أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - مفاجآت على الطريق














المزيد.....

مفاجآت على الطريق


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


اليوم، عندما ذهبت الى دكان الكيبوتس الذي أعمل فيه رأيت الشباب الذين يبدون لي... ماذا أسميهم... متخلفين قليلا عقليا. لا أحب هذه التسمية، فكلمة "متخلف" تبدو قاسية ورديئة جدا. لا أدري لماذا تفرح نفسي لرؤية هؤلاء الشباب. إنهم يعملون في الكيبوتس. ما زلت أذكر أول مرة رأيتهم فيها، منذ سنة أو أكثر، حين كنت في طريقي من مكان عملي الى البريد، رأيتهم يعملون وبقربهم تراكتور في موقف السيارات. فوجدت أحدهم يقول لي: "شالوم!" وقد انطلقت الكلمة منه بسرعة تثير الشك. رفعت نظري نحوه وتأملته قليلا، ظننت أنه قد يكون أحد زبائننا في العمل، ولكنني لم أذكر أنني رأيته من قبل. رددت له التحية على كل حال. وبعد دقائق، حين كنت عائدة من البريد، رأيتهم ما زالوا في نفس موضعهم، ففوجئت بذلك الرجل يقول لي مرة أخرى: "شالوم!"... عندها، أدركت أنه... ليس بكامل قواه العقلية.
كنت بالقرب من الصندوق أدفع للبائع حين دخل اثنان منهم الى الدكان وأخذا ما كانا يرغبان في شرائه بسرعة كبيرة.
"نحن.. مستعجلان.. قليلا"، قال أحدهما وهو ينطق الكلمات بثقل.
ابتسمت لنفسي وأنا أراهما وخرجت من الدكان وأنا أفكر: ما أجمل الحياة بنظرهما!
في طريق عودتي الى مكان عملي، مرة أخرى، عند موقف السيارات الذي أمر منه في كل مرة ولا أدري لماذا يخفي لي دائما المفاجآت، لمحت 10 شيكل يلمع على الشارع. للوهلة الأولى، لا أخفي عليكم أنه خطر لي أن أنحني وآخذه لنفسي. لا، لست بحاجة ماسة إليه، ولكن... رغم ذلك... نعم، أحيانا أجد نفسي بحاجة إليه جدا ولا أجده عندي! فمنذ أيام فقط طلب مني ابني أن أعطيه 10 شيكل ليشتري شطيرة في المدرسة ولم أجد عندي في المحفظة! ولكن، بما أنني أجتهد عادة للانصياع الى مبدأ أن "لا تأخذ شيئا لا يخصك"، تجاهلت ما أرى... وأكملت طريقي. ربما يعود صاحب المال ويأخذه... واسيت نفسي. ولكنني عرفت في داخلي أن أحدا آخر غيري، لا يهمه أن يأخذ شيئا لا يخصه، على الأغلب، هو الذي سيأخذه لنفسه.
كلما رأيت مالا مرميا على الشارع تذكرت ذلك اليوم، حين كنت طفلة صغيرة، وجدت على الشارع 20 شيكل (مبلغ ليس بقليل في تلك الأيام). أسرعت لالتقاطه من الشارع ،وكانت معي صديقتي، فقلت لها بلهفة: "أنظري، وجدت 20 شيكل!"
فاقتربت مني وقالت: "دعيني أرى." أمعنت النظر الى المال، ثم قالت: "آه، هذا هو المال الذي ضاع مني البارحة!" وأنا صدقتها وسلمتها المال من كل قلبي! ورغم أنني حقا استغربت من الأمر ولكن لم يخطر في بالي أبدا أنها قد تكون كاذبة. ولكن تلك الحادثة لم تسقط أبدا من ذاكرتي. فقط بعد سنوات طويلة، بعد أن كبرت، واستعدت في ذهني تلك الحادثة مرات ومرات، أدركت... أنني كنت مخدوعة! وقد تتعجبون إذا أخبرتكم أن هذه الصديقة اليوم تعمل في بنك!!



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي الفيسبوكية
- اختفاء رباب ماردين 23
- اختفاء رباب ماردين 22
- فرحة الولد
- اختيار السعادة
- ممنوع اللمس
- صباح التعصيب
- شرود
- اختفاء رباب ماردين 21
- مؤتمر اللغة الشركسية في أنقرة
- العطر
- اختفاء رباب ماردين 20
- اختفاء رباب ماردين 19
- اختفاء رباب ماردين 18
- إختفاء رباب ماردين 17
- إختفاء رباب ماردين 16
- إختفاء رباب ماردين 15
- إختفاء رباب ماردين 14
- شركس 100%
- إختفاء رباب ماردين 13


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - مفاجآت على الطريق