ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)
الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:28
المحور:
القضية الفلسطينية
حين يطلب الفلسطيني اللجوء إلى دارفور
أن يطلب شخص ما اللجوء إلى دارفور السوداني في ظروفه الحاضرة قضية نحتاج إلى التوقف أمامها !!!
حدث هذا فعلا عندما ظهر شاب في العشرينات من العمر على شاشة إحدى الفضائيات ليطلب ذلك للخلاص مما هو فيه. أي أنه كما قال الشاعر: كالمستجير من الرمضاء بالنار
والرمضاء هنا، وللأسف الشديد هي العراق الذي كان ملاذا للعرب قبل ان يصبح البعثيون حكامه.. والمستجير، وللأسف أيضا، شاب من الجيل الجديد من ابناء ( فلسطينيي 1948 ) الذين احتضنهم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم فنشأوا لايعرفون وطنا لهم غير العراق . وهو بالمناسبة الزعيم العراقي الوحيد الذي لم يتاجر بقضيتهم، كما فعل من حكم بعده. في عهده وقف فلسطينيون متأثرون بالفكر الناصري ضد سياساته، وشاركوا القوميين المعارضين له بالتظاهر ضده، بل إن بعضهم ساهم مع عراقيين بالتخطيط للإطاحة به. كل ذلك لم يثنه عن توفير سبل العيش الكريم للفلسطينيين في العراق. أي أنه لم يعاقب كل الفلسطينيين بجريرة أولئك الأفراد الذين وقفوا ضده . لقد عاش فلسطينيوا 1948 في العراق قبل مجيء نظام البعث واندمجوا في المجتمع العراقي واسهموا اسهامات فعالة في مختلف مجالات الحياة وهم بالتالي لايتحملون مسوؤلية انشطة تخريبية قام بها قلة من البعثيين الفلسطينيين ان حدث شيء من هذا فعلا .
ما يجري اليوم ضد الفلسطينيين في العراق إفلاس أخلاقي تتحمل مسؤوليته الأحزاب المشاركة في السلطة، لأنها روجت لثقافة العداء ضدهم عبر اعلامها الحزبي او انشطة افرادها التي صورت كل العرب صداميين. وإذا كان هناك واحد أو اثنان منهم ساهم في عمل إرهابي، فهل يعاقب الآلاف بجريرته، وماهو الفرق إذن بين من يضطهد فلسطينيي العراق بجريرة أفراد منهم وبين ما كان يرتكبه نظام صدام حسين من جرائم جماعية ضد الاسرة بكاملها اذا ماعارضه احد منها.. ، وسط هذا الصمت المريب للقوى السياسة العراقية الحاكمة على مايحدث أصدر رجل دين له مكانته الكبيرة في المجتمع العربي هو السيد محمد حسين فضل الله فتوى تحرم الاعتداء على الفلسطينيين في العراق ، في محاولة للحد من الاعتداآت اليومية التي باتت تمارس ضدهم
ما أحوج العراقيين اليوم، وفي ظل الترويج لسياسات الانتقام الجماعية من كل ماهو عربي بذريعة ان العرب وقفوا مع صدام حسين و التي يقوم بها البعض ممن يسمون أنفسهم (أحزابا وحركات سياسية) وبدفع من خارج الحدود ، إلى العودة للأخلاق والقيم العراقية في التعامل مع الآخر.
رحم الله عبد الكريم قاسم الذي أنصف الفلسطينيين رغم أن بعضهم لم ينصفه، فكان مثالا لأخلاقيات عراقية نفتقدها اليوم، وللأسف الشديد..
#ليث_الحمداني (هاشتاغ)
Laith_AL_Hamdani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟