واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 16:41
المحور:
الادب والفن
هل قرأت ؟
تعودنا منذ الطفولة ان نقف على كل شيء نسأل عنه نستفسر نشبعه حيرة وتوجسات حيرى ترغب بكشف الاسرار التي تلف الاشياء .. عندما كبرنا إزداد ولعنا بالاسئلة والتي غالبا ما كانت تنحو منحى مغايرا عن المرحلة العمرية السابقة ولكنها كانت دافعا لممارسة السؤال وبمهنية صقلتها السنين المرة .. ولكني أسال نفسي : هل قرأت اسئلتي ؟ قراءة السؤال مهمة جدا وبنفس الوقت تعطيك شعورا بان المسؤول عنه وفق هذه الصيغة غير النمطية قد يحيلك الى عالم ثان من الاسئلة التي توحي لك بالجواب ولو كان سطرا او كلمة واحدة.. فهل قرأنا ما سألناه ؟ وهل وعيناه جيدا ؟ ثم ما دليل ما عرفناه من خلال السؤال او الجواب .. مساحة السؤال تتسع في رؤية السائل الذي لا يرضى بجواب يقبله عقل بسيط بل يبحث عن جواب يلغي سؤاله ولا يزيده حيرة .. هنالك نوع من الاجوبة يرفع الظمأ لفترة قصيرة وهنالك جواب يعطيك مساحة كبيرة من التنفس والاستقرار الذهني والنفسي فتشعر بانتصار سؤالك المعرفي ليتكرر طرح أسئلة تتفاوت من حيث الاهمية ويصبح السؤال في بعض الاحيان اعتباطيا ولكن هل قرأنا ما سألناه جوابا كان أم سؤالا؟ المشكلة في القراءة ونوعيتها والميل العقلي والعاطفي نحو الاشياء وهنالك يسار ويمين ووسط وغير ذلك من ضروريات الحياة الفكرية والاجتماعية ويتم قراءة المكان والزمان والبيئة والشخصية وعمرها وغير ذلك من دقائق الامور لتكون المحصلة إعطاءنا الاطمئنان بأن سؤالنا لم يكن عبثيا .. إقرأ إقرأ حتى يقال عنك إنك تقرأ او انك مجنون ليس بالضرورة ولكن حجم القراءة بعناية ترسخ في النفس قابلية لتحديد نقاط إنطلاق مختلفة ومتعددة وربما تكون جاهزة وآنية إلا ان ثمارها حاضرة وتنتظر وقت القطاف .. القراءة كعنصر حصري للإنسان الواعي تجعله أمام مفترق طرق فاما ان يتخذ له منهجية محددة في الحياة او يطبق ما قراه أو يرفض حيث يكون إنسانا آخر بعد قراءته لسطر واحد أو لكتاب وهذا ما يحدث عند الكثيرين .. هناك ابجدية واسعة للقراءة تختلف عند كل قاريء ولكن السؤال هنا : هل إنتفع القاريء بما قرأ ام انه استطاب القراءة فلم يقرا للذات بل قرا للناس وهنا نطرح عليه السؤال : هل قرأت ؟
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟