|
مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
زين اليوسف
مُدوِّنة عربية
(Zeina Al-omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 09:20
المحور:
كتابات ساخرة
أكثر من 200 قرار تقريباً تم إصدارهم من قِبل الرئيس اليمني هادي خلال العام المنصرم..و لكن هل كان من بينها قرارٌ واحد نستطيع أن نعتبره فعلياً ذلك الـ "تغييرٌ" الجذري الذي كنَّا نرجوه؟؟..واجه هادي ثلاثة جوانب للدولة كانت تعاني من فقدانها لمعناها و "عفتها"..و كان عليه خلال ذلك العام أن ينجح على الأقل في محاولة "ترقيعها" و لو بشكل بدائي..تلك الجوانب هي الجانب العسكري و الحكومي و السياسي..جوانب عانت اليمن كثيراً من فسادها طوال 33 عاماً و أصبحت في عهد الرئيس السابق علي صالح رمزاً لأكثر من عائلة واحدة و ليست رمزاً لعائلة صالح فحسب.
في الجانب العسكري و هو المهمة التي كانت الأصعب كان الجميع يترقب قرارات الرئيس المنافس لذاته هادي ليرى هل سيتمكن من انتزاع سيطرة تلك الأُسر على قطاعات الجيش؟؟..المهمة كانت صعبة خاصة أن الجندي اليمني أصبح يدين بولائه لأشخاص أو لكيانات و يُبدِّل ولاؤه بينها حسب من يدفع له أكثر..و لعل أوضح مثال على ارتزاق نسبة كبيرة من الجنود اليمنيين هو ما حدث في عام 2011 م عندما أصبح كل فصيل يمتلك قطاعاً من الجيش يحرك أفراده ضد الآخرين كيفما يشاء دون رفض لأفراد ذلك الفصيل للأوامر!!.
ماذا أنجز هادي في ذلك الجانب؟؟..بمراجعة سريعة للأسماء نجد أن الجميع أو لنقل الأغلبية تمت إقالتها..لا تفرحوا كثيراً..فكل ما حدث أنه تمت إقالة البعض من مناصبهم ليتولوا مناصب أكثر قيمة..و البعض الآخر تم ترحيله لبلد أوروبي أو خليجي كوسيلة للاعتذار لهم بعد عامين عانوا خلالهما من الإرهاق النفسي..كانت تلك القرارات نموذج لكيفية تعامل اليمن الجديد مع مجرميَّ الماضي..التكريم و المزيد منه و لا بأس بعدة أوسمة و دروع لذلك الماضي القابل للطهارة الفورية.
و في الجانب الحكومي نستطيع أن نلاحظ أن كل ما تم خلال العام المنصرم هو لعبة الكراسي الموسيقية..يضع هادي الكراسي و تدور الموسيقى و يدور المحافظون حول تلك الكراسي و هكذا تتم عمليات الإقالة الوهمية..فنجد أن ذات الأسماء تتكرر و حتى الأسماء الجديدة التي وصلت لم تصل لأنها الأكفأ بل لأنها كما أشادت بها عدة صحف يمنية "الأقل فساداً من بقية الأسماء"!!.
لم نحصل على حكومة تكنوقراط -كما كنَّا نحلم- فيدير كل وزارة الأكفأ علمياً بل حصلنا على حكومة تفوح رائحة الحزبية منها..و لعلنا كنَّا سنتحمل عفن الرائحة لو كانت تُنتج على الأقل جُهداً ملموساً على الأرض..و لكن كل وزير حكومي كان و ما زال ينافس الآخرين في مقدار الفشل الوظيفي و الفساد المالي و بشكلٍ علني و كأني بهم يعتقدون أن في نهاية فترة توليهم للمنصب الحكومي سينالون جائزة ما على فشلهم!!..و هو ما سيحدث.
أما في الجانب السياسي فنجد أن هاجس ترشح صالح أو ابنه أحمد للمنصب الرئاسي كان يسيطر على الجميع..متناسين أن لو أختار الشعب اليمني صالح أو ابنه فسيكون حينها قد قال كلمته..ذلك الترشح الذي كنت أتوقع أنه قبل قانون شروط الترشح سيجد شعبية كبيرة لدى شريحة كبيرة من اليمنيين ليس لأفضليته لديهم و لكن للفشل الذريع الذي حققه المنافسون لهما طوال عام كامل من الحكم.
و نتيجة لذلك الهاجس الهستيري تم مؤخراً تمرير قانون شروط الترشح للمنصب الرئاسي..و كان من بين الشروط شرط أثار الكثير من الجدل و هو إقصاء مزدوجيَّ الجنسية لأن ازدواج الجنسية يعني ازدواج الولاء بالضرورة!!..و لكن لا بأس لقد قلتها سابقاً أننا سنعاني كثيراً من أفراد فريق الحكم الرشيد لأنهم بالتأكيد سيفتقدون لصفته.
فلقد تناسى أفراد ذلك الفريق أن أغلب أفراد النخبة اليمنية و التي حصلت على تعليم ممتاز و حتى على ثقافة غربية منفتحة هي لم تنشأ أو تقيم في اليمن و إلا لكانت سُحقت..لهذا فقد فر معظمها من ظل حكم صالح إلى الغرب الذي قدرها دون أن تضطر لتقبيل الأقدام من أجل ذلك التقدير..تلك البلدان تمنح المهاجرين جنسيتها دون أغراض تجسسية بل احتراماً لإنسانية الفرد المقيم على أراضيها و الذي يعمل في أي جانب لنهضة ذلك البلد..لقد تناسى أفراد ذلك الفريق أن طوال 33 سنة من حكم صالح كان العديد من شيوخ القبائل يتلقون أموالاً من دول أخرى كرواتب شهرية..المقابل؟؟..كلنا يعلم ماذا كان المقابل و لكن هل منعتهم جنسيتهم "الوحيدة" من تلقي تلك الأموال و من الوقوع تحت التوصيف الدولي لكلمة "خونة"؟؟.
كل تلك القوانين التي ناهزت الـ 200 و ذلك القرار التعسفي الأخير تخبرنا بكل بساطة أن اليمن لهم و ليس لنا..اليمن لهم و سيظل..سيحكمونه و يسرقونه و يضعون تفاصيل ملامحه كما يشاءون..و لكل ما سبق أيضاً لا أعتقد للحظة أني سأرى شخصاً آخر يُقسم اليمين في الـ 21 من فبراير من العام المُقبل..فما حدث في العام المنصرم كان قمة الاستهزاء بنا كشعب و كبشر في المقام الأول..استهزاءٌ سيجعل هادي يُمدِّد ولا يبالي.
#زين_اليوسف (هاشتاغ)
Zeina_Al-omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شجرة بمنزلة نبيَّ
-
رداد يمتهن النساء*
-
الجمهور عايز كده
-
و جُعلتَ لي مسجداً
-
النوم على صدر الحُسين
-
فتاة لليلة واحدة
-
لهو رباني -قصة-
-
الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
-
شيخ الخصيان – 5
-
شيخ الخصيان - 4
-
شيخ الخصيان – 3
-
شيخ الخصيان – 2
-
شيخ الخصيان - 1
-
بنت الشيخ
-
باسندوة ماشفش حاجة
-
لماذا زين جوزيف؟؟
-
غير طبيعية؟؟..طبيعية جداً؟؟
-
كل شيءٍ هاديء في الضالع
-
تتزوجها؟؟
-
كل عامٍ و محمد بلا نسب
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|