أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - الحاجز البارد * و.. التحرر من الأسر ! قراءة في نص من نصوص الشاعرة الدكتور خلدية آل خليفة















المزيد.....

الحاجز البارد * و.. التحرر من الأسر ! قراءة في نص من نصوص الشاعرة الدكتور خلدية آل خليفة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


الحاجز البارد * و.. التحرر من الأسر !
قراءة في نص من نصوص الشاعرة الدكتور خلدية آل خليفة


حالة حب متكررة كثيراً بتفاصيلها المحمولة علي البلادة والبرود وتوهم الفخامة من جانب رجال تسموا بنسبتهم للذكورة .. وفقط .., وكأنها صارت من العادات التي تحولت إلي مرتبة الأعراف في الأوساط الإجتماعية المتغايرة , وقد تعود في الإستدراك للعديد من مركبات النقص الملتصقة بالنفس الإنسانية حينما تمرض وتصاب بالتشوهات لتصير نفس متساوية ومتسقة مع حركة الإجرام وقوانين الجريمة والعقاب الإجتماعي , بدلالاتها التي يحتويها النص ويتحدث عنها في مقارنة مبدعة بين قلب وقلب , ونفس ونفس , وذات وأخري , لتكتمل أركان النهاية في إبداع ملتزم بقواعد أخلاقية مرتكنة علي أسس عقلية تغيب عن العلاقات العاطفية بين المحبين أو العشاق الولهين , وهذا ما يجعل النص في حالة غناء عن وصف الحالة الشعورية لطرفيها , لأنه في استغناء عنها بوصوله إلي حالة الإفتراق بعزة نفس وشمم وإباء , وكأن تلك العاطفة قتلت منذ ولادتها القيصرية الدامية بمشرط البلادة والخمول والبرود العاطفي ..
حالة البرود العاطفي , والجليد الوجداني المتثلج المشاعر والباهت الإحساس , تطغي علي الآخر , وتصفه وصف حقيق به أن يتواري حياءاً إن كان يعرف أن الحياة قيمة , والأجدر به أن يخجل من بلادته وخموله في مواجهة مشاعر متوهجة , وأحاسيس ارتضت الإكتواء بالنار وصولاً لحالة عشق تتغياها بجلال وبهاء ورقة وعذوبة , وهو كمن يتساوي مع العدم , ويتشابه حضوره مع غيابه كمن يوصف بالنذالة والحقارة حسب المتوارد من الأمثال الشعبية التي تصيب ولا تخطيء فيما تتغياه من مرمي المثل المتطابق مع الحالات الواقعية المتكررة ..

فهاهي بعقلها الوثاب , ومشاعرها النابضة , وأحاسيسها العذبة الولهة , مع اكتمال رشدها , ويناعة فكرها , تنازلت عن الكثير والكثير وارتضت السير في طريق المجازفة , لتقطع خيوط الوصل مع الماضي والتاريخ والذكريات وعبق الأماكن , ودفء الأسرة والأهل , لتصل هذه الخيوط بإتجاه الوجد أينما حل أو ارتحل في أي اتجاه , وتدفع أي أفكار تشكك في قلب الحبيب , وتنأي عنها بدافع أنها هواجس وأحلام محروقة ليس لها صدي في الواقع , وتسعي في تكذيب هذه الشكوك والظنون , وكأنها ينطبق عليها المقولة التي صارت بحكم الصدق بمثابة قانون طبيعي لاتخطيء : حبك للشيء يعمي , ويصم .. !!

فهاهي وكأنها استحضرت ارادتها بهذا الإتجاه الرافض لأن تري منه أي عيوب أو أخطاء أو خطايا , وهي الرافضة لأن تسمع عنه مايسيء ويشوه صورته وكينونته المزيفة, ويكشف ويفضح بلادته وخموله وبرودة مشاعره , وكأنه ليس من بني الإنسان ..

وكأنه .. هو .. لايدرك , بل هو لايدرك ولا يعي مدي الحالة الوجودية الرابضة بين ضلوعها , وتحركها بإتجاهه , وكأنه صار قدر من جملة الأقدار التي تدفعنا إلي مالم نفكر فيه أو ندبر له أمراً , فتقبل أن تنكوي بنار الحب , وتسعد أن تكون هبة نسيم تمر بشوق من أحبته وتهواه في سبيل سعادتها وسعادته ..

هذه الحالة المتفردة في تاريخ الحب والغرام والعشق والوله , وكأنها تستنجد بالموت من أجل الحياة , في تناقض مزعج ومؤلم , يرتقي إلي فكرة الخلاص بالفناء والتضحية من أجل من تحب وتهوي , فهي تراه شمساً , وتتوق للنظر إليه , وهي في الحقيقة في صيرورة إنتحار عينين حائرتين تتوثبان للسراب دون أن تدري, حتي وإن أصابها العمي مما تظنه متعة الإبصار لوجه من تهوي وتحب وتعشق , وهو لم يأخذ من الشمس سوي صفة الإحتراق والإصابة بالعمي لمن تحبه , و لايستحق المجازفة والألم والإنكواء بالنار من أجله, و من أجل النظر إليه , لدرجة إنتحار عينينها التي تري بهما حقيقة الإنسان والطبيعة والكون والأشياء , وإن صحت التجربة وصدقت فهو لايجري عليه قانون الإنسان , والأجدر والأليق به قانون الأشياء , لأنه صار مجرد شيء خال من القيم والمثل والمبادي الإنسانية المجردة , وبالفعل صار متجرداً من ثمة مسئوليات أخلاقية أو عقلية , ومن ثم يفتقد هذه المسئوليات , والأحري به أن لايلام علي فقدانه المسؤلية العاطفية تجاه من أحبته وعشقته لدرجة التضحية لأجله ..

... ... ...

"تجازف فكرة احساسي على قطع الوصل والدار
على صوت العقل بعد الجنون المنكسر طوقه
على سُوْق الخطى ضد إتجاهاتك وأظل أحتار
أقول الشك في قلب الحبيب أحلام محروقه
أصابع خوف تسحبني لنارك وأنكوي بالنار
وأحاول أستمر هبّة نسيم يمرّك بشوقه ..
تموت الروح واستنجد ببسمة من فم البّحار
له الموت ولي الموت .. وتعادلنا على ذوقه ..
أنا وحدي لك بقلبي أجرّب متعة الإبصار
كما اللي ينظر الشمس ويلاقيها ألم فوقه .."

... ... ...


بعد كل هذه التضحيات التي قدمها قلب نقي بمشاعر صادقة واحاسيس مرهفة , ووجدان نابض يكاد ينطق ويتحدث بإختلاجات قلبه , ولوعة أساه , وحنين إحساسه , واشتعال مشاعره , والتضحيات والمجازفة من أجله .. هو .. وهو فقط .. وماكان المقابل إلا اللوم ,, وما اصعب وما أمر وأشقي وأتعس للعاشق حينما تصادفه موجات اللوم وعدم الإهتمام والإلتفاف عن درجة حب عال يطاول السحاب ويتماس مع الروابي وشمم الجبال, بوصوله لدرجة العشق , المواجه بتبلد الأحاسيس وحقارة الأفكار والتصورات التي يحملها من أحبته وعشقته , وكأنه يذبح عشقها وتصوراتها وأفكارها الملهوفة وجداً وحنيناً ,,, .

ومع حالة اللامبالاة وعدم الإكتراث يتكيء هذا الواهم الممروض بأمراض التكبر والغطرسة , وكأن مركبات النقص المعروفة لمرضي النفس قد اكتملت وتراكمت لديه ليمثل حالة مرضية يستحيل علي أي طبيب نفسي أن يعالجها أو يتلمس لها دواء أو يرجي لها شفاء , فهذا الشيء لايتقن إلا اللوم ويتشهي بذبح الأفكار علي مشنقة إحساسه البارد , بحبل مشاعره المنكرة , فاهو يتكيء علي أريكته وكأنه لايوجد له مثيل أو شبيه في تكبره المصطنع , وفخامته المصنوعة بفواتير علاج مرضي مركبات النقص والتوهم بالعظمة , هو ليس كذلك ,, فهو نكرة إجتماعية في مرحلة الماضي القريب , ويفتقد المكانة الإجتماعية , ولايحمل علي عاتقه ثمة مسئوليات عقلية أو أخلاقية , فظن أن الثراء وامتلاك الأشياء يصنعان منه إنسان يحوز التقدير والرعاية والإهتمام من المحيطين ببيئته الجديدة أو الوسط الإجتماعي الذي دخل عليه من الأبواب الخلفية ,, وتتمثل الأشياء التي يقتنيها لتكون أميل إلي العتاقة والقدم , فيحرص علي شراء سيارة من الموديلات القديمة , ويقتني كل ماهو قديم ليوهم وسطه الجديد أن هذه السيارة كان يستقلها جده لأبيه أيام كان الناس يمشوا حفاة شبه عراة , وأن هذا القصر الفخم الذي يسكنه والذي غرس فيه أشجار النخيل ذات العمر الطويل , وكأن تشييد القصر كان معاصر لغرس فسائل النخل ليتوهم الناس قدم وعراقة الثراء والتملك بمقارنة عمر النخيل بعمر القصر ..

هو بحقارته لايستحقها , ولا يستحق لهفة وجدانها وحنينها إليه , فهو البليد المدعي للصمت في مواجهة ثورة المشاعر .. يتكيء ويشرب كأساًمن الشاي بصمت , وكأنها ليست بموجودة أو كأنها هملاً بغير اكتراث , وهذا الصمت كأنه يقطع شرايينها وأوردتها , لتنزف مشاعرها ندماًُ وأسفاً , ويتعامل معها بجلافة وعجرفة وتعال متصنع علي نظرتها الإنسانية البديعة المتوثبة لحاضر أروع , ومستقبل أبهي وأجمل , وكأنها ارتكبت ذنباً من الذنوب التي يستحيل معها السماح أو الغفران والتوبة , في حين أنه هو بمثابة الذنب والإثم والكبيرة التي ارتكبتها في حياتها ومنذ وجودها علي البسيطة , ويالها من عظيمة حد العظمة , ورائعة حد الروعة , لأنها امتلكت ناصية عقلها , وحاكمته محاكمة عقلية مبهجة , واستعادت الوعي المفقود , والإرادة الغائبة , نادمة علي ماضٍ بئيس , وذكريات متوهمة لعينة , والأسر الوجداني لسجن المشاعر والأحاسيس , لتعيد صياغة العقل والنفس والذات وتلملم ماتناثر من مشاعرها , وتجمع ألوان طيفها البهية الجميلة المبهجة لتعيدها إلي أحاسيسها , لتشعر بدفء الحياة وجمال وجلال روحها وذاتها التواقة للحب وعشق الحياة , لتعلن بإرادتها أنهاستكسر هذه الحواجز الباردة المتبلدة , وتهدم سراديب الأسر , وتعلن نوالها للحرية في كسر السلاسل والأغلال , ليظل هو رهين اسره في البلادة والبرود والصلافة والكبر والقسوة علي ذاته المريضة ليعيش مع الأشياء التي يري فيها ذاته و يتوهم من خلالها كينونته :

تلوم العاشق بعينك ..وذبح لهفة الأفكار
وتشرب شايك الدافي ويقطع صمتك عروقه ..
تعاتبني على نظرة بعيدة والأمل ما صار
تعاملني كما المذنب .. وإنت الذنب وخفوقه..
ياليت الحاجز البارد ..نهدّه والأسر ينهار
أو القصة نحولها جريمة حب مخنوقه ..
يقولون ونقول إنّا ..تباعدنا بكل إصرار
أحدنا زاد بالقسوة ..وثانينا كسر طوقه..


الحاجز البارد * .. نص من النصوص الشعرية للأستاذة الأديبة الشاعرة الدكتورة / خلدية آل خليفة ,أستاذة الإعلام السياسي، كلية الآداب، جامعة البحرين، شاعرة وأديبة، رئيسة مجلس إدارة شبكة دار الأدباء الثقافية.



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في .. زمن الملح * : الحياء والكبرياء والحيرة الوجودية ( دراس ...
- حديث الأرصفة * جحيم الحقيقة و.. قراءة مراواغات الكذب والنفاق
- قهوة برائحة المطر الاول *
- الهروب من .. -أتكيء إلي لاشيء - * ..
- ناقوس الأحزان
- هي ..
- وحيد !
- زهرة برية !
- غريب !
- الوطن والدين .. و.. عبوة زيت أو كيس سكر
- السيسي وصباحي .. ومسرحية كرسي الرئاسة
- أبولهب وأم جميل.. هل سيبعثا من جديد ؟!
- آمنة باوزير .. والقتل بالترك تحت شعار الإختلاط ممنوع
- تحالف مدنس !!
- طلاق
- حينها تبكي الملائكة !
- نقطة ماء عالقة
- أبي : لماذا أنت خائف !؟
- لو كنت نبياً !!
- مهاجر


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - الحاجز البارد * و.. التحرر من الأسر ! قراءة في نص من نصوص الشاعرة الدكتور خلدية آل خليفة