أكبر عقوبة للوطن هي إعادة أعمار الفنون والآداب.. إإ

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 10:21
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 940
أكبر عقوبة للوطن هي إعادة أعمار الفنون والآداب ..!
أتحدث اليوم عن مشروع ليست له دراسة جدوى اقتصادية ، ولا جدوى من الدراسة فيه أصلاً وهو مشروع إنصاف الكتاب والأدباء والفنانين العراقيين ‏..!
في العراق لا يوجد أحد من رجال الحكومة المؤقتة ولا من أعضاء الحكومة الانتقالية المنتخبة من يفكر في إعادة أعمار مؤسسات الفنون والآداب .. حتى في القطاع الخاص لا أحد يفكر ..! ربما لآن جميع ذوي العلاقة من قادة وزارة الثقافة ، وهي وزارة " غير سيادية " في نظر قادة العراق الديمقراطي ، لا يفكرون في الإنصاف ولا في التصنيف لأن التفكير بمثل هذه الأمور لا يجلب غير وجع القلب والدماغ ..!
هؤلاء القادة يعتقدون أنه كلما بقي المبدع ــ كاتبا كان أو فنانا ــ فقيرا بلا راتب وبلا مأوى ، كلما استطاع أن ينتج أعمالا إبداعية أفضل أو أن يموت وحيداً مثلما فعل الشاعر عقيل علي إذ دخل إلى الجنة عن طريق الموت رصيفا ..! لذلك فالكتاب يكتبون في الصحف العراقية المليونيرة منها الصادرة في داخل العراق وخارجه ، والفقيرة حقا ، لا يتقاضون لا راتبا ولا مكافأة ..! الفنانون التشكيليون يبيعون منتجاتهم بأبخس الأثمان .. أما الشاعر فعليه أن يدفع أثمان نشر قصيدته في صحيفة أو مجلة ..! الممثلون في برامج الفضائيات لا يتقاضون غير " كروة " الذهاب والإياب من الاستديو وإليه ..! مع ذلك فأن المبدع العراقي في داخل الوطن وخارجه لم يدمن على المشروبات الكحولية لأنه لم يفقد الاتزان السيكولوجي طالما يستطيع أن يشتري علبة سيكًاير يوميا لتقوية صمامات الأمان في قلبه ..!
اطلعت اليوم على خبر في صحيفة مصرية تضمن أرقاما " فنية " أقدمها للقارئ العراقي الكريم وخاصة القارئ الفنان والأديب والكاتب والصحفي وهم فقراء الله على أرض ليس فيها غير النفط ..!
الأرقام المصرية تقوم على الحكمة القائلة : إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب :

(1) ثماني ملايين جنيه رصدها المخرج عبد العزيز السكري لتصوير مسلسل "علي نار هادئة" قصة وسيناريو وحوار كوثر هيكل مرشحا لبطولة العمل إلهام شاهين التي تناقشت مع المؤلفة حول السيناريو وأبدت موافقتها عليه ولكنها لم تستقر من الجهة الإنتاجية علي أجرها حيث طلبت 2.5 مليون جنيه مقابل الموافقة. .!
(2) سبعة ملايين جنيه قيمة الميزانية التي رصدتها الجهة الإنتاجية لتصوير أحداث مسلسل "ينابيع العشق" قصة طه حسين سالم وإخراج وفيق وجدي وبطولة صلاح السعدني وأحمد عبد العزيز وأحمد خليل ونهلة سلامة وهالة صدقي ونبيل الحلفاوي.
(3) أربعة ملايين جنيه رصدها المخرج وائل إحسان لتصوير فيلم "خلي بالك من جيفر" المرشح لبطولته أحمد حلمي . السيد وائل سيبدأ التصوير حالا وسوف يستغرق 8 أسابيع. .!!سيتم ترشيح أبطال العمل الذين سيشاركون أحمد ومواقع التصوير.
(4) ستمائة ألف جنيه طلبتها غادة عادل من المخرج رائد لبيب الذي رشحها لبطولة مسلسله الجديد "مصنع الرجال".
غادة لم توافق علي تقاضي أجر عن كل حلقة وطلبت المبلغ دفعة واحدة.
لبيب رشح لبطولة العمل خالد أبو النجا وحسن حسني وأبو بكر عزت بأجور لا تقل عن ستمائة ألف جنيه لكل واحد منهم .
هذه الأرقام ليست محسودة من قبل المبدعين العراقيين وليست للمقارنة فالمبدع العراقي يتصرف كالحمل كي تأكله الذئاب .. !!
المبدعون العراقيون يكتفون بأحلامهم ، خاصة أحلام الحصول على ماء صالح للشرب غير ملوث وعلى ثلاث ساعات متواصلة من الكهرباء الوطنية في الليل لا لتشغيل مكيف الهواء بل لإنجاز قصيدة أو مقالة أو سيناريو أو نص مسرحي كي يقدموا أنتاجهم في صباح اليوم التالي مجانا للنشر ويحمدون الله أنهم ليسوا من المصابين بفشل كلوي أو جلطة قلبية أو مصابين بقصر النظر وإلا لاضطروا إلى الاستغناء عن الماء والكهرباء والخبز أيضا ..!! وسيظل المبدعون العراقيون مثل المهاتما غاندي يؤمنون بــ " المبادئ " وليس بالأموال ..!!
* * * *
لا تضحك ولا تيأس :
أغلق فمك واقفل عينيك وخيّط جيبك‏ ‏ تصبح مبدعا ناجحا ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 27 – 6 - 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات