|
حيرني الفقر
أبكاض المحجوب
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 21:38
المحور:
سيرة ذاتية
حيرني الفقر:هذه الأيام وضعتني تساؤلات أمام الواقع والحقيقة التي لامفر منها،كدت أبحث عن الأجوبة لكن بدون جدوى..إنه موضوع الفقر ياقرائي الإعزاء ،فالفقر ليس سوى إرث ورثناه عن أبائنا وأجدادنا وكل واحد منا يمعن في هذه النظرية الجديدة عسى أن يخرج بنتائج الحقيقة التي يعيشها الشخص.الإنسان قبل ولادته سبقه الرزق بأربعين يوما والكل يعرف لكن لاننسى أنه كما خلق الله أدام وحواء وضع الرزق بين ثنائتين الفقر والغنى فوزعهما على الأدامية وأنت وحظك يابنى أدام؟؟ فالفقر ليس عيبا ولا إهانة ولا نقصان فكر ولامال لكن إنعكاسته تجعلك تفكر أنك غير محضوظ في حياتك ومن حقك أن تطرح أسئلة على مواقفك وأنت تتربص بين أشواك الحياة...الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،مآلفقر؟ ليس الفقر هو الجوع الى المأكل او العرى الى الكسوة بينما الفقرهو القهر حيث تتبث وجودك في الأحيان في هذه الدنيا كالفناء وعدم الوجود لعدم مشاركة الناس في الحياة بكل براجوازيتها المتنوعة..والفقر معظلة إجتماعية وأفة خطيرة نظرالإنعكاستها النفسية والإجتماعيةوالإقتصادية على حياة الفقير،وفي هذه الحالة لا أتحدث عن الفقر كالحرمان من الأكل والمأوى والمعيشة بسبب الجوع وأفة التغدية، بل أريد أن أقرب القراء الى أن الفقر يحمل معانى مختلفة بإختلاف رؤى الباحثين منها ماهو مادى أو إجتماعى أو ثقافى ولذلك فالفقر ظاهرة مركبة تجمع بين أبعادها ماهو موضوعى ( كالدخل والملكية والمهنة والوضع الطبقى ) وما هو ذاتى ( أسلوب الحياة ونمط الإنفاق والإستهلاك وأشكال الوعى والثقافة )،والذي يهمني هو الفقرذات البعد الموضوعي ،فحالتي اليومية كنموذج وأنت في كبر السن لاتملك وظيفة(دخل)ولاشقة ولارصيد بنكي ولاسيارة ،وكيف يعقل أن تساير هذا الوقت الراهن بسيرورة، تجاوز فيها الناس هذه المعظلات وهم يستعملون الأيفونات وأخر مركات السيارات ويجلسون في أفخم الفناديق ويعيشون أمام البحر مستمتعين بفواكه ونكهته، هل تدرون ما الفرق بيني وبينهم ؟؟حتي الفقر المعرفي لم أرقى الى منظومتهم وحوراتهم المتمدنة كيف أنسى هذه الحياة والفقر يطاردوني ويلازمنى في أي وقت ،تبان لك أيها الفقر ،فدار حوار بيني وبينه فأجابنى لقد كنت صديقا لجدك ولأبيك فكيف تريد أنت أن تتخلى عن هذه الصداقة القديمة الأجداد ...فأنهزمت أمامه بأدلته الحية وقلت له أتركنى أن أنام فوق هذه الحصيرة التي تركها أبي وورثتها عنه عسى النوم يشفق علي من هموم الحياة...ولاننسى أن الفقر يكاد يجعل الإنسان ملحدا وكافرا لربه ونتذكر أحد أبيات الشعرية للشاعر أبو العلاء المعري الذي أصيب في عامه الرابع بالجدري فعمي كان لا يأكل اللحم أبدا ولم يتزوج قط يلبس الخشن من الثياب زاهدا عن كل أمور الحياة لقب برهين المحبسين لأنه كان أعمى فحبس في ظلمة لا يبصر معها وانقطع عن الناس لا يخرج إليهم متقوقعا في ظلمة منزله،أبو العلاء الشاعر الحكيم الممتلئ تشاؤما وكرها للحياة الحاقد على كل مظاهرها ، الشاعر الذكي القوي البديهة السريع خاطرة المتمكن من كل فنون الشعر يلعب بها كما يشاء ،فكان أحد جيرانه أحمقا فرزقه الله كل النعم بينما المعري فقيرا ومقهورا فصعد الى فوق المنزل مخاطبا الله في أبياته:**ربي لما لايرضى برزقك عاقل**وترزق مجنونا وترزق أحمقا**فلا ذنب يارب السماء على امرئ **إن رأى فيك مالايرضاه فتزندقا.رغم امتلاء شعر أبي العلاء بالزندقة والإلحاد والكفر إلا إن له قصائد تعتبر من عيون الشعر العربي.أذا نظرنا للأسر الفقيرة في مجتمعنا فنلاحظ بأن الفقر والعوز وعدم تناسب الدخل الشهري مع عدد أفراد الأسرة واحتياجاتها ليس بالتحدي الوحيد الذي تعاني منه، فالتفكك الأسري وغياب أحدى الوالدين أو معاناة أحدهم(غالبا الأب) من المرض النفسي أو الإدمان وضعف الروابط الاجتماعية أيضا من التحديات التي تعايشها تلك الأسر باستمرار. مما يجعل رعاية الأطفال نفسياوتربويا والاهتمام بهم ومراقبتهم ليس من أولويات الوالدين أما بسبب ضعف الوعي لديهم أو بسبب انشغالهم بإطعام تلك الأفواه الصغيرة قبل التفكير بالاهتمام بتربيتها ومتابعتها.فلقد أثبتت الدراسات منذ عقود أن هناك علاقة طردية بين الفقر والمرض النفسي.. فكلما زادت نسبة الفقر، زاد المرض النفسي بشتى صوره وأهمها الاكتئاب والقلق و الفصام والوسواس القهري و الأدمان..مانكتبه ليس سوى مانحس به ولا أتبهى بشخصيتي الذكورية بل أشارك الناس في همومهم وأتقاسم معهم تجاعيد الزمن الذي لايرحم،في ليلة راق لي النظر فيها الى النجوم فكرت في كتابة هذه الأسطر لتبقى بصمات في التاريخ،أضاءت صفحات غربتي، أنا مسروربوجودكم وأتمنى لكم أطيب الأوقات . إبن الفقير:محجوب
#أبكاض_المحجوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|