|
المهدي المنتظر
أحمد القبانجي
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 10:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قالوا وقلنا :....
قال النبي:سيبعث الله في اخر الزمان رجلا من ذريتي ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.(حديث صحيح ومتفق عليه من السنة والشيعة على اختلاف الروايات والمعنى واحد). اقول: نلاحظ على هذا الحديث عدة امور: 1- ان ارتفاع الظلم تماما من المجتمعات البشرية غير ممكن عقلا لان هذه الحياة مجمع الاضداد ولا يمكن لها الاستمرار دون وجود الاضداد كما يقول الفلاسفة والعرفاء(لولا الاضداد لما دام الفيض من رب العباد),ولا يمكن تغيير ماهية الانسان وقلع الرغبات والشهوات وحب الدنيا منه وهذه الامور هي سبب الشر والظلم,وعلى فرض امكان ازالتها بالتربية من جميع الناس فهذا يستلزم وقتا طويلا وفي هذه المدة يصدر الشر والظلم.
2- ان الافضل من المهدي كالنبي والامام علي لم يتمكنا من ازالة الظلم والجور وتحقيق العدل في داخل الدولة الاسلامية فضلا عن خارجها لانه حتى لو فرضنا ان الحاكم معصوم ولكنه يحتاج الى معاونين وولاة وقضاة وقادة جيش وشرطة وو..وهؤلاء ليسوا بمعصومين ويمكن صدور الظلم والسرقة والرشوة منهم كما حدث في زمن النبي وفي خلافة الامام علي وسائر الخلفاء الراشدين,فكيف بحكومة تسيطر على جميع العالم؟ ولو قيل ان الناس سيكونون افضل حالا واخلاقا عند ظهور المهدي فهذا يتعارض مع القول بأن الارض ستمتلئ بالظلم والجور لانه يعني ان الناس أسوأ اخلاقا من كل زمان.
3-ان الدفاع عن اي عقيدة على نحوين:1-دفاع واقعي 2-دفاع براجماتي(الفائدة منها),فالاول يدافع الشيعة عن وجود المهدي حاليا بوجود روايات تدل على ذلك,ولدى التحقيق يتبين ان جميع الروايات ضعيفة وموضوعة وحسب الرجالي المحقق اصف المحسني في كتابه:شريعة بحار الانوار,فان جميع الروايات الواردة عند الشيعة في هذا الخصوص 49 رواية,منها 48 رواية ضعيفة وموضوعةونصف هذه الروايات اساطير لا يصدقها العقل,ورواية واحدة صحيحة تصرح بوجود ولد للامام العسكري(والد المهدي) ولكن لا يعلم هل بقي حيا بعد ذلك,وكيف نثبت انه ابنه ولعل الراوي اشتبه عليه الامر؟
4- اما الدفاع البراجماتي فناظر الى الفوائد المترتبة على عقيدة معينة لكي يمكن عقلا الاعتقاد بصحتها,فنقول: ان المستفيد الاكبر من نشر هذه العقيدة الغيبية والمروج لها 3 فئات : الاولى :حكام بني امية وبني العباس وسائر حكام الجور الذين يخدرون الناس بهذه العقيدة ليأمنوا ثورتهم ويوحوا لهم بان الخلاص سيأتي عن طريق المنقذ فلا تعرضوا انفسكم للتهلكة.ومعلوم ان الضرر المترتب على ذلك بالنسبة لعامة الناس اكثر بكثير والذي يتمثل بتكريس حالات الظلم والجور والاستبداد. الثانية: الطبقة المسحوقة من الناس الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد من قبل حكام الجور فكانت هذه العقيدة تدغدغ عواطفهم وتمنيهم باحلام وردية بقرب يوم الخلاص والانتقام من الظالمين وتبرر لهم حالة الكسل والجبن التي يعيشونها.ومعلوم ايضا ان الضرر المترتب على ذلك اكثر بكثير من هذه الفائدة لانها بمثابة المخدر لافراد المجتمع المقهورين وتعمل على تكريس حالة الخنوع والخضوع لديهم . الثالثة: مراجع الدين الذين نصبوا انفسهم نوابا للامام المهدي ,فهم بهذه الحجة يأخذون الخمس وسهم الامام من الناس ويحققوا لهم الهيمنة والقداسة بين الناس ولا يحق لاحد انتقادهم والرد عليهم لان الراد عليهم كالراد على الامام والراد على الامام كالراد على الله.ومعلوم ايضا مدى الضرر الفاحش الذي يتعرض له الناس جراء تصديق هذه المقولة..وبهذا يبطل هذا الدفاع ايضا.
5-ان الكثير من هذه الروايات يتضمن امورا لا يمكن قبولها عقلا من قبيل بقاء المهدي على قيد الحياة كل هذه المدة الطويلة وكان بامكان الله ان يخلق المهدي في اخر الزمان دون ان ينقض سننه وقوانينه الطبيعية.وكذلك ورد انه عندما يخرج المهدي المنتظر يأتي بدين جديد وينزل المسيح الى الارض ويصلي خلفه ويقتل نصف العالم او ثلتي الناس وو..اقول : اذا تقرر ان يأتي بدين جديد فهذا يعني ان دينكم الان باطل..واذا نزل المسيح وصلى خلفه فهذا يعني ان محمدا ليس بخاتم الانبياء.واذا تقرر ان يقتل مليارات البشر فوجود صدام حسين وهتلر وستالين ولينين وماوتسيونغ خير للبشرية من ظهور المهدي لانهم باجمعهم لم يقتلوا عشر معشار مما سيقتلهم الامام المهدي. بعد هذا هل لازلتم تصدقون بالمهدي؟وهل لازلتم تنتظرون خروجه ,مع العلم ان اليهود لا يزالون ينتظرون خروج المنقذ منذ 3 الاف سنة ولم يخرج,والمسيحيون لا زالوا ينتظرون خروج المسيح منذ الفي سنة ولم يخرج ,والمسلمون لا زالوا ينتظرون خروج المهدي منذ اكثر من الف عام ولم يخرج...فالى متى تنتظرون..بل متى تعقلون؟؟؟
#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المبشرون بالجنة
-
الفرقة الناجية
-
بين الشريعة والقانون
-
اجماع الامة
-
هل اليقين فضيلة؟
-
مصداقية القران
-
المتعة,,حلال ام حرام؟
-
الرب يستعرض عضلاته
-
ايهما الاصل ,الاسلام ام الانسان؟
-
الشريعة,,نعمة ام نقمة ؟
-
اللقطاء
-
هل النبي محمد صادق؟
-
الجنة والنار
-
نصيحة الى الشباب في الوقت الراهن
-
عمل المرأة داخل البيت!
-
الحديث مع الله
-
القضاء الاسلامي في الميزان
-
حكم المرتد في الشريعة الاسلامية
-
مالك الحزين والضفدع
-
القمار مع الله!
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|