هل يدور الفلك باتجاه آخر؟ 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 13:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

هل يدور الفلك باتجاه آخر؟ 2
كما ذكرنا في القسم الاول من المقال فان اسم سوريا يرجع الى اليونانية و الرومانية لانها لم تميز بين السريان و الاشور. هنا وقعت الانجليزية في ورطة للتميز بين السوري و السريان او السرياني في كلمة Syrian لان الانجليزية تستعمل اللاحقة an في صياغة الاسماء و الجنسيات و الصفات مثل American لذا اتجهت الى Syriac للاشارة الى السريانية و استمرت في استعمال كلمة Aramea. يعتقد ايضا ان كلمة سوريا ترجع الى البابلية suri.

اطلقت العرب بشكل ضبابي على منطقة سوريا و المناطق الشمالية التي تحيط بها او فقط على مدينة دمشق اسم الشام و لايزال يستعمل هذا الاسم و لو في نطاق ضيق الى يومنا هذا. يذكر المستشرق W. Wright مؤلف الكتاب المشهور في الجامعات الغربية (قواعد اللغة العربية) التغيرات اللغوية التي طرأت على (شامٍ) من (الشأم) و (يمانٍ) من (اليمن) بدلا عن (شاميّ) و (يمنيّ) قارن ايضا كلمات اخرى مثل ثمانٍ.

نذكر هنا بعض العبارات العربية بهذا الخصوص: شائم / يامن باصحابك اي اتخذ اتجاه اليسار / اليمين مع اصحابك. تتصدر المرأة (في العقلية العربية القديمة) في الشؤم (النحس) - ان كان الشؤم ففي ثلاث: المرأة و الدار و الفرس (يجب الانفصال عنها). اصحاب الميمنة و اصحاب الميسرة. الشأم هو الاسود كما في (الخال) شامة اخلدتها اغنية المطرب العراقي القديم ناظم الغزالي (شامة دگه بالحنچ من يشتريها) في اغنية (خايف عليها):
http://www.youtube.com/watch?v=A1nVuDdymVQ

تحول اسم الشام عند العرب الى رمز للوحدة العربية بضمه كل من سوريا و لبنان و الاردن و فلسطين و اسرائيل و لكن تم الموافقة اخيرا على اسم سوريا لشعب خليط من الاعراق بعد وصول الحركة القومية التي انبثقت من اوربا الى سوريا. كانت و لاتزال القومية الكردية تقاوم الانصهار في بوتقة عربية و نحن نلاحظ هذه المقاومة ايضا بوجه اشرس استعمار عنصري الذي هو الاستعمارالتركي.

اما فيما يخص الشعوب السامية الشمالية فانها اما هاجرت بسبب التميز العنصري و الديني او انصهرت او بقت في مجموعات صغيرة ليومنا هذا. لهذه الشعوب الاصلية العريقة اليوم فرصة ثمينة للتحرك لاعادة و لو جزء بسيط من هويتها. كانت الارامية (السريانية) ايضا لغة الثقافة عند العرب و الفرس (الى مدى اقل) لذا تأثيرها على لغات الشرق بصورة عامة كبير جدا. نتعجب كيف يمكن ان يتحول شعب بهذا النفوذ الى اقلية هامشية معرضة لخطر الانقراض. لربما كان السبب الرئيسي كونها لغة الديانة المسيحية لم تستطع مقاومة الاسلام و لم تقبل تبني الاسلام كما تبناه الشعب الكردي اضافة الى المنافسة مع اليونانية المسيحية و الغزو المغولي و اسباب كثيرة اخرى و اليوم تعيش السريانية ايضا في العربية و الفارسية و الكردية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات