|
قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (1) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ..
مروان مجادي
الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 20:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عقيدة الولاء و البراء .. الولاء لله و رسوله و البراء من الذين كفروا .. هكذا يفتتح إمام مسجد خطبة الجمعة .. كان هذا قبل إنتخابات 23 أكتوبر 2011 بقليل أي إبان الحملة الإنتخابية .. ماذا رأيتم من الله حتى تكرهوا شريعته .. اسمعوا منا و لا تسمعوا علينا ..كانت هذه إحدى حملات الدعاية التي اطلقها تيار أنصار الشريعة بتونس .. السلفيون ابنائنا و يبشرون بثقافة جديدة .. هكذا سوق زعيم الإتجاه الاسلامي " حركة النهضة حاليا " المدعو راشد الخرجي شهر الغنوشي .. الشعب مسلم و لن يستسلم .. شعار ردده أنصار النهضة إبان إعتصام القصبة و هم يستسلون إلى الحراك الثوري وقتها الهادف إلى الحسم مع الحرس القديم .. انهم ارهابيون كلهم ارهابيون .. لكل وظيفته و خطته في هذا .. تقسيم مخطط و محكم للأدوار .. أحد المحللين و الخبراء الأمنيين يظهر على شاشة التلفزة .. بكامل اناقته بربطة عنق .. ما يستوجبه الأمر من مساحيق و غيرها .. نفس الخبير يحذر ، يندد .. يشير إلى تيار سلفي جهادي بعينه .. طبعا بأصابع مرتعشة و كلام إنشائي جميل و منمق .. التحذير يستمر .. قد نشهد عمليات انتقامية .. ثأر لمقتل الإرهابي أبو فلان .. و المكنى كذا .. وزير الداخلية يقول بأن الأمن هو المهاجم دائما هو المبادر دوما .. هذا دليل إنتصار .. و بين تحليل المحللين و ربطة عنق الوزير لازال الدم ينزف .. و الأكثر من هذا تطور الارهاب و تأقلمت تكتيكاته مع المرحلة .. و لا زال يمضي إلى تحقيق اهدافه بكل ثقة و تأني و حرفية واضحة و جلية .. علينا أولا أن نفهم الإرهاب أن نحدد تكتيكاته بكل علمية .. عندما ننجح في توقع عملية ما أو تخطيط معين و نتدخل على أساسه لنحبطه ..حينها فقط تنقطع خطوة حقيقية لمواجهة آفة الإرهاب .. إن أول خطوة في محاولة فهم تكتيك الإرهاب هي تحديد القائم به .. من هو من أين جاء ؟ من يدعمه ؟ ما وظيفته ؟ .. قد تبدو الإجابة مؤلمة لحد بعيد .. لكن علينا أن نتحلى بالشجاعة و الشجاعة المطلقة التي لا حدود لها .. هؤلاء الإرهابيون هم منا و إلينا ، يقيمون معنا أحيانا في نفس الحي و حتى في نفس المنزل .. يرتادون نفس محلات التسوق التي نرتادها .. بجوارنا في أماكن العمل و في مقاعد الدراسة ربما .. انهم ليسوا بمستوردين .. الجزء الثاني من الإجابة يجب أن يكون دقيقا ، صارما و محددا .. الإرهاب في تونس ليس ظاهرة عرضية و لا يمكن حصره بالأسباب التقليدية للظاهرة الإرهابية فحسب .. إنه تكتيك عسكري لحزب سياسي يهدف إلى تفكيك الدولة و إقامة الخلافة على انقاضها .. طبعا يتداخل في هذا البعد الإقليمي و كل ما دأبت على فعله الرجعية العالمية عبر وكلائها بالداخل و الخارج .. من هم الإرهابيون ؟ الحزب السياسي الذي كان في الحكم ( حركة النهضة و حلفائها ) و كل الدوائر المرتبطة بها تنظيميا أو اديولوجيا من حزب التحرير إلى أنصار الشريعة إلى الإسهال الذي شهدته البلاد من جمعيات مشبوهة بتمويلات ضخمة المشككون في الإرهاب و المبيضون له من وجوه إعلامية و شبيه حقوقية و لوبيات داخل الأجهزة الأمنية ... بهذا المعنى تتضح أولى معالم التكتيك الارهابي و المتمثلة في خطوة مزدوجة تهدف إلى خلق مجتمع داخل المجتمع و إنشاء منظومة مضادة للصدمات : * خلق مجتمع داخل المجتمع : تمتد هذه الخطة من عملية إختراق البنية و النسيج المجتمعي إلى خلق نموذج مجتمعي مفارق للسائد و الموجود يستند إلى المقومات الدينية و العقدية و يتم التسويق إليه كأنموذج مثالي جدير بالإتباع و التقليد .. فضلا على ما توفره هذه الاسترتيجيا من خاصية مرنة و آمنة تمكن الإرهاب من الإستمرار و الصمود ( الوحدة الصماء .. ) و الإنتشار و إعادة التنظم ( التنظيم العنقودي ) .. اظافة إلى التعويل على الذات ( مقومات الذاتية .. من إعلام خاص ، أمن خاص و إستعلامات خاصة ...) هذا يجعل من المقاومة أمرا هذا يجعل من المقاومة أمرا صعبا لأنها ستتحول إلى ما يشبه الحرب الأهلية و الإقتتال الداخلي .. * إنشاء منظومة مضادة للصدمات : و ذلك عن طريق تقنيات التمويه و المغالطة إذ يعمد الإرهابيون إلى الكشف عن جزء من أذرعهم التنفيذية كي تتحمل هي الصدمة بدلا عن كامل التنظيم مثل ما حدث إبان إعلان أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا .. حيث تخلت النهضة عنه و صنفته كتنظيم محضور .. نفس آلية الدفاع هذه يتبعها قادة التنظيم مع انصارهم الذين يقحمون بدورهم المنحرفين و تجار الخمر و المخدرات و بعض المهربين .. يبقى التنظيم السري معافى و بعيد عن الأنظار فحين تتلقى قطاعات أخرى الصدمات بدلا عنه ..
( يتبع .)
#مروان_مجادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حمى ..
-
في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين الم
...
-
وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال
...
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|