|
أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 14:51
المحور:
كتابات ساخرة
الحديث الأكثر تداولاً ، هذه الأيام ، في مُجتمع أقليم كردستان العراق ، هو عن الأزمة المالية المتفاقمة ، وعن تأخُر الرواتب . وكنتُ مع أصدقائي ، نتناقش حول الموضوع ... ثلاثة منهم موظفون وثلاثة متقاعدون وأنا . وما بين الشكوى والمرارة والتأييد والإعتراض ، كان هنالك حّيِزٌ للسُخرية والتهكُمِ أيضاً ، وأدناه مُلخصٌ لما جرى ، إذ قال أحدهم : * كُل المسؤولية تقع على عاتق " نوري المالكي " ، فهو مثل أسلافهِ حُكام بغداد السابقين، حاقدٌ على الكُرد ، فهاهو اليوم ، يحجبٌ عّنا ، حِصّتنا من الميزانية . * كلا ، أن المالكي " خوش ولد " ، لكن الشهرستاني ، هو الذي يقف عائقاً !. * يا أخي ، وهل دكتاتورية المالكي ، تُتيح للشهرستاني أو غيره ، أن يُقّرر أي أمر ؟ أو حتى أن يتخذ قراراً مُهماً ؟ . * المُشكلة ، ان هنالك أزمة سيولة نقدية في بغداد أيضاً . * ولكن ، كل الموظفين والمتقاعدين في خمسة عشر مُحافظة وبضمنها كركوك، إستلموا رواتب شهر كانون الثاني ، وسيستلمون راتب شباط في موعده أيضاً ، وليس مثلنا . * جوهر المُشكلة ، يكمن في ملف النفط والغاز . بغداد تريد فرض هيمنتها على تصدير وتسويق النفط الكردستاني ووضع الموارد في الميزانية الإتحادية ، ثم تزويد الأقليم بحصته حسب النسبة المُقررة وتبعاً لشروط المالكي . * وما الضير في ذلك ؟ نحن لا زلنا جزءاً من العراق ! . * الضير ، هو بقاءنا تحت رحمة المالكي وبغداد ، فيتحّكم بنا كما يشاء ! . * الحقيقة ، ليس المالكي والشهرستاني ، الوحيدان اللذان يُريدان ، ان يكون ملف النفط الكردستاني ، شفافاً .. فأنا أيضاً ، أريدُ أن أعرف ، مُحتوى العقود ال 52 مع الشركات الأجنبية ، وكمية المبالغ المُستلمة من هذه الشركات ، تحت مُسّمى [[ عمولة / بخشيش / حلاوة ]] ، وكمية النفط المنتَج والمُصّدَر والمُستخدم في التكرير والأسعار التي بيعَ بها النفط ، والكمية الحقيقية للموارد وأين ذهبتْ وكيف صُرِفَتْ ؟! .. ياصديقي ، حتى وزير مالية الاقليم ، صّرح مِراراً ، انه لايعلم شيئاً عن موارد النفط ، وكذلك النواب لايعلمون .. بل هنالك مجموعة صغيرة جداً ، هُم فقط المُطلعون على تفاصيل الملف ، أي الذين يعْلمون .. وهؤلاء بالطبع ، لايُصرحون عادةً ، بأية معلومات مُفيدة !! . على كُل حال ، وكما ورد في آي الذكر الحكيم : هل يستوي الذين ( يعلمون ) والذين ( لايعلمون ) ؟! . * قُل لي بِرّبكَ ، هل أنتَ عميلٌ للمالكي أم للشهرستاني ؟ .. وهل ان ملف النفط في بغداد شفاف ؟ وهل ان القائمين على الحُكم في بغداد ، اُمًناء ونزيهون ؟ وأين ذهبتْ مئات المليارات من الدولارات خلال العشرة سنوات الماضية ؟ فلا أمن ولا إستقرار في العراق " عدا أقليم كردستان " ، والخدمات سيئة والكهرباء مُزرِية ، بِما لايُقاس بالأقليم . ماذا تُريد أن تعرف ؟ .. نعم هنا أيضا يوجد فساد .. ولكن على الأقل ، جماعتنا يسرقون ويستولون على نصف الموارد ، ولكنهم يُطورون الأقليم بالنصف الآخر ، ويُوفرون الأمن لنا جميعاً ! ، بينما في بغداد يسرقون وينهبون النصف وفوق هذا لايوفرون الأمن ولا الخدمات ! . ثُم ضاحكاً ، قال : ما حاجتي الى أعداء ، مادامَ لي صديقٌ مثلك ، زنديقٌ ويستعين بآيات من الذكر الحكيم ، ويُدافع بضراوة ، عن المالكي .. ؟! . * ياأخي ، لستُ اُدافع عن المالكي . ولكن عليك بِمُراجعة أخصائي في الأمراض الجلدية ، فمن الواضح ، انكَ تُعاني من [ حساسية ] مُفرِطة ، تِجاه كُل حديثٍ عن الفساد والنهب والسرقة .. وأنا أستغرب من هذا ، فلستَ من الحيتان المُستفيدة ، بل انتَ مُجّرَد سمكة صغيرة ، وفوق ذلك من نوع " جّرِي " !! . * الحقيقة ياقَوم .. أنا أنظرُ بعين الشفقة الى أوضاعكم ، أنتم الموظفين والمُتقاعدين ، من مُستلمي الرواتب من الحكومة .. فليسَ هنالك راتب لشهر شُباط ، وحتى في آذار ، هنالك شَكٌ كبير .. فكيف ستوفرون مصاريف أعياد نوروز القريبة ؟ .. أما أنا ، فكُل هذه الأزمة ، لاتعني لي شيئاً .. فكما يقول عادل إمام " حيعملوا أيه ؟ حيشيلوا العُدّة ؟ " ، فكما أن إمام لايملك " عُدّة " أي تلفوناً ، أصلاً .. فأنا أيضاً ، لستُ موظفاً ولا مُتقاعِداً ، فلتتأخر الرواتب كما تشاء ! . * كُف عن التهّكُم .. هل أنتَ مُتفائل ، وهل ترى حلاً في الأُفُق ؟ * طبعاً أنا مُتفائل .. لأنني أعرف ماهية المُشكلة وكيف حدثتْ . مئات الشركات العائدة للحزبَين الحاكمَين ، المُسيطرة تماماً على مفاتيح التجارة والنفط والمشاريع والعقارات والأراضي وكُل شئ آخر ، أنتجَتْ عَرَضاً ، خلال الأعوام السابقة ، كمُخلفات ، آلاف ( المليونيرات ) ، طبعاً بالعملة الصعبة أي الدولار .. من الطُفيليين الذين كّدسوا الأموال الضخمة خلال فترةٍ قصيرة . فاليوم ، جاء الوقت ، لإستدعائهم والإستعانة بهم ، لكي يّردوا جُزءاً من الأموال ، للخزينة العامة . فلنفترض ان هنالك 6492 مليونير في الأقليم ، ولنفترض ان مُعّدل ما جمعَ كل واحد منهم خلال السنوات الماضية ، خمسين مليون دولار فقط ، في البنوك الخارجية والعقارات وغيرها ، ف ( نأمُرَهُم ) أمراً ، ولا نطلبُ منهم معروفاً ، أن يتنازلوا عن نصف الأموال ، أي كُل منهم عن خمسة وعشرون مليوناً . فيتكدس لدينا مبلغٌ خُرافي ، يكفينا للرواتب والإعمار لسنين عديدة ، وحتى لإعادة الزراعة والسياحة الى الحياة ، .. مبلغٌ يجعلنا لاننتظر مِنّةً أو إحساناً من المالكي ! . وأيضاً ، قبل أن أنسى ، يجب أن نلغي التقاعدات السخيفة لآلاف العُقداء والعُمداء الوهميين والدرجات العالية المُزورة ، ونُخّفِض الرواتب الكبيرة لرئيس الأقليم ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ونوابهم ، ونشطب المُخصصات الفلكية التي تحت أيديهم تحت مُختَلف التسميات . فبهذه الخطوات .. سنتخلص من ضغوطات بغداد !. * ومَنْ سيجبر هؤلاء المليونيرية ، على التنازُل عن نصف ثرواتهم ، أيها العبقري ؟ * بسيطة .. يُقال ، ان هنالك تسعة " مليارديرية " في الأقليم . هؤلاء يعرفون كيف يفرضون سطوتهم على " المليونيرية " المساكين ، ويجبروهم على التنازُل عن نصف أموالهم وهُم صاغرين . وطبعاً أنتمُ تدركون ، ان ( الذين يعرفون ) لا يستوون ، مع ( الذين لايعرفون ) ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قَبْلَ ... وبَعدَ
-
الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
-
على هامش الأزمة المالية في الأقليم
-
همومٌ كُردستانية
-
أوضاعنا المُتأزمة
-
مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
-
- لعبة - تشكيل حكومة الأقليم
-
- حركة التغيير - بحاجة الى بعض التغيير
-
أينَ حّقي ؟
-
هل هنالك أمل ؟
-
بين هَورامي والشهرستاني ، ضاعتْ الأماني
-
الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل
-
حَج أنقرة وعُمْرة طهران
-
المواطن العادي .. ومَلف النفط
-
إحذروا من -داعش- يا أهلنا في الموصل
-
في دهوك : علامات وشواخِص
-
حركة التغيير .. في الفَخ
-
- سيد صادق - تصنع مجدها
-
سوران وبهدينان ... إقترابات
-
يحدث في العراق
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|