أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - يسوع وأنا














المزيد.....

يسوع وأنا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 20:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنت يا يسوع وأنا أجملُ اثنين,أنت الأب وأنا الطفل الذي يحتاج إلى رعايتك.. أنا الأعمى الذي يحتاج إلى نورك, أنا الجائع الذي يحتاج إلى رغيف خبزك, أنا الذي يحتاج قلبه إلى القليل من نبيذك المعتق بالجرار السريانية التي شرب منها أجدادي في الماضي, أنت البيت الذي أبحثُ عنه لأعيش تحت سقفه خوفا من البرد ومن أشعة الشمس الحارقة, أنت والكنيسة المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالراحة الأبدية..أنت وأنا لوحتان زيتيتان أتحدتا في لوحة واحدة, وأنت الألوان التي عشت طوال حياتي أسأل عنها, أنت يا يسوع وأنا عبارة عن ملحمة أثرية وحكاية قرمزية اللون أنت يا يسوع وأنا أفضل رمزين انتحر قربهما العشاق وعبارة عن ظل شجرة زيتون نام تحتها المتعبون من هذي الحياة , أنت رؤيتي الجديدة للكون وخطتي العظيمة لجعل هذا العالم أكثر جمالا من أي وقتٍ مضى, وأنت كل توقعاتي التي تزيدني تفاؤلا وأملا في الخلود, أنت ليس لك شبيه وليس لك نديمٌ مثلي, أنت ينبوعي الذي أغترف منه وشمسي التي تشعرني بالدفء, أنت ملاذي الأخير حين أكون خائفا وطبيبي حين يؤلمني رأسي, أنت عنواني الذي نسيه الناس, أنت الفاتح الذي يفتح عليّ كل يوم ضوء النهار, أنت الوسادة التي شاهدتُ عليها كل أحلامي أنت وأنا أجمل قصيدة كتبتها مخيلة أعظم شاعر, أنت وأنا أجملُ أغنية عزفتها أرقُ أنامل, أنت وأنا علاقة وطيدة مثل العلاقة ما بين السماء والأرض , أنت وأنا روحين ملتصقتين مثل السمك في الماء ومثل الطيور في الجو, أنت وأنا أجملُ حكاية وأعظم رواية وأفضل شريكين, أنت وأنا قصة ليس لها نهايةٍ وبدايةٍ ليس لها جذور, أنت يا يسوع وأنا قصة من الصعب أن نصف بدايتها ومن الصعب أن نعرف نهايتها, أنت وأنا ما لنا من مجالسنا بدُ تروي لي عطشي وتعطيني الفرصة لأنجو بنفسي.. أنت وأنا أجمل عاشقين عشقا بعضهما حتى الثمالة, أنت يا يسوع وأنا أجمل أبٍ مع أجمل ابن, أنت يا يسوع وأنا حكاية لن تتكرر إلا في كل ألف عام مرة واحدة, أنت يا يسوع وأنا أجمل شهيدين, أنت وأنا أفضلُ بريئين, أنت مشواري الطويل الذي بدأته منذ ربع قرن.

يتخيل لي أن هنالك أكثر من يسوع في هذا العالم, فلكل الناس يسوع واحد وأنا يسوعي ليس له مثيل, يتخيل لي أنك لي وحدي, يتخيل لي أن ليس للناس معبودا مثل معبودي وربا مثل ربي, يتخيل لي أن ليس هنالك مخلصٌ مثل مخلصي وحبيبا مثل حبيبي يتخيل لي أنني عشت معك مئات السنين وأكلت وشربت معك مئات السنين, يتخيل لي أنني قرأتك في كل القصائد التي كتبتها طوال حياتي ولمستها أنت بأناملك الرقيقة,, أنت قصة الرجوع الأخير, وتبقى أنت يسوع وأنا عبارة عن ديانة جديدة وفهمٌ جديد للمسيحية, من ليس له يسوع مثل يسوعي فعليه أن يبيع كل شيء يملكه ويشتري لنفسه واحدا مثله, كل من لا يملك يسوعَ مثل يسوعي عليه أن يبحث له عن واحدٍ مثل يسوعي الذي معي, ف يسوع الذي معي لا يمكن أن يجد الناس واحدا مثله, يسوع الذي معي لا يمكن أن يمتلك كل الناس واحدا مثله, يسوعي عالم يأخذني بعيدا في دنيا الأحلام, يرميني في عبق الزمان, يعطرني بالعطور الفرنسية ويعطيني أملا بالرجوع الأخير, أحيا معه ويحيا معي, ليس لكل الناس خالقا مثل خالقي والاها مثل إلهي, أستغرب بالناس لماذا لا يبحثون عن يسوع بين قصاصات الورق القديمة واللوحات الفنية القديمة والقطع الزخرفية القديمة, لماذا لا يبحثون عنه هنا وهناك حين تفوح عليهم مساء وصباحا رائحة الورود لماذا لا يفتشون عنه في عبق المكان, لماذا لا يفتشون عنه بين الجداول المائية وتحت الماء وفوق السماء!! لماذا لا يصنع الناس لهم يسوعَ مثل يسوعي, لماذا لا يصنعونه بكثرة التأمل وكثرة البكاء!!! لماذا لا يبحثون عنه بين ملابسهم الجديدة التي يلبسونها في كل عيد وفي كل صلاة!!.

من هو حبيبي إن لم يكن يسوع الذي رفع عني العذاب ورفع عن روحي الهم والغم والتعب, من الذي أنقذني من الشرير إلا هو؟ من الذي وضعني فوق السحاب وفوق حبات المطر إلا يسوعي؟ من الذي كفكف لي دموعي إلا يسوعيي؟ من الذي قهر لي كل أعدائي إلا هو؟ من الذي أجبر العالم كله على احترامي إلا هو؟ من الذي فاجئني بكثرة زياراته إلى بيتي إلا هو, من الذي غسلني من الأوساخ إلا هو؟ من الذي أعطاني الطمأنينة إلا هو؟ من الذي بارك لي كل حياتي إلا هو؟ من الذي افتداني بدمه إلا هو؟ من الذي تأخذه الرأفة والرحمة بأعدائه إلا يسوعي! من الذي أنام على كتفه إلا يسوعي؟ من الذي جعل للنهار عيونا إلا يسوعي, من كساني من غطاني من واساني من أعطاني؟إلا يسوعي , علاقتي بيسوع علاقة لا يمكن أن ينساها الزمن, ولا يمكن أن تتكرر أبدا, علاقتي بيسوع علاقة غرامية, علاقة تلميذ بمعلم, علاقتي بيسوع علاقة أبوية, علاقة مميزة, علاقة لها علامة عالمية , علاقتي ب يسوع علاقة لن يشهد لها مثيل, وليس لها بديل, علاقة سيكشف عنها يوما ما كل عقل متنور وكل قلب مفتوح للمحبة وللإنسانية , علاقة ستظل قائمة إلى الأبد وتشهد على قصة إنسان أضاع من يديه كل الفرص وكل المعبودات لكي يشتري لنفسه الخلاص الحقيقي , علاقة ستذكرها الأجيال القادمة لمئات السنين, وحين يشتد بي الألم لا أجد معي إلا هو, وحين تعصرني الأحزان لا أجد فرحا أفرح به إلا هو, يأتيني في كل لحظة ليبرد لي قلبي, ليرشني بالماء, ليغسل لي وجهي بعد أن منت اغسله بماء عيوني, أنت الحق وبك الحق فمن أي شيءٍ أخافُ بعد اليوم؟.







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبحث عن يسوع
- يسوع ليس تاجرا
- يسوع ليس قاتلا ولا متطرفا
- لماذا جاء يسوع؟
- جوزيف المسيحي
- اختبرت يسوع
- إلى يسوع
- صلاتي ل يسوع
- أحببت يسوع
- اعتدت على الحياة مع يسوع
- الحياة بدون يسوع
- سألوني عن يسوع
- يسوع 2
- من أين جاء أسم محمد؟
- الاقباط أول من بنى الكعبة من الحجارة
- الإسلام هو المشكلة
- الميثولوجيا القرآنية
- أهل الميئين
- القرآن زور التوراة والإنجيل
- الحك بالحجر الأسود


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - يسوع وأنا