أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - قاضية بلا محرم؟














المزيد.....

قاضية بلا محرم؟


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 13:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المصيبة أني لم أستغرب!
لكننا نعود إلى الوراء في كل شيء. وما كان طبيعيا قبل اربع عقود أصبح محرماً في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.
فعلام الاستغراب إذن؟
كتب لي اليوم أخ صديق، يجمعنا إسم العائلة، وصداقة في الفكر والمبدأ.
قال لي أنه فوجئ اليوم في الفندق الذي يسكن فيه في صنعاء بضجة.
السبب؟
قاضية من عدن تشكو من أن الأمن يستدعيها.
لماذا؟
قالوا: "لأنها تسكن في فندق بدون محرم".
ردت: "أنا قاضية".
صمتوا.
فأصرت: "هل وردت شكوى بارتكابي لسلوك مشين؟".

جاء الرد الآن محرجاً: "لا. لا. لا. فقط القانون والنظام يقول إنه لا يحق لامرأة السكن بفندق بدون محرم".
أي قانون هذا؟
هي لم تقرأه. والدستور اليمني يقول لنا إننا متساوون أمام القانون. ثم يعرج بأننا الشقائق، فأطبق علينا بالمحرم.
فخرجت القاضية لاستخراج تصريح بالسكن في فندقٍ بدون محرم.
آه يا وطن.
هل استغربتِ عزيزتي القارئة؟ هل استغربتَ أيها العزيز القارئ؟
أنا لم أستغرب. لكني ككل مرة غضبت.
قاضية!
قاضية ياهوووو!
نقف لها إجلالا واحتراما، تفصل في نزاعاتنا، تصدر أحكاماً في قضايا تمس حياتنا، ونحن نحولها بقدرة قادرة إلى "قاصر"، "بضاعة متعة"، لا تتُرك وحدها، يجب أن يكون معها رجل، كي يحميها من "الذباب"، والذباب في الواقع ينخر عقولنا ورؤيتنا للمرأة. لا نقبل بها إنساناً مستقلاً كاملاً. لا. ناقصة. حتى وهي قاضية ننظر إليها كناقصة.
----
قلت لكما، عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، أني لم أستغرب.
وعلام الاستغراب؟
ذكرتني القصة بالموظف الذي أصر علي قبل سنوات عديدة أن القانون يطالبني بتغطية شعري في صورة جواز سفري اليمني. طلبت منه نسخة من القانون فأبتلع لسانه.
ذكرني برحلاتي التي اجريتها خلال دراستي الميدانية لكتابي عن المرأة والدولة المستبدة في السنوات بين 2006 و2008. لم أقلق وأنا في سوريا حينها رغم الاستبداد. دخلت الفندق وأنا أدري أن موضوع "المحرم" لن ينفر إلى وجهي فازعاً.
كان ذلك حينها.
وحينها غير اليوم.
في الكويت كان أستاذي الرائع الدكتور أحمد البغدادي هو من تولى الحجز لي، وعندما وصلت قدمتُ جواز سفري السويسري احتياطا.
وفي اليمن، كنت آمنة في صنعاء لدى أبي. كم أفتقدك.
وعندما تحولت إلى عدن فعلت ما فعلته في الكويت. قدمت جواز سفري السويسري.
وكي أكون أمينة معكما، كنت قلقة.
خفت أن اتحول وأنا الأستاذة الجامعية إلى قاصر، يخرج لي "المحرم" من بين الأدراج لأني أحمل الجنسية اليمنية.
وكنت مدركة أن جنسية وطني الثاني، سويسرا، ستحميني. شعري ليس أشقراً. لكن جواز السفر كفى.
اليس هذا محزناً؟
اليس هذا مخزياً؟
أوطاننا طاردة.
تهشنا كالبعوض.
تقول لنا أنتن قصر، غير كاملات، خلقتن من ضلع أعوج.
وتشدنا من شعورنا، تلجمنا بقيود قانونية، تعطي للولي الحق في أن يفعل في "بضاعته" ما يشاء.
واللعنة على من تصر على أنها عاقلة، بالغة، راشدة، مستقلة.
لو فعلت تموتُ حية. كالسيدة السعودية المحبوسة في منزل أخيها، التي تكاتبني هذه الأيام.
وهي تدري أنها حرة.
وهي تدري أنها حرة.
لم يكن الأمر غريباً إذا. أن يجر الأمن في صنعاء قاضية جاءت من عدن.
يقول لها "أين محرمك"؟ وترد عليه "انا قاضية"، فيصر "ولكن المحرم، أين هو؟".
والطامة فعلاً، أني لم أستغرب.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة
- إلهام مانع - كاتبة وناشطة حقوقية - في حوار مفتوح مع القارئات ...
- -عن المرأة- في حديث مع الشيخ جمال البنا
- - خذلني الإسلام! -
- عن الآيزيدية 2
- لا. السنة النبوية ليست مقدمة على القانون
- عن الآيزيدية
- عن البهائية 2
- عن البهائية 1
- ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..
- الإنسان فينا هو خلاصنا!


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - قاضية بلا محرم؟