رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 08:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
(( البعل راكب السحب ))
وبعد راحة الرب يعود الاصحاح إلى تفاصيل توضح الظواهر الطبيعية على الأرض [الرب الاله لم يكن قد أمطر على الأرض] أن استخدام التوراة لمثل هذه العبارة لهو تأكيد آخر على أن المعتقد الديني الكنعانييي قد ترك آثاراً واضحة على من دوّن التوراة، لأن من صفات البعل عند الكنعانيين كانت تتمثل في (راكب السحب) وهذا المشهد كان يوحي بالحدث الذي يليه من أمطار أو رعد أو برق، وسنورد هنا النص الكنعاني لتوضيح ذلك.
(فيرسل المطر في حينه
يرسل صوته رعداً
وضياءه برقاً)
سيفرح البعل سينزل المطر في حينه
سيرسل صوته رعداً، ضياءه كالبرق)" "
مما يلفت النظر هو التشابه في استخدام الكلمات والمعاني والصور، فكل من الاله الكنعاني والتوراتي يقومان بنفس الفعل، لقد كان الاله بعل من رموز الخضرة التي تصيب الأرض بسبب أمطاره والتي يرسلها حيث شاء، وكان الكنعانيون يقدموا القرابين ويدعوه لكي يرسل عليهم الخير من السماء وقد ذكر في القرآن الكريم في سورة الصافات ما يؤكد صفات الخير التي يحملها الاله بعل عند الكنعانيين.
{وأن إلياس لمن المرسلين (123) إذا قال لقومه ألاتتقون (124) أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين (125)}
إذن من صفات هذا الاله الكنعاني – حسب المعتقد الكنعاني - أرسال الأمطار إلى الأرض، وقد ذكر في أكثر من نص أدبي بهذه الصفات، فليس غريباً أن يترك (البعل) بقدراته الخارقة شيئاً على من عبدوه، وأن ينقلوا إلى معتقداتهم أعماله وصفاته ثم ظهورها في مدوناتهم الدينية.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟