أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - قادة العراق .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!














المزيد.....


قادة العراق .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القادة العراقيون .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!
في الثامن والعشرين من تموز القادم يكتمل قرناً على بدء الحرب العالمية الأولى , التي أطاحت بخرائط الجغرافية والنظم الاقتصادية وغيرت توجهات السياسة لصالح مخططات المنتصرين , بعد أن دفعت الشعوب فواتيرها الباهضة .
مايهمنا من القرن الذي مضى هو حصيلة جرد التفاصيل العراقية خلاله , وهي في محطاتها الرئيسية تبدء من أنتهاء أربعة قرون من السيطرة العثمانية لصالح الاحتلال الانكليزي , الذي فرض معاهدة ( سايكس - بيكو ) قبل أن يغير من عنوان هيمنته من احتلال الى أنتداب ,ويقف خلف سدة الحكم التي أختار لها نظاماً ملكياً لعائلة ليست عراقية , استمرت في الحكم حتى ثورة تموز عام 1958 التي أعلنت العراق نظاماً جمهورياً ووضعت حداً للتدخل البريطاني سياسياً واقتصادياً من خلال سلسلة من القوانين والأجراءات التي حققت بموجبها التحرر السياسي والاقتصادي للقرار الوطني العراقي , مما أثار حفيظة الغرب ساسةً وشركات ودفع المخابرات البريطانية والأمريكية للتنسيق مع جمال عبد الناصر وحزب البعث للاجهاز على الثورة في الثامن من شباط الاسود عام 1963 , في سابقة أولى أسست للعنف الدموي الذي تنفذه السلطة ضد مواطنيها , حين أقدمت ( قطعان الحرس القومي ) من تنظيمات حزب البعث المدججة برشاشات ( البورسعيد المصرية ) , على أرتكاب المجازر الوحشية ضد الوطنيين العراقيين المدافعين عن ثورة تموز من الشيوعيين وأنصارهم , خلال ستة شهور دموية قبل أن تتم أزاحتهم عن المشهد السياسي , بعد رفض عالمي مشهود لجرائمهم التي يندى لها الجبين الانساني , لكن عودة البعثيين بقطار سادتهم الامريكيون في تموز من العام 1968 كانت مرسومة بسيناريو جديد ملائم للأوضاع السائدة في المنطقة بعد هزيمة حزيران 1967 ,فقد كان لزاماً على الجميع أستثمار حالة الانكسار العربي حينذاك كي تكون العودة مقبولة لشارعِ ساخط على حكامه المنكسرين امام أسرائيل , وخطاب البعثيين أقرب عاطفياً للعامة لأنه مكتنز بالحماسة الملائمة للوضع النفسي الذي تعيشه الجماهير رغم التأريخ الاسود لهم في العراق تحديداً, وماحدث خلال الاربعة عقود التي دمروا بها العراق لغاية سقوطهم المشين في العام 2003 لايحتاج الى تفاصيل .
الآن ونحن نستعرض المشهد العراقي خلال المائة عام الاخيرة , لابد لنا أن نميز بين دورين فيه , الأول للقادة الذين تصدروا المشهد السياسي وساهموا في رسم خطوطه وتسببوا في نتائجها , والآخر لعموم الشعب الذي تحمل تلك النتائج بكل تفاصيلها , فبينما كانت شعوب الأرض تنتقل من مربع الى آخر أفضل منه , رغم أن قادتها لم يكونوا دائماً على نفس المستوى من الأداء المفيد , وكان بعضهم قد أساء وأخطأ وتسبب في كوارث , الا أن آخرين أعادوا للميزان توازنه وللبوصلة اتجاهها النافع والمفيد , وكان ذلك في أكثر من بلدِ في قارات الارض , وحتى في البلدان الضعيفة بامكاناتها البشرية والاقتصادية وفي تأريخها الحضاري , خلافاً للعراق الذي تحول من سيئ الى أسوء على مدى تأريخه الحديث في المائة عام التي نعنيها .
لكن الأهم من هذه النتيجة المؤلمة هو ماكان يتبناه القادة الذين تسببوا في الخراب العراقي من سياسات متخلفة وبدائية في التعامل مع الشعب , حين حولوا الخدمة التي يقدمونها له كقادة الى سلطة يستعمروه بها كحكام متسلطين على رقابه , لقد توحًد هؤلاء في خطابهم الأعلامي على منهج واحد رغم تقاطعاتهم الفكرية , هو منهج المنتصر على الآخر حتى لو كان الآخر هو شعبهم , وقد أرخت خطبهم وفلسفتهم السياسية أمثلةً صارخة من مهازل تفاسير تعتمد ( لي الحقائق ) ومحاولات تطويعها باتجاه تتعارض كل مناهج التفسير مع تفاصيلها , حتى عجزت أجهزة اعلامهم بكل امكاناتها على تبييض سوادهم الكالح أمام أنظار العالم قبل أنظار شعبهم , فمن هزيمةِ الى أُخرى بالتتابع دون أن يرف لهم جفن ولاتسهر لهم عين , وقد تحمل الشعب من جراء استهتار حكامه كل ألوان الضرائب القاسية وصولاً الى ضريبة الدم المتصاعدة منذ الاستقلال والى يومنا هذا والتي دفعها ومازال خيرة أبناءه .
لقد تعود قادة العراق الحديث خلال المائة عام الماضية على ادعاء الانتصارات في جميع المنعطفات السياسية التي مرت بها البلاد , فحين سقط الحكم العثماني وجاء الاحتلال الانكليزي كانوا منتصرين , وبتنصيب الملك فيصل الذي لم يكن عراقيا كانوا منتصرين , وحين أجهزوا على ثورة تموز ومكاسبها بردة شباط الدموية كانوا منتصرين , وفي الحرب مع ايران التي تسببت بكوارث بشرية واقتصادية كانوا منتصرين , بدمار العراق بعد غزوا الكويت والحصار القاتل كانوا منتصرين , وبالغزو الامريكي وكوارث الطائفية والفوضى والارهاب الذي استباح العراق هم أيضاً منتصرين , وبالفساد الضارب كل مناحي الحياة منتصرين , ووو بكل مايخطر على بال العاقل تجد القادة العراقيين منتصرين , ولم يخطر ببال أحد منهم طوال العقود الماضية أن يفكر ولو لحظة بنتائج هذه الانتصارات المزعومة على واقع الحال الذي يعيشه المواطن , كيف وصلنا الى كل هذا الخراب اذا كنا منتصرين على طول الخط ؟ , ولماذا لم ينجب العراق قادة وطنيون حقيقيون شجعان يصارحون شعبهم بتفاصيل الاخفاقات التي تعرض لها بسببهم ويشاركوه العمل الجاد من اجل أنتصارات البناء الحقيقية وليست الانتصارات الزائفة التي يتغنون بها على حساب دماء الابرياء من مواطنيهم ؟.
لقد أعترف العرب مرةً واحدة بهزيمتهم وذلك في حرب حزيران ضد اسرائيل في العام 1967 , وقد تسبب ذلك الاعتراف بانتصارهم في حرب اكتوبر عام 1973 , لكن ذلك الدرس لم يكن كافياً ليتحول الى منهجاً لهم , فقد عادوا الى سليقتهم المدمرة في ادعاء الانتصارات الزائفة , وقادة العراق ليسوا استثناءاً .

علي فهد ياسين





#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرنب للشعب والغزال للحُكام ..!!
- بصمة ( داعش ) بين صيدليتين ..!!
- البصرة تعتزم شراء النخيل من فرنسا ..!!
- آمد كاوة كرمياني يولد في كلار
- فنان الشعب الذي يسمعه أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم ..!!
- رقابة الشعب ورقابة السلطات
- سباق الأنتخابات بين ابن الشعب وابن السلطة ..!!
- مجلس النواب العراقي واستمارة كشف المستور ... !!!
- الانتخابات العراقية والتلميع بالطين ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! / 6
- العلاقة بين الأنتخابات القادمة وتصاعد العنف في العراق
- تماس كهربائي بفعل فاعل ..!!
- هروبان في الحلة
- مفتي السلطان ومصائب الأمة
- أوراق على رصيفِ عراقي
- مخاطر الغاء تأشيرة الدخول بين العراق وتونس
- بين كل زعيمين وسيط ..!!
- تزوير القيادات ..!!
- نزاهة المطر ..!!
- في بابل .. مُجَسًر ( نادر ) ضد الزلازل ..!!


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - قادة العراق .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!