|
طريق اليسار -العدد 57
تجمع اليسار الماركسي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 08:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طريق اليســـــار جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم / * العدد 57 ـ شباط / شباط 2014 - [email protected] E-M: *
* الافتتاحية * - (جنيف 2) -
التسويات تعقد إثر نزاعات داخلية إما عبر مؤتمرات تعقدها الأطراف المحلية المتنازعة أومؤتمرات يرعاها الخارج:في لبنان مابعد13نيسان1975 تم تجريب "حوارات في ميدان سباق الخيل" ببيروت في السبعينيات ولم تنجح وليتم اللجوء بعدها في النصف الأول من الثمانينيات إلى (لوزان)و(جنيف) ،وبعد عدم نجوعها هي و"الاتفاق الثلاثي"في نهاية عام1985 بدمشق كان (اتفاق الطائف)في خريف1989وصفة لتوافق واشنطن- دمشق- الرياض تم فرضها على متصارعين محليين لم يستطيعوا الاتفاق أويتغلب أحدهما على الآخر. في (اتفاق دايتون)عام1995في البوسنة كان الوضع شبيهاً بلبنان. في الأزمة السورية الناشبة منذ18آذار2011 حتى الآن لم يستطع المتنازعون المحليون التوصل إلى تسوية بعد فشل الجميع في الحسم العسكري،ولم يحاولوا أويجربوا،ليتم التعريب في خريف2011مع مبادرة الجامعة العربية في طبعتيها بتشرين ثاني2011وكانون ثاني 2012والذي فشل مع فيتو4شباط 2012الروسي- الصيني ضد مبادرة الجامعة الثانية عندما حملت الأخيرة إلى نيويورك،وليعلن ذلك الفيتو عن تدويل الأزمة السورية وتجاوز السورنة والتعريب وهو ماتجسد في بيان جنيف يوم30حزيران2012الذي أتى حصيلة لتوافق البيت الأبيض والكرملين مع غياب لافت للرياض وطهران يومها عن ذلك اللقاء الذي جرى بجنيف . خلال ماينوف على سنة ونصف تفصل بين (جنيف1) و(جنيف2)في22كانون ثاني2014 تم تجريب (العنف المعارض) منذ تموز2012بشكل منهجي بتشجيع فرنسي – تركي- خليجي مع اغماض عيون واشنطن،وفشل،وفي المقابل لم تستطع السلطة السورية الحسم العسكري- الأمني مع اسناد من موسكو وطهران. منذ يوم7أيار2013مع اتفاق كيري- لافروف بموسكو كان واضحاً أن هناك بداية عملية لتطبيق توافق(جنيف1) كانت ممراته العملية في (اتفاق جنيف حول الكيماوي السوري)في14أيلول و(اتفاق تنظيم الوجود الأميركي في أفغانستان حتى 2024)في 20تشرين ثاني ثم (اتفاق جنيف حول الملف النووي الايراني)يوم24تشرين ثاني:كان (جنيف2)،الذي حدد موعده في22كانون ثاني باليوم التالي للاتفاق الأميركي- الايراني،كشافاً لكم أن التسوية السورية هي حصيلة توازنات دولية – اقليمية لايمكن فصلها عن تواريخ7أيار و14أيلول و20تشرين ثاني و24تشرين ثاني2013وليست بوصفها حصيلة للتوازنات السورية المحلية. (جنيف2) هو (يالطا2)،مادام الشرق الأوسط منذ (اتفاق يالطا) في شباط1945،قد ترك من قبل القوى العظمى ساحة مفتوحة للصراع،وقد كان هذا واضحاً منذ (مشروع أيزنهاور)5كانون ثاني1957الذي طرحه الرئيس الأميركي ل"ملء الفراغ"البريطاني- الفرنسي بعد أن أظهرت حرب السويس قبل شهرين أفول شمس لندن وباريس،تلك الحرب التي تعاونت واشنطن وموسكو على افشال خطط أنطوني ايدن وغي موليه فيها. بين 1957وحرب حزيران1967كان هناك "حرب باردة " في الشرق الأوسط بالنيابة عن واشنطن وموسكو في( عراق عبد الكريم قاسم) الذي كان الانقلاب البعثي عليه وعلى حلفائه الشيوعيين يوم8شباط1963مدعوماً من واشنطن،وفي (حرب اليمن)،ثم قامت تل أبيب بتوجيه ضربة كبرى ضد موسكو،رداً على فييتنام،عبر ضرب عبدالناصر في حرب1967،وهو ماكان ارهاصاً بفقدان موسكو لقوتها في الشرق الأوسط بفترة السبعينيات،ثم باختلال التوازن الدولي في الثمانينيات عبر الحرب الأفغانية و(حرب النجوم)،ومن ثم سقوط (حلف وارسو) عام1989و(البناء السوفياتي الداخلي)في1991.لم يكن صدفة محاولة واشنطن بعد انتصارها على موسكو في الحرب الباردة أن تحاول ابتلاع الشرق الأوسط منفردة عبر محطات(حرب1991) و(تسوية مؤتمر مدريد) ثم عبر (احتلال العراق)الذي طرحه وزير الخارجية الأميركي كولن باول بوصفه بوابة بغدادية ل"إعادة صياغة الشرق الأوسط".لم تنجح واشنطن في هذا،وقد بان في فترة 2006-2010مقدار تراجع مشروعها عبر محطات(حرب تموز)و(14حزيران بغزة)و(7أيار2008ببيروت)و(انحياز المالكي لطهران في عام2010)بعد أن كان "شركة مساهمة أميركية- ايرانية "منذ توليه منصبه في أيار2006ثم (سقوط حكومة الحريري بالشهر الأول لعام2011).حاولت واشنطن ترميم نفوذها عبر المركب الاسلامي الاخواني مع "الربيع العربي" بعامي2011-2012وفشلت . كان اتفاق 7أيار2013اقراراً أميركياً بفشل محاولة الهيمنة الأميركية على الشرق الأوسط ،وابداء استعداد واشنطن لعقد يالطا شرق أوسطية:كان اتفاقها مع موسكو في 7أيار و14أيلول تعبيراً عن اقرارها بأولوية روسيا في سورية، وليس صدفة أن تكون كلمة لافروف في (جنيف2) قبل كلمة كيري،ولاتلك العقود الضخمة حول الغاز والنفط التي عقدتها موسكو مع دمشق قبيل قليل من (جنيف2).بالمقابل يدل اتفاق24تشرين ثاني2013مع طهران، الذي تم فيه مقايضة تفكيك النووي الايراني باعتراف أميركي بأولوية طهران في بغداد،على أن واشنطن تريد تنظيم خروجها من الشرق الأوسط لكي يتم التركيز عندها على الشرق الأقصى لمواجهة العملاق الصيني السريع النمو،مع بقاء واشنطن في المنصة الأفغانية المحاذية للصين،عبر اعتراف بنفوذ موسكو وطهران في المنطقة،وربما أيضاً مع اعتراف أميركي بنفوذ السعودية في المنطقة الممتدة من الكويت إلى صنعاء،وهو مايفسر طرح الرياض لفكرة الاتحاد الخليجي بعد قليل من الاتفاق الأميركي- الايراني. قبل أشهر قال الأخضر الابراهيمي بأن (جنيف 2) هو"حصيلة توازنات غير سورية".على الأرجح أن مشاركة السعودية في المؤتمر يدل على دخولها في الصفقة الروسية- الأميركية حول المنطقة،ومابوادر تساهل الحوثيين في الاتفاق اليمني الأخير سوى بوادر لتقاربات مع الرياض من قبل طهران ردت عليها السعودية في بيروت عبر بوادر لتسهيل تشكيل حكومة تمام سلام،فيما تريد واشنطن من الكباش الذي تقوم به مع طهران تجاه مشاركتها في (جنيف2)تحديد السلوك الايراني في التسوية السورية. على مايبدو أن (جنيف2)هو منصة سورية لصفقة دولية- اقليمية تشمل المنطقة الممتدة من كابول إلى الرباط ومن اسطنبول إلى عدن،يتم عبره تسوية أزمة محلية تحولت إلى أكبر ساحة للصراع الدولي والاقليمي في فترة مابعد الحرب الباردة،وليتم عبرها رسم خرائط النفوذ الدولي – الاقليمي في عموم منطقة الشرق وفي كل بلد على حدة،تماماً كماكانت يالطا عام1945في تحديدها لخرائط النفوذ السوفياتي- الأميركي في بلدان القارة الأوروبية. على مايظهر هي صفقة أميركية- روسية- ايرانية- سعودية،مع استبعاد الأتراك والأوروبيين،ومع تحجيم باتفاق رباعي للمد الذي عاشه التيار الاسلامي منذ السبعينيات في عموم منطقة الشرق الأوسط.
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا بيان صحفي أكد المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي على أهمية مشاركة ودور الهيئة في مؤتمر جنيف2. كما أوضح في مراسلاته الدولية مقرراته المعروفة بعد توفر الشروط والمعطيات المطلوبة لإنجاح المؤتمر.
وقد ناقش وقائع جلسات الحوار بين ممثلي الهيئة برئاسة المنسق العام وممثلي الائتلاف الوطني برئاسة رئيس الائتلاف خلال الايام الماضية، التي شملت مجمل اشكاليات المشاركة في اعمال جنيف2 واكدا على ضرورة الالتزام بإعلان جنيف1 وبالمشاركة التمثيلية الوازنة والمقنعة في وفد المعارضة السورية وفق نقاط التوافق السياسية بين مختلف القوى الوطنية الديمقراطية. وقرر المكتب التنفيذي إنتظار إعلان موقف الائتلاف من الوثيقتين السياسية والتنظيمية وابلاغ الهيئة بما توصل اليه الائتلاف بهذا الخصوص، وتعليق الحوار مع الائتلاف ريثما يأتي رده بشكل رسمي. دمشق 08-02-2014 المكتب التنفيذي
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بيـــــــان صحفي
انتهت الجولة الثانية من المفاوضات في مؤتمر جنيف 2 إلى فشل ذريـــــــع، على غرار الجولة الأولى التي لم تحقق أي تقدم يذكر حتى على صعيد القضايا الإنسانية. إن أسباب الفشل كثيرة وأهمها أن وفـد المعارضة لا يمثل قوى المعارضـــة والثورة في الداخل والخارج كما لا يمثل جميع قوى الائتلاف، أضف إلى ذلك أن المحاولة الجــــادة التي بادرت إليها هيئة التنسيق الوطنية بإرسال وفـد إلى القاهرة برئاسة المنسق العام السيد حسن عبدالعظيم بناءً على اتصال من رئيس الائتلاف، وما قدمه الوفد من رؤيا سياسية تفاوضية مشتركة واتفاق تنظيمي لوفــد الائتلاف برئاسة السيد أحمد عاصي الجربا وحازت على الموافقة الأوليــة من الوفدين بهدف إعادة تشـــكيل وفد وازن ومقبول للمعارضة السورية وفق النص الوارد في بيان جنيف1، اصطدمت بالرفض. إن اصرار الدول الراعية للائتلاف وقوى نافذة فيه على رفض مشاركة أطراف معارضة وطنية أخرى لا تخضع لسياساتها وترفض الهيمنة والضغوط الخارجية من جهة بحجة اعتراف دول كثيرة بالائتلاف يقطع الطريق على توحيد جهود المعارضة وعلى تشكيل وفد المعارضة السورية وفق بيان جنيف 1، كما أن الوفد الحكومي بدوره لا يمثل جميع القوى المشاركة في الحكم، وإن نقص التمثيل في الوفدين وغياب الثقة المتبادلة، واستمرار لغة الصراع والاتهامات المتبادلة، والخلاف على الأولويات يعطل عملية التفاوض من أساسها، ويعمق عوامل فشل المؤتمر، وهو أمر خطير يهدد سلامة الوطن ووحدته واستقلاله، ويعرض الشعب السوري إلى مزيد من إراقة الدماء وتواصل الدمــــار وموجات النزوح والهجرة. إن هيئة التنسيق الوطنية لن تقف صامتة أو متفرجة على ما يجري، ولا تقبل بنسف مؤتمر جنيف الذي يمثل الفرصة الأخيرة لحل الأزمة السورية، وقد ناقش المكتب التنفيذي نتائـــج جولتي التفاوض في المؤتمر، في اجتماعه بتاريخ 15 / 2 / 2014 ورأى انه لابد من إعادة تكوين الوفد والبرنامج وخطـة الطريق، وانتهى إلى: 1- الاسراع بعقد اللقاء التشاوري والحرص على تمثيل واسع لقوى المعارضة السورية فيه واستشراف خريطة طريق مشتركة تعيد للحل السياسي قوته وقدرته على الفعل. 2- الاستمرار بالتفاوض مع الائتلاف الوطني السوري للوصول إلى موافقته على الورقتين السياسية والتنظيمية اللتين تــــم التوصل إليهما خـــــــلال اللقــــــاء الأخير بالقاهرة خـــــــلال الفترة 6-822014. 3- دعوة المجلـس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية إلى الانعقاد في أقرب فرصــة ممكنة.
المكتب التنفيذي دمشق 1722014
كتب فتحي مجدي : الأحد, 02 فبراير 2014 في "المصريون":
نشر الكاتب بلال فضل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، المقال الذي منعت جريدة "الشروق" نشره اليوم، بعنوان (الماريشال السياسي) والذي يناقش فكرة حصول المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع على رتبة المشير. وقال فضل عبر حسابه على "تويتر"، إن صحيفة "الشروق" منعت نشر مقاله أمس واليوم، مؤكدًا أن كتاباته تعرضت للكثير من الضغوط مؤخرًا. وكانت صحيفة "الشروق" كتبت اعتذرًا نسبته إلى فضل بعد منع نشر مقاله في عددها الصادر اليوم، قائلة "يعتذر بلال فضل عن عدم كتابة مقاله اليوم". وأضاف: "للأسف تم منع مقالي من النشر في صحيفة الشروق أمس واليوم وتم نشر اعتذار باسمي دون معرفتي. المقال كان يتحدث عن المشير عبد الفتاح السيسي والأستاذ محمد حسنين هيكل". وانتقد فضل ما حدث، وقال "لم يتم منع مقال لي في عهود مبارك وطنطاوي ومرسي وهذه هي أول مرة يمنع لي فيها مقال ينتقد السيسي قبل حتى أن تكتمل مراسم تنصيب السيسي رئيسا". وقال فضل "أفتخر أنني ساهمت بكتابتي في إسقاط الإخوان لكن ذلك لم يمنعني من مهاجمة اختطاف 30 يونيو لعسكرة البلد وعودة دولة القمع وفخور بكل ما كتبته". وأكد أن مقالاته ستنشر في صحف "لا تخدع القراء بشعارات عن حرية الرأي"، بعيدا عما وصفه بالفضاء الإلكتروني، في إشارة إلى الصحافة الإلكترونية. وفيما يلي نص المقال: "الماريشال السياسي" سواء كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يقوم حقا بإعداد البرنامج الرئاسي للمشير عبد الفتاح السيسي كما نشرت صحيفة (اليوم السابع)، أو كان فقط يحتفظ فقط بدور الخبير الذي لا يبخل بواجب النصيحة كما سبق أن روى، سيبقى لدي في الحالتين سؤال مهم يشغلني بشدة: يا ترى هل روى الأستاذ هيكل للمشير عبد الفتاح السيسي وقائع الحوار الذي دار بينه وبين القائد العسكري الإنجليزي الأشهر برنارد مونتجمري حين زار مصر بمناسبة مرور ربع قرن على معركة العلمين الشهيرة، والتقى هيكل به يومها ودار بينهما حوار طويل أبدى فيه مونتجمري الذي كان يحمل رتبة المشير أو الفيلد ماريشال استغرابه من حصول القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر على تلك الرتبة بشكل سياسي دون أن يحقق انجازا عسكريا يجعله يستحق تلك الرتبة طبقا لنص كلمات مونتجمري التي يرويها هيكل؟. الواقعة يحكيها الأستاذ هيكل في كتابه الجميل (زيارة جديدة للتاريخ) حيث يقول ـ في صفحة ١٨٠ طبعة دار الشروق ـ أن مونتجمري وصف المشير عبد الحكيم عامر بأنه أصبح ماريشالا سياسيا، ثم قال لهيكل بالنص "ليست هناك حاجة على الإطلاق لـ "ماريشال سياسي"، الماريشالية لا تكون إلا بقيادة الجيوش في الميدان، وليس من أي سبب آخر". يقول هيكل "قلت مقاطعا: قد لا أختلف معك كثيرا، ومع ذلك فلماذا لا تسأله هو الآخر حين تلقاه. فقال: هل أستطيع أن أسأله هذا السؤال فعلا إذا لقيته، وهل يغضبه السؤال؟. وقلت ضاحكا: لا أعرف". ولم يذكر الأستاذ هيكل بعدها هل سأل مونتجمري المشير عامر ذلك السؤال الشائك أم لا. الأهم والأخطر أن مونتجمري في حواره مع هيكل لم يكتف بإثارة مسألة حصول المشير عامر على لقب عسكري دون أن يحقق إنجازا عسكريا، بل قرر أن يخوض في قلب ما رآه مشكلة تعاني منها مصر، هي مشكلة العلاقة بين العسكريين والمدنيين، وقد بدأ حديثه بتذكر خلاف حدث بينه وبين ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية وأحد أشهر الساسة البريطانيين على مر العصور، راويا أن تشرشل أرسل إليه أثناء اندلاع معركته مع الجيش الألماني بقيادة روميل يطلب منه غاضبا أن يتحرك بالهجوم ولا يكتفي بخوض معركة دفاعية، ليرد مونتجمري عليه ببرقية أملاها على مساعده الجنرال فرانسيس دي جينجاند قال فيها بالنص "إنني أرجو أن يظل رئيس الوزراء في مكانه وأن يترك لي مكاني"، واستشهد مونتجمري بمساعده الجنرال جينجاند الذي كان معه في زيارته لمصر. ثم أضاف مونتجمري قائلا لهيكل "إنني لا أحب الساسة حين يتحولون إلى جنرالات، وأيضا لا أحب الجنرالات حين يتحولون إلى ساسة"، وهنا يروي هيكل "وعلى غير انتظار وحواسي كلها معه، اندفع مونتجمري في عملية اختراق مفاجئة لخطوطي، وسألني: "لماذا يتحول الجنرالات عندكم إلى ساسة؟"، وحاولت أن أكسب وقتا فسألته "أي جنرالات؟"، قال بسرعة "ناصر وزملاؤه". قلت: "إن ناصر ليس جنرالا وآخر رتبة وصل إليها في الجيش هي رتبة الكولونيل فقط"، قال مشددا الهجوم "حسنا، سوف أعدّل سؤالي: لماذا يتحول الكولونيلات إلى ساسة"، قلت "حلمك.. دعني أشرح لك القصة بالتفصيل. ورحت أحدثه عن ظروف مصر ومراحل تطورها، والظروف التي أحاطت بالثورة، وكيف أن الذين قاموا بها مجموعة من شبان الجيش، قاموا بها بوصفهم شبابا وطنيين لا ضباطا في الجيش، بل وكانت مهمتهم الأولى في الثورة هي الاستيلاء على مقاليد الأمور في الجيش لكي يمنعوا الملك من استخدامه ضد ثورة الشعب، ثم يضعونه هم تحت تصرف الثورة الشعبية لتأمين أهدافها، ثم استعرضت ظروف العالم الثالث كله ودور الجيوش فيه باعتبارها المؤسسات الوحيدة القادرة على كفالة الاستمرار في أوقات الأزمات الكبرى". لم يجد مونتجمري تفسير هيكل مقنعا فقال له "إنك لن تستطيع أن تقنعني"، وهنا جاء رد هيكل مفاجئا حيث قال له "إنني لا أحاول إقناعك، وكيف أستطيع أن أقنعك بشيئ أنا نفسي غير مقتنع به، إنني كنت أشرح لك ملابسات حالة، ولم أكن أقنن قاعدة. على وجه اليقين أنا لست من أنصار تدخل العسكريين في السياسة. لا أريد للجنرالات أن يصبحوا ساسة بنفس المقدار الذي لم ترد فيه أنت للساسة أن يصبحوا جنرالات. لكن أمامنا في مصر وفي العالم الثالث كله تقريبا ظاهرة لا بد لها من تفسير، وحين أفسر فإنني لا أبرر. وقلت "على أي حال إنك سوف تقابل الرئيس ناصر، وأقترح أن توجه إليه نفس السؤال. وقال مونتجمري "ألا يغضبه السؤال. قلت "لا أظن". للأسف، أنهى الأستاذ هيكل الفصل الذي تحدث فيه عن مونتجمري دون أن يخبرنا هل قام مونتجمري فعلا بتوجيه أسئلته لعبد الناصر، وكيف كان رد فعل عبد الناصر عليها؟، فهل يجيبنا الآن عن أسئلة أهم على رأسها: هل لا زال غير مقتنع بتدخل العسكريين في السياسة وبخطأ منح رتبة عسكرية لأسباب سياسية كما قال لمونتجمري؟، وإذا كان يرى أن تدخل ناصر ورفاقه في يوليو ١٩٥٢ كان مبررا لمنع استخدام الملك للتصادم مع الشعب، فما هو المبرر الآن في ظل تقدير الشعب للجيش لكي ينتقل قائد الجيش من موقع الحامي إلى موقع الحاكم بكل ما يحمله ذلك من خطورة على تعميق الصراعات السياسية في المجتمع وتجميد التطور الديمقراطي وإعادة مصر إلى عصور الاستبداد المدعوم بإعلام الدولة ومثقفيها وإمكانياتها؟. حتى يجيب الأستاذ هيكل جمهوره على تلك الأسئلة إن أراد، يبقى أن أقول لك أن ما تخوف منه مونتجمري من تدخل العسكريين في السياسة، شهدت مصر آثاره المريرة بعدها بفترة وجيزة، إذ أن زيارة مونتجمري لمصر كانت في الأسبوع الأول من مايو ١٩٦٧، ولست بحاجة لأن أذكرك بما جرى لمصر بفضل سياسات الكولونيل جمال عبد الناصر والماريشال عبد الحكيم عامر بعد ذلك بشهر. حفظ الله مصر. ----------------------------------------------------------------------------------------- استبيان هدفه الحصول على إجابات ، عن أسئلة متأخرة (هي حول العمل السياسي) .... نحتاجها ويمكننا جعلها مفيدة نجيب ددم 28/1/2014
إجابات عن أسئلة .... موجهة لبعض العاملين والمهتمين بالشأن السياسي السوري والعربي العام . ويمكن اعتبار ( الاسئلة والاجابات ) قد وصلت إلى درجة من الوضوح ، الذي يستدعي بل يجب إثارتها . والبحث عن مشتركات حولها ، تتجاوزها أو تبني عليها . تمت صياغة الأسئلة بالتوافق بين بعض الاخوة من مرجعية قومية عربية ، وسوف يتم التعديل بإضافة آخرين من مرجعيات فكرية وسياسية أخرى بعد التوافق على انجاز استبيانات جديدة . نأمل المشاركة والإجابة على الحساب الخاص باسم نجيب ددم على الفيس بوك أو بريده الالكتروني ( [email protected]) . إن حرارة الحراك السياسي حول سورية لا تمنع المساهمة ، ولا تجعل المشاركة ترفا سياسيا . وسف يتم إعلان نتائج الاستبيان وعدد المشاركين والنسبة المئوية والاجابات والملاحظات والاقتراحات البديلة بمصداقية ودقة إن شاء الله ، و دون حرج من تقييم كل المحاولة سلبا وايجابا . فالغاية هي تطوير العمل السياسي وليس محاسبة تاريخ وأداء الأحزاب السياسية ، بل تطوير الأداء السياسي بما يخدم بلدنا وشعبنا . ونشكر اهتمامكم ومساهمتكم مهما كان حجمها . رقم موضوع الاستبيان السؤال الجواب نعم لا لا تعليق جواب آخر أولا : حول الاحزاب 1 يمكن وصفها بأنها تقليدية ، سكونية ، اتباعية وليست ابداعية 2 لم تجدد خطابها، الذي لم يعد يطابق الواقع والمطالب الشعبية والتطور 3 لم تجدد بناء مؤسساتها, ولا تعتمد فكرة المؤسساتية 4 لم تقم بمراجعة نقدية لمسيرتها 5 تسمح بتفرد القائد او القيادة باتخاذ القرارات المصيرية 6 قياداتها تحتكر المراكز العليا ولا تمنح الشباب فرصته لأخذ دوره 7 لا تلتزم بمواعيد عقد المؤتمرات العامة فيها 8 لا تلزم اعضاءها جديا بمنظومة القيم والسلوك والممارسة الحزبية 9 لا تقوم بمحاسبة اعضائها ولا تنفذ قرارات مؤسساتها بمصداقية 10 تتهاون في جباية الاشتراكات المالية من أعضائها ولا تحاسبهم على الغياب عن اجتماعاتهم او المشاركة المناسبات النضالية الشعبية وبناء مؤسسات المجتمع المدني 11 لا تعطي المسألة الثقافية أهميتها يجب أن يلتزم الحزب ( في ما يتعلق بالحياة الداخلية فيه ومواقفه ) بما يلي . وحسب الأولوية بـــ : 12 1- أولا : الوقوف إلى جانب حقوق الانسان السوري أولا. 13 2- ثانيا: ثم مقررات الحزب الصادرة عن مؤسساته 14 3- ثالثا : ثم قرارات التحالف الصادرة عن مؤسساته 15 4- عدم تضارب مقررات مؤسسات الحزب مع حقوق وحاجات المواطنين اولا .ثم عدم تضارب مقررات التحالف مع مقررات الحزب ثانيا. 16 5- التواصل المباشر الشخصي والاجتماعي بين الاعضاء ومع الأصدقاء . ومع أبناء الوطن الواحد 17 6- ممارسة الشفافية في عرض وتناول المواقف والصعوبات ضمن الحزب ومع الآخر . 18 7- المبادرة الى ابداع حلول لتطوير الحزب فكرا وممارسة . 19 8- توزيع المسؤوليات والمشاركة في المهمات وعدم احتكارها ، والاستفادة من طاقات القيادات المجتمعية . 20 9- هل آن الأوان لتغير اسم الحزب 21 10- هل آن الأوان لاستبدال شعار الاشتراكية ، بشعار العدالة الاجتماعية ثانيا : حول مبادئ بناء الدولة القومية 22 1- بناء الدولة القومية العربية يمر، عبر، وبعد بناء الدولة القطرية الوطنية الديمقراطية 23 2- لا يجوز توحيد الدول عبر الإكراه والعنف واستخدام السلاح ، وإنما عبر الاختيار الشعبي الحر ، وموافقة المؤسسات البرلمانية ، وتأكيد ذلك بالاستفتاء الشعبي . 24 3- إن حرية المواطن والحفاظ على كرامته وحقوقه الإنسانية لا تقبل مطلقا أية مساهمة في بناء دولة الاستبداد. 25 4- ان العمل والدفع باتجاه بناء وتوحيد المؤسسات بين دول الشمال العربي والخليج، ومصر والسودان، والمغرب العربي، هو مطلب شعبي وحاجة ومقدمة ، لبناء الدولة القومية العربية. 26 5- لا يجوز أن تكون العروبة أو الدولة القومية العربية عائقا أمام إقامة أي كيان سياسي أو تجمع ما فوق قومي . وخاصة بين دول المجال الثقافي العربي الإسلامي . 27 6- لا يجوز للمشروع القومي العربي أن يقف عائقا أو معاديا للمشاريع القومية للأمم التركية او الفارسية أو الكردية، التي تعمل لبناء دولها القومية. وإن أي خلاف حول الحدود بينها يتم حله بالحوار والتوافق والمواثيق الدولية والإنسانية . ثالثا : حول الناصرية 28 : الناصرية في التاريخ : هي: 1- 1- الاعمال والأقوال والمبادئ والممارسات التي قام بها جمال عبد الناصر منذ استلامه للسلطة في مصر عام 1952 حتى وفاته عام 1970 رئيسا للجمهورية العربية المتحدة . 29 2- 2- أو : هي :النهج ، الذي استخدمه ومارسه عبد الناصر في مرحلة قيادته للثورة العربية ، والتي أطلق عليها مصطلح النهضة العربية الثانية ( بعد محمد علي باشا)، وكانت مدخلا للعرب الى العصر ، ولكنها لم تكتمل . 30 و إذا فككنا الناصرية إلى مكوناتها( المتلازمة معا ) نجد أنها تتألف من ( عروبة + دين + عدالة اجتماعية + انحياز إلى جانب الأغلبية الشعبية ومصالحها +إنسانية كونية ) 31 وليكون الناصريون أوفياء للناصرية ، عليهم التمسك بمنهجها وباعتماد الأساليب والشعارات المستلهمة من الواقع وحاجات الشعب . 32 وعليهم كعروبيين ناصريين : 1- أن يعيدوا عبد الناصر ( الذي يحاول البعض احتكاره ) الى أمته التي ناضل من أجلها. ليبقى قائدا عربيا قاد ثورتها ونهضتها في الفترة من 1952 حتى 1970 . 33 2- أن يعود الناصريون الى أمتهم العربية وإلى دولهم ، ليحددوا حاجات الشعب الحالية بشكل واقعي وعقلاني . 34 3- أن يجددوا خطابهم وأن يطرحوا اجاباتهم المناسبة حاليا للواقع الملموس ،ويكونوا جزءا من أبناء الشعب يعلمون لخدمته وتحقيق آماله بدل أن يطالبوه بتبني شعاراتهم القديمة 35 4- أن يمارسوا النقد والنقد والذاتي للمرحلة الناصرية، بجرأة وتواضع ،ويعملوا بجدية ليكونوا أحد فصائل الثورة العربية المتجددة والمتعددة. 36 5- أن يعتمدوا الخيار الديمقراطي في بناء أحزابهم وبناء دولهم وبناء أية مؤسسة مدنية في مجتمعهم . 37 6- أن ينطلقوا في بناء الدولة القومية العربية ، من بناء دولة الوحدة الوطنية القطرية المدنية الديمقراطية التعددية ، دولة القانون وحقوق الانسان . رابعا : تعاريف لمصطلحات سياسية : 38 1- الثورة : هي عمل شعبي ، تقوم به الأغلبية في مجتمع ما ، هدفه استبدال واقع معاش ، والانتقال بالمجتمع بشكل سريع ، لبناء أسس ومفاهيم ومؤسسات جديدة 39 2- الانتفاضة : هي تحرك شعبي يأتي رداً على تصرف قامت به السلطة الحاكمة ، يعتبره المنتفضون اعتداء أو اغتصابا لحقوقهم . ولا تتحول الانتفاضة إلى ثورة إلا بعد تراكم كبير 40 3- تغيير النظام : هو استبدال للنظام السياسي أو الاقتصادي أو التعليمي أو القانوني أو .. أو .. بنظم أخرى في دولة ما . ويتم بالطرق السلمية الديمقراطية . 41 4- إسقاط النظام : ويعني إزاحة السطة الحاكمة وإبعادها كليا عن قيادة أو حكم مؤسسة الدولة . ويتم غالبا بالقوة والعنف ( العادي أو المسلح ) . 42 5- المواطن : هو شخص يعيش في دولة يتمتع فيها بالحقوق والواجبات المتساوية مع غيره من المواطنين ، دون تمييز بسبب العرق او القومية او الدين او المذهب او الجنس . ويعمل لبناء دولة المواطنين المتوافقين على دستور جامع . 43 6- العيش المشترك : وهو عيش مواطنين متساوين على أرض معينة برغبة عميقة حقيقية ، في الاستمرار بالعيش مع باقي مواطني الدولة. وهذا غير( التعايش ) الذي يعني ضمنيا القبول بالعيش مع الآخرين والسكوت عن ممارسات بعضهم المجحفة بحقهم ، بما يعني قبول العاجز . 44 7- حق الحياة : هو أول حقوق الانسان وأهمها ولا يجوز التنازل عنه ، ولا السكوت عن الاعتداء عليه من أي شخص ، مهما كانت المبررات ، إلا في حالة الدفاع عن النفس ، وبالقدر اللازم لرد العدوان وبما لا يزيد عنه . ومحاسبة مرتكب القتل لا تتم الا من قبل محكمة عادلة . 45 8- الارهاب : هو القيام بإخافة الخصم وتهديده باستخدام القوة ( حتى المطلقة ) ضده ( إن قام بالعدوان ) . وفي مجتمعنا تفهمه جماهيرنا الشعبية بوضوح مرتبطا بالنص القرآني ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل [[ ترهبون به ]] عدو الله وعدوكم ) أي أن المطلوب هو حيازة القوة الكافية التي تردع الخصم وتخيفه لمنعه من العدوان علينا . وهذا يمثل مرحلة تسبق أي عدوان علينا . أما بعد العدوان فمن حقنا كمعتدى علينا أن نرد على العدوان . وبالتالي فإن التقاتل هو مرحلة تتجاوز معنى الإرهاب ومقاصده وحقيقته . فمن يقوم بالقتال والعنف والعدوان أولاً ليخيف الآخر ، هو غير من يجمع عناصر القوة ليمنع الآخر من العدوان ويخيفه كي لا يفكر بالعدوان . وإن من يقوم بالرد على العدوان لا يجوز اعتباره إرهابيا .
--- عن عبد العزيز الخيِر- - د. عمار قربي تيار التغيير الوطني وناشط حقوقي - كلنا شركاء- By – Posted on 2014/01/28
منذ عام ونصف عقدت المعارضة بكل اطيافها بالداخل والخارج مؤتمرها الجامع لأول وآخر مرة في القاهرة فيما عرف بمؤتمر القاهرة , تحت رعاية الجامعة العربية , وكان المؤتمر وفقا لزخم الحضور وتنوعه والدعم الدولي الذي تلقاه فرصة ممتازة للخروج بجسم سياسي موحد يمثل المعارضة, لكن المصالح المتناقضة بين هيئة التنسيق من جهة والمجلس الوطني يمثلني “الاب الروحي للائتلاف” اجهضت تلك الجهود , فخرجت عنه ورقتين يتيمتين تمثلان ملامح المرحلة الانتقالية وعهد وطني, لكن مع ذلك كانت تلك الوثائق هامة جدا ليس بسبب تبني المجتمع الدولي لهما وكونهما اصبحتا عهدة دولية, بل لان المعارضة اجمعت اخيرا على شيء مشترك . أعضاء من تيار التغيير الوطني قد شاركوا في اعمال اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الذي شكل لجنة صياغة من كل القوى والاطياف كان لي شرف ترؤسها , واذكر ان الدكتور المختفي قسريا عبد العزيز الخير قد مثل هيئة التنسيق والدكتور حازم نهار قد مثل المنبر الديمقراطي وانس العبد ة قد مثل المجلس والاخوان المسلمين اضافة لاخرين كان منهم السيدة سهير الاتاسي والتي استعانت بصديق هو ريما فليحان, واللتان نسيت فعلا جهة تمثيلهم لتعدد تلك الجهات عبر ثلاث سنوات بدءا من بيان الحليب “المسحوب” وانتهاء بوفد الائتلاف المفاوض في جنييف2 . وقتها كانت عقدة المنشار في كل نقاشاتنا ان استثنينا بعض الخلافات في القضية الكوردية هي موضوع جنييف1 المولود حديثا انذاك ونقاط كوفي عنان الستة , اذكر وقتها ان السيدتان فليحان اتاسي عارضتا اي اشارة لجنييف1 او نقاط عنان تحت طائلة الانسحاب من المؤتمر مع من تمثلا من جهات ثورية وعسكرية وحراكية من تنسيقيات وشعيبيات ,… ليس الموافقة, بل الاشارة فقط ولو بالرفض تقتضي الانسحاب, فكيف بالنقاش او القبول ؟!..ولم تنفع محاولات الدكترة من حازم والخير لاقناعهما تحت طائلة التخوين وكانت كلمة السر “الداخل” ..النقاشات استمرت لساعات الصباح الاول دون اي تقدم الامر الذي جعلني استعين بالصديق الدكتور ناصر القدوة المندوب العربي لدى المبعوث الاممي الاخضر ابراهيمي حيث اجتمع معنا وبيَن اهمية الاعتراف بالشرعية الدولية, وان جنييف1 يؤسس لسلطة حكم انتقالي لامكان للاسد فيها, وان قبوله من طرفنا يحرج النظام وروسيا من خلفه التي تنتظر هدية رفضنا, وشرح وفند.. لكن عبثا ..خيانة والداخل ..هذا هو الرد, فلجأت الى الاستاذ نبيل العربي امين عام الجامعة العربية عساه ينجح فيما فشلنا به, لكنه ايضا وبعد اجتماع صميدعي حدثنا فيه عن ان تطبيق النقاط الستة لوحدة كفيل بإسقاط النظام ,بل قال ان السماح بالتظاهر لوحده يكفي لاسقاط النظام ودعانا لتغليب لغة العقل من اجل حقن مزيد من الدماء ..الخ.. لكن الجواب كان “خيانة ..الداخل” .. فخرج المؤتمر دون الاشارة لا لجنييف ولا لعنان ونقاطه وسط استياء بالغ من الدكتور عبد العزيز الخير لاضاعة تلك الفرصة. واذكر اني نقلت للمجتمعين ان كوفي عنان اتصل بي حينها ليبلغني بتهكم استغرابه لعدم اشارة المؤتمر لجنييف من قريب او بعيد وكأننا معنيين بقضية التيبت لا بسورية وختم بأننا “بدنا فت خبز كثير واننا تصرفنا برعونة طالبا من الله الا نتحمل وزر الدم القادم . اليوم عبد العزيز الخير في سجنه بأحد اقبية النظام يدفع ثمن معارضته من قلب برائن الاسد في حين ان من لايمثل احدا سافر الى جنييف ليفاوض من لايملك شيئا..لا بل ومن سخرية الاقدار ان من زار سورية لفترة تقل بكثير عن فترة سجن عبد العزيز “الاولى” يفاوض عن الخير وباقي الشعب السوري مطالبا النظام السوري بالموافقة على اتفاق جنييف !! وساق متحدثوه الاعلاميون “والذي لن تجد لهم تاريخ في جوجل قبل خمسة اشهر” الاتهامات للنظام بانه يتهرب من تطبيق جنييف1 ولايريد تطبيقه, علما ان لاورقة او تصريح او تلميح يفيد بأن ائتلاف المعارضة وابنه المجلس واحفاده الاخوان قد قبلوا به !! ولتستقيم المزاودة حتى اخر قطرة فقد رفعت زميلتا الامس مفاوضتا اليوم صورة عبد العزيز الخير في جنييف بحركة استعراضية رخيصة لمطالبة النظام باطلاق سراحه ..بل ايضا المطالبة بالتحاقه بوفد التفاوض الذي تسابق عليه كل الوظاويظ لاستبعاد كل الفهمانيين . لكن, اذا كان النظام يتحمل مسؤولية اعتقال الخير الفعلية فمن رفض جنييف 1 وقتها يتحمل اعتقاله ادبيا ومنذ ذلك الوقت ..اليس هذا الموقف وسواه من تصرفات صبيانية يعتبر شراكة مع النظام في مسؤولية كل الدماء التي سفكت من ذلك الوقت طالما اعتبروا هم انفسهم ان جنييف1 هو الحل؟ البعض يشير بخبث الى ان الزهايمر الذي يقود مفاوضات بقايا الائتلاف هو المسؤول, وكل جنييف وانتم بخير.
ملف خاص عن رجاء الناصر تحية | رجاء الناصر: المعارضة التي تشـبهنا إبراهيم الأمين تحية خاصة من الفنان يوسف عبدلكي
بين الفنادق، القاعات والردهات، والأقبية، المسلحين والخنادق، اختارت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا» الشارع الذي جاءت منه، فكانت اللاءات الثلاث: «لا للطائفية، لا للعسكرة، لا للتدخل (العسكري) الخارجي». اللاءات التي عصمتها، ومعها عصمت الطبيعة الوطنية للحراك، عرّضتها لأقبح أنواع الظلم والتجني: ظلم النظام المتمادي، وتجني المعارضة الموصولة بعواصم الحرب. كانت إغراءات الخارج كبيرة. وعود مدججة بالمال والأحقاد. مثلها كانت الحملة الاستعمارية التي أرادت، في طبعتها الجديدة، الإيقاع بسوريا الاجتماع حصراً، وتفتيتها بما يسهل التهام المنطقة ومعها كامل الإقليم الذي «تمادى» في مقاومته... وسريعاً بانت المعادن ووقع الفرز الذي تأخر سنوات وعقوداً. فسقطت أنظمة وأحزاب ومثقفون. وقاوم من أراد المقاومة، مجتمعات وقوى أهلية، وكانوا قلة. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى اغتيل الحراك، ووقعت سوريا ومعها «الهيئة» بين فكي كماشة: نظام فائت ومعارضة مارقة استجلبت قتلة العالم ومجرميه. رجاء الناصر (أمين سر «هيئة التنسيق»، والقيادي في «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي») واحد من هؤلاء القلة، الذين عاندوا وقاوموا ولا يزالون يعاندون ويقاومون عنف النظام من جهة، وارهاب معارضة الفنادق والمسلحين من جهة ثانية. وها هو بلا قيد يفيد بمكان احتجازه، أو خطفه أو اعتقاله. دأبه في ذلك دأب رفيقه الدكتور عبد العزيز الخيّر أنقى المعارضين السوريين وألمعهم. «الأخبار» تتوجه بالتحية إلى المناضل رجاء الناصر، وعبره إلى سائر مناضلي سوريا، الذين يواصلون نضالهم الوطني والقومي بعيداً عن «أجندات» القتل والهيمنة والاستبداد.
طريقنا طويل يا رفيق هيثم مناع *
| من المؤلم أن يتحدث المرء عن صديق ورفيق درب وهو في المعتقل، خاصة والجميع يعرف الفراغ الذي تركه كل معتقل من المعتقلين والمعتقلات الذين تركوا بصماتهم ورأيهم في الوجدان والوعي السياسي لغير المعتقلين. فكم من مرة لم أقرر في موضوع قبل أن أسأل نفسي: ما هو رأي عبد العزيز الخيّر صديق الطفولة ورفيق النضال من هذه القضية؟ ما هو رأي إياس عياش هذا المناضل العصامي في عائلة مناضلة وقفت ضد منظومة الاستبداد لعقود؟ ما هو موقف الشباب وموقف مناضل مثل الغائب الحاضر ماهر طحان من موضوع مثل وفد المعارضة إلى مؤتمر جنيف؟ في أي زنزانة تنام زوجته يارا فارس اليوم؟ وأين هي أليس مفرج بعد توقيفها قبل أيام في عين المكان الذي منه خطف رجاء الناصر؟ هل يمكن أن نكون أمناء لكل المعتقلين والمخطوفين دون أن نسأل النفس عن مواقفهم في مواقف صعبة وحرجة من تاريخ سوريا؟ وهل من الشجاعة أن تستشرس أي سلطة في العالم على مناضلين ديمقراطيين اختاروا المقاومة المدنية سبيلاً ورفض الطائفية والمذهبية بكل أشكالها تعريفاً لمواطنيتهم ورفض التدخل الخارجي بانسجام كامل مع مفهومهم للوطن والسيادة؟ هل يحق لسلطة في الكون تدّعي مواجهة الإرهاب مواجهة الحركة السياسية المدنية داخل حدودها بالإرهاب عينه؟ كيف يتمكّن سجّان الوطن والمواطنة من أن ينام قرير العين أو أن يتحدث في الدفاع عن الوطن والمواطن؟ أليس وجود المعتقل المدني والمعتقل السلمي في السجون، والمرء يتحدث عن عشرات آلاف الأشخاص وليس فقط القياديين المعروفين، وصمة عار في وجه تسلط لم يعرف غير السيف والنطع وسيلة للتفاوض مع معارضيه؟ لا أنسى وأنا أتحدث مع رجاء عند فقدانه ابنه طارق تماسك المناضل ورباطة جأش الأب. لا أنسى جلسات الحوار مع باقي أطراف المعارضة في القاهرة في خريف 2011 يوم كان رجاء يحاور بأخلاق الحوار والحرص على الوطن. لا أنسى كيف بصقت في وجه ذاك التافه الذي تحدث عن معارضة الداخل «الواقعة تحت سقف النظام» ورفضت متابعة الحوار معه فقال لي رجاء: «أنا سأتابع معه هيثم علينا التعامل معهم بأخلاقنا لا بأخلاقهم». كيف دافع عن قيادي في المجلس الوطني اتهم رجاء بالتعامل مع المخابرات بالقول: «كلنا ضحايا والضحية أحياناً تتحدث بانفعالاتها لا بعقلها». كم ضحك يوم قرأ في أحد المواقع «الثلاثي عبد العزيز الخير ورجاء الناصر وهيثم مناع يسيطر على هيئة التنسيق»، وقال: لو يعرف هؤلاء أننا نذرنا أنفسنا لقضية وأن احترامنا لحسن عبد العظيم والمكتب التنفيذي أكثر من أي شيء آخر لكانوا تعلموا درساً في الديمقراطية بدل إضاعة الوقت بنسج مؤامرات وهمية في العالم الافتراضي». جمع أبو طلال بين الكفاءة التنظيمية والكفاءات السياسية. لذا كنا نسميه دعابة «الحارس الأمين للنظام الداخلي» لأنه انتخب لمنصب أمين السر في معظم تجاربه السياسية والمدنية. ورغم كل بؤس الأوضاع امتلك القدرة على الجمع بين إيمان بالله وحرص على الواجبات الدينية وفهم حديث ومتنور للدين وعلاقته بالمجتمع. وفي أكثر اللحظات محاصرة بالوقت والمواعيد كنا نسرق لحظة لإنسانيتنا في جلسة مقهى أو سماع مقطوعة موسيقية أو قراءة كتاب. دربنا طويل يا رجاء ولقاؤنا قريب، نحن بانتظارك، ستأخذ بضع ساعات إجازة مع العائلة، ثم نعود لاستنفارنا الذي تعودت عليه. * رئيس «هيئة التنسيق» في المهجر
عن الهيئة وكوادرها: إنهم يصنعون الأمل زهرة شامية *
| من الواضح أنّ ثمّة قراراً لدى النظام بإضعاف «هيئة التنسيق»، وإبعادها عن المسرح السياسي والتفاوضي. الملفت في الموضوع أنّ الحملة ضد الهيئة تأتي في سياق هو الأكثر تعقيداً منذ فترة، فالسلطة «لم يسبق لها» طيلة الأزمة أن تعرّضت للمعارضة الوطنية الداخلية بهذا الشكل، وحين اعتقل عبد العزيز الخير ورفيقاه إيّاس عياش وماهر طحّان قبل سنة ونصف السنة من الآن لم تكن الأمور قد وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. حينها لم يكن مطروحاً أصلاً الذهاب إلى التفاوض حول المرحلة الانتقالية، وبالتالي بدا مفهوماً أن لا تكون الخشية كبيرة من أطراف مستقلّة كالهيئة. أطراف تطرح نفسها كبديل عن النظام والمعارضة الخارجية المرتبطة بالغرب والخليج معاً. وهذا بالضبط ما نقلنا إلى المرحلة التالية من الصراع حيث الخشية من المستقلّين هي العنوان الأساسي. فهنا توارت العوامل الداخلية لصالح أخرى خارجية، وهذه الأخيرة تملك من فائض التمويل ما يجعلها تبتلع الداخل ولا تستلبه فحسب، ولأنّها خارجية بالكامل ومنبتّة الصلة بالحراك المدني الديمقراطي في الداخل لم تجد في مواجهتها إلّا جسماً صلباً وصعب المراس يسمّى هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي. طبعاً، فهذا جسم غير مرتبط عضوياً بقوى إقليمية ودولية كما هي الحال مع معارضات أخرى، ولا يعنيه بالأساس تحصيل مكاسب خاصة أو سلطوية من موضوع التواصل مع الخارج. جلّ ما يفعله أنّه يستخدم نفوذه المعنوي ورصيده الأخلاقي والنضالي للضغط على رعاة النظام والمعارضة الخارجية من أجل إيجاد هوامش تسمح بنقل الصراع من حيّزه الحربي العبثي إلى الحيّز السياسي. ولذلك يبدو معنيّاً أكثر من غيره بموضوع التفاوض على المرحلة الانتقالية، فمع التفاوض على نقل السلطة تنفتح قنوات بقيت مسدودة طيلة سنوات ثلاث، ويصبح ممكناً معاودة العمل النضالي على الأرض. وهذا ما لا تريده الأطراف المهيمنة على المشهد حالياً، سواء داخل السلطة أو داخل المعارضة الخارجية. ويترجم ذلك لجهة النظام عبر الإسراف في عمليات الاعتقال وتحويلها من عملية انتقائية وعشوائية إلى عملية منهجية تستهدف تصحير البنى الأساسية للمعارضة الداخلية وتصفية كلّ رموزها الميدانيين. يحدث ذلك بالتوازي مع احتدام الصراع ميدانياً، والانتقال به إلى حيّز تجميع الأوراق وتسليمها للراعيين الروسي والأميركي. صحيح أنّ الهيئة لا تتبع سياسياً لأيّ طرف خارجي، وأنّها أكثر ندّية بكثير من الآخرين في علاقتها مع الخارج، وخصوصاً روسيا وإيران، إلا أنها تفهم الممكنات السياسية جيداً وتوظفها في خدمة النضال الميداني داخل البلد. على هذا الأساس تتصرّف الهيئة في علاقتها مع روسيا، فهي بخلاف الائتلاف والمجلس الوطني سابقاً لا تملك أوهاماً حول قدرة الشعب وحده على إرغام النظام على التراجع، وخصوصاً في ظلّ وضعية الانقسام التي تحكم عملياً الوضع في البلد وتخضعه لآلياتها. ولذلك بدت حركة الهيئة منذ البداية أكثر عقلانية في التعاطي مع الحقائق الدولية الجديدة. وهذا ما حاول رئيس هيئة التنسيق في الخارج هيثم منّاع إيضاحه للسوريين، والمنتفضين منهم بالتحديد، بالقول إنّ التوجه إلى روسيا أفضل وأكثر جدوى من التعويل على الغرب. بدا الأمر معقولاً وممكناً بالفعل مع تنظير الرجل ومن معه للمسار السياسي ووضعه شعارات الهيئة الثلاث في واجهة نضالها الميداني: لا للتدخّل الخارجي، لا للطائفية، لا للتسلّح. لكن مع الوقت ومع انعطاف الصراع أكثر فأكثر باتجاه الحرب أصبحت الهيئة محرجة تجاه قاعدتها الاجتماعية والسوريين عموماً، ولم يعد ممكناً التعويل على نظريّتها القائلة بالضغط على النظام عبر حلفائه ورعاته الدوليين. بدأت القصّة بالتحوّل مع اعتقال عبد العزيز الخيّر ورفيقيه اياس عيّاش وماهر طحّان أثناء عودة الأول من زيارة «رسمية» ومعلنة له إلى حليف السلطة الآخر: الصين. وما لبثت أن تمدّدت باتجاه المستويات الميدانية والقاعدية (رامي هنّاوي)، قبل أن تتكرّس وتتجذّر نهائياً عشيّة «جنيف 2» كنهج وحيد في تعامل السلطة مع الكوادر الميدانية لهيئة التنسيق (رجاء الناصر، يارا فارس، عمر الشعّار، عمر عبيد، أليس مفرّج...). ليس ثمّة غرابة في الأمر كما نتوهّم، فمسار الصراع كان سيفضي في النهاية إلى هنا، وهو ما كان على الهيئة أن تتوقّعه وتتحوّط له، فهي لا تتعامل حاليّاً مع سلطة تقليديّة يمكن الضغط عليها كيفما كان، وإلّا لماذا تكون الحرب أساساً. بهذا المعنى يصبح مفهوماً أن يصرخ الرجل الرصين والشجاع هيثم منّاع على المنابر احتجاجاً على همجية النظام واعتقاله لرفاقه وأبناء شعبه. فهذا هو كل ما يملك أن يفعله إزاء السلطة في طورها الوحشي الحالي. أمّا لماذا لم يعد يقدر على فعل المزيد فلأنّ طبيعة السلطة نفسها قد تغيّرت، وبالتالي أصبح كلّ الرفاق وليس هيثم وحده عاجزين عن إجبارها على تعديل موقفها من المعارضة الوطنية في الداخل. لهذا السبب أيضاً لم تعد استراتيجية الهيئة تصلح لقراءة الواقع الذي خلقته الحرب وعدّلت في وقائعه، هذا من دون أن نتحدّث عن التعامل معه ونقله إلى أروقة «الدبلوماسية الدولية»! ما يحدث هنا أننا تخطينا جنيف بشقيه الأول والثاني منذ فترة، ودفنّاه حتى قبل أن يولد. وهذه قراءة يتوافق عليها طرفا الصراع الأساسيين: النظام والمعارضة المسلّحة بفصائلها المختلفة. على هيئة التنسيق وباقي أطراف المعارضة الوطنية في الداخل أن تفهم ذلك، لأنّها إن لم تفعل، ستبقى تدفع الثمن لوحدها ومن عرق كوادرها وأعصابهم وصحّتهم. وعندها سيصبح المزيد من التعويل على روسيا و«مونتها على السلطة» إسرافاً ليس في الأحلام فحسب، وإنما في الأوهام أيضاً. الآن تأكل الحرب من سلطة المعارضة المسلّحة، وفي انتظار أن تنهيها قريباً لا بدّ من توقّع شيء مماثل بالنسبة إلى النظام. حينها فقط، وبعد أن تنهي الحرب دورتها، يمكن التعويل مجدداً على الدبلوماسية وعلى الهوامش التي ستخلقها وتجعلها متاحة أمام الجميع، بمن فيهم هيئة التنسيق وكوادرها الشجاعة والصامدة في سجون السلطة. * ناشطة سورية ــ دمشق
رجاء كما عرفته... مسكون بالعروبة وفلسطين وسوريا محمد سيد رصاص
| السياسيون يعرفون بعضهم البعض سماعاً أو مباشرة. عرفت رجاء الناصر عبر السماع أولاً، وهو ما استغرق ثلاثة عقود حتى بداية عام 2008 عندما التقينا مباشرة. لفت نظري وجوده، رغم كونه لم يتجاوز سن الثانية والعشرون، في اللجنة القيادية المصغرة لـ«حزب الاتحاد الاشتراكي العربي» إثر اعتقالات أيار 1968، وذلك في حزب كان يضم آنذاك عشرات الآلاف من الأعضاء، ثم مشاركته الفعالة كعضو في اللجنة المركزية لحزب الاتحاد في معارضة دخول «الجبهة الوطنية التقدمية» في آذار1972 أمام الأمين العام للحزب الدكتور جمال الأتاسي. وهو ما أسفر عن كفتي ميزان متعادلتين داخل تلك الهيئة القيادية قبل أن يميل الوزن الشخصي للدكتور الأتاسي الكفة لصالح الدخول في تلك الجبهة مع حزب البعث الحاكم. بعد هذا اتجه الناصر نحو تأسيس «التنظيم الشعبي الناصري» بين عامي 1978 و1980، ثم يتركه أيضاً إثر انشقاق عام 1985 قبل أن يعود لصفوف «الاتحاد» في أوائل التسعينيات. كان ملفتاً للنظر عندي قدرة الحركة الناصرية السورية على الانشقاق ثم التلاقي بين كتلها المتباعدة، وهو ما يفتقده الشيوعيون السوريون والبعثيون، فيما يشارك الناصريون، في ذلك، كل من «الإخوان المسلمون» في سوريا و«القوميون السوريون». كان انطباع القياديون في «الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي»، الذين يمثلون الحزب في «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي هو إطار تحالفي مع «الاتحاد» منذ 1979، بأن الأستاذ رجاء الناصر سياسي متميز من حيث الامكانيات التنظيمية والسياسية، بعد احتكاكهم معه في فترة 2001 - 2003. كان لافتاً بالنسبة لي معارضته لتوقيع حزب «الاتحاد» على وثيقة «اعلان دمشق» في 16 تشرين أول 2005. تعرّفت عليه في اللاذقية في شهر كانون ثاني 2008 عندما أتى ممثلاً لحزبه، لكي يحضر جلسة في بيت الأستاذ فاتح جاموس ضمّت العديد من الأحزاب السورية والشخصيات المستقلة. شكّلت نقطة البدء لمحادثات استغرقت حتى تموز 2010 من أجل تشكيل «الخط الثالث» بين خطي السلطة و«اعلان دمشق». وقد أتت البداية تلك بعد أربعين يوماً من انشقاق «اعلان دمشق» في جلسة 1 كانون أول 2007 بين الليبراليين الجدد «ومعهم اسلاميون وأكراد» وبين الناصريين في «الاتحاد» والماركسيين في حزب «العمل الشيوعي»، ومعهما أكراد في «الحزب اليساري الكردي». خلال تلك السنتين ونصف السنة من الجلسات، التي بلغت الثلاثين تعرفت على الأستاذ رجاء الناصر، وقد لفت نظري براغماتيته، وقدراته التفاوضية، وجمعه بين حدي التصلب والمرونة. شكلت محادثات «الخط الثالث» النواة لتشكيل «هيئة التنسيق» بعد ثلاثة أشهر من بدء الأزمة السورية. في العمل الديبلوماسي، الذي دخله المعارضون السوريون لأول مرة مع نشوب الأزمة، كان من القلة الذين أتقنوا ذلك المجال الجديد. وفي المفاوضات التي استغرقت سبعة وثلاثون يوماً في القاهرة حتى توقيع اتفاق 30 كانون أول 2011 بين «الهيئة» و«المجلس الوطني» كان متميزاً هو وعبد العزيز الخيّر وهيثم مناع بالقياس إلى مفاوضي «المجلس»، الذي قام مكتبه التنفيذي بعد يوم واحد بنقض توقيع رئيسه برهان غليون. من خلال الجلسات الشخصية مع رجاء لمست كم هو مسكون بالعروبة وفلسطين وسوريا، وأعرف من خلال هذا لماذا فضّل عيشة الكفاف في مقر الهيئة، الذي كان يسكن فيه، على المغريات المادية التي عرضت عليه في الشهر الأخير من عام 2012 لكي يترك «الهيئة» ودمشق ويصبح مثل الكثيرين من المعارضين السوريين في الخارج، الذين أصبحوا مرتهنين لدول وأجهزة ونمط حياة باذخة بعيداً عن كل ما يجري في بلادنا الجريحة والمتألمة. * كاتب سوري
من طينة القادة الكبار منذر خدام
| حقيقة؛ أجد صعوبة كبيرة في الحديث، عداك عن الكتابة، عن أشخاص بعينهم، مديحاً لهم بصورة خاصة، خشية الوقوع في فخ التملق أو المداهنة، أو أن اتهم بهما، لكنها شهادة للتاريخ أتحمل مسؤوليتها. وعموماً يستطيع كثير ممّن سوف يقرؤون هذه الشهادة معايرة الصدق فيها، لأنّ الموضوع يتعلق بشخصين معروفين على نطاق واسع في سوريا. لقد تعرفت إلى الدكتور عبد العزيز الخير والأستاذ رجاء الناصر من خلال العمل المشترك معهم في هيئة التنسيق، قبل ذلك كنت أسمع بهما فقط، فوجدت فيهما كل صفات ومزايا القادة الوطنيين الكبار: التواضع، والذكاء، وحضور البديهة، والإحاطة المعرفية، والرصانة في الحديث، والاندفاع للعمل بلا كلل، والشعور العالي بالمسؤولية، والمصداقية... لم يعرف عنهما المجاملة في جميع المسائل التي كانت تعرض على المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق، بل المسؤولية العالية. لقد شغل الخير مسؤوليات عديدة في قيادة الهيئة، كان آخرها، ترأسه لمكتب العلاقات الخارجية، في حين شغل الناصر رئاسة مكتب العمل اليومي، ورئاسة مكتب أمانة السر في المكتب التنفيذي. إضافة إلى ذلك فقد كانا يشاركان في الوفود الخارجية للهيئة، وفي اللقاءات التي كانت تجريها مع زوارها من الدبلوماسيين الأجانب، إلا في حالات نادرة، لسبب بسيط يتعلق أساساً بالكاريزما التي كانا يتمتعان بها. للأسف الشديد لم يدم عملي المشترك مع الخير أكثر من نحو عام ونصف العام بسبب اعتقاله من قبل مخابرات النظام، لكنها كانت مدة كافية لتكوين ما سردته عنه من انطباعات. أما بالنسبة للأخ رجاء فقد رافقته مدة أطول، إذ لم يعتقل إلا منذ نحو شهرين من قلب دمشق، وكان يتحضّر للقيام بزيارة خارجية في جنيف، مع الأخ هيثم مناع. وبحكم كوني كنت أنام غالباً في مقر الهيئة حيث كان يسكن وينام الأخ رجاء، فقد سمح لي ذلك أن أتعرف إلى جوانب شخصية أخرى من طبيعته. لقد تعجبت من قدرته على المثابرة على العمل، فما إن ينتهي اجتماع المكتب التنفيذي الذي كان يستمر غالباً لمدة تزيد عن الساعات الست، ويغادر أعضاء المكتب المقر، حتى ينكب على صوغ محضر الاجتماع، والقرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي، وكذلك البيان الصحفي الذي سوف يوزع على الصحفيين في المؤتمر الصحفي الدوري للهيئة الذي دأبت على عقده بعد كل اجتماع، وذلك بحكم كونه أميناً للسر. وعندما كنت أطالبه بأن يأخذ قسطاً من الراحة، كان يجيبني أنه لا يستطيع أن يرتاح إلا بعد أن ينجز كل العمل المطلوب منه. وكان يضيف، بشيء من الدعابة، ثم عليّ أن استفيد من وجودك لمراجعة ما سوف أكتبه. كان رجاء يتميّز بقدرة كبيرة على صوغ بيانات المكتب التنفيذي ومحاضر اجتماعاته والقرارات التي أتخذها، شديد الحرص على التقيّد بما تم الاتفاق عليه حتى ولو كان غير مقتنع به في بعض الأحيان. وما إن يقدم لي ما يكتبه لأراجعه، حتى كان يبادرني بلهجته الحلبية المحببة: «خيو بين ما تراجعهم... أنا رح حضر العشا». وعندما كنت أهم لمساعدته كان يأمرني، نعم يأمرني، لأجلس لقراءة ما كتبه، وكنت في بعض الأحيان أجد نفسي مضطراً لإطاعته. الدكتور عبد العزيز الخير من مدينة القرداحة، وهو من عائلة معروف في الساحل السوري، حكم عليه بالسجن لمدة اثنين وعشرين عاماً، في عهد حافظ الأسد، قضى منها نحو ثمانية عشر عاماً في سجون النظام، بتهمة عمله السياسي والوطني في إطار حزب العمل الشيوعي. أما الأستاذ رجاء الناصر فهو من مدينة حلب، التي عمل فيها قاضياً لسنوات عديدة، عرف عنه خلالها بالنزاهة، وهو الآخر زار سجون النظام مرات عديدة. ورغم بعد المسافة بين حلب والقرداحة واختلاف البيئات التي عاش فيها كل من عبد الخير ورجاء، واختلاف الإيديولوجيات التي يؤمنان بها، إلا أنهما، في ذاتهما، يمثلان قادة وطنيين كبار من بلدي، غيّبهم نظام مستبد ظالم في أقبية سجونه، في وقت، بلدهم في أمسّ الحاجة إليهم. عبد العزيز الخير ورجاء الناصر تليق بكما الحرية. * رئيس مكتب الاعلام في «هيئة التنسيق» سوريا
علمنا كيف نقول «لا»
| الكتابة عن رجاء الناصر الأب والزوج لا تختلف عن الكتابة عنه كمناضل. حبه اللامحدود لوطنه يتقاطع مع حبّه لرفيقة دربه، وتكريس حياته لإعلاء كلمة الحق انعكس على تربية أولاده. العطاء كلمة تصفه بامتياز في جميع علاقاته الاجتماعية، زوج، أب أو أخ. وتلخيص مسيرته في الحياة والنضال السياسي اجحاف بحقه، فهو مولد الطاقة الايجابية لكل من حوله، وهو تاريخ وطن في الكفاح وهو كتاب في العروبة والحريات. ليس من السهل تلخيص 50 عاماً من النضال، فحياة رجاء الناصر هي تأريخ للحياة السياسية في سوريا كجزء من الوطن العربي. حبّه واندفاعه للدفاع عن الوطن والقومية العربية لم يكن حيّز من حياته، بل كان هو مسيرة حياة كاملة. إن أول كلمة «لا»، وأول تظاهرة كانت في الانفصال عام 1961. كيف لا والوحدة العربية هي منتهى أمل كل عربي شريف. عام 1971، واجه رجاء العدو الصهيوني... هناك فقط يعلو صوت السلاح، فهو الجهاد المقدس، والملازم الأول رجاء، الذي ينتظر مولوده الأول، كان على خط الجبهة المباشرة. وبعد الحرب عاد إلى العمل السياسي، حيث رأى في اتّباع نهج جمال عبد الناصر وفكره أسلوب حياة مجتمعي لسوريا عربية أفضل، وخط واضح لمقاومة الكيان الصهيوني. عام 1983، ورغم كونه قاضياً، لم يمنع ذلك من اعتقاله على خلفية نشاطاته السياسية وموقعه القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي. خلال عامين تتالت الاعتقالات في الحزب، مما دفعه إلى الغربة القسرية عن وطنه. بعدهل، لم يكن لبنان، الأقرب إلى البلد، محطة توقّف، فالعمل السياسي عمل عروبي بالمرتبة الأولى، والأهداف المرجوة تشمل جميع المجتمعات العربية. فهو خلال 15 عاماً قضاها هناك كان أيضاً من رجال الصف الأول في الحزب. عام 2000 كان قرار العودة، ورغم ادراكه لجميع الاحتمالات، عاد مستمراً في النضال السياسي، فكانت الجمعية الأهلية لمقاومة الكيان الصهيوني، وكانت الجمعية الأهلية للدفاع عن العراق. عام 2011 لم تكن الثورة الشعبية بعيدة عنه، فهو ثائر منذ عقود، لكن خبرته ومبادئه هي التي وضعته على أرض صلبة واضحة المعالم: لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي، نعم للتغيير السلمي للنظام. أبى أن يغادر الوطن، معتبراً أنّ بقاؤه، حتى مع التهديدات التي طالت حياته، هو الخيار الأفضل، وما كان اعتقاله أمر مستبعد على قسوته، لكنها أيدي غدر وغباء. نحن أسرة البطل نعتز ونفتخر بالحر الأستاذ رجاء الناصر، ونشدّ على متابعة مسيرته في النضال السلمي... رحم الله شهدائنا وأفرج عن معتقلينا ونصر كل مظلوم وانتقم من كل من سعى لدمار الوطن. * أسرة رجاء الناصر
أحد رجالات النضال الوطني السوري محمد مروان غازي*
| رجاء الناصر هو أحد رجالات السياسة السورية في العقود الثلاث الماضية، وهو ذو تاريخ كبير في مجالات مختلفة. فهو القاضي الذي عمل لسنوات في المحاكم العمالية في دمشق، وكانت قراراته في غالبيتها تصب في مصلحة العمال ونتيجة لقناعاته ووقوفه المبدئي إلى جانب العمال وحقوقهم. ثم هو المحامي الناجح الذي عمل بجدّ من أجل اثبات وجوده في المهنة واستمراره بالدفاع عن الحقوق، بعد أن أجبر على تقديم استقالته من القضاء من قبل الأجهزة الأمنية في ذلك الوقت. وهو السياسي البارز في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي العربي منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية، معتنقاً الفكر الناصري منهجاً في الحرية والاشتراكية والوحدة. وخاض نضال مرحلة الستينيات من أجل إعادة الجمهورية العربية المتحدة، وانتقل النضال الوطني بعد هزيمة حزيران 1967 إلى مرحلة إزالة أثار العدوان، والتي اقتضت إقامة جبهة وطنية من أجل تنفيذ شعار «كل شيء من أجل المعركة»، فكان أن واجه النظام هذه الجبهة باعتقال قيادات العمل الوطني، ومنهم قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي العربي. بعد خروجه من حزب الاتحاد قام الناصر بتشكيل التنظيم الشعبي الناصري، وكان على رأس قيادته إلى وقت ملاحقة التنظيم عام 1986، حيث جرت اعتقالات كبيرة في صفوف التنظيم شملت معظم قياداته والعديد من كوادره الأساسية، وتوارى الناصر عن الأنظار مع بعض القيادات المتبقية داخل وخارج القطر. ولم يمنع التواري من عمله على إعادة الحياة لهذا التنظيم، وقد نجح في ذلك وعاد هذا التنظيم إلى الفعل السياسي مما لفت نظر أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي لنشاطه وجرى ترشيحه لعضوية التجمع. وكان رأي المرحوم الدكتور جمال الاتاسي، الذي كان أميناً عاماً لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي وبنفس الوقت أميناً عاماً للتجمع، أنّ من الخطأ وجود تنظيمين ناصريين في التجمع ودعا إلى وحدة التنظيميين، وهو ما تمّ فعلاً. وعاد الأستاذ رجاء ومعظم أعضاء التنظيم إلى صفوف الحزب الأم للحركة الناصرية السورية، ومارس عمله ضمن هذا الحزب حتى تاريخ اعتقاله وكان عضواً في مكتبه السياسي وأميناً للجنته المركزية. وبقي الناصر يمارس دوره السياسي في العمل الوطني السوري حتى قيام الثورة السورية، وكان حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي من أوائل من وقف إلى جانب الثورة مع معظم أحزاب التجمع الوطني، معلنين ومطالبين باستمرار المسيرة السلمية للثورة. وكان الناصر وقيادات من الحزب والتجمع في طليعة التظاهرات والاعتصامات التي كانت تجري في حلب الشهباء، وكان يلقي الخطب الموضوعية التي تعبّر عن أهداف الثورة السورية. وأمام استمرار الثورة ومحاولة حرفها عن بوصلتها وأهدافها وجرّها إلى التسلح وظهور الدعوات الطائفية والمطالبة بالتدخل الخارجي، تداعت القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية إلى عقد المؤتمر التأسيسي لهيئة التنسيق الوطنية، وكان الناصر من اللجنة التحضيرية للمؤتمر وفي لجنة الصياغة، ثم عضواً في المكتب التنفيذي وأخيراً أميناً للسر فيها. ومن خلال موقعه ساهم في الاعداد وانجاح المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية. ولم يمنعه عمله السياسي عن ممارسة الكتابة، فكان من الكتّاب السياسيين الناجحين، إضافة لذلك كان له بعض المؤلفات مثل كتاب ثقافة المقاومة وملفات القضاء وكتاب دلالات الواقع العربي. كذلك ساهم الناصر في تأسيس الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية أثناء العدوان الصهيوني على غزة، وكان رئيساً لمجلس إدارتها لمدة أربع سنوات ثم انتخب رئيساً لهيئة المؤسسين فيها. * عضو في حزب «الاتحاد الاشتراكي» ومعتقل سابق
هيثم مناع:القضية السورية عبـرت الحدود والمال السياسي والسلاح غدرا بالثورة السورية *حوار اجرته جريدة “التونسية” 11/02/2014
هيثم مناع، مفكر سوري، وناشط حقوقي درس الطب والعلوم الاجتماعية وهو دكتور في الأنتربولوجيا ومختص في المعالجة النفسية الجسدية واضطرابات النوم واليقظة من جامعات باريس. كتب للمجلات الأسبوعية ولمجلة «دراسات عربية» وعرف باهتمامه بقضية المرأة. له قرابة ثلاثين كتابا بالعربية وكتب بالإنكليزية والفرنسية والإيطالية في قضايا المرأة والتنوير وحقوق الإنسان، منها: «موسوعة الإمعان في حقوق الإنسان» و«مستقبل حقوق الإنسان». نال مناع تكريم «هيومان رايتس ووتش» عام 1992،وميدالية حقوق الإنسان للأكاديمية القومية للعلوم في واشنطن. اضطر هيثم مناع لمغادرة سوريا سراً بعد ملاحقات أمنية له استمرت عامين، ووصل إلى فرنسا في 27 ماي 1978 ولم يتمكن من العودة لبلده إلا بعد 25 عاما بسبب نشاطه للدفاع عن ضحايا القمع في بلده. أسس اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع منصف المرزوقي وفيوليت داغر ومحمد حافظ يعقوب ومحمد السيد سعيد وناصر الغزالي ومحمود الخليلي في 1998، وهو عضو في مجلس إدارة ومجلس أمناء قرابة 130 منظمة غير حكومية، وشغل مناصب عربية ودولية قيادية في المنظمات غير الحكومية، ورفض أي منصب حكومي. وقد انتخب في سبتمبر 2007 رئيسا للمكتب الدولي للمنظمات الإنسانية والخيرية في العالم للمرة الثانية، ويرأس منذ 2009 المعهد الاسكندينافي لحقوق الإنسان. كان هيثم مناع -بصفته مدافعا عن حقوق الإنسان- من أهم الشخصيات المعارضة الشهيرة التي دعت لإسقاط النظام السوري بالطرق السلمية وفقد اخاه معن العودات اثر قنصه أثناء تظاهره في مدينة درعا، مهد الثورة السورية. يعتبر من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية المعارضة التي ترفض إسقاط النظام بالقوة أو الاستعانة بالخارج أو بالجيش الحر. وهو نائب المنسق العام ورئيس فرع المهجر في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي… في لقاء لـ «التونسية» به تطرق هيثم مناع الى مجموعة من المسائل منها ما تعلق بتقييمه لمواقف صديقه المرزوقي بعد أن أصبح في السلطة ورأيه في المشهد السياسي في تونس والثورة التونسية ودور الجهاديين في تشويه المعارضة السورية والعديد من النقاط الأخرى … كنت صديقا مقربا للمنصف المرزوقي والقاسم المشترك بينكما هو الدفاع عن حقوق الإنسان فهل ترى انه ظل وفيا لها بعد أن اعتلى عرش الرئاسة ؟ ـ أولا أريد التوضيح بأنني لم أطلب منه شيئا كما أنه لم يطلب مني شيئا يتعلق بمهامه ومنصبه. ثانيا من المبكر تقييم المرحلة الانتقالية ودوره فيها، وموضوع حقوق الإنسان تحديدا يجعل المسألة أصعب. كان يقول دائما أنا أحمل حقوق الإنسان معي للعمل السياسي ولا أحمل العمل السياسي معي لنشاطي الحقوقي. لكن بالتأكيد لي ملاحظاتي التي أعتقد أنه من الأفضل أن نجلس يوما، بعد الرئاسة، للتعرض لها والاستماع لوجهة نظره حولها. هل صحيح أن تجربة السلطة التي عاشها المرزوقي جعلتك تعرب عن رفضك لمنصب رئاسة الوزراء بسوريا الذي يتردد أنه قد يعرض عليك في سوريا ؟ ـ سبب رفضي لأي منصب قبل المباشرة بالانتقال من دولة أمنية إلى دولة قانون ومواطنة هو قناعتي بأن أي قبول من هذا النوع يعني التخلي عن الأهداف والمبادئ الأساسية للحركة المدنية الديمقراطية التي طالبت دوما بتغيير جذري ضمن عملية انتقال سلمية. كيف تقيّم موقف المرزوقي عندما قرر قطع العلاقات مع سوريا ؟ ـ أعتقد أنه كان قرارا عاطفيا. وأظن أنه لن يعترض اليوم على عودة هكذا علاقات، على الأقل لمعرفة مصير أكثر من خمسة آلاف تونسي دخلوا الأراضي السورية لغاية أخرى تختلف تماما عما انتفض الشعب السوري من أجله. عندما شارك المنصف في مؤتمر القمة ببغداد كان من بين الملفات التي تطرق اليها مع السلطات العراقية ملف السجناء التونسيين في العراق. تونس كانت تصدّر للعالم الطلبة والعلماء والنخب الثقافية ولكنها في هذا الزمن سجلت رقما مخيفا في «الهجرة والتكفير». أظن أن إجماعا سياسيا حول هذا الموضوع هو الإجراء الوقائي الوحيد كي لا يدفع كل تونسي وتونسية في العالم ثمن سلوك واختيارات مجموعة هامشية في الحياة التونسية. ما الفرق بين الثورة في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا؟ ـ هذا السؤال يحتاج لمجلد للرد عليه. لقد أسست اللجنة العربية لحقوق الإنسان (بمفكريها الديمقراطيين العلمانيين كمنصف المرزوقي وفيوليت داغر والفقيد محمد السيد سعيد وأنا والإصلاحيين الإسلاميين كالشيخ عبد الله الحامد) مدرسة المقاومة المدنية الأقوى في العالم العربي وكانت أطروحاتنا على المحك. في ليبيا وسوريا يعود الجمهور ليتحدث عن رفضنا للناتو وشركائه والعنف بكل أشكاله والمذهبية المقيتة بكل تعبيراتها. تونس محمية بمجتمع مدني فشلت الدكتاتورية في اغتياله وطبقات وسطى يعود الفضل في وجودها لقوانين تنظيم الأسرة البورقيبية وقدر الحركة الإسلامية السياسية فيها أن تكون مع المجتمع لا في مواجهته. الأمر يختلف في التجارب الأخرى. كسياسي كيف تقيم المشهد في تونس؟ ـ ما زال العنف مهمشا وملاحقا بالمعنى السياسي والأمني والشعبي، تبقى تعثرات الانتقال قابلة للحل في مصارعة مدنية متحضرة وسلمية تسمح بالانتقال السلس. هل ما حدث في سوريا هو ثورة ضد الاستبداد حقيقة أم ربيع عبري كما يقولون؟ ـ في سوريا كانت هناك انتفاضة في درعا على الاستبداد والفساد، انتفاضة رأيتها «سلمية ولو قتلوا كل يوم مية، «لا أخوان ولا سلفية بدنا دولة مدنية». هذه الانتفاضة لم تكن لا في العالم الافتراضي الملوث بالعنف والطائفية والحقد، ولا في بعض الفضائيات التي خرجت عن كل معايير العمل المهني. للأسف كانت هناك محاولة لتحويل الصراع الاجتماعي السياسي في سوريا إلى صراع جيو سياسي على سوريا. ثم كان مؤتمر «أعدقاء» (ما يسمى أصدقاء) الشعب السوري الذي بنى محورا غربيا عربيا تركيا ضد محور روسي إيراني صيني. وكانت مادة التعبئة لهذا الصراع الفتنة السنية الشيعية وسقط في الامتحان كل من النظام والاسلاميين. أما الثمن فهو تحطيم البنى التحتية وتهشيم الجيش ومقتل أكثر من 136 ألف ضحية، أقل من ستة آلاف منهم سقطوا قبل التسلح ونداءات القرضاوي وأمثاله للجهاد في سوريا. قلنا لهم «إذا تسلحت تطيفت وتطرفت، وإذا دخل مئة من الشيشان سيأتي ألف من لبنان» فلم يفتحوا العين. غُدرت الثورة بالمال السياسي وبالسلاح. هل كانت الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية تحلم بحرب بين «حزب الله» و«القاعدة» على الأراضي السورية بأقل من مليار ونصف دولار وقد دفعت في العراق وأفغانستان تريليونات الدولارات؟ هل الحلم الإسرائيلي في أية مواجهة مع حزب الله بالقضاء على 500 مقاتل منه؟ يجب وضع حد لهذه الحرب العبثية المجرمة التي تمزق البلاد وتسحق العباد. من حرب على بشار إلى حرب على الإرهاب انعشت شعبية بشار وجعلت حضوره اقوى وازدادت الاوراق التي يمسك بها.. ايهما اقرب للحقيقة وأنت من المعارضين لنظامه ؟ ـ نحن بين مطرقة إرهاب دولة وسندان الجماعات الإرهابية. بالتأكيد الناس أنهكت، ولكن النظام القديم لم يعد مقنعا حتى للمدافعين عنه. هل تتصور دكتور هيثم أن طغيان التكفيريين والجهاديين على المعارضة في سوريا ساهم في تشتيت المعارضة وتشويه صورتها ؟ ـ كنت أول من نبه الى خطر التكفيريين، بل وشاركت مع عدة منظمات حقوقية في إعداد دعوى قضائية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد حكومة أردوغان الذي أغمض العين، بل وساعد على وصول المقاتلين الأجانب. هؤلاء لا يعرفون النسيج المجتمعي السوري والتعايش التاريخي بين 26 ملة ونحلة، لذا يقتلون السنة والمسيحيين والعلويين ويعزون النفس بأنهم يتخلصون من الرافضة والنصيرية. لقد جاءتنا حثالة الجهاديين التي لم تتقن سوى الموت والقتل وكانت أكبر صفقة لقوادهم الذين أسميهم «البورجوازية الجهادية». خدع المقاتل السوري بفكرة أن هذا سيعزز فرص انتصاره العسكري، فإذا بالمماليك يسيطرون على أصحاب الأرض. المقاتل في الجيش الحر مرتبه بحدود ثمانين دولار ومن يلتحق بهؤلاء يقال له «خبز وميه وورقة ميه وأربعمئة لأمك» (أي تأكل وتشرب ومصروف جيب مئة دولار لك وأربعمئة لعائلتك). أي ستة أضعاف ما يعطي الجيش الحر في الوضع المأساوي للناس من لاجئين ومشردين. إنها تجارة البؤس المسمى بالجهاد. للأسف لم تغلق تونس حدودها إلا متأخرة، واختلفت مع منصف المرزوقي حول هذا الموضوع الذي بقيت أيضاً حركة النهضة فيه تحت رايات القرضاوي وحركة الأخوان المسلمين ولم توقفه في الوقت المناسب. وإلا كيف نفسر عدد القتلى الجرحى والسجناء التونسيين المرتفع؟ كونك ضد المعارضة المسلحة، هل جعلك ذلك في وضع محرج واعتبارك جزءا من المعارضة الاقرب إلى قلب النظام؟ ـ عانيت كثيرا من ذلك وفي معارك غير أخلاقية. فقد زورت أوراق تتحدث عن السماح لي بزيارة القصر الجمهوري مع صديقي ورفيقي عارف دليلة ابن السجون لإعطاء المشورة للأسد ووزعت على الشبكة العنكبوتية، واتهمت باجتماعات سرية مع رموز وأجهزة النظام الخ. وأنا لم أزر سوريا منذ جويلية 2010. لم يكن من عاداني على درجة دنيا من الأخلاق والأمانة. ولكن اليوم يعود الناس ويقولون «لو سمعنا مناع لما كنا في هذا الجحيم». ولكن كما يقال: في الدين وفي التاريخ: «عند لو يبدأ عمل الشيطان». ماذا أضافت جنيف للأزمة السورية وهل أفادها تدويل القضية؟ ـ التدويل واقع قائم، ولو اجتمع السوريون وحدهم لما استطاعوا إخراج خمسين ألف مقاتل غير سوري في الجبهتين من الأراضي السورية. نحن بحاجة لإعادة مؤتمر جنيف إلى السكة بعد أن أزاحه المندوب السامي الأمريكي روبرت فورد ومساعداه شوفالييه وولكس عنها بفرض وصايتهم على شكل ومضمون وعمل وفد نصف الائتلاف المشارك. سيفشلون ويعودون إن كان لديهم الحرص على كرامة القرار السوري المستقل، أو على الأقل لم يعد عندهم مصلحة في مواجهة قرارنا المستقل، لأن القضية السورية عبرت الحدود وصار حلفاء الغرب في نار الفتنة. ماذا فقد الدكتور هيثم وهو يمضي قدما في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا؟ ـ فقدت أمي وأبي وأخي وقرابة 25 شهيدا من عائلتيّ أمي وأبي وأكثر من مئة صديق ورفيق درب وصحة كانت أكثر تماسكا وبلدا لا نريد أن نقول بأن إعادة بنائه مهمة شبه مستحيلة. فقدت الثقة في أحزاب إسلامية كنت أظنها حليفا أمينا في معركة بناء الديمقراطية. فقدت أصدقاء اشتراهم المال السياسي. ولكنني لم أفقد حصتي في الأمل وقدرتي على متابعة الطريق ما دمت حيا. كسبت مناضلات ومناضلين أعتبرهم بارقة المستقبل لسوريا والمنطقة. هل ما يقع في سوريا هو حرب بين الدب الروسي والولايات المتحدة الأمريكية واعلان عودة الثنائية القطبية؟ ـ الصديق محمد سيد رصاص يسميها «يالطا 2». أنا أفضّل تسميتها: تسويات نهاية الحقبة الأحادية الأمريكية. من مكر التاريخ، باستعمال تعبير هيغل، لقد ناضلت من أجل نهاية الهيمنة الأحادية سنوات، ودفع بلدي الثمن الأغلى لتحقيق انتقال مماثل على الصعيد الدولي. لكنني كمناضل في صفوف أحزاب وشخصيات لا تقبل الفصل بين الوطن والمواطنة، لن نسمح بتكرار سايكس بيكو بعد مئة عام. هل حلم الديمقراطية مازال قائما في سوريا بعد أن أصبحت «داعش» و«جبهة النصرة» على الخط وما وراءها من القوى التي تمولها وتسلحها؟ ـ الديمقراطية ليست مجرد حلم، هي الخيار الوجودي لشعبنا للعودة إلى التاريخ والحياة.
- ماذا بعد جنيف 2 - يوسف سامي مصري
كان لغياب السياسة عن المجتمع السوري لفترة طويلة العامل الرئيسي الذي مكَن القوى الإقليمية والدولية المتصارعة على سوريا من امتطاء صهوة الحراك في بدايته وصوغه وفقاً لتلك الأجندات الإقليمية والعالمية المتصارعة على سوريا ,وذلك من خلال تشكيل أجسام سياسية سورية مناسبة لتلبس أي مشروع غربي للجسد السوري كالمجلس الوطني السوري والائتلاف فيما بعد .وأيضاً كان لغياب السياسة عن المجتمع السوري الدور الأول في البدء بتفكيك البنى الوطنية للمجتمع السوري ودفعها نحو بنى سابقة للدولة :الطائفة ,المذهب ,العشيرة ,والذي هدم كل منجزات الشعب السوري في الحقل السياسي منذ ما قبل الاستقلال .ونتج عن ذلك التَّصحر أيضاً بيئة مناسبة لدخول الجهاديين من كافة بقاع الأرض لإقامة مشروعهم في سوريا . ولكن ,ورغم تلك الصورة القاتمة بقي المجتمع السوري بما يختزنه من عمق حضاري وثقافة التسامح والتّعايُش التي ميَّزته عن غيره من المجتمعات العربية ,عصياً على الانزلاق نحو حرب طائفية كتلك التي شهدها لبنان في العام 1975 أو العراقية التي اندلعت بعد فترة من الغزو الأمريكي له واحتلاله في العام 2003 ,وذلك على الرغم من كل التحشيد والشحن الطائفي ,وعلى الرغم من الممارسات الفردية من مناصري الطرفين ,إلا أنها وعلى بشاعتها ,لم تتحول لظاهرة عامة على مساحة الوطن ,وليست الاصطفافات الطائفية التي نراها اليوم سوى تعبير عن موقف سياسي أكثر منه رفضاً لوجود لآخر .ويمكن أن نضيف أنه لم يكن في التاريخ السوري المعاصر أي مشروع انفصالي لأي طائفة إذا استثنينا الدويلات التي أقامتها فرنسا أثناء احتلالها لسوريا والتي كانت تعبير عن سياسة استعمارية للسيطرة ولم تكن تتويجاً لسياسة انفصال لدى أي طائفة . سيتم بعد مؤتمر جنيف2 إعادة تموضع للسياسة في المجتمع بعد كل هذا الغياب ,وستكون الاستقطابات مخالفة تماماً لتلك التي سادت في الفترة الماضية قبل التوصل لصيغة جنيف2 كالموقف من التدخل العسكري الغربي أو استخدام السلاح أو سواها ,بالإضافة لدخول الفئة الصامتة لميدان السياسة . لعلَّه صار من الواضح أن مؤتمر جنيف هو حصيلة توافق روسي أمريكي ,أي لا علاقة للقوة على الأرض به لا من بعيد ولا من قريب ,والسؤال الذي يطرح نفسه على الجميع :ماذا بعد مؤتمر جنيف ؟وماذا أعددنا للمرحلة الانتقالية ولما بعد المرحلة الانتقالية التي ستشهد ولادة العديد من الأحزاب والتيارات والقوى السياسية ,حيث ستكون أدوات الصراع هي السياسة وصندوق الانتخاب .وأرجو ألا يفهم أي أحد أن الأمور سهلة وأن الطريق مفروشة بالورود بعد جنيف2 . ثمة نتيجة منطقية لمؤتمر جنيف وهي إمساك سفارات الدول الكبرى وبعض الدول الإقليمية بالقرار السيادي السوري ,حيث أن تلك السفارات هي التي أنتجت وصاغت ونفَّذت جنيف 2,الأمر الذي يعني أن الصفحة التي افتتحها الشعب السوري في 17نيسان 1946 قد طواها مؤتمر جنيف2 تماماً ,وهو ما يفرض عبئاً ثقيلاً ومسؤولية تاريخية على القوى الوطنية بمختلف توجُّهاتها الفكرية من أجل إعادة السيادة ومدعوة أيضاً وبقوة لمواجهة ذلك الواقع .وإذا كانت القذيفة الأولى ضد هيمنة السفارات قد أطلقتها وبشكل رسمي هيئة التنسيق الوطنية عندما رفضت طلباً روسياً لحضور جنيف2 تحت مظلة الائتلاف وبقيادته وبشروطه ,فالمطلوب قذائف دائمة ومستمرة ومن كل الجهات . إذا ألقينا نظرة سريعة على التاريخ السياسي لسوريا نجد أن ثلاث تيارات سياسية رئيسية حكمت السياسة السورية سواء التي في السلطة أو بالمعارضة وهي التيار الإسلامي والعروبي بشقيه الناصري والبعثي والماركسي ,وقد استنفذ التيار العروبي فرصه في سوريا عبر الخمسين سنة الماضية التي أمضاها في الحكم ,وأما بالنسبة للتيار الإسلامي الذي لم يُجرَّب بعد فقد خسر الكثير بعد الذي جرى لشقيقه المصري في 30 حزيران 2013 ,أيضاً خسر التيار الإسلامي في سوريا الكثير من الهالة التي استحوذ عليها من خلال وجوده في الصف المعارض طيلة الخمسين سنة الماضية بسبب الممارسات البشعة التي ما رستها تيارات إسلامية مقاتلة في سوريا كجبهة النصرة وداعش وشقيقاتها ,ولن يكون له الكثير من الحظوظ بعد الانقضاء السريع لشهر العسل بين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والولايات المتحدة . بقي التيار الماركسي الذي لم يُجرَّب في سوريا وإن كان مشارِكَاً وبقوة في رسم السياسات المعارِضة طيلة وجوده على الساحة السياسية السورية الأمر الذي يطرح على هذا اليسار جملة من التحديات لمواجهة الاستحقاقات القادمة منها :هل سيتم اندماج كل الفصائل الماركسية في سوريا ضمن تيار ماركسي واحد وما هو البرنامج السياسي الذي سيجمع تلك الفصائل أم ستستمر حالة التشرذم ,وبالتالي حالة اللا تأثير؟ وما هو موقف اليسار الماركسي من العروبة والإسلام أي تبييئ الماركسية وصوغ ماركسية خاصة بالمجتمع العربي كحال ماركسية غرامشي مثلاً .وهل يصح الحديث عن يسار عربي بمروحته الواسعة لملاقاة استحقاقات قادمة مثل شكل الدولة ووضع المرأة والتشريع وعلاقات سوريا الدولية والإقليمية . أمام الشعب السوري اليوم ثلاث نماذج لدول شهدت صراعات داخلية وحروب أهلية وتدخلات وتداخلات إقليمية ودولية ومن ثم شهِدَت تسويات سياسية بمشاركة محلية ودولية ,وهي النموذج اللبناني والعراقي والأفغاني ,ولكن ,وبعد مضي أكثر من أربعة وعشرين عاماً على النموذج اللبناني وأكثر من اثنتا عشر عاماً على النموذج الأفغاني وأكثر من عشر سنوات على العراقي ,يمكن القول أن تلك الدول الثلاث لم تشهد استقراراً سياسياً ولا تبدو قريبة من الدول المستقرّة ,فكيف سيكون حال سوريا بعد جنيف2. إن النَّظر بدقة لمؤتمر جنيف2 لابد وأن يظهر الحقيقة التالية :إن حضور الشخصيات السورية المعارضة هذا المؤتمر لا يمثل القوى المعارضة الوطنية الديمقراطية الحقيقية ولا يمثل لا الشعب السوري ولا قوى الثورة التي تم استبدالها ومنذ فترة طويلة بقوى ظلامية تريد فرض رؤيتها لشكل الدولة بقوة السلاح والذبح والإلغاء والعمالة لقوى إقليمية لا تقل ظلامية وجهلاً عنها ,الأمر الذي يفرض توحيد كل الطاقات المعارضة الوطنية الحقيقة لمواجهة هذا الوضع ولمواجهة استحقاقات وطنية جسيمة وعلى كل الصُعد . حتى نلتقي مغردوا الأمير أو شرّ .. * الشيخ *
لكل عالمه الخاص ... للغابات أشجارها وزهورها وحشراتها .. للأنهار ضفافها وضفادعها وحصاها .. للينابيع سقسقتها ونقائها .. ولأميرنا حاشيته من حراس وخدم وعبيد ، ومغردين قصقص أجنحتهم وأطلقهم في القصر . كل صباح ومساء يطعمهم الفتات من يديه ، ثم تخفق بأجنحتها وتخفق في الطيران.. ومن لا يشنفه بتغريده ، تنبذه الطيور الأخرى وتمنعه من تناول الفتات المتناثر هنا وهناك ، نافشة ريشها .. تحتضنه الجواري والعبيد ، لأنه يشبههم.. يستكشف أرجاء المكان وينمو جناحاه ويطير .. يقول الأمير لماذا ترهلت عصافيري .. وتقول الجواري والعبيد : يا اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــه لماذا أصبح القصر هكذا .. لماذا آل إلى هكذا حال .. ؟!
تجمع اليسار الماركسي " تيم "
تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007. يضم (تيم) في عضويته: 1- حزب العمل الشيوعي في سوريا . 2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي . 3- الحزب اليساري الكردي في سوريا . 4- هيئة الشيوعيين السوريين .
الموقع الفرعي لتجمع اليسار في الحوار المتمدن: htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715
#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريق اليسار - العدد 56 كانون ثاني / يناير 2014
-
طريق اليسار - العدد 55
-
طريق اليسار - العدد 54
-
طريق اليسار - العدد 53
-
طريق اليسار - العدد 52
-
طريق اليسار -العدد 51
-
طريق اليسار - العدد 50 تموز / يوليو 2013
-
القرارات الصادرة عن اجتماع المكتب التنفيذي
-
طريق اليسار - العدد 49
-
طريق اليسار - العدد 48
-
طريق اليسار -العدد 47
-
طريق اليسار - العدد 46
-
وثائق اجتماع المجلس المركزي
-
طريق اليسار
-
بيان أعمال المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية في دورته الث
...
-
طريق اليسار - العدد 44
-
طريق اليسار - العدد 43 كانون أول / ديسمبر 2012
-
طريق اليسار - العدد 42 تشرين ثاني / نوفمبر 2012
-
طريق اليسار - العدد 41
-
طريق اليسار - العدد 40 أيلول / سبتمبر 2012
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|