|
مزيج أبومازن
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 23:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مزيج أبومازن مروان صباح ، المكان ، تونس ، لكن ، الحدث في جنوب ليبيا على بعد 70 كيلو من منطقة السارة العسكرية سقطت طائرة عرفات في 7 / نيسان 1992 م حين ثارت عاصفة رملية عاتية ، انتشر الخبر على كل لسان عربي وأجنبي بأن عرفات قد مات ، تناقلت على الفور محطات إعلامية الخبر وواكبت التطورات لحظة بلحظة ، كان العمل البحثي جاري على قدم وساق ، أي ، يتم بسرعة شديدة لضيق الوقت ولا يحتمل التأخير ، لكن ما لم يُحكى وظل حلقاته مغيبة ، ذات صلة بالموضوع ، التحركات التى جرت في تونس ، حيث اجتمعت مركزية فتح تتداول بينها عن مصير المنظمة ومن سيحل مكان عرفات ، . في واقعة أخرى ومكان مختلف ، عام 2004 م رحل عرفات ، لأن القدر أقوى من أي سحر للعنقاء ، هاتف صخر حبش حينها ، الرئيس أبومازن ، ضرورة قبوله ، رفض ، شُكلت لجنة لإقناعه بضرورة توليه القيادة ، ليلاً ، قال ، لستُ معني ، شوفوا غيري ، هنا يكمن مزيج التعفف وحمل المسؤولية بحكمة سياسية فريدة تسجل ظاهرة واقعية في العمل السياسي ، تُحير اليوم ، لكن في زمان مختلف الإدارة الأمريكية الإسرائيلية معاً والتى تقول ، أن الطريق المتبع كفيل بوصولنا إلى الشاطئ مع استعداد كامل بالرحيل في أي وقت مادام الواقع يعيد انتاج الضغوط الماضية بطرق تختلف ، بالشكل ، رغم تطابق جوهرها ، هو القبول بما يتناسب مع المصالح الإسرائيلية البحتة دون أي مراعاة للقرارات الدولية التى مازال صداها يتردد في أروقة الأمم المتحدة . في عبارة أخرى ، يعترف المجتمع الدولي بطريقة أو بأخرى بأن السياسة الفلسطينية تبدل سلوكها ولم يعد ينفع معها وضع عصى غليظة من حين إلى أخر تُحرض الذهنية الدولية ، كما يفعل اضطراراً الأمريكي اليوم ، احياء موقع نائب الرئيس ، كأمر يرى من خلاله ضغط جديد يتراكم على ادارة المفاوضات ، الجارية ، متناسياً بأن الأمر أولاً وأخيراً يعود للمنطق الديمقراطي الذي في نهاية المطاف لا بد للجماهير في مناطق الدولة المعترف بها دولياً ، أن تقول كلمتها الأخيرة ضمن تعديل دستوري يُستحدث لمثل ، هذا الموقع ، ويكون هو الأخر ضمن انتخابات جامع كلاهما في آن واحد ، وليس معقول أو منطقي أن تكون فلسطين البلد النموذجي الأول في إدارة انتخابات حرة ونزيهة تضطر الذهاب إلى ما هو غير دستوري ، حيث ، جميع المبررات التى تسعى في الحقيقة وفي هذا التوقيت إلى افتعال اشكاليات ، ويدور الآن ، ثرثارات حولها تحمل في طياتها العديد من الشكوك وتوفر فرصة ضغط ، حديثة النوع لصالح المسار التفاوضي ، لأن باختصار ، من جاء من خلال انتخابات ، الطريقة الوحيدة لرحيله عبرها ، ومن يريد تحمل المسؤولية ، ما من مفر إلا ان يخوض ناتج الديمقراطية بكل حذافيراها ، رفعت الصناديق وجفت الأحبار . أنها أسئلة تراوح بين قديم ومستجد ، حيث ، تنامت شعبية الرئيس محمود عباس عبر السنوات ال 9 من خلال تراكم الثقة المتبادلة في الطرح الصريح ، وتقبلّ الأخر مهما ظهر تباين في الاراء السياسية ، لهذا نجد بأن القوى الأخرى المتواجدة على الساحة الفلسطينية ، أصبح عباس حاجة ضرورية تحاكي المعادلة الدولية ، رغم ، حالات متكررة تظهر في طابعها عكس ذلك ، إلا أن ، وعلى رأسها حركة حماس تجد في كل مرة الملاذ الآمن والمخرج الأصح في معالجة أزماتها المكرورة ، رغم ، تواصل نبرة سياقاتها المسوغة من أدبيات سياساتها الخجولة التى لا تتناسب مع انماط سلوكها المنتهجة على أرض الواقع ، بل ، تعبر عنها بطريقة الأبواب المواربة عندما تأتي إلى حلقات التسوية والحلول الجذرية . اليوم باتت النخبة الفلسطينية على وجه الخصوص تتطلع إلى المستقبل ضمن صيغة المجهول ، وهذا ، بحده مؤشر سلبي ، كونها تريد الابتعاد بقدر الممكن عن الاحتكام لصناديق الاقتراع ، لهذا ، تجد بطرح استحداث موقع نائب الرئيس طريق الأسهل للوصول إلى السلطة ، وهنا يقع تقاطع في المصالح دون أن تستشعر للحظة أنها متورطة في انقلاب بالغ الجهوزية ، فيه مناسبة جديدة لإيضاح ما إن كانت الإدارة الأمريكية تسعى لإغراق الساحة الفلسطينية مرة اخرى بلّغط وجدلّ يحيد البوصلة عن استحقاقات تأخرت دفعها وحان الوقت ، بل ، بات كفيل الآن دفعها بأثر رجعي ، ولكن ثمة شيئاً معطل ، في ظل مناخ التمحور وحالة التشظي بين السياسيين ، لم يستطيع تكتل معين ، حتى الآن بلورة شخصية قادرة على أن تعّبر حدود دائرتها ، دون أن تكون اقدار الفلسطينيين مختومة مسبقاً ، لكن كل ما يطرح اشبه بهبوط مظلي لا يمثل الحركة الشعبية المعطلة بالأصل نتيجة الانقسام . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
-
قراءة طبوغرافية
-
أبومازن والواقعية الفائقة
-
أبومازن والواقع العربي
-
وصف وظيفي ،،، للمستشار
-
رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
-
سلاسل بيضاء
-
يعيّش ، حالة فريدة
-
حجر الفلاسفة
-
اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
-
اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
-
الطاقة البديلة
-
التعليم المنزوع من التربية
-
دولة الطوق
-
تأطير المثقف بطاقية أخفاء
-
الحقيقة المقلوبة
-
نظام تشليحي
-
المنعطف الأهم
-
الشاهد الوحيد ،،، أُعدم
-
المصالح القادمة بميزان القوة
المزيد.....
-
-بعد تفجيرات البيجر-.. موقع عبري ينشر تقريرا عن حرب بين إسرا
...
-
إسرائيل لا تمتلكها.. خبير عسكري يكشف لـ RT من وراء تفجيرات ل
...
-
ماذا وراء استقالة بريتون: كيف استنفذ المفوض الفرنسي صبر رئيس
...
-
ماذا نعرف عن جهاز -البيجر- الذي اخترقته إسرائيل وأصاب العشرا
...
-
ارتفاع عدد ضحايا إعصار -ياغي-: حصيلة القتلى تتجاوز 500 في جن
...
-
اندلاع حرائق في شمال إسرائيل بعد هجمات صاروخية من لبنان
-
نتنياهو يترأس اجتماعا عاجلا يضم وزير الدفاع وقيادات عسكرية و
...
-
مصادر لبنانية لـ RT: وقوع نحو 2000 مصاب في انفجار أجهزة لا س
...
-
-رويترز-: أكثر من ألف مصاب في لبنان إثر انفجار أجهزة اتصالات
...
-
مسؤول في حزب الله يصف تفجير أجهزة الاستدعاء بـ -أكبر خرق أمن
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|