أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - مقاومة مستنسخة














المزيد.....

مقاومة مستنسخة


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 10:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


" تشير كل الدلائل الميدانية، والتطورات السياسية إلى أن نصر العراق بات يدق بيد مضرجة على بوابات البيت الأبيض الأمريكي، ويعلن هزيمة واندحار المحتل المعتدي، وسقوط استراتيجية إعادة ترتيب المنطقة العربية وفق مصالح الغاصبين" .

هكذا تبشرنا بكل ثقة و بمعلومات يبدو أنها موثقة، مقدمة مقال نشر في الموقع الإلكتروني" إيلاف" للكاتب الفلسطيني فاير صلاح أبو شماله، مقال حفل بذات مفردات الخطاب الذي ردده المتيمون "بقومية المعركة"، و ظل مقررا على أبناء الشعوب العربية منذ أربعينات القرن الماضي، و حصاده شيوع أبشع صنوف أنظمة الاستبداد القومية، و ضياع فلسطين، و ليس آخره احتلال العراق وتدميره بيد قوات الاحتلال والقوى الإرهابية العربية والعراقية والأجنبية، ومع ذلك فأن "كل" الدلائل تشير...إلى أن "نصر" العراق بات يدق بوابات البيت الأبيض بيد مضرجة ،وهناك "هزيمة" بل اندحار للمحتل المعتدي و"سقوط" استراتيجية الغاصبين، فيا لبشراك يا عراق.. ويا لفرحكم يا عرب..!!.

الكاتب يسترسل مفعما بيقين لا يقبل الشك قائلا : "ولا شك أن الشعب العربي الفلسطيني سيكون أكثر العرب والمسلمين فرحاً وفخراً بنصر العراق وعودته إلى العرب العراقيين ".

إذن مطلوب أن يعود العراق إلى " العرب العراقيين" فقط ، أما الملايين من العراقيين غير العرب فلا وجود لهم حسب ثقافة الكاتب القومية، الذي خول نفسه ناطقا و معبرا عن أفراح الشعب العربي الفلسطيني بهذه العودة..!.

نعم لابد من عودة العراق كامل السيادة على أيدي أبنائه غير الإرهابيين، ولكنها عودة إلى الشعب العراقي بجميع مكوناته الإثنية والدينية والسياسية ذات التنوع الذي نفخر به نحن العراقيين النابذين للشوفينية والتعصب القومي و للمغالاة الدينية أو المذهبية.

ثم يضيف كاتبنا مؤكدا الفرح الفلسطيني بالقول " إن دوي التفجيرات في القوات الأمريكية تتردد أصداؤها بالفرح في شوارع مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة،(...) وأن الأسلوب العنيف جداً دون كلل أو ملل، وغير المهادن للمحتلين، الذي يتبعه رجال المقاومة العراقية، يعتبر استنساخاً للنموذج الفلسطيني غير المهادن للغاصبين".

هنا لا يحق الاعتراض على أسباب الفرحة المدَعاة لأن أشقاءنا بحاجة ملحة إلى دواعي فرح أي فرح جراء الممارسات العدوانية الإسرائيلية اليومية. ولكن هل هناك من يفرح لاستشهاد ما لا يقل عن خمسة عشر عراقيا مقابل مقتل أمريكي واحد!؟.

أما اعتبار الأسلوب الذي يتبعه رجال المقاومة العراقية استنساخاً للنموذج الفلسطيني غير المهادن للغاصبين، فهو اعتبار لا يشرف المقاومة الفلسطينية خصوصا عندما يقارن المواطن العراقي النسخة العراقية بالأصل الفلسطيني لأنه سيجد وقائع عديدة منها :

ــ لم يشاهد أحد في الفضائيات ذات مواثيق الشرف الإعلامي فلما عن ذبح المقاومة الفلسطينية لمواطن أجنبي أو جندي صهيوني.

ــ ولم يشاهد عملية إطلاق سراح امرأتين مختطفين تعملان في مؤسسة خيرية قرب واحد من أكبر المساجد الفلسطينية.

ــ لم تقم المقاومة الفلسطينية بذبح شرطي فلسطيني وإعدام حلاقين وتفجير مطعم شعبي ومدرسة ابتدائية للبنات وتنفيذ مجازر استنادا على الهوية.

ــ لم تلجأ المقاومة الفلسطينية إلى أسلوب تلغيم الجثث البشرية والحيوانات.

ــ ليس لدى المقاومة الفلسطينية أمير غير فلسطيني مُعين بموجب فرمان من كبير أمراء المسلمين المجاهد
الأكبر المليونير بن لادن.

ــ لم تفرض المقاومة الفلسطينية عقيدة حكومة طالبان على أهل مدينة فلسطينية كما حدث في الفلوجة؟
ــ لم تفجر المقاومة الفلسطينية أنبوب ماء أو خربت خطوط إيصال الطاقة الكهربائية.

ــ لم تهدد المقاومة الفلسطينية من يشترك في الانتخابات في ظل الاحتلال الإسرائيلي بالذبح و ضيعت الفرصة على أعداد غير قليلة غير من الفلسطينيين من المشاركة فيها .

أخيرا يختتم الكاتب مقاله هاتفا جذلا من أن المقاومة العراقية خالدة ومنصورة و "ستعيد إنتاج المجد، وتوزيع الكرامة والعزم على بقية الشعوب العربية المتحفزة إلى ارتقاء السلم الحضاري برأس مرفوعة". لكنه نسي تضمين هتافه أن الأرض بتتكلم عربي !.
[email protected]



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقاضيك وأنت الخصم والحكم ؟
- التيار الديمقراطي العراقي ومسئوليته الراهنة
- القدر والبندقية حالا دون استشهاد صدام
- هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟
- لماذا أحب ويحب الأردنيون صداما؟ إلى توجان فيصل
- جرح العراق النازف…عمق استراتيجي لشعوب الجوار
- حكومة الجعفري ؛ درس مضاف للتيار الديمقراطي العراقي
- هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟
- في أربعينية شهداء مجزرة الحله ..ليمتثل عرابوها أمام العدالة
- قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين
- ولاية طالبان الفقيه في البصرة… هدية أعياد آذار للمرأة العراق ...
- الدستور العراقي الجديد و المرأة العراقية
- هل يتعظ المسؤولون العراقيون بعبر التاريخ ؟
- ملثمون إرهابيون ... ملثمون ديمقراطيون
- قناة الجزيرة ومبدأ العضّة! وتورط الأردن
- استنكار شيوعية الحزب الشيوعي و لوغارتم الشكل و المضمون
- شحنة إيمانية زائدة
- ثلاثة - أصوات - و معطف كوكول و- جاكيت - الحزب الشيوعي
- من ينصف المرأة العراقية حقا ؟
- أفكار و دماء الشيوعيين العراقيين هي المنتصرة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - مقاومة مستنسخة