خديجة بلوش
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 03:13
المحور:
كتابات ساخرة
كم هي حزينة ولادة هذا الطفل ...الذي خرج من بطون العتمة قبل أوانه كم هي حزينة شوارع عامودا ..قطط جائعة..كلاب مشردة ...زبالات ..بيوت طينية متناثرة ..حوانيت مغلقة..عواميد كهرباء مهشمة ..هواتف معطلة ..اطفال نائمون يتنفسون الغبار ..كنائس اصبحت في ذمة الله ..صبايا صغار يتشبثن ببعضهن البعض يسرن في طريقهن الى مدارس أشبه بسجون فخمة ..فتيات لا يمارسن العشق إلا من خلال شقوق الأبواب الخشبية كم هو حزين ان تشق هذه الأزقة المعتمة بمصابيح قلبك المشتعل على زيت دمك السالب ..كم هو حزين ان تشق الشوارع وحدك لا شريك لك سوى الكلاب والقطط ..والرياح ..فقط العصافير وحدها راحت تطلق آلاف الزقزقات في الهواء ربما كان على شرف حشود أقدامك. ( فقيه الظلام ) 28 ديسمبر بنفسج ترهقه زيارات المطر على بعد شارع من مقبرة صارت متخمة بأجساد من غادروا هذا المكان..أعيش متأهبة لرحلة قد لاتكلفني إلا طعنة خنجر أو عود ثقاب(صارت الحرائق تشب في أحلام العابرين لهذه الحياة)...أتنفس ملئ رماد تبعثره ريح لعوب..أنشر ظلي على حبل الطريق الذي يقصم ظهر التوقعات بعمر مديد...ما عدت أرى من بلدتي إلا السلخانة القديمة وبئرا حفر ذات عطش ولم يجدوا فيه إلا رفات راع سقط في غفلة عن قطيعه.... أستيقظ كل صباح وفي فمي طعم موت ظل يلاحقني بقبلات من ملح وعلقم..(شفاهي باتت ساحة للحرب بين المر والمالح)... ألعن مائة مرة غمامة ظلت تراودني كي أتبلل من غيثها وحين أنسلخ عن جسدي الجاف تفر هاربة في اتجاه المجهول........ (خديجة بلوش) ذات ليلة سقط فيها قناع الذي كان يراقبني من خلف ستار الإفتراض...
#خديجة_بلوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟