|
من تل برك .. محافظة الحسكة .. توثيق إنتهاكات قوات الحماية الكردستانية
مهند الكاطع
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 09:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الثورة السورية أزالَتْ الأقنعة التي يختَبئ وراءها كل المتاجرينَ بالدين وبالقومية ، كَما أنها أسْهَمَت في تعريةِ المُجتَمع الدولي الذيّ يكيلُ بمكيالين ويعملُ وفقَ مصالحه السياسية بتجردٍ تام من الاخلاقِ دونَ أدنى إحترام لدم الإنسان أو بذلَ جُهدٍ للحفاظ على كرامة الإنسان وحياته فضلاً عن حقوقه . حزب العمال الكردستاني الذي لا يخفى اليوم على أحدٍ في سوريا بأنهُ أداةً للنظام السوري الغاصب وأحدُ ميليشياته ، يقومُ بكل ما يوكَل إليه من مهماتٍ كمحاربة الثوار والمدنيين وأعتقال الناشطين والإعلاميين والشروع في أي أعمالٍ عسكرية مع النظام جنباً إلى جنب مع شبيحة ما يسمى جيش الدفاع الوطني ، تماماً مثل "داعش" التي يرتبط قادتها بالنظام السوري ويقومون بتوجيه نيرانهم أيضاً لصدور الثوار والكتائب المعارضة وابتزاز المدنيين والمساهمة في تجويعهم . لَقدْ بدأت قواتُ الغدرِ المسماة بقوات الحماية الشعبية (الكردستانية) التابعة لحزب الأتحاد الديمقراطي PYD النسخة السورية من (حزب العمال الكردستاني الإرهابي PKK) بمهاجمة بلدة تل برك ( تبعد 42 كم عن مركز محافظة الحسكة) بمساندةٍ جوية من طيران نظام الأسد و مروحياته التي أنطلقت من مطار القامشلي لتمهيد الطريق أمام ميليشيا حزب العمال الكردستاني بالقصف عشوائياً على كل ما يعترض طريقهم من منازل وبشر ، هذا وكانت داعش قد أنسحبت من تل برك دون مقاومة لتترك أهالي تل برك لمصيرهم ، لا تزال في ذاكرة حزب العمال الكردستاني الهزيمة النكراء التي لحقت بهم عندما أرادوا قبل اسابيع أحتلال تل برك وتل حميس ، الأمر الذي كبدهم خسائر بشرية جسيمة ، وآثار نفسية ألقت بظلالها على الشارع الكردي بالكامل ، الذي بدء يصرخ بوجه الحزب الذي أرسل الشباب والشابات لحتفهم في معركة لا ناقة للأكراد فيها ولا جمل ، فتل براك وتل حميس هي بلدات عربية وتسكنها عشائر عربية ، ومحاولة أحتلالها سيخلق أحقاداً وثارات قد تتطور إلى حرب أهلية لا قدر الله ، لكن يبدو أن المكون العربي الذي يشكل غالبية سكان محافظة الحسكة يُدرِكُ تماماً بأن ميليشيات حزب العمال الكردستاني تضربُ بسيف النظام ، وأن ما يقومونَ به مرتبطٌ بشكل أساسي بوجودِ النظام بدليل أنهم فَشِلوا فشلاً ذريعاً في تل حميس وتل برك في هجومهم عليها قبل عدة اسابيع ، وذلك عندما تخلى عنهم طيران النظام الاسدي بسبب خلاف على ترتيب رفع راية النظام أولاً أم راية حزب العمال ، لذلك يتجنبُ المكون العربي المواجهات الغير متكافئة مع النظام والتي ستدمر ما بقي من قراهم وبلداتهم المحاصرة و التي يستمر قصفها ببراميل النظام منذ أكثر من عام الأمر الذي أوقع آلاف الشهداء والجرحى فضلاً عن المعتقلين والمغيبين واللاجئين .
من المهم بمكان الإشارة إلى الجرائم التي يرتكبها حزب العمال الكردستاني ، لتصل أصواتنا إلى جميع السوريين الأحرار ، لكشف حقيقة هؤلاء المجرمين الذين يسوقون عبر إعلامهم كما يفعل النظام بأنهم "ضحايا" ، بينما تجدهم يقتلون دون أدنى رحمة أو شفقة ، وفضلاً عن القتل يقومون بهدم البيوت بعد سرقة محتوياتها في القرى والبلدات العربية بشكل خاص، وحيثُ أننا عرضنا للقراء قبل فترة ليست ببعيدة جانب من توثيق جرائم قوات الحماية الكردية تضمنت أعداد المعتقلين الذين أعترفوا بأعدادهم خلال سنة 2013 على لسان أحد قادتهم (جوان ابراهيم) والذي أكد وجود ما يزيد عن 5100 معتقل لديهم ، وقد عرضنا أسماء بعض الحقوقيين والصحفيين والأطباء والمهندسين والصيادلة والطلاب الجامعيين المعتقلين لديهم ، وها نحنُ اليوم نستعرض جانباً من انتهاكات قوات الحماية الكردستانية المسماة YPG بحق أبناء تل برك والتي بدؤوا الهجوم الغادر عليها في مساء 22/02/2014 حيث أقدمت قوات حزب العمال الكردستاني المذكورة على القيام بمجازر بحق المدنيين في البلدة والقرى المحيطة بها ، وقد طالت المجازر أطفال ونساء وشيوخ ، كما تم هدم وحرق أكثر من 80 منزلاً في البلدة والقرى المحيطة بها منها عشر منازل في قرية تل الفرس ، بذريعة أنها بيوت لأشخاص يتعاونون مع كتائب المعارضة . وافاد ناشطون محليون بأن اعداد الأشخاص الذين تم أعدامهم وصل إلى اكثر من 60 مدنياً ، بعضهم من عائلة واحدة ، كما جرى حرق بعضهم وتشويه جثث آخرين ، في منظر لا يحتمله اي ضمير دون اي وازع من أخلاق ، وبدوافع حقد وكراهية واهداف لا يمكن أن تكون خارج الفكر الاستيطاني الذي يسعى لتهجير السكان العرب بالقوة لإقامة كيان قومي بحجة أن هذه الارض هي كردستانية كما تريد الأحزاب الكردية تصويرها . وفيما يلي أسماء لبعض الشهداء المدنيين الذين تمكنا من الحصول عليها : أولاً : عائلة الحلو (حمد الحلو وأبنائه وابن اخيه ) 1- الشهيد حمد الحلو ( رب الأسرة) 2- الشهيد سعد حمد الحلو 3- الشهيد راغب حمد الحلو 4- الشهيد علي حمد الحلو 5- الشهيد خضر الحلو
ثانياً : عائلة : العزاوي 6- الشهيد عدنان رمضان العزاوي 7- طفلة الشهيد عدنان رمضان العزاوي
ثالثاً : عائلة العلو ( أعدام أخوة ميدانياً) 8- الشهيد ابراهيم العلو 9- الشهيد ياسر العلو 10- الشهيد عبد العلو
رابعاً : عائلة عبد الله الخليف ( أعدام ميداني) 11- الشهيد أحمد صالح عبد الله الخليف 12- الشهيد علي صالح عبد الله الخليف
خامساً: عائلة العواد ( حرق أحياء حتى الموت) 13- الشهيد خالد العواد 14- الشهيدة زوجة خالد العواد 15- الشهيدة شقيقة خالد العواد
سادساً أسماء آخرى : ( إعدامات) 16- الشهيد محمد خلف 17- الشهيد عبد الغفور الحمزة 18- عبد الرحمن التمي الشرابي
هُناك جثث لعوائل بلغَ أعدادها اكثر من 40 جثة ، سيتم نشر أسماءها وتوثيقها حال ورودها ، فالنظام وميليشيات حزب العمال يفرضونَ الآن طوقاً أمنياً شديداً وحصاراً على البلدة والقرى المحيطة بها ، والأتصالات شبه معدومة الآن ولا يمكن معرفة الفظائع الاخرى التي تم ارتكابها في الليلة الماضية ، لكن عدد المعتقلين المدنيين تجاوز 120 مدنياً بينهم نساء وشيوخ في كل من القرى التالية (تل الفرس - دفي- عكر- الابير- الصالحية- سميحان) وكلها بتهمة الأنتماء لداعش ، علماً أن داعش هي الوجه الثاني لحزب العمال والمرتبطة بدورها بالنظام أيضاً ، لكن تم خلق تلك المسميات كشماعة لأعتقال المدنيين والقضاء عليهم لتحقيق مآرب تصب في صالح النظام أولاً وأخيراً .
كما نُذكّر بأن هذه ليست المجزرة الأولى التي يرتكبها حزب العمال الكردستاني بحق المكون العربي في محافظة الحسكة ، إنما هي إكمالاً لسلسلة يسعى حزب العمال الكردستاني لإكمالها في مسلسل الجرائم باسم (القومية) ، فقد قام حزب العمال الكردستاني بالهجوم على العديد من البلدات والنواحي العربية الخالصة ونذكر منها ( اليعربية ، القحطانية ، تل تمر ، تل حميس ، جزعة ، المناجير ) وايضاً هاجم عشرات القرى العربية الخالصة التي لا يتسع المجال لذكرها كلها لكن نذكر منها على سبيل المثال : ( محمد الذياب ، أبو فرع ، خويتلة ، مشيرفة ، الصهريج ، الخدعان ، الحسينية ، أبو قصايب ، العوينة ، أبو توينة ، تل أحمد ، الحصوية ، تل علو ، كريفاتي ، الصفا ، علياقة ، الزرقاء ، النافعة ، عكرشة ، جزعة ، العرجة ، الأغيبش ، عين العبد ، تل الفرس، الصالحية سميحان الابير ، أم عظام ، قرطبة ، عكاظ ، المناجير ، تل حلف ، مجيبرة ، عب الناقة ، دردارة ، كاطوف ، الاسدية ، الحفيان ، المشرافة ، الجنيدية ، خراب البوغالب ، تل عيد ، تل عنتر ، اليوسفية ، مجيرينات ، شيبانية الدندح ، خربة الجحاش ، الرحية الكبيرة ، الرحية الصغيرة ، بزونة ، نبوعة ، البجارية ...الخ) .
نحن لا نُحمِّل المكون الكردي بكل تأكيد مسؤولية هذه الجرائم التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني بتوجيه من النظام وباسلحته ، ونرفض الانباء التي وردت حول التداعي للقيام بتشكيلات عربية للرد على ميليشيات حزب العمال الكردستاني والانتقام من جرائمه ، فهذا تماماً ما يريد النظام ايقاعنا به عبر دفعنا للأقتتال الداخلي ، وخلط الاوراق . لكننا بنفس الوقت نحمل للأحزاب الكردية قاطبةً هذه المسؤولية نتيجة لصمتهم على تلك الجرائم ، حيث أنهم لم يبدو أي بيان رسمي أو تحفظ على كل هذه الأنتهاكات المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام ، الأمر الذي يدل بوضوح بأن الخلافات التي تظهر على السطح بين الاحزاب الكردية وحزب العمال الكردستاني لم تتعدى الخلافات على المناصب والإدارة والنفوذ والسيطرة . نذكرّهم بأن هذه التصرفات غير المسؤولة وهذه الجرائم لن تمر دون عقاب ودون حساب ونقول لهم :بأن السوريين ثاروا ضد الطائفية والعنصرية فلماذا تكرسونها عبر شعاراتكم وراياتكم؟ السوريين ثاروا ضد القومجية الإقصائية فلماذا تثيرونها وتتبنوها ؟ السوريين ثاروا ضد الظلم والأستبداد فلماذا تمارسونه بسيف السلطان ؟! السوريين ثاروا ضد الإجرام فلماذا ترتكبونه أو تصفقون لمن يرتكبه ؟ السوريين ثاروا ضد تقسيم المجتمع وضد الفروقات التي خلقها النظام بين الشعب ، فلماذا تسعون إلى الفرقة والتشرذم ؟!
السوريين عرباً وأكراداً وآشورا ، إسلاماً ومسيحيين مصلحتهم بالعيش بسلام وأطمئنان ، والتعويل على النظام اليوم من قبل بعض الأقليات ( مع أحترامنا لها) هو بمثابة التعويل على حصان خاسرٍ !
عاشت سوريا حرة للجميع
#مهند_الكاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة الأوكرانية أسقطت القناع عن خذلان العالم للسوريين !
-
أستمرار أنتهاكات حزب العمال الكردستاني .. بلدة المناجير في م
...
-
توثيق إنتهاكات قوات الحماية الكردية الحليفة للنظام في سوريا
-
النظام السوري يُحسِنُ استخدامَ الورقة الكردية!
-
صمود تل حميس ... يهزم قوات الحماية الكردية !
-
أكذوبة الإدارة الذاتية في -غرب كردستان-
-
لست من دعاة الفيدرالية ولا القومية في سوريا !
-
آلهة الكذب المميزين
-
الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !
-
الإحصاء الإستثنائي في محافظة الحسكة 1962
-
الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر
-
مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلي
...
-
إرهاصات الخطاب الكردي في ظل الثورة السورية .... وجهة نظر عرب
...
-
12 آذار بين أنتفاضة قامشلو ... وأحداث القامشلي
-
ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية
-
الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|