أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد الحمد المندلاوي - حلبجة و لوحات الأنين / القسم 1















المزيد.....

حلبجة و لوحات الأنين / القسم 1


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 12:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حلبجة و لوحات الأنين / القسم 1

احمد الحمد المندلاوي
كتاب بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة حلبجة الدامية

الإهداء

الى منْ تقوّض قلبُهُ..
الى منْ جفَّ دمعُهُ..
الى منْ أبى أنْ يتركَ طفلَهُ..
الا أنْ يزورُهُ الرّدى في حضنِهِ
الى منْ ماتَتْ أحلامُهُ..
الى منْ خطفَتْ السّمومُ أطفالَهُ..
الى شهداءِ حلبجة كلّهم ..
الى شهداءِ البلادِ جميعاً..
نهدي هذا النتاج المتواضع.

اللوحة الأولى
مجزرة حلبجة :
المأساة بين قسوة الجناة وخرق الاتفاقيات

تمرّ علينا هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرون لمجزرة حلبجة الدامية التي أمست لوحة أنين في ذاكرة الإنسانية المعذبة رسمتها طائرات النظام البائد بقنابل من الغازات السّامة في جسد أهاليها الأبرياء،فاذا بها جاثمة في معرض الإبادة البشرية في سفر واحد مع هيروشيما و ناكازاكي مدى الدهر،لتصرخ الأجساد المتناثرة على أرصفة الشوارع، والآمال المتطايرة مع أحقاد النظام وغاز الخردل،لماذا قُتُلنا بلا ذنب ونسقط كالجراد المنتشر على قارعة الطريق، وأمست منازلنا قفراً في لحظات قلائل بأفتك سلاح، على أيدي جناة قساة لا يقيمون للإنسانية وزناً،ولا لعدالة قيمة،وهكذا وقعت الجريمة الكبرى في 18آذار/مارس 1988م في مدينة حلبجة الجميلة القابعة في محافظة السليمانية،والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من (70) ألف نسمة جميعهم من الكرد المسلمين.

نبذة وجيزة عن مدينة حلبجة :

.. حلبجة مدينة جميلة تقع جنوب شرقي مدينة السليمانية (74كم),ومشهورة ببساتينها والجبال التي تحيط بها من ثلاثة جوانب,كما يحيطها سهل شارزور الخصب وجبال هورامان،شنروي – بالامبو. يقول المؤرخون بأنّ عشيرة الجاف هم الذين بنَوا المدينة قبيل سنة 1700م،ويسكن فيها حالياً 160 ألف نسمة من الغالبية المسلمة،وأقلية من الكورد الكاكائيين, ويعيشون بسلام.
تعرضت مدينة حلبجة الشهيدة الى أبشع الجرائم, ومن بين هذه الجرائم التي هزّت الضمير العالمي, قصفها يوم 16/3/1988 بالأسلحة الكيمياوية.
مما راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف مدني بريء من النساء والأطفال والشيوخ..تتمتع حلبجة بجوّها المعتدل في أكثر شهور السّنة،وفي الربيع

والخريف تصبح مأوى للسياح. موسم الأمطار في حلبجة يمتد من شهر تشرين الثاني الى شهر مايس، كما أنَّ المطر هو العامل الرئيس والمساعد للزراعة فيها وفي سهل شهرزور،أما بعد بناء سد دربنديخان في نهاية الخمسينيات فقد أعيدت نسبة كبيرة من مياه نهر سيروان – ديالى الى سهل شهرزور و أصبحت حلبجة شبه جزيرة صغيرة وصارت أراضيها أكثر خصوبة و أكثر سيحية.
بعض معالم العمران والبناء في هذه المدينة بقي شاخصاً الى الآونة الأخيرة أي الى ما قبل الفاجعة الكيمياوية ، وبعد هذا اليوم المشؤوم لم يبق مَعلَم من هذه المعالم شاخصاً للعيان إلا وصلت اليه أيدي الغدر، وما قصف قصف، وما لم يقصف فجّر عمداً، من أهم هذه المعالم قصر باشا (وسمان باشا الجاف) و شناشيل عادلة خانم و أبنائها والحمامات الخاصة بعائلة الباشا والحاشية وجامع باشا الكبير ومسجد الجامعة، وقيصريتا حامد بك و وسمان باشا اللتين بنيتا على الطراز البهلوي، وبناية السراي القديمة المطلّة على محلة كاني عاشقان وهي من بناء العثمانيين، وبناية السراي والشرطة الجديدة الواقعة في محلة السراي بنيت عام 1930م. ويعتمد أهالي حلبجة الشهيدة في كسب رزقهم على الزراعة (القمح،الشعير،الشلب،التبغ،السمسم،عباد الشمس،القطن)،والفواكه (الرمان،العنب،الجوز،التوت،الإجاص،الخوخ،التين وعلى الشكل بساتين)،والحرف اليدوية والتجارة وتربية الدواجن والمواشي و الصيد.


قصة السّلاح الكيمياوي:

.. قصة السلاح الكيمياوي بدأت في حلبجة قبل عام 1988،لقد تعرضت المدينة لأول مرة للقصف بقنابل النابالم من قبل النظام البائد" نظام الطاغية صدام حسين" خلال عامي 1974م – 1975م، وتعرضت للقصف التدميري الشديد في نيسان عام 1987،كما تمَّ رشُّها بالسلاح الكيمياوي في نفس العام، وهكذا نلاحظ من هذا السرد بأنَّ هذه المدينة المظلومة قد تعرضت في فترات متعددة للقصف الكيمياوي، كان أقساها وأشدها مرارة في ضمير الإنسانية القصف الكيمياوي الذي نُفّذ ضدَّها أيام 18،17،16 آذار/ مارس 1988م ليسقط أكثر من "10" آلاف إنسان بين قتيل وجريح، ويهيم النّاجون على وجوههم في كل حدبٍ وصوبٍ طلباً للنّجاة، والطّائرات القاصفة تتبع آثارهم وتمزق أشلاءهم بلا رحمة بأمر مباشر من المقبور علي حسن المجيد الذي عرف فيما بعد بـ "علي كيمياوي". فإذا بمدينة حلبجة تجثمُ في حاضرة التاريخ البشري بجانب كل من هيروشيما وناكازاكي لتصبَّ اللعنة الأبدية على الطّغاة والمجرمين ،بسبب انتهاك حرمة الإنسان وسفك دمائه بلا ذنب، ولا جريمة.

تقارير مذهلة من مراسلي الصحف العالمية :

بعد سماع النبأ الأليم هرع عدد من مراسلي وسائل الإعلام ومندوبي المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان الى حلبجة واطلعوا على آثار استخدام السلاح الكيمياوي،وقد نقل العديد من هؤلاء المراسلين والمندوبين ما شاهدوه، منهم:
1- مراسل صحيفة "كوريرا دلاسرا" الايطالية:
أبرق هذا المراسل لصحيفته في 28/3/1988م بعد زيارته لمدينة حلبجة المنكوبة: "إنَّ الآثار المتبقية على أجساد الضَّحايا تظهر أنَّ سكان المدينة ماتوا أثر تعرضهم لغازات الايبريت والسيانيد.. وان المدينة مليئة بجثث النساء و الأطفال والشيوخ و إنَّ الأطباء الأجانب يعتقدون إنَّ هذه المجزرة استغرقت 15 ثانية".
2- مراسل صحيفة "صباح" التركية:
أبرق هذا المراسل لصحيفته في 29/3/1988 "سقط الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ العراقيين نتيجة لاستنشاق غاز الخردل و السيانيد والأعصاب،وهم يحتضنون بعضهم بعضاً فزعاً..إنَّ النظام العراقي استخدم الأسلحة المحرمة منذ الحرب العالمية الأولى،فما فعله في حلبجة لم يفعله هتلر في الحرب العالمية الثانية".
3- مراسل صحيفة "الديلي تلغراف" اللندنية ـ نورمان كركاخ:
أجرت هيئة إذاعة "بي بي سي" مقابلة صحفية هاتفية في 26 آذار/مارس1988م،مع مراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية (نورمان كركاخ)،و كان المراسل قد زار مدينة حلبجة ، ومن تلك الأجوبة حول نقل جثث الضحايا،أجاب:"من غير الممكن أن تكون الجثث قد نقلت الى هناك ومن الواضح أنَّ هؤلاء الأشخاص قُتِلُوا في غضون ثوانٍ لاستنشاقهم الغاز السّام فيما كانوا منهمكين في أعمالهم لقوا حتفهم في الحالة التي كانوا عليها، ويظهر من تلك الحالات أنَّهم فقدوا حياتهم في عدة ثوانٍ، وبلغة أخرى وعلى سبيل المثال، مدّ البعض أيديهم لتناول شيء ما، وأنَّ أعينهم كانت مفتوحة فمثلاً أبٌ كان يحاول مراقبة ولده فوقع في الشارع، وأمٌ سقطت الى الخلف وهي تهزُ المهد،وتبين حالات ملامحهم بوضوح بأنهم توفوا خلال عدة ثوان(1).


سفرة الى حلبجة :

.. لقد وصف الكاتب الإيراني (هداية الله بهبودي) في كتابه (زيارة الى حلبجة) الذي صدر حديثاً في طهران وصف مدينة حلبجة بقوله (هولوكوست صدام ضد الكورد) .
سبق و أن زار الكاتب المدينة بعد أن ضربها صدام بالغازات السامة عام 1988م،و قد شخّص بدقة أثناء زيارته و متابعاته التالية نوعية الغازات القاتلة التي استخدمت ضد المدنيين العزل من أبناء حلبجة ،و التي قتلت خلال ساعات قليلة خمسة آلاف مواطن مدني،و حرجت عشرة آلاف آخر.
و أشار الكاتب أيضاً الى صمت العالم إزاء هذه الجريمة و دور دول الجوار في إنقاذ الضحايا(2).

صور قاتمة :

.. هذه كانت صور قاتمة عن تلك المأساة الأليمة لمدينة حلبجة التي دخلت أسفار التاريخ من باب المأساة التي تعصر القلوب وتذيب الضمائر،والتي تدلّ بوضوح على مدى قسوة النظام المقبور في إقدامه على هذا الانتهاك الفظيع لحقوق الإنسان في العراق، وخرقه للاتفاقيات الدولية في هذا المجال.وصدق الشاعر الشيخ إبراهيم الباوي إذ يقول في وصف النظام البائد (3):
ما في العراق من الهمومِ نظيرُ فيهِ الرّزايـا و الخطوبُ تدورُ
فإذا الأسى عمَّ البلادَ وأهلَها و غدا بها يحمي الحما مأجورُ





احمد الحمد المندلاوي
[email protected]



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و خلاهنَّ مصيبة.
- صغيرة..و رائعة
- باوه كورزين :أماكن من مندلي / 2
- في أروقة شفق..والثقافة الفيلية في بغداد
- الجنسية العراقية و الكورد الفيلية
- حمرين :أماكن من مندلي / 1
- الشاعر الكوردي لقمان حشمت و(الفم المملوء باللآلئ)
- حملَتْ شفاء..
- السيد حسن الطباطبائي :سيرة و ذكريات..
- أسامة
- غنّت ملائكةُ المكارمِ ..
- الكورد الفيليون في الركب الثقافي و الحضاري /2
- بغدادُ ..لا الإرهابُ باقٍ..
- فوهةُ الجمرِ..
- دعيه في لججِ الآهاتِ..
- أشدُّ الرّحال..
- مرتع الأمراض..
- بيبلوغرافيا فيلية/ القسم:3
- بيبلوغرافيا مواد كوردية فيلية/ القسم :2
- بيبلوغرافيا فيلية/ القسم:1


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد الحمد المندلاوي - حلبجة و لوحات الأنين / القسم 1