|
رداد يمتهن النساء*
زين اليوسف
مُدوِّنة عربية
(Zeina Al-omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 00:46
المحور:
كتابات ساخرة
في عالمنا الافتراضي هناك طريقتان للانتشار و الشهرة لمن يمُارسون تهمة الكتابة..الأولى أن تحاول أن تلمس أرواح الآخرين بقلمك..فتُشعرهم بأنك تعيش بداخلهم..تتحدث بألسنتهم التي كفت عن ممارسة الحديث إما خوفاً أو يأساً من أنها لم تعد تصنع أي فارق تجاه من يصغي إليها..تشعرهم بأنك هناك في قلوبهم تستطيع أن تحدد مواضع الألم فيها فتتحدث نيابة عنها لعلك تتمكن من التخفيف عن تلك القلوب بعضاً من ألمها فتستمر في النبض لبضع سنين أخرى عجاف..باختصار يجب أن تكون "هم" بلا زيادة أو نقصان..فتنتحلهم هم و همومهم و مشاكلهم و تتجرد من كونك أنت بأنانيتك و رغبتك الطفولية في الانتشار السريع.
و الطريقة الثانية أن تصبح فتاة غيشا مع الاعتذار لفتاة الغيشا بالطبع..أي أن تصبح قلماً مأجوراً و ستجد حتماً من يدفع في مقابل كلماتك..ليس لأنك شخص مميز معاذ الله و لكن لأن من يستأجرونك هم أسوء منك..فيحتاجون لصورة "شبه" لامعة لكي تقوم بمنحهم اللمعان الكامل بدلاً من واقعهم المُلطخ بالعفن..و هنا أنت تصبح كفتيات الغيشا في الثقافة اليابانية..مع فارق كبير طبعاً في المفهوم..ففتاة الغيشا قبل أن تكون محظَّية و عشيقة لرجل متزوج يجب عليها أن تُلم بجميع الفنون لأن من يريد أن تكون له فتاة غيشا لا يختارها من أجل أن يشاركها الفراش بل ليتحدث معها..ففتاة الغيشا يجب أن تجيد فنون الحديث قبل فنون الفراش و إلا فقدت شرف أن تكون فتاة غيشا.
هل يكفي هذا لكي تُحقق الانتشار؟؟..كنت أظن ذلك قبل أن أُقابل رداد و الذي أضاف إلى قاموسي طريقة ثالثة فاتتني أنا و غيري من الحمقى ممن يبحثون عن الانتشار دون تنازلات..فرداد كان يكتب و لم يكن هناك من يُبالي به أو بكتاباته كثيراً لهذا وجد أن الطرق المعروفة لدى معظمنا لن تجدي معه نفعاً نظراً لضعف كتاباته فكريا قبل لغوياً..فأوجد طريقة أشهد له بأنه ربها الأعلى.
رداد وجد أن أقصر طريق للانتشار هو أجساد النساء..فالنساء منذ أيام حواء إلى يومنا هذا مطلب الرجال الأول و كاهنات المعبد الذي يشتهي الجميع الولوج إليه..رداد علم أنه لكي يصل يجب أن تكون هناك امرأة يصعد على لوح كتفها فكانت الناشطة اليمنية بشرى..رداد لم يتهم بشرى بأمر عادي لأنه لو اتهمها بأمر مكرر كالعمالة للخارج و العلمانية و تلك الأسطوانات المُكررة فلن يكترث أي شخص و لن يستقطب أحداً لهذا فضَّل أن يتهمها بأبشع مهنة في التاريخ واثقاً أن تلك التهمة ستجعل الآلاف من المكبوتين جنسياً -و ما أكثرهم في عالمنا العربي- و الفضوليين يتهافتون عليه لمعرفة آخر أسرار مغامرات بشرى الجنسية..و لكن رداد لم يمنحهم ما يريدون..فكل ما كان يريده هو امرأة لمرة واحدة يقترن اسمها باسمه لكي يحصل على ما يريد..و كان له ما أراد.
و لكن المتابعين له بدءوا يشعرون بالملل لأن ما قدِموا إليه من أجله لم يعد متوفراً في سوق رداد..فقرر رداد أن يتخذ ضحية جديدة و لكن يجب أن تكون من نسل حواء فنسل آدم لن يُغري الآخرين بمتابعته فكانت توكل..فبدأ رداد الذي بدأ حياته الصحفية بالبحث عن النساء لمطاردتهن شاتما ً تارة و قاذفاً تارة أخرى بإتخاذ مسوح الرهبان..متعلماً ذلك الفن من أسياده الإصلاحيين فأصبح الناطق شبه الرسمي لهم و الهاتف الأول لصلاحهم "الظاهري"..فأنتقد توكل على انفتاحها الفكري على الغرب و الذي يبدو جلياً في تصرفاتها الشخصية..و هو بإتخاذه دور المُصلح و الناقد الأخلاقي للآخرين أصبح يشبه فتاة الليل التي تكرر بإصرار غريب أن عملها شريف و عبادة..فلا تعلم هل تضحك لأن تلك الكلمات صدرت منها أم تبكي لأنها مقتنعة بها!!.
و هكذا و للمرة الثانية ينجح رداد في حشد المتابعين له..و لكن رداد يخشى أن يفقدهم يوماً عندما يكتشفون أن عقله كروحه وعاءان فارغان و سيظهر عُريه لو حاول أن يكتب دون أن يمتهن النساء..لهذا قرر أن يتخذ من النساء و الدين مهنة ليمارسهما..فبالأولى يشد المتعطشين للفضائح الجنسية "المُلفقة" و التي يبرع رداد في حياكتها بخيال "إباحي" لا يضاهيه فيه إلا القلة و بالثانية سيضمن أن الآخرين سيمنحون لكلامه "قُدسية" فيصبح ضد النقض..و من نقضه فقد كفر.
أؤمن أن رداد سيستمر في الانتشار و لعله سيصبح يوماً أشهر من سيمون دي بوفوار أو حتى ابن رشد..ليس لأن كلماته تغزو القلوب أو تعبر عن ما يعتمل في صدور المظلومين و ليس لأن أسلوبه في الكتابة يجعلك تعاود القراءة له أكثر من مرة و لكن لأن رداد علم أن أغلب الرجال يعشقون تداول حكايا النساء في السر و يعشقون الرب في العلن و لهذا السبب سيظل رداد دوماً يبحث عن النساء.
*لعلني بعد هذه المقالة أشتهر كرداد و لكني صدقاً لا أعتقد ذلك..ليس لرداءة ما كتبته أو ما أكتبه و لكن لأني لست أهاجم تفاصيل جسد تمتلكه أنثى.
#زين_اليوسف (هاشتاغ)
Zeina_Al-omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهور عايز كده
-
و جُعلتَ لي مسجداً
-
النوم على صدر الحُسين
-
فتاة لليلة واحدة
-
لهو رباني -قصة-
-
الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
-
شيخ الخصيان – 5
-
شيخ الخصيان - 4
-
شيخ الخصيان – 3
-
شيخ الخصيان – 2
-
شيخ الخصيان - 1
-
بنت الشيخ
-
باسندوة ماشفش حاجة
-
لماذا زين جوزيف؟؟
-
غير طبيعية؟؟..طبيعية جداً؟؟
-
كل شيءٍ هاديء في الضالع
-
تتزوجها؟؟
-
كل عامٍ و محمد بلا نسب
-
التحرش الجنسي في اليمن
-
قُبلة يهوذا
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|