في مدرسة الكذب الصدامية !
- نعم ، نعم ، لآية الله الكبرى الطفل علي إسماعيل إماما وقدوة
- المعركة هي بين الاحتلال والحركة الاستقلالية وليس بين مقتدى و ...
- تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !
- حلبجة النجفية بدأتْ ..سلاماً للمقاومين الزينين ،واللعنة على ...


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟