لوتس رحيل
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 19:38
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لااصدق ما ارى,,,,,,,,,اتراه حلم ام حقيقة؟انها مفاجأة.,.لم ولن تخطر ابدا على بال..هدا الوجه مألوف لدي,,احاول ان اتدكر,,ترى اين رايت هدا الوجه؟وجه بشوش..لاتفارقه البسمة,,.ولحية خفيفة,,,ومن رفيقته نحو المقام المقدس؟؟من تكون يا ترى ؟؟انها ترتدي لباسا ضيقا..وتسريحة شعرها القصير تضفي عليها جادبية كان غطاء راسها يخفيها في العالم الخارجي..لكن هنا في هدا المستنقع لا غطاء ولا حجاب ولا قيود,.,هنا عالم الحرية والعراء,,.اجل انها هي,,لا اصدق؟؟رباه؟اكاد اجن وانا احدق فيهما من بعيد وهما يجلسان على مائدة مندمجان في حديث حميمي,,ياخد يدها في يديه بين الفينة والاخرى ويقبلها بحرارة,,وانا مبهورة الانفاس..لتخرجني دكرى كا العادة من دهولي قائلة:
*ما الامر يا زهرة؟
وهي تنظر حيث انظر لتبتسم ساخرة:
*زهرة ايتها السادجة ايتها الطيبة الم اقل لك مرارا وتكرارا لا تغرنك المظاهر يا زهرة؟اراهن انك تعرفين داك الرجل او سبق لك ان شاهدتيه في احدى البرامج المتلفزة اليس كدلك؟
واجبتها :
*لا ثم لا لم اشاهده في التلفاز بل قابلته على ارض الواقع ,وناديت فدوى التي تعرف قصتي معه لاخبرها ان داك الرجل هو الدي عرض علي قضاء عطلة نهاية الاسبوع معه في ضيعته حتى يوقع لي تاشيرة الدخول الى عالم الوظيفة,,,لكن فدوى التي ضحكت حتى دمعت عيناها اخبرتني انه زبون هنا وانه خفيف الظل ومتعود على دعوة النساء الى ضيعته لقضاء نهاية الاسبوع ..وبقيت حائرة في امري ,,فهو رئيس جمعية دينية ,,وانشطة مختلفة ولقاءات وحفلات خيرية ..واخت زميلتي واسمها حليمة هي التي عرفتني به املا في مساعدتي على الوظيفة..وكنت اشعر بالخجل كلما قمت بزيارته وحدي لكوني غير محجبة..ولم يدر بخلدي انه كان يحاول الايقاع بي واغرائي..وقد حكيت الامر لحليمة التي ازدادت قسوتها علي ونفورها مني بعد تلك الحادثة دون ان اعرف السبب..والان فهمت كل شيء ...فحليمة التي انظر اليها الان وانا لا اصدق ما تراه عيني,,حليمة المحجبة والمتشددة والتي كانت تمنعني من مشاهدة التلفاز..والتي كانت تسخر مني ومن تبرجي ولباسي ..والتي كانت تحب ان تصدر فتاويها بوجودي وتتعمد اهانتي وحرماني من ابسط حقوقي لكوني ضيفة,,حليمة التي كنت اجتر الامي في صمت واشعر بالمهانة والاحتقار بسببها والتي تتهمني في شرفي وهي تعلم جيدا انني شريفة ولا علاقات لي في هده المدينة ولا افكر في الحرام حتى وان كانت لدي مؤهلات جسدية تؤهلني للحصول على المال وتحقيق احلامي وولوج أي وظيفة اريدها مقابل نزوة او حماقة او حتى علاقة مع مدير او رئيس او مسؤول كما هو جاري به العمل في اغلب الاوساط,,حليمة التي تشتغل في معمل خياطة والحاصلة على اجازة في الدراسات الاسلامية والتي تعبت هي الاخرى في الدخول الى سلك الوظيفة العمومية لينتهي بها المطاف في معمل الخياطة والتي تبدو دوما محتشمة ومدفونة في جلبابها الفضفاض والتي لا تفوتها صلاة الفجر كما انها المسؤولة عن المعيشة في تلك الغرفة وهي اكبر سنا من اختها رشيدة وزميلتي الاخرى حفيظة اللتان لم تكملا دراستهما الجامعية بسبب رسوبهما المتكرر فاختارتا ولوج عالم العمل في احد المصانع,,والرضى بالقدر بعدما فشلت كل واحدة منهما في العثور على عريس يصونها ويوفر لها عيشا كريما وتكون عائلة...وعلاقتي بهما طيبة الا ان حليمة افسدت كل شيء وارغمتني على البحث عن سكن مستقل لاني لم اعد شريفة في نظرها مما حيرني.وجعلني اتساءل احيانا اعملي هدا شريف ام لا ؟اانا فعلا شريفة ام لا؟وما معنى الشرف في نظر حلومة؟؟وان كنت اشتغل هنا فانا حتى الان لم استسلم لاغراءات هدا العالم ولا ادخن ولا اشرب خمرا ولم امارس جنسا مع احد هنا...بل اشعر بغبطة كلما تسلمت راتبي فهو من عرق جبيني ولا اطمع في مال اكثر وان كنت احيانا اتلقى نقودا من بعض الزبائن الدين يقدرون ظروفي ويشفقون على حالتي ويعلمون ان لدي شهادات وان الزمن الاحدب الملعون هو الدي دفعني الى العمل هنا لدا فهم يحرصون على ترك ما تبقى عند دفع حساب الطلبات أي البوربوار...ويخرجني احمد من يم افكاري ليقول لي مازحا:
*اهي الغيرة يا زهرة؟اتراك تحبين الرجل البشوش دو اللحية الخفيفة؟
وضحكت فدوى لتخبره اني كنت ضمن لائحة المرشحات للدخول الى ضيعته لتسكت قليلا وتضيف:
*زهرة ان دلك الملعون معتاد على دعوة الفتيات الى ضيعته فهو يعدهن بمساعدتهن في وجود عمل ,دلك اللعين يستغل حاجتهن الملحة في الحصول على العمل لكونه صاحب ضيعة وشريك في عدة معامل وله مشاريع خاصة, ليغريهن بقبول دعوته فيجدن انفسهن مجبرات على القبول كي يفي بوعده وعندما يقضي اربه منهن يتنكر لهن اما رفيقته تلك..وهنا قاطعتها بلهفة:
*مادا عن رفيقته يا فدوى؟من تكون؟
استغربت فدوى اهتمامي بمعرفة رفيقته لكنها قالت:
*رفيقته متعودة على المجئ معه الى هنا للرقص وشرب الخمر انها تدخن ايضا انظري...فنظرت اليها لاجد الرئيس البشوش يشعل سيجارة ويمدها لها ويشعل اخرى لنفسه وهو يرتدي لباسا رياضيا لا يمت الى عبائته التي يرتديها كلما قمت بزيارته بشيء كما انه لا يحمل المسبحة التي تعودت على رؤيتها في يده,,اردفت فدوى :
*صديقته يا زهرة مديرة اعماله الخيرية,,وقاطعتها ثانية :
*اهي المسؤولة عن الحفلات والانشطة الدينية ومساعدة الفقراء والمعوزين ؟؟
وضحكت فدوى واحمد وحتى دكرى ضحكات عالية مما اغضبني وشعرت بانهم يسخرون مني كالمعتاد,,الا ان فدوى الجريئة اكملت حديثها لتقول :
*زهرة الله يهديك ديري عقلك الله يخلليك يا زهرة..نعم هي المسؤولة عن الحفلات وعن الندوات والنزوات فهو الرئيس وهي كاتبته الخاصة ومديرة اعماله وتتقاضى اجرا مهما عن كل حفلة يا زهرة كلما احس بالحنين الى اقامة حفلة او زار او حضرة هههه, الا واعطاها الادن بدلك, لتقوم بتنظيمها على شرفه, فيختار ملكة جمال حفلته الدينية.. افهمت الان؟؟ولم تترك لي الوقت كي ارد بل تدخل احمد ليلقي درسه الاحمدي كالعادة وقال لي:
*هدا الرئيس يعشق اللهو والمجون ولكن مركزه الديني يمنعه من دلك فادا اكتشف امره فسيحرم من الامتيازات التي يحظى بها في جمعيته وحزبه وهكدا فان مديرة مكتبه والعاملة في احد معامله بارعة في اصطياد نساء لهن اوصاف معينة ليقضي معهن الرئيس نهاية الاسبوع في ضيعته..وعندما يكون الرئيس سعيدا فان المديرة تحظى برضاه ولا يبخل عليها بشيء..ولا باس ادا فكر في دعوتها هي الاخرى لقضاء بعض الوقت معه سواء في الضيعة او المستنقع بعيدا عن جحيم الدين والواجبات والمسؤوليات ولا باس ايضا ادا تجردا من رتبهما الدينية وانغمسا في شرب عصير العنب كي يعيد لدورتهما الدموية الحيوية والنشاط..ولم لا يقضيان ليلة او ليلتين في هدا الفندق ويستمتعان ببرامج الصالة المتنوعة ويرقصان ويرقصان بكل حرية....
واكتشفت حينها اني كنت ضمن لائحة ضحايا الرئيس البشوش دو اللحية الخفيفة..وان اقتراح حلومة لي كي ارافقها الى مكتبه لطرح مشكلتي عله يساعدني في الحصول على العمل لم يكن بمحض الصدفة بل كان مرتبا,,رباه..كما اكتشفت ايضا ان دهابي المتكرر له كان مدبرا...كما ان حليمة المتدينة والشريفة والطاهرة التي اشبعتني سبا وشتما كان كرهها الشديد وطردها لي يعود لعدم قبولي دعوة رئيسها المباشر رغم انها قبضت مقدم ثمن بيعي له,,,,وجن جنوني وانا استرجع وقاحتها واهاناتها لي امام اختها رشيدة وزميلتي الاخرى حفيظة, وتمنيت الان لو كانتا هنا لتعرفا حقيقتها وهي مجردة من قناع دينها المزيف,,,وشعرت فدوى بما يدور في خاطري فاخدت وردة حمراء من باقة ورد احضرها لها احد المعجبين وطلبت من احمد ان يدهب الى طاولتها ويقدم لها الوردة وهو يشير الى جهتي كي تراني واشفي غليلي,,,وما ان قدم لها احمد الوردة وهو ينظر نحوي وفدوى بجانبي حتى وقفت مفزوعة لهول المفاجاة فهي لم تتوقع ان يكون عملي في هدا الفندق بالدات واحمرت وجنتاها خجلا,,,وانا اشير اليها بيدي احييها كما بعثت لها فدوى الجريئة قبلة في الهواء وهي لا تكف عن الضحك,,,,,مما اغضبها وخرجت مسرعة لا تلوي على شيء ليخرج وراءها الرئيس دو الوجه البشوش واللحية الخفيفة دون ان يفهم شيئا,,,,,
#لوتس_رحيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟