أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - القضاء ينتصر للحرية














المزيد.....

القضاء ينتصر للحرية


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 08:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رفض القضاء الدعوى التى أقامها مرتضى منصور المحامى والتى طالب فيها بإغلاق موقع اليوم السابع الإلكتروني، وسحب التراخيص الصادرة للموقع على شبكة الإنترنت، وألزمت المحكمة “مرتضي” بالمصروفات.

أصدرت دائرة الاستثمار بمحكمة القضاء الإدارى هذا الحكم برئاسة المستشار حسونة توفيق نائب رئيس مجلس الدولة، وكان المستشار “أسامة الجرواني” مفوض الدولة قد أعد تقريرا بالرأى القانونى انتهى بالتوصية التى أقرها المستشار حسونة، وقال تقرير الجروانى إن ما نشره موقع اليوم السابع لم يتضمن ألفاظا تشكل خروجا عن الآداب أو الأخلاق العامة.

بينما قالت المحكمة فى حيثيات حكمها إن موقع اليوم السابع الإلكترونى لم ينشأ إلا ليكون نافذة للمعلومات ووسيلة للاتصال، ومنبرا للإعلام وترسيخا للقيم والأخلاق، وإغلاق هذا الموقع يتصادم صراحة مع حكم المادة 71 من الدستور الجديد، والتى تنص على أن يحظر بأى وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها.

وأضافت الحيثيات أن مطلب الغلق “يتنافى مع حق التعددية الإعلامية التى تضمن حق القارئ فى استقبال رسالة اتصالية تعددية من خلال مواقع متنوعة، وإفساح المجال للتكوينات السياسية والاجتماعية المختلفة للتعبير عن نفسها”.

وقد كانت المواد الدستورية التى حصنت حرية الصحافة والإعلام وجرمت إغلاق المنابر حتى ولو بحكم قضائى قد جاءت بعد صراع طويل ضد الاتجاهات العميقة فى الحكم على امتداد ستين عاما سواء عبرت عنها مؤسسات أو أفراد، وهو صراع خاضه الصحفيون والكتاب والمفكرون والإعلاميون، وفى العام القادم تكون قد انقضت عشرون عاما على انعقاد الجمعية العمومية التاريخية لنقابة الصحفيين فى العاشر من يونيو عام 1995 والتى قرر فيها الصحفيون الإضراب العام والتهديد بتوقيف الصحف فيما لو لم تتراجع الحكومة عن إصدار القانون 93 لسنة 95 الذى وصفه الصحفيون بأنه قانون اغتيال حرية الصحافة وحماية الفساد ورضخت الحكومة للتهديد وأصدرت مجموعة من التعديلات الإيجابية فى قانون العقوبات بالقانون 95 لسنة 1996 بناء على توصيات الصحفيين، وإن لم يستجب الحكم تماما وحتى الآن لكل مطالب الصحفيين والإعلاميين بل وكل القوى الحية فى المجتمع المصرى فيما يخص الحريات العامة.

فلم يكن الصحفيون والإعلاميون وحدهم هم الذين خاضوا غمار هذا الصراع العنيف من أجل الحرية وضد الاستبداد والقمع بل إن كلا من النقابات المهنية والعمالية والفلاحية ومنظمات المجتمع المدنى وفى القلب منها منظمات حقوق الإنسان خاضت غمار هذا الصراع على امتداد الزمن ودفعت الثمن من حرية أعضائها وأرزاقهم، فسجن من سجن بينما جرى منع عشرات الكتاب والصحفيين من الكتابة كما جرى إغلاق صحف ومؤسسات وتشريد العاملين فيها، وهى حقائق ينساها الكثيرون.

ورغم صدور الدستور وإقراره بنسبة شعبية عالية وبما يتضمنه من مواد تحصن الحريات العامة والشخصية وفى القلب منها حرية الصحافة وحرية الفكر والاعتقاد، فلاتزال هناك ترسانة من القوانين المعادية للحريات تنتظر من يحرك الدعاوى ضدها لإسقاطها استنادا إلى الدستور الجديد لتطوى هذه الصفحة السوداء من تاريخنا السياسى والثقافى.

أما الذين يحاولون إعادة التاريخ إلى الوراء والمطالبة بمصادرة الحريات بأحكام قضائية، فإنهم يتجاهلون هذا التاريخ النضالى المجيد ويقفزون فوق الحصاد الذى راكمه المكافحون من أجل الحرية على مر الزمن ودفعوا ثمنه غاليا، وهم مستعدون لمواصلة الكفاح.

ونحمد الله لأن مؤسسة القضاء التى طالما كانت جزءا عضويا من هذا الكفاح المجيد تواصل الآن مسيرتها، وتضيف إلى سجلها الناصع فى الدفاع عن الحريات وصيانتها رصيدا جديدا، سواء فى مواجهة جماعات الإرهاب الدينى وقوى اليمين الفاشية أو في مواجهة المحاولات “المدنية” لاستعادة منظومة القمع والاستبداد بدعوى التصدى للإرهاب وهى ترفع راية القانون والعدالة.

يبقى أن المجتمع المصرى بعد عقود طويلة من نشاط اليمين الدينى والجماعات المتطرفة أصبح هو نفسه يشكل أحيانا رقابة ضمنية على الحريات مع غلبة الوعى الزائف على الوعى النقدى التحرري، وهو الوضع الذى يدعو المثقفين الديمقراطيين إلى مواجهته فى كل الميادين من الإعلام للتعليم إلى المؤسسة الدينية ومؤسسة الأسرة حتى يأتى اليوم الذى تتطابق فيه قيم المجتمع مع شعارات الثورة وأهدافها لنتقدم بجسارة إلى المستقبل.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب والسلطان
- الدولة الدينية تقتل الشعراء
- الثورة.. إبداع متواصل
- إسرائيل دولة يهودية!
- المواطن الإيجابي
- إجرام فى حق التنوير
- دعم لإنقاذ السينما
- إسقاط الفوضي
- قيم إنسانية عليا
- الثقافة في الثورة
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب
- يا بركان الغضب
- لو خرج الفلاحون
- هشاشة المعرفة
- علمانية تركيا المتجذرة
- خوف الفاشية من الثقافة
- حتي ولو مسيحيا واحدا
- خريطة للأمل
- حرية عرفية.. ولكن


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - القضاء ينتصر للحرية